في واقعة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تعرض شاب أربعيني لهجوم «شرس» من قبل كلب تملكه جارته، ما أدى حسب الروايات المتداولة إلى «تمزق في الذراع والفخذ»، وفور نقل الشاب للمستشفى، دخل في غيبوبة، ما دفع الأزمة للتصاعد، وجدد جدلاً قديماً بشأن تربية الكلاب في المنازل.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل الواقعة، التي روتها هند سعيد صالح، ابنة الفنان الراحل سعيد صالح، وكتبت عبر حسابها على «فيسبوك»، أن «زوج صديقتها، ويدعى محمد محب، تعرض لهجوم، من قبل كلب تملكه جارته الإعلامية أميرة شنب». وحسب رواية هند، فإن «الكلب، وهو من فصيلة (بيتبول)، اعتاد مهاجمة الجيران، وأن الشاب محب كان يحاول التواصل مع مالكة الكلب للسيطرة عليه، غير أن الكلب باغته بالهجوم، ما استدعى عمل جراحة لنقل أعصاب من القدم إلى الذراع، لكن الجراحة لم تكتمل بسبب دخول محب في غيبوبة».
وتقدمت زوجة محب ببلاغ لمدير أمن الجيزة، أفاد بأن «زوجها تعرض للعقر من قبل كلب جارته، ونقل للمستشفى إثر إصابته في مناطق متفرقة من الجسد». وفيما تواصل الجهات المعنية التحقيق في الواقعة، لم يصدر أي تصريح رسمي أو تعليق من صاحبة الكلب.
وأعادت الواقعة إلى الأذهان وقائع مماثلة أثارت جدلاً بشأن تربية كلاب شرسة في المنازل. فقبل ثلاثة أعوام تعرض طفل يدعى محمد إيهاب إلى العقر من كلب يمتلكه أحد سكان حي «مدينتي» بالقاهرة، ما أثار حديثاً حول معايير السلامة وقواعد تربية الكلاب. وانتهت الواقعة بالصلح بين أهل الطفل وصاحب الكلب. كذلك شهدت مدينة الرحاب بحي التجمع بالقاهرة واقعة مماثلة في عام 2019 تداولتها صحف محلية، وأشارت إلى تعرض الضحية لـ«تشوهات في الوجه والجسد». فضلاً عن عدد من وقائع هجوم كلاب «ضالة» على المارة، جاء آخرها وفاة طبيبة في حي «حدائق الأهرام» رعباً بعدما هاجمتها كلاب ضالة.
من جانبها، ترى ميرا جمال، رئيس «جمعية الرفق بالحيوان»، أن «الواقعة الأخيرة تحديداً تعكس وضعاً مأساوياً تعيشه كلاب المنازل». وتقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «فصيلة (البيتبول) قوية البنية غير أن ذلك لا يعني أنها شرسة بطبيعتها، وما يحدث أن بعض من يمتلكون هذا النوع من الكلاب يدربونه ليصبح شرساً». وتشير إلى أن «هذا النوع غير مسموح باستيراده في عدد كبير من الدول خوفاً من عمليات التشريس المتعمد».
وتضيف جمال أن «ثمة مسؤولية قانونية تقع على عاتق مالك الكلب، لا سيما أنه لم يتم وضع كمامة حديدية لحماية المحيطين من فرص العقر». وتشير رئيس «جمعية الرفق بالحيوان» إلى أن «ثمة توصيات من شأنها الحد من تكرار هذه الحوادث». وتقول إنه «لا بد من سن تشريعات وقوانين صارمة تمنع استيراد الكلاب من الخارج، كذلك يجب التصدي بالقانون حال ثبوت تعرض الكلب المنزلي لسوء المعاملة».
مريم حتحوت، ناشطة في مجال حقوق الكلاب الضالة، عدّت الواقعة «جرس إنذار»، وتقول إنه «حتى وإن كان هذا النوع من الكلاب (البيتبول)، قوي البنية، فهذا لا يعني أن يهاجم الإنسان». وتضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكلاب بطبيعتها حيوانات أليفة محبة للإنسان ولا يمكن أن تقدم على الهجوم إلا إذا أسيئ تدريبها».
واقعة عقر كلب لشاب تحظى باهتمام المصريين
أثارت استياءً واسعاً... ومطالب بتحركات قانونية
واقعة عقر كلب لشاب تحظى باهتمام المصريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة