السعودية تدعم السودان «حتى يتجاوز ظروفه الاستثنائية»

السعودية تدعم السودان «حتى يتجاوز ظروفه الاستثنائية»
TT

السعودية تدعم السودان «حتى يتجاوز ظروفه الاستثنائية»

السعودية تدعم السودان «حتى يتجاوز ظروفه الاستثنائية»

جدّدت المملكة العربية السعودية تأكيد دعمها السودان والوقوف بجانبه في كل المواقف والأوقات، وتعهدت باستمرار مساعيها الداعمة له حتى يتجاوز «الظروف الاستثنائية» التي يعيشها، في حين اعتبر السودان العلاقات السودانية السعودية امتداداً للمصداقية في مواقف المملكة المساندة للسودان في كل المواقف والمحافل على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية.
وقال السفير السعودي في الخرطوم علي بن حسن جعفر، في خطاب بمناسبة الاحتفال بمرور 3 قرون على تأسيس المملكة: «أقول دائماً إن البحر الذي بيننا صلة لا قطع، وما بيننا دين ودم وجوار ومحبة وتاريخ مشترك». وتعهّد السفير السعودي باستمرار وقوف بلاده بجانب السودان في كل المواقف والأوقات، وبدعم مساعيه حتى يتجاوز الظروف الاستثنائية التي يعيشها، قائلاً: «نجدد ونؤكد دائماً أن المملكة ستظل دائماً بجانب السودان، في كل المواقف والأوقات، وستستمر مساعيها حتى يتجاوز السودان هذه الظروف الاستثنائية، ليعود إن شاء الله لمكانه الطبيعي علماً بين الأمم»، وذلك في مناسبة احتفالات السفارة السعودية بذكرى يوم التأسيس.
ولعبت السعودية دوراً مهماً في إحياء العملية السياسية الجارية في السودان الآن للخروج من الأزمة السياسية، وذلك عبر استضافة السفير السعودي في الخرطوم علي بن حسن جعفر، في 6 يونيو (حزيران) 2022 اجتماعاً، في منزله، أفلح في جمع المدنيين والعسكريين السودانيين على طاولة واحدة، بعد جفوة طويلة استمرت منذ تولي الجيش السلطة وحلّ الحكومة المدنية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وشارك في ذلك الاجتماع المحوري مساعِدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية مولي فيي، التي كانت تزور الخرطوم وقتها. ومهّد ذلك الاجتماع الطريق لتكوين ما أصبح يُعرف بـ«الرباعية الدولية» التي ضمّت سفراء كل من المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة. ومع الوقت لعبت «الآلية الرباعية» دوراً رئيسياً في توصل الأطراف السودانية العسكرية والمدنية إلى توقيع «اتفاق إطاري» في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2022، يقضي بتشكيل حكومة مدنية وعودة العسكريين إلى ثكناتهم.
واعتبر السفير علي بن حسن جعفر احتفالات بلاده بذكرى يوم التأسيس محطة مهمة تقف عندها الأجيال، ومناسبة لتجديد التعهد لقيادة المملكة الحكيمة، ومناسبة عظيمة للاعتزاز بتاريخ ومنجزات السعوديين، والتمسك بطموحاتهم التي تُناطح السحاب.
من جهته، هنّأ عضو مجلس السيادة السوداني الطاهر حجر، في كلمته أثناء الاحتفال، الشعب السعودي بالمناسبة، مشيداً بدور المملكة من أجل «تحقيق التقدم والسِّلم والنماء في المحيطين الإسلامي والعربي؛ وذلك بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة التي تنعم بها المملكة».
وأشاد الطاهر حجر بالعلاقات السودانية السعودية، قائلاً: «بدا لي في هذا المقام أن أُشيد بالمستوى الرفيع للعلاقات الأخوية التي تربط بلدينا الشقيقين، ذلك المستوى الذي يجسد المصداقية في مواقف المملكة العربية السعودية المسانِدة للسودان وشعبه في كل المواقف والمُلمّات، على المستوى الداخلي وفي كل المنابر الإقليمية والعالمية».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

تبون ينتقد «انتقائية أممية» و«تجاوزاً صارخاً للشرعية الدولية»

جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)
جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)
TT

تبون ينتقد «انتقائية أممية» و«تجاوزاً صارخاً للشرعية الدولية»

جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)
جانب من آخر اجتماع لمنتدى السلم والأمن الأفريقي في ديسمبر 2023 (الشرق الأوسط)

انتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد، «انتقائية في تحديد الأولويات من طرف الأمم المتحدة»، مما تسبَّب، وفقاً له، في «تهميش قارتنا الأفريقية ووضعها في ذيل الاهتمامات الدولية».

وكان تبون يخاطب مسؤولين وخبراء أفارقة اجتمعوا بمدينة وهران؛ كبرى مدن غرب الجزائر، عن طريق كلمة مكتوبة قرأها وزير خارجيته أحمد عطاف، هاجم فيها مؤسسات الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، بحجة «التلاعب بالمبادئ التي يُفترض أن توحّد البشرية»، مشدداً على أن «لنا في فلسطين الجريحة خير كاشف عن الدوس على الشرعية الدولية، وأحسنَ دليل على عمق الهوة الفاصلة بين المبادئ المعلنة وتطبيقها الفعلي».

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

يشارك في الاجتماع ممثلون عن مجلس السلم للاتحاد الأفريقي، وعن الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن الدولي: سيراليون وموزمبيق والجزائر، كما يشارك في التظاهرة التي تدوم يومين، ممثلون عن الهيئة الأممية، حيث يبحثون التصدي للإرهاب والتطرف العنيف في أفريقيا، «عبر تعزيز القدرات التكاملية للدول الأفريقية للتصدي لهذه التحديات»، وفق ما تضمّنته الورقة الخاصة بالقضايا المدرَجة في الاجتماع.

وأكد دبلوماسيون أفارقة، عشية الاجتماع، أن ملفات مهمة سيجري الخوض فيها، منها الوضع الأمني والسياسي في الساحل، والاعتداءات التي شهدتها تشاد، بين نهاية الشهر الماضي وبداية الشهر الحالي، على أيدي عناصر «بوكو حرام». كما سيجري التعاطي، وفقاً لهم، مع الصراع الداخلي في مالي بين السلطة العسكرية وتنظيمات الطوارق التي تبحث عن إقامة دولة في شمال البلاد الحدودي مع الجزائر. زيادة على ملف الأزمة الليبية، الحاضر في «مؤتمر وهران للسلم الأفريقي»، منذ نسخته الأولى عام 2013، وهذه المرة الحادية عشرة التي يلتقي فيها خبراء الأمن، في المدينة الجزائرية المُطلة على البحر المتوسط.

ومما جاء في كلمة تبون أن اجتماعات وهران «رسالة للعالم أجمع بأن أفريقيا عازمة، أفريقيا موحدة، أفريقيا قادرة على إسماع صوت واحد، قوي، مدوٍّ ومؤثر على مستوى أعلى سلطة في المنظومة الدولية. وما أحوج هذه المنظومة، اليوم، إلى صوت الحكمة والعدالة والالتزام، وهي تعاني ما تعانيه من شلل شبه تام، يعكس الواقع المتأزم للعلاقات الدولية»، مشيراً إلى «واقع خطير لا يهدد مصير دولة بعينها فحسب، بل يلقي بتبعاته على مستقبل المنظومة الدولية برُمّتها. وإن قارتنا الأفريقية التي عانت تاريخياً من شتى أنواع الاضطهاد والظلم والتهميش، لن تقبل بأن تكون ضحية لهذه الانتقائية الجديدة».

جانب من أشغال مؤتمر سابق للسلم والأمن الأفريقي («الخارجية» الجزائرية)

كما أكد الرئيس الجزائري أن العالم «يعيش اليوم على وقع تحولات عميقة وتوترات متزايدة تدفع بالمنظومة الدولية نحو مفترق طرق حاسم». وأضاف: «كيف لا، ونحن نعايش التداعيات الوخيمة لسياسة الاستقطاب بين القوى الكبرى، التي باتت تُلقي بظلالها العاتمة على استقرار العالم وأمنه، في تجاوز صارخ للشرعية الدولية والقيم التي بني عليـها النظام الدولي».

وتابع أن الجزائر بصفتها عضواً غير دائم بمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة: «قد كرست السنة الأولى من عهدتها، بالتنسيق مع شقيقتيها موزمبيق وسيراليون، لتمثيل القارة خير تمثيل بهذه الهيئة الأممية الـمركزية، فهي لم تدّخر جهداً في سبيل تقوية تأثير قارتنا على عملية صنع القرارات، خاصة تلك التي تعنيها بشكل مباشر، استناداً إلى مواقفها المشتركة والمبنية على المبادئ والقيم والمُثل التي كرسها الـميثاق التأسيسي للاتحاد الأفريقي»، موضحاً أن بلاده «تتعهد بمواصلة جهودها في هذا الصدد، خلال السنة الثانية من ولايتها بالمجلس نفسه، إلى جانب أشقائها من جهموريتي سيراليون والصومال».