سيناريو تحرير عدن.. بدأ بالإنزال المظلي للأسلحة والتدريب ثم دخول المدرعات وكاسحات الألغام

عناصر المقاومة رسموا مخطط الانتشار وتحرير المدينة بالتنسيق مع طيران تحالف إعادة الأمل

سيناريو تحرير عدن.. بدأ بالإنزال المظلي للأسلحة والتدريب ثم دخول المدرعات وكاسحات الألغام
TT

سيناريو تحرير عدن.. بدأ بالإنزال المظلي للأسلحة والتدريب ثم دخول المدرعات وكاسحات الألغام

سيناريو تحرير عدن.. بدأ بالإنزال المظلي للأسلحة والتدريب ثم دخول المدرعات وكاسحات الألغام

بعد تحديد ساعة الصفر لانطلاق طائرات «عاصفة الحزم» وسيطرتها خلال 15 دقيقة على الأجواء اليمنية في مارس (آذار) الماضي، سعت قيادة قوات التحالف التي تقودها السعودية، في عملية السيطرة على المجال البري من قبل عناصر المقاومة اليمنية الموالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث بدأت طائرات التحالف في إمداد عناصر المقاومة بالسلاح عبر الإنزال الجوي، مرورًا بدعم عناصر، جرى تدريبها في السعودية والإمارات، وأخيرًا دخول آليات ومدرعات وكاسحات الألغام، الأمر الذي نتج عنه تحرير مدينة عدن، وعودة بعض الوزراء لاستكمال العمل الحكومي من هناك.
وبدأ تحرك المقاومة اليمنية على الأرض، عبر الإنزال المظلي المستمر لعدد من الأسلحة والذخيرة على مواقع لعناصر المقاومة، وذلك بعد التأكد من سلامة وصولها إلى مستفيديها، واستخدامها لحماية سكان المدينة، والدفاع عن أنفسهم، ثم عمدت قوات التحالف إلى استحداث مخططات جديدة، في تمرير الأسلحة النوعية والثقيلة، عبر البحر، وذلك بتمرير تلك الأسلحة عبر السفن التي وصلت إلى مواقع قريبة من عدن.
وأوضحت مصادر في المقاومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن قوات التحالف عملت على تدريب عدد من عناصر المقاومة اليمنية التي ساهمت في الصمود أمام الميليشيات الحوثية والحرس الجمهوري أتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ثم استطاعت تحرير مدينة عدن، بعد تزويدهم بالآليات والمدرعات، وأخيرًا كاسحات الألغام. وقالت المصادر إن عناصر المقاومة تدرب بعضهم في السعودية والإمارات، حيث تلقى عدد منهم تدريباتهم للتصدي للهجوم المسلح، ومواجهة العدو، والتنسيق فيما بينهم، وتشكيل فصيل مسلح يقوم على تحرير المدينة، وحمايتها في نفس الوقت، حيث تدربوا في السعودية ثم نقلوا عبر السفن إلى مدينة عدن، فيما نقل أيضًا، آخرون من عدن إلى الإمارات عبر السفن، للتدريب على المعدات والآليات العسكرية، وعادوا بالمعدات إلى ميناء عصب في إريتريا لحين انتظار ساعة الصفر.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر المقاومة قاموا برسم مخطط لتحرير عدن، والانتشار في المدينة خلال فترة قصيرة جدًا، وتأمين الحماية عليها، وانتشار نقاط تفتيش، وكذلك انتشار فرق ميدانية، بالتنسيق مع قوات تحالف إعادة الأمل، لضبط عدد كبير من الميليشيات المسلحة التي تقوم بعملية استهداف المواطنين والبنية التحتية، على الأرض. وأضافت: «جرى إطلاق اسم السهم الذهبي على العملية تحرير عدن، وهو اسم داخلي للعملية العسكرية، تحت نطاق عملية إعادة الأمل التي بدأت بعد انتهاء 27 يوما من عملية عاصفة الحزم».
ولفتت المصادر إلى أن كاسحات الألغام التي وصلت إلى عدن، ساهمت في دخول المقاومة إلى دار سعد، حيث عمدت الميليشيات الحوثية، وأتباع المخلوع صالح، إلى زرع ألغام في مواقع مختلفة، الأمر الذي أدى إلى صعوبة دخول المقاومة إلى تلك المواقع.
وذكرت المصادر أن المجتمع العدني ليس معتادا على القتال وحمل السلاح طوال الفترات الماضية، مما تسبب في تدريب عدد لا بس به من المقاومة بعضهم في السعودية والإمارات، وآخرون تدربوا من تلقاء أنفسهم أثناء المواجهة، حيث تعرض عدد من أفراد المقاومة للإصابات. وأضافت: «جرى تجهيز مستشفى ميداني تابع لإحدى دول قوات التحالف، بالقرب من أحد الموانئ القريبة من عدن، حيث تم علاج عدد من المصابين هناك بعد نقلهم عبر السفن».
وأكدت أن وقوف قيادة قوات التحالف مع الشعب اليمني، كان في لحظة عصيبة من تاريخ اليمن، حيث كان انهيار اليمن قاب قوسين أو أدنى، بعد دخول الميليشيات الحوثية بدعم من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، إلى مدن اليمن ابتداء من صعدة حتى عمران، مرورًا بالعاصمة صنعاء بعد السيطرة عليها. وأضافت: «قوات التحالف ساندت المقاومة الشعبية، من أجل التأكيد على الشرعية اليمنية، وقامت بتزويدها بالسلاح والذخيرة بعد التأكد من سلامة وصولها إلى المستفيدين، من دون أن تقع في أيدي الميليشيات الحوثية وصالح، أو بعض القبائل الذين يستخدمونها في عملية البيع على المقاومة أو المتمردين».
وكان العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن هناك تنسيقا بين طيران تحالف إعادة الأمل، والمقاومة الشعبية اليمنية الموالية لشرعية الرئيس اليمني، على الأرض، من أجل القضاء على المتمردين وتحرير اليمن، ابتداء من مدينة عدن.
وأشار المصدر اليمني المطلع الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن وقوف تحالف إعادة الأمل إلى جانب الشعب اليمني، نتج عنه تحرير مدينة عدن، وعودة بعض الوزراء إلى المحافظة، وبدء العمل الحكومي في بعض الوزارات الخدمية والأمنية، واستقبال المواد الإغاثية والطبية والإنسانية، عبر المطار والمواني العدنية، ووصولها إلى مستفيديها، كما يسهل الأمر عملية نقل بعض الجرحى إلى خارج اليمن، بعد التنسيق مع بعض الدول العربية. وتابع: «أصبحت تلك الآليات والمدرعات وكاسحات الألغام، تتجه نحو شمال عدن، في طريقها إلى تحرير عدد من المحافظات والقرى والقواعد العسكرية، وذلك بعد الدعم العسكري المساند من قبل قوات التحالف».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.