آلام الدورة الشهرية... أسباب أولية وأخرى متقدمة

خطوات لتشخيصها ومعالجتها

آلام الدورة الشهرية... أسباب أولية وأخرى متقدمة
TT
20

آلام الدورة الشهرية... أسباب أولية وأخرى متقدمة

آلام الدورة الشهرية... أسباب أولية وأخرى متقدمة

تصف المصادر الطبية عُسْر الطمْث Dysmenorrhea بأنه تَشنُّجات تتسبب في آلام خافِقة في الجُزء السُّفلي من البطن. وتحصل قبل فترات الحيض مُباشرة وفي أثنائها.
ولدى بعض النساء، يكون الألم مُزعجاً فقط. وعند البعض الآخر منهن، يُمكن أن تكون تشنُّجات الطمْث حادَّة، بما يجعلها تعرقِل الأنشطة اليومية لبضعة أيام في كل شهر.

آلام الدورة الشهرية

يبدأ هذا الألم من 1 إلى 3 أيام قبل حيض الدورة الشهرية، ويَصل لذروته بعد بدايته بـ24 ساعة، ثم تنحسر الأعراض من 2 إلى 3 أيام بعد ذلك. ويضيف أطباء النساء في «مايوكلينيك»: «ومن الأعراض الأخرى وجع مستمر ورتيب، وألم يَمتد ليَشمل أسفل الظهر والفخذين. كما يَشعر بعض النساء أيضاً بالغثيان وليونة البراز والصداع والدوَار».
والحيض Menstruation يعد جزءاً طبيعياً من حياة كل امرأة في عمر الإنجاب، وهو ضروري لتجديد بطانة الرحم لتحضيرها للحمل. ويصاحبه بحد ذاته أعراض عدة مزعجة للمرأة. ولكن هذه الآلام وفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تختلف عما يُعرف طبياً بحالة المتلازمة السابقة للحيض Premenstrual Syndrome؛ لأن أعراض متلازمة ما قبل حيض الدورة الشهرية، هي تلك التي عادة ما تبدأ بعد اليوم الثالث عشر من الدورة الشهرية، وتتفاوت في الشدة، وتختلف عن أعراض فترة الحيض الفعلي.
والطبيعي خلال مرحلة طمث حيض الدورة الشهرية، حصول انقباضات عضلية في الرحم. وهذه الانقباضات ضرورية لإخراج الدم والخلايا الملتصقة ببطانة الرحم. وتعمل إحدى المواد الشبيهة بالهرمونات (تُسمى البروستاغلاندين) على تنشيط حدوث التقلصات العضلية تلك في الرحم، مما يؤدي إلى تساقط بطانة الرحم. وكلما كانت مستويات مواد «البروستاغلاندين» أعلى، تسبب ذلك في حصول تقلصات أكثر حدة خلال فترة الحيض.

أنواع عسر الطمث
ووفق ما تذكره مصادر طب النساء والتوليد، ثمة نوعان من عُسر طمث الحيض:
> عسر الطمث الأولي Primary Dysmenorrhea، وهو النوع الأول الذي يحدث نتيجة الدورة الشهرية وحدها. أي أنه لا توجد حالات مرضية أخرى تتسبب في آلام مضاعفة وتفوق المتوقع أو المعتاد.
ويعتقد الباحثون أن ارتفاع إفراز «البروستاغلاندين» هو الذي يتسبب في عُسر الطمث الأولي. وتكون انقباضات الرحم في أقوى حالاتها خلال اليومين الأولين من فترة الطمث، نتيجة الزيادة في إطلاق الجسم لمركبات «البروستاغلاندين». ومعلوم أن كمية «البروستاغلاندين» التي يطلقها الجسم ترتبط بشدة بهذه الانقباضات، وبالتالي شدة آلام حيض الدورة الشهرية.
ولكن قد تُساهم عوامل أخرى في تفاقم هذه المعاناة، مثل:
- العمر أقل من 30 سنة.
- بدء مرحلة البلوغ بشكل مبكر، في عمر 11 عاماً أو أصغر.
- غزارة نزيف الحيض خلال الدورة الشهرية.
- التدخين.
- الضغط النفسي.
- القلق أو الاكتئاب.
- زيادة الوزن.
- خلال فترات محاولة إنقاص الوزن.
- تاريخ عائلي لهذه المشكلة.

عسر الطمث المتقدم
> عُسر الطمث المتقدّم Secondary Dysmenorrhea، وهو النوع الثاني الذي يحصل نتيجة لحالة طبية أخرى. ومن أمثلة الحالات التي يمكن أن تسبب عسر الطمث المتقدم:
1. انتباذ بطانة الرحم Endometriosis. وهذه حالة تؤدي إلى نمو أنسجة الرحم نفسه خارج الرحم. أي تنمو الأنسجة المشابهة لبطانة الرحم خارجه، ويكون ذلك على الأغلب على قناتَي فالوب أو الـمِبيَضين، أو الأنسجة المُبطِنة للحوض. وتعتبر الدورات الشهرية المؤلمة من الأعراض الرئيسية.
2. تضيّق عنق الرحم. هناك بعض النساء اللاتي تكون فتحة عنق الرحم لديهن صغيرة، لدرجة تعيق تدفق الحيض، ما يؤدي إلى زيادة مؤلمة في الضغط داخل الرحم.
3. نمو في الرحم Uterine Growths. ويمكن أن تسبب الأورام الليفية Fibroids والتكيسات Cysts والأورام الحميدة Polyps، ألماً متزايداً أثناء فترات الدورة الشهرية، إضافة إلى مزيد من آلام البطن التي تحدث في غير فترة الحيض نفسها؛ حيث يمكن أن يحصل انتفاخ البطن والإمساك وآلام أسفل الظهر.
4. العضال الغدي Adenomyosis. وهذه الحالة المرضية تحدث عندما تخترق وتتغلغل أنسجة بطانة الرحم، في منطقة جدار عضلات الرحم. أي داخل نطاق الرحم نفسه، مما يتسبب في حدوث تقلصات وضغط وانتفاخ قبل الدورة الشهرية نتيجة «انزعاج» و«تضايق» عضلة الرحم من وجود هذه الأنسجة داخلها.
5. مرض التهاب الحوض PID. وهو التهاب ميكروبي في مناطق الرحم وأعضاء الحوض.
6. الاختلافات الهيكلية Structural Differences. وهي من العوامل المهمة؛ لأن بعض النساء يُولدن باختلافات هيكلية في بنية أرحامهن، أو في موضع الرحم داخل تجويف الحوض، وبالقرب من الأعضاء الأخرى الموجودة فيه، وهو ما قد يتسبب في فترات حيض أكثر صعوبة.
7. استخدام اللولب الرحمي IUD. وهو من وسائل منع الحمل التي يتم إدخالها في الرحم، ولكن بعض النساء يشكين آنذاك من زيادة آلام الدورة الشهرية. والغالب أن سبب ذلك هو تسبب انقباضات الرحم في الضغط على أجزاء اللولب، ويؤدي ذلك إلى عدم راحة الرحم.

تشخيص ومعالجة آلام الطمث
> عند تشخيص حالات آلام الطمث، يفيد أطباء النساء في «مايوكلينيك» بالقول: «سيراجع الطبيب تاريخك المرضي، ويجري لك فحصاً بدنياً يشمل فحص الحوض. وقد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء فحوص معيّنة، منها:
• التصوير بالموجات فوق الصوتية، لتكوين صورة للرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب والمِبيَضين.
• الاختبارات التصويرية الأخرى؛ حيث يوفر التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي تفاصيل أكثر من التصوير بالموجات فوق الصوتية، ويمكن أن يساعدا طبيبك في تشخيص الحالات المرضية الكامنة.
• تنظير البطن. فعلى الرغم من أن تنظير البطن لا يكون في العادة ضرورياً لتشخيص التقلصات المصاحبة للدورة الشهرية، فإنه يمكن أن يساعد في اكتشاف الحالة الكامنة وراءها، مثل انتباذ بطانة الرحم، والالتصاقات، والأورام الليفية، وتكيسات المبيض، والحمل خارج الرحم».
والتعامل مع حالات عُسر طمث الحيض يتطلب أولاً ممارسة السلوكيات الصحية في الحياة اليومية. وهي التي بمجموعها تُسهم إلى حد كبير في تهيئة المرأة لفترة الطمث، وتعاملها معها بحالة نفسية أفضل، وكذلك حالة بدنية أفضل لتتكيف مع تغيرات هذه الفترة. ومنها:
- أخذ قسط كافٍ من النوم الليلي.
- تخفيف أداء المجهود البدني.
- الالتزام بالراحة وممارسة الأنشطة اليومية بشيء من الهدوء.
- التعود على ممارسة النشاط البدني، بما في ذلك التمارين الرياضية بانتظام، يساعد في تخفيف تقلُّصات الحيض لدى بعض النساء.
- استخدام الحرارة، كمغطس الحمام الدافئ، أو استخدام وسادة التدفئة، أو زجاجة الماء الساخن، أو اللاصقة الحرارية، على أسفل البطن، يؤدي بشكل واضح إلى تخفيف تقلصات الحيض.
- من ضمن نصائح أطباء «مايوكلينيك» قولهم: «جربي المكمِّلات الغذائية؛ حيث أشار عدد من الدراسات إلى أن فيتامين (إي) E، والأحماض الدُهنية (أوميغا 3)، وفيتامين (بي-1) الثيامين، وفيتامين (بي-6)، ومكملات المغنيسيوم، قد تقلِّل من تقلصات الحيض».
ولتخفيف حدة التقلصات الحيضية المؤلمة، قد ينصح الطبيب باستخدام مسكِّنات الألم المتاحة دون الحاجة إلى وصفة طبية، بجرعات منتظمة، بدءاً من اليوم الذي يسبق الموعد المُتوقع لبداية الدورة الشهرية، مثل «أيبوبروفين» أو «نابروكسين». والاستمرار في تناول الدواء كما هو محدَّد لمدة يومين أو 3 أيام، أو حتى تختفي الأعراض. ويضيف أطباء «مايوكلينيك»: «الوسائل الهرمونية لتنظيم النسل (حبوب تنظيم النسل عن طريق الفم) تحتوي على هرمونات تمنع الإباضة، وتقلل من شدة التقلصات الحيضية المؤلمة. ويمكن أيضاً استخدام الوسائل الهرمونية هذه بعدة أشكال أخرى كما يلي: الحَقن، أو اللصيقة الجلدية، أو غرسة (شريحة) تُزرَع تحت جلد الذراع، أو حلقة مرنة تدخلينها في المهبل، أو عن طريق تثبيت اللولب الرحمي». وعند تشخيص وجود حالات مرضية تزيد من تفاقم المشكلة، أي عُسر الطمث المتقدّم، تكون معالجة هذه الحالات إحدى أولويات العمل على تخفيف آلام الحيض.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

صحتك أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

أسباب خفية وراء الانتفاخ المزمن واضطرابات الهضم

هل تعاني من انتفاخ دائم، عدم ارتياح بعد تناول الطعام، أو نوبات مزعجة من مشكلات الهضم؟ لست وحدك، وقد يكون السبب أعمق من مجرد القولون العصبي أو التوتر،

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ

الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ

كشفت دراسة حديثة لباحثين في جامعة ماكجيل بكندا وجامعة هلسنكي بفنلندا عن الكيفية التي تُعيد بها الأطعمة فائقة المعالجة تشكيل دوائر الشهية في المخ،

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك تنظيف الأسنان وسيلة فعّالة للمساعدة في خفض معدلات الالتهاب الرئوي (آي ستوك)

احذر معجون الأسنان قد يكون ملوثاً بالرصاص ومعادن ثقيلة

أظهر بحث جديد أن معجون الأسنان يمكن أن يكون ملوثاً بمادة الرصاص وغيرها من المعادن الثقيلة الخطيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 8 نقاط تساعدك في تقييم مستوى شدة نشاطك البدني

8 نقاط تساعدك في تقييم مستوى شدة نشاطك البدني

جميعنا نمارس في كل يوم مقادير مختلفة من النشاط البدني بمستويات مختلفة من «الشدة». وفيما قد يقنع بعضنا بما يمارسه من «مشي معتاد» لفترات متفاوتة،

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك متى نستخدم الكمادات الباردة أو الساخنة لتخفيف الألم؟

متى نستخدم الكمادات الباردة أو الساخنة لتخفيف الألم؟

كيس (قربة) الماء الساخن أو الكمادات الباردة أو الكمادات الساخنة، هي من «أقدم» الوسائل العلاجية لدى مختلف شعوب العالم على مر العصور.

د. عبير مبارك (الرياض)

الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ

الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ
TT
20

الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ

الأغذية الفائقة المعالجة ربما تُعيد برمجة الشهية في المخ

كشفت دراسة حديثة لباحثين في جامعة ماكجيل بكندا وجامعة هلسنكي بفنلندا عن الكيفية التي تُعيد بها الأطعمة فائقة المعالجة تشكيل دوائر الشهية في المخ، ما يُثير المخاوف من احتمالية أن يؤدي تناول هذه المنتجات اليومية إلى تغيير العادات الغذائية ليس في السلوك الخارجي فقط ولكن في الرغبات الداخلية أيضاً. ونُشرت هذه الدراسة في مطلع شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي في مجلة التمثيل الغذائي الصحي والمرض NPJ Metabolic Health and Disease واسعة الانتشار.

أطعمة فائقة المعالجة

الأطعمة فائقة المعالجة هي منتجات طبيعية ولكن في الأغلب يتم إضافة مواد أخرى لها حتى تصبح صالحة لفترات طويلة مثل المواد الحافظة ونسب عالية من الملح أو السكر ما يسبب زيادة كبيرة في سعراتها الحرارية. وفي معظم الوقت تتم إضافة محسنات طعم ورائحة وأيضاً بعض الألوان غير الضارة بالصحة لهذه المنتجات التي يتم تناولها بشكل يومي تقريباً مثل النقانق وحبوب الإفطار والشوربة سريعة التحضير ورقائق البطاطا والبسكويت والآيس كريم والزبادي بنكهة الفواكه والمشروبات الغازية.

وفي الأغلب تُشكل هذه المنتجات ما يقرب من 56 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية التي يتم تناولها يومياً. والمشكلة الكبرى أن عدد من يتناولونها في ازدياد مستمر بين المراهقين وصغار السن خاصة في الدول المتقدمة للعديد من العوامل مثل سهولة الحصول عليها لأنها تباع معلبة وجاهزة للأكل بجانب سعرها المعقول فضلاً عن مذاقها المحبب.وقد ارتبط تناول هذه الأطعمة بالإصابة بأمراض متعددة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني وحدوث السكتة الدماغية والتراجع المعرفي والإدراكي على المدى الطويل وزيادة احتمالية حدوث الخرف بنسبة كبيرة، لدرجة أن الأبحاث السابقة أوضحت أن مجرد الاستبدال بـ10 في المائة فقط من الأطعمة فائقة المعالجة أطعمة طبيعية كان مرتبطاً بانخفاض خطر التدهور المعرفي وحدوث الخرف بنسبة 19 في المائة.

وفي الدراسة الحالية قام الباحثون بتحليل بيانات ما يزيد على 33 ألف فرد بالغ من دراسات سابقة حول أنماط التغذية أُخذت من البنك الحيوي البريطاني UK Biobank، وهو قاعدة بيانات كبيرة جداً تحتوي على عينات بيولوجية ومعلومات صحية كاملة تتعلق بالعوامل الوراثية ونمط الحياة الصحي بما فيها العادات الغذائية ونوعية الطعام.

قامت الدراسة بالتركيز على تأثير عناصر غذائية محددة (السكر والدهون المشبعة والصوديوم) لأن هذه العناصر ترتبط بحدوث العديد من الأمراض ويمكن أن تؤثر على السلوكيات الخاصة بتناول الطعام مع عوامل أخرى مثل الحالة النفسية والبيئة المحيطة والعرق والعامل الوراثي.

تأثير على النسيج العصبي للمخ

وأجرى الباحثون أيضاً تصويراً بالرنين المغناطيسي (MRI) للمخ لمعرفة مدى التأثير الذي يسببه تناول الأطعمة الفائقة المعالجة على النسيج العصبي في المخ وتبين أن تناولها مرتبط بتغيرات واضحة في العديد من مناطق المخ يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب في الأعصاب، بجانب أن هذه المناطق مسؤولة عن التحكم في السلوك الغذائي بشكل عام مثل الرغبة في تناول الطعام والإحساس بالشبع وأيضاً التغير في حاسة التذوق وتفضيل طعام على آخر.

وقام العلماء بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة بين الأفراد الذين شملتهم الدراسة مثل العمر والجنس وتناول الأحماض الدهنية المشبعة وإجمالي استهلاك السكر واستهلاك الصوديوم ومؤشر كتلة الجسم ومستوى التعليم وإجمالي دخل الأسرة والعادات الصحية المختلفة؛ مثل التدخين وتعاطي المواد الكحولية، بالإضافة إلى حجم النشاط البدني، أي عدد أيام الأسبوع التي مارس فيها المشاركون نشاطاً بدنياً قوياً.

وكشفت التحاليل التي تناولت التمثيل الغذائي، عن احتمالية أن يؤدي تناول الأطعمة الفائقة المعالجة إلى مخاطر صحية كبيرة. وعلى سبيل المثال يمكن أن يقلل تناول هذه الأغذية بشكل واضح من مستويات البروتين الدهني العالي الكثافة (HDL) في الدم (الحميد) الذي يحمي الجسم من مخاطر تصلب الشرايين. كما أنه يزيد من مستويات نوع معين من البروتين يزيد في حالات الالتهاب وهو بروتين سي التفاعلي (CRP) وكذاك ارتفاع نسبة الهيموغلوبين السكري (HBA1c) وأيضاً زيادة مستويات الدهون الثلاثية.وتبين أيضاً أن تناول هذه الأطعمة يمكن أن يقلل بشكل كبير من ضغط الدم ويزيد من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة محيط الخصر إلى الفخذ ونسبة الدهون الداخلية الكلية وارتبط تناولها بزيادة نسبة الصوديوم في الجسم والأحماض الدهنية المشبعة. وأوضحت الدراسة أن الإضافات الغذائية في هذه الأطعمة يمكن أن تساهم في تغيير ميكروبات الأمعاء ما يؤدي إلى خلل واضح في مناعة الجسم.و أوضح الباحثون أن العلاقة بين الالتهاب العصبي والشهية يمكن أن تكون ثنائية الاتجاه تدخل الأفراد في دائرة مفرغة، بمعنى أن الالتهاب الذي يحدث في خلايا المخ نتيجة لتناول الأطعمة الفائقة المعالجة يلعب دوراً مهماً في التغيرات التي تطرأ على السلوك الغذائي من خلال التأثير على مركز المكافأة في المخ الذي يدفع الشخص إلى تناول المزيد من هذه الأطعمة فيما يشبه الإدمان الحقيقي.وحذر العلماء من تأثير هذه الأطعمة على مركز المكافأة في المخ وخطورة التعود على وجود كميات كبيرة من السكريات والدهون والصوديوم في الطعام.

وحسب الدراسات السابقة يمكن للإفراط في تناول الطعام لمدة خمسة أيام فقط أن يُهيئ المخ لاتباع نمط غذائي غير صحي لفترة طويلة، بجانب أن اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية يُضعف من استجابة المخ للإنسولين ويزيد من دهون الكبد.

* استشاري طب الأطفال