تراجع وتيرة التضخم في تركيا

ترقب لتبعات الزلزال على الصورة الكبرى

فتاة تركية ضمن مجموعة كبيرة تقيم في قطارات في محافظة إسكندرون عقب انهيار منازلهم في الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي (رويترز)
فتاة تركية ضمن مجموعة كبيرة تقيم في قطارات في محافظة إسكندرون عقب انهيار منازلهم في الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي (رويترز)
TT

تراجع وتيرة التضخم في تركيا

فتاة تركية ضمن مجموعة كبيرة تقيم في قطارات في محافظة إسكندرون عقب انهيار منازلهم في الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي (رويترز)
فتاة تركية ضمن مجموعة كبيرة تقيم في قطارات في محافظة إسكندرون عقب انهيار منازلهم في الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة انخفاضا طفيفا في التضخم السنوي بتركيا إلى 55.18 بالمائة في فبراير (شباط)، وهو ما جاء دون التوقعات، وذلك في أعقاب هزات أرضية عنيفة ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 45 ألف شخص قبل أقل من شهر.
وقال معهد الإحصاءات التركي إن أسعار المستهلكين ارتفعت 3.15 بالمائة على أساس شهري، وهو أقل من المتوقع في استطلاع أجرته «رويترز» بأن ترتفع 3.4 بالمائة. وكان من المتوقع أن يبلغ تضخم أسعار المستهلكين 55.5 بالمائة على أساس سنوي.
وارتفع مؤشر أسعار المنتجين المحليين 1.56 بالمائة على أساس شهري في فبراير بزيادة سنوية 76.61 بالمائة... رغم أن الإنفاق الحكومي في أعقاب الزلازل التي ضربت البلاد وتخفيف السياسات المالية قد يشكلان خطرا متزايدا على الأسعار.
وتراجع معدل التضخم في تركيا خلال الشهور الأربعة الماضية بعد أن وصل إلى 85 بالمائة، في أعلى معدل له منذ 1998. وتعتزم الحكومة التركية إطلاق برنامج تحفيز لمواجهة الأضرار الاقتصادية الناجمة عن زلزال السادس من فبراير الماضي، والذي ربما يكون قد أودى بحياة ما يصل إلى 50 ألف شخص ودمر آلاف المنازل.
ونقلت «بلومبرغ» عن كيفين ديلي المحلل الاقتصادي في مجموعة «غولدمان ساكس» المالية قوله إن «ضغوط الأسعار في تركيا ما زالت مثيرة للقلق، وربما تتفاقم بسبب الزلزال»، مضيفا: «رغم أننا نتوقع أن تخفض التأثيرات القاعدية المرتفعة بشكل استثنائي من معدلات التضخم، فإننا نعتقد أن وتيرة التراجع سوف تكون أبطأ مما كنا نتوقع من قبل».
ومن المقرر أن تنشئ تركيا صندوقا لإعادة إعمار المناطق التي تضررت من الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، حيث سيكون الصندوق خارج الموازنة الاعتيادية، كما سوف يتيح للحكومة التصرف دون التقيد بالقواعد النقدية.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» مساء الخميس أن صانعي السياسات سوف يوجهون تبرعات الزلزال إلى صندوق جديد، كما أنهم ربما يلجأون للاستفادة من أسواق الديون لجمع مزيد من رأس المال في حال لزم الأمر، وذلك وفقا لمسؤول على علم بالأمر، رفض الكشف عن هويته، حيث إنه لم يتم الإعلان عن هذه الخطط بعد.
وأضاف المسؤول أن وزير الخزانة والمالية نور الدين نبطي سوف يكون مسؤولا عن الصندوق، كما أن الرئيس رجب طيب إردوغان سوف يكون له القول الفصل في حجم الأموال التي سوف يتم نقلها من خزائن الحكومة، وكيفية استخدامها. وقد رفضت وزارة الخزانة والمالية التعليق.
وفي شأن منفصل، نشرت الجريدة الرسمية في تركيا يوم الجمعة قرارا رئاسيا تضمن فرض رسوم إضافية قدرها 40 بالمائة على واردات السيارات الكهربائية من الصين.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.