ليلة «الست» على مسرح إثراء في الظهران

عرض «أم كلثوم والعصر الذهبي» يقدم في السعودية للمرة الأولى

جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
TT

ليلة «الست» على مسرح إثراء في الظهران

جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)

في مارس (آذار) 2020 شهد مسرح البالاديوم بحي وست إند بلندن ليلة طربية عربية استثنائية، مسرح ممتلئ وجمهور متعطش ومسرحية غنائية حققت تفاعلاً هائلاً مع أفراد الجمهور. شهدت تلك الليلة لحظة ولادة المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي» التي كانت حلم المنتجة السعودية منى خاشقجي. ليلة واحدة من العرض على أحد أعرق المسارح اللندنية كانت كفيلة بنجاحها، لدفع خاشقجي للسعي من أجل عرض المسرحية في العالم العربي، وهو ما حدث في دبي أوبرا العام الماضي؛ حيث قدمت المسرحية في أيام عيد الفطر.
وهذا الأسبوع يتحقق حلم آخر لخاشقجي، وهو أن تعرض المسرحية في بلدها السعودية، عندما يحتضن مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران العرض بحلته الجديدة، ابتداءً من يوم 7 مارس الجاري وحتى 17 منه.

منى خاشقجي (أقصى اليسار) مع طاقم مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء البروفات في لندن (المنتجة)

- حلة جديدة
أتحدث مع خاشقجي مرة أخرى حول العرض الذي حوّل ليلة لندنية إلى ليلة كلثومية في عام 2020، وأسألها عن العرض الجديد وأبطاله، وما التغييرات التي سيشهدها. خاشقجي التي كانت في خضم البروفات والإعداد للعرض بدت متحمسة للعرض في «إثراء» الذي تعده بمثابة «متحف بمعنى الكلمة»، مشيدة بفريق العمل الذي سيقدمها للجمهور السعودي لأول مرة، مضيفة أن المسرح في «إثراء»، «معد بشكل كامل لأي عرض مسرحي».
تتحدث عن مسرحيتها وحلمها، وتشير إلى أنها أجرت تغييرات أثناء العرض في دبي، وتغييرات أخرى لعرض السعودية. ومن أهم التغييرات في عرض مركز «إثراء» شخصية المغنية الرئيسية ومقدمة شخصية أم كلثوم في نضوجها، وهو ما قدمته المغنية لبانا القنطار من قبل. تقول: «الفريق مختلف هذه المرة، فلدينا المطربة أجفان عفيفي من مصر التي ستؤدي شخصية أم كلثوم في مرحلة النضوج، وأيضاً المغنية جينيفر غراوت، وهي أميركية مسلمة درست تجويد القرآن واللغة العربية الفصحى، وستقوم بأداء دور المطربة منيرة المهدية وتقدم بعض أغاني أم كلثوم». وتنضم الممثلة مها خليفي لفريق العمل لتقدم دور والدة أم كلثوم، والممثل الأردني هاني دهشان، الذي سيقوم بأدوار الثلاثي محمد القصبجي والدكتور الحفناوي زوج أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، والممثل وليد حماد في دوري أحمد رامي والشيخ أبو العلا محمد.
وتعلق خاشقجي بأن فريق العمل يتميز بأنه «مزيج من أنحاء العالم العربي، فعلى سبيل المثال ستقوم النجمة الصغيرة سارة المصري من السعودية بدور أم كلثوم في صباها، أما الموسيقيون فهم من مصر. أما فريق العمل من المخرجة (برونا لوغان) ومساعدها (غرانت مورفي) والتقنيين من إضاءة وتنسيق مناظر وصوت فكلهم من بريطانيا».
وتشيد خاشقجي بالمخرجة ومساعدها اللذين حرصا على التحقق من صحة التفاصيل المختلفة، ومطابقتها للمرحلة التاريخية، حيث قالت: «لقد اهتما بالجانب التاريخي بشكل كبير، وحرصا على التأكد من توافق الشخصيات والملابس والكثير من التفاصيل مع التاريخ. كل شيء مدروس، الحركة، اللبس، الشعر، الرقصة، كل شيء».
لاحظتُ أنها تحدثت عن دمج بعض الشخصيات وإسنادها لممثل واحد، فسألتها عن الاختلافات بين العرض الأول في لندن وعرضها المقبل في الظهران، فأجابت: «العرض في (إثراء) سيكون بفريق أصغر، في لندن كان لدينا نحو 25 شخصاً ما بين المغنين والراقصين والممثلين، وفي دبي كان عددنا 10، ولكننا رأينا أننا سنحتاج لعدد أكبر في (إثراء) خصوصاً أن العرض استعراضي في طبيعته، ويحتاج لمغنين وراقصين وممثلين ولهذا أضفنا اثنين من المؤدين المحترفين. وبالنسبة للفرقة الموسيقية فلدينا عشرة عازفين الآن، بالمقارنة مع 14 موسيقياً في عرض لندن». وبالنسبة للمناظر والديكور تشير خاشقجي إلى أن هناك إضافات في عرض (إثراء)، مثل الشاشة الضخمة التي ستعرض خلفيات من المناظر الطبيعية والأماكن التي تدور فيها الأحداث: «الديكور تغير قليلاً، وأعتقد أنه للأفضل، وبالنسبة لي أراه جميلاً».
وقد سألتها عن المغنية سناء نبيل، وهي حفيدة شقيقة أم كلثوم، والتي تألقت في العروض السابقة، فأجابت: «لن تستطيع الحضور معنا هذه المرة، حيث كانت تقدم فقرة بصفتها ضيفة على العرض، وقدمت عدداً من أغاني أم كلثوم، ولكنها اعتذرت بسبب دراستها الجامعية، واستعضنا عنها بجنيفير غراوت ومها خليفي، كذلك كان الوضع مع المغنية لبانا القنطار التي أدت دور أم كلثوم في نضجها في عروض لندن ودبي «اعتذرت لانشغالها».
أما الأغاني التي قدمها العرض من قبل فهي نفسها، وتتكون من مجموعة منتقاة من أغاني أم كلثوم الشهيرة، وأيضاً القصة لن تتغير تفاصيلها، وهي تتبع صعود أم كلثوم من طفلة تصحب والدها للغناء في الموالد، إلى أن أصبحت «سيدة الغناء العربي».

ملصق المسرحية   -    المغنية أجفان تتقمص شخصية أم كلثوم أثناء البروفات على مسرح إثراء بالظهران (المنتجة)    -     جانب من البروفات على مسرح إثراء بالظهران (المنتجة)
 
- قصة نجاح كلاسيكية
تحرص خاشقجي في حديثها على التأكيد أن العرض الذي كتبته لا يقدم موسيقى وأغاني خالدة فقط: «أطلقت على العرض عنوان (أم كلثوم والعصر الذهبي) لسبب هام؛ فقد أردت من خلاله الاحتفاء بعمالقة مثل محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب وتحية كاريوكا التي تظهر في العرض كشخصية امرأة قوية كان لها دور في الحياة الاجتماعية والسياسية في زمنها. كذلك شخصية المطربة منيرة المهدية، فهي ليست مغنية فقط، بل تمتعت بقوة الشخصية، وأسست مسرحاً خاصاً بها، وكان في منزلها مجلس للساسة والشخصيات الهامة والصحافيين. إنهن نساء قويات، وبالنسبة لي أحضرت للعرض نساءً ملهمات وقويات من ذلك الزمن، تحية كاريوكا كانت ممثلة ومناضلة، حيث كان لها دور في الحياة العامة في مصر. وأرى أن العرض أيضاً يتحدث عن تمكين المرأة، وعن كفاح نساء عظيمات». وبالعودة لنقطة الاختلافات بين لندن والظهران، تقول خاشقجي: «في العرض المقبل لن أستطيع الحفاظ على كل الشخصيات، فمثلاً السنباطي وزكريا أحمد، اضطررنا للاستغناء عن الممثلين اللذين قدما هاتين الشخصيتين من قبل، لكننا حافظنا على الأغنيات التي لحناها، وقدمنا أغاني للملحنين الكبيرين من ذلك الوقت كنوع من الإشادة بهما. أنا ركزت على شخصيتين بشكل أساسي وهما محمد القصبجي الذي ساعدها في بداياتها، والشاعر أحمد رامي الذي أفادها بدراسته الفرنسية في السوربون».
- تأثير أبعد
تذكر أن لأم كلثوم تأثيراً من نوع آخر في عصرها يتعلق بتأثير شخصيتها على النساء بأسلوب اللبس والأناقة، فتقول: «كانت أنيقة جداً، وتأثرت السيدات بها كثيراً في ملبسها وطريقتها، وحرصت على أن أبرز كل ذلك المسرحية من طريقة الكلام واللبس والأسلوب المتفرد لأم كلثوم الذي قلدتها فيه نساء عصرها». وتعد قصة أم كلثوم «قصة نجاح كلاسيكية، من الصفر للقمة، فقد أصبحت أعظم امرأة في زمنها، وبالطبع كان ذلك بمعاونة الرجال، ولكن العامل الأساسي كان ذكاءها، حيث كانت لها شخصية قوية وإسهامات قوية، فقد تولت رئاسة نقابة الموسيقيين، وتمتعت بأذن ذكية تنتقي الكلمات والألحان المناسبة لها. ويجب أن نذكر أيضاً أنها حفرت لنفسها مكانة خاصة، وعوملت كشخصية رفيعة، فقد كانت تُستقبل استقبال الشخصيات الهامة في كل بلد تصل له، وكان الملوك والرؤساء يحتفون بها».
وتستطرد خاشقجي قائلة: «قال لي كثيرون من الأجانب الذين عملت معهم (لا يوجد أي شخصية مماثلة من العالم الغربي، تستقبل كملكة، وموسيقاها لا تزال محبوبة). وقد اختيرت رقم 53 من 200 أسطورة حول العالم، وأشاد بها موسيقيون عالميون». تذكر أنها التقت بالمغنية الأميركية أليشيا كيز، التي قدمت حفلاً غنائياً في العلا العام الماضي، وتحدثت عن المسرحية معها، وأثار اسم أم كلثوم صيحات الإعجاب من المغنية كيز وزوجها: «عبرا عن إعجابهما بأم كلثوم، وقدرتها على التحكم في جمهورها، وقالا إنها تسحر جمهورها، وأشادا بصوتها القوي».
 

مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
TT

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)
الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية وتابعه بحماس على مدى 3 أشهر، مترقّباً بفارغ الصبر الحلقة التسعين والأخيرة. غير أنّ هذه الخاتمة جاءت باهتة، ولم تتجاوز مدتها الحقيقية سوى نصف الحلقة، أي نحو 30 دقيقة، فتركت وراءها علامات استفهام كثيرة لدى جمهور لم يرقَ له هذا الاستخفاف بذكائه.

وتدور قصة العمل حول سلمى (مرام علي) التي اختفى زوجها جلال (نيقولا معوّض) من حياتها بين ليلة وضحاها، واضطرت إلى أن تعمل، رغم مرضها، لتأمين لقمة العيش لأولادها، وعندما حانت لحظة الحقيقة كي تلتقيه وتدرك ما جرى في الواقع، مات وهو بين يديها.

وانهمرت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه النهاية، فتصدّرت الـ«تريند»، وكانت في معظمها تحمّل المخرج مسؤولية إفقاده بريقها. فلا سلمى فهمت سر اختفاء زوجها لسنوات طويلة، ولا جلال استطاع الاعتذار لها وإخبارها بحقيقة غيابه المفاجئ. حتى إن التعليقات تناولت سوء إدارة الممثلين في مشهد إطلاق النار على جلال، فغابت ردود الفعل الطبيعية لدى شخصيات المسلسل، ولم تحضر سيارة الإسعاف، رغم وجود الطبيبة وفاء (فرح بيطار) لحظة حصول الحادثة.

نيقولا معوّض قدّم أداءً لافتاً في الحلقة الأخيرة من «سلمى» (فيسبوك)

وما شفع لهذه النهاية هو أداء بعض أبطال العمل. وتوقف كثيرون عند شخصية جلال التي يُجسدها نيقولا معوّض، فقد استطاع، رغم المساحة المحدودة لدوره، أن يلفت الأنظار بأدائه المؤثّر.

وبرزت قمّة إبداعه التمثيلي في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حين قدّم مشهد لقائه بزوجته سلمى بأسلوب احترافي ودقيق، فنجح في الخروج من دائرة الانتقادات القاسية التي وُجّهت لحلقة الختام، ما دفع المشاهدين إلى تحميل مخرج العمل مسؤولية عدم منحه المساحة التمثيلية التي يستحقّها. صحيح أنّ المشهد لم يستغرق سوى دقائق معدودة، لكنّها كانت كافية ليبلغ معوّض ذروة الإحساس والمشاعر التي تحيط بهذا اللقاء، وكان قد سبق لنيقولا معوّض أن أثار عاطفة المشاهد في حلقة سابقة؛ حيث تضمّنت اللقاء الذي جمعه بطفليه شادي (أحمد جاويش) وجولي (روسيل إبراهيم)، في مشهد لامس الإحساس وطبع في ذاكرة المشاهد.

والمعروف أن معوّض اللبناني يُعدّ حالياً واحداً من نجوم الدراما المصرية. كما كانت له تجربة عالمية في فيلم أميركي بعنوان «His only son» جسّد فيه دور النبي إبراهيم.

يتألّف مسلسل «سلمى» في نسخته التركية الأصلية «امرأة» من 3 مواسم، وقد عُرضت حلقته الأخيرة عام 2020. وبعد مرور 5 سنوات، تابع المشاهد العربي نسخته المعرّبة. وكما درجت العادة لدى الشركة المنتجة للمسلسلات المعرّبة (إم بي سي) يتم اختصار الأعمال التركية إلى 90 حلقة. وهو ما طُبّق سابقاً في مسلسلات «الثمن»، و«القدر»، و«كريستال» وغيرها؛ حيث جاءت النهايات، إلى حدّ ما، على قدر توقّعات الجمهور. غير أنّ «سلمى» شهد اختصاراً طال أحداثاً محورية وأساسية، كان المشاهد يعوّل على تلخيصها لا على بترها.

وانتقد الجمهور أسلوب الإخراج الذي اعتمد على الإطالة وتضييع الوقت ضمن سردية غير متماسكة، مع التركيز على مشاهد غير محورية لاستكمال حبكة بدت ناقصة. وعبّر أحد المشاهدين عن استيائه من نهاية المسلسل عبر حسابه على «تيك توك»، قائلاً: «لقد ندمت على إضاعة وقتي في متابعة 89 حلقة دون جدوى، فالحلقة التسعون والأخيرة كانت فاشلة بكل ما للكلمة من معنى».

وفي السياق نفسه، لجأت مشاهدة أخرى إلى السخرية، عادّةً أنّ المخرج لم يحترم وعي الجمهور. إذ جاءت النهاية مصنوعة بخفّة، وغاب عنها عنصر التشويق. كما وصف عدد من المتابعين أسلوب الإخراج بالقديم، لاعتماده على تبادل نظرات مطوّلة والتحديق في الفراغ بدل التركيز على اللحظة الدرامية والمكان المناسبين. وهو ما عُدّ، برأيهم، أسلوباً لا يليق لا بعقل المشاهد ولا بالحماس الذي واكب متابعة المسلسل طوال أشهر.

في المقابل، حصد بعض الممثلين التقدير الذي يستحقونه من الجمهور، أبرزهم طوني عيسى، الذي أثار إعجاب النقّاد بأدائه الهادئ والمتمكّن، وكذلك نقولا دانيال، الذي جسّد دور الجدّ الفائض بالعاطفة والحنان تجاه أحفاده وبناته.

طوني عيسى من الممثلين الذين تركوا أثرهم على المشاهد العربي (فيسبوك)

أما تقلا شمعون، فقدّمت دوراً مختلفاً من خلال شخصية هويدا، والدة سلمى وميرنا (ستيفاني عطالله). فأثنى المشاهد على حرصها الدائم على عدم تكرار نفسها في أدوار متشابهة، وكذلك على قدرتها في تقديم شخصية جديدة بأبعاد إنسانية واضحة.

من جهتها، قدّمت ستيفاني عطالله دور الشرّ بأبهى حلّة، فتقمّصت شخصية ميرنا المركّبة، التي تعاني اختلالاً نفسياً وفكرياً. وبلغ الحقد والكره لديها تجاه شقيقتها سلمى حدّاً جعل المشاهد يصدّقها ويكرهها بدوره.

ولا يمكن إغفال الأداء اللافت الذي قدّمه الطفلان شادي (أحمد جاويش)، وجولي (روسيل إبراهيم)، فوضعا فنّ التمثيل في مرتبة عالية قياساً إلى عمرهما الصغير. ونجحا في خطف أنظار المشاهدين بموهبتيهما العفوية والمعبّرة.

صحيح أنّ الدراما تعكس في كثير من الأحيان واقعاً نعيشه، ويُسمح لها أحياناً بتوظيف الخيال في سياق أحداثها، غير أنّ النهايات تبقى الحلقة الأصعب والامتحان الحقيقي لأي عمل، فهي إما أن تُعزّز نجاحه وإما تسقطه.

وفي «سلمى» المعرّب، كان كثيرون يدركون طبيعة خاتمته، ولا سيما من تابعوا نسخته الأصلية وعرفوا تفاصيلها، ولكن ذلك لم يشفع لنهاية مبتورة خيّبت آمال المشاهد العربي، فشكّلت سقطة درامية مدوّية في مسيرة هذا النوع من الدراما المعرّبة.


اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
TT

اكتشاف آلاف آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا

آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)
آثارٌ لم تمحها الأزمنة (أ.ب)

عُثر على آلاف من آثار أقدام الديناصورات، العائد تاريخها إلى 210 ملايين عام، في محمية وطنية شمال إيطاليا.

وتنتظم آثار الأقدام، التي يصل قُطر بعضها إلى 40 سنتيمتراً، في صفوف متوازية، ويُظهر كثير منها آثاراً واضحة للأصابع والمخالب.

ووفق «بي بي سي»، يُعتقد أنّ هذه الديناصورات كانت من نوع «بروساوروبود»، وهي ديناصورات عاشبة تتميَّز بأعناق طويلة ورؤوس صغيرة ومخالب حادّة.

وقال عالم الحفريات المقيم في ميلانو، كريستيانو دال ساسو: «لم أكن أتخيّل أبداً أنني سأعثر على مثل هذا الاكتشاف المذهل في المنطقة التي أعيش فيها».

كان مصوّر فوتوغرافي قد رصد في سبتمبر (أيلول) الماضي آثار الأقدام، وهي تمتد لمئات الأمتار على جدار جبلي رأسي في محمية «ستيلفيو» الوطنية، شمال شرقي ميلانو.

وفي العصر الترياسي، قبل ما يتراوح بين 250 و201 مليون سنة تقريباً، كان هذا الجدار مسطّحاً طينياً ساحلياً (منطقة مد وجزر)، وأصبح لاحقاً جزءاً من سلسلة جبال الألب.

وقال دال ساسو: «كان هذا المكان يعجّ بالديناصورات في الماضي. إنه كنز علمي هائل».

وأضاف أنّ القطعان كانت تتحرّك في تناغم، «وهناك أيضاً آثار لسلوكيات أكثر تعقيداً، مثل تجمُّع مجموعات من الحيوانات في دائرة، ربما لأغراض الدفاع».

كانت ديناصورات «البروساوروبود»، التي قد يصل طولها إلى 10 أمتار، تمشي على ساقين، ولكن في بعض الحالات عُثر على آثار أيدٍ أمام آثار الأقدام، ممّا يشير إلى أنها ربما توقّفت وأراحت أطرافها الأمامية على الأرض.

وقال المصوّر الذي اكتشف الموقع إيليو ديلا فيريرا، إنه يأمل أن يثير هذا الاكتشاف «تأمّلاً فينا جميعاً، ويسلّط الضوء على مدى ضآلة ما نعرفه عن الأماكن التي نعيش فيها: وطننا، كوكبنا».

ووفق بيان صحافي صادر عن وزارة الثقافة الإيطالية، فإنّ المنطقة نائية ولا يمكن الوصول إليها عبر الممرات، لذا ستُستخدم الطائرات المُسيّرة وتقنيات الاستشعار من بُعد بدلاً من ذلك.

وتقع محمية «ستيلفيو» الوطنية في وادي «فرايلي» عند حدود إيطاليا مع سويسرا، بالقرب من المكان الذي ستُقام فيه الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.

وقالت وزارة الثقافة الإيطالية: «الأمر يبدو كأنّ التاريخ نفسه أراد أن يُقدّم تحية لأكبر حدث رياضي عالمي، جامعاً بين الماضي والحاضر في تسليم رمزي للشعلة بين الطبيعة والرياضة».


وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
TT

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

 نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)
نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

وأُعلن الخبر على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، اليوم (الأربعاء).

وكان الفنان شريف إدريس قد كتب، عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «لا إله إلا الله... الصديقة الطيبة الجميلة نيفين مندور في ذمة الله، الله يرحمك ويحسن إليكِ».

لقطة من دور قدمته نيفين مندور في فيلم «اللي بالي بالك» (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

واشتهرت نيفين مندور بشخصية «فيحاء» التي جسّدتها ضمن أحداث فيلم «اللي بالي بالك» أمام الفنان محمد سعد، الذي صدر عام 2003. وكان آخر أعمالها المسلسل الكوميدي «المطعم» الذي عُرض عام 2006.