نيجيريا: مساعٍ لاحتواء «غضب المعارضة» بعد خسارة الرئاسة

أنصار بولا تينوبو يحتفلون بالفوز في أبوجا (أ.ب)
أنصار بولا تينوبو يحتفلون بالفوز في أبوجا (أ.ب)
TT

نيجيريا: مساعٍ لاحتواء «غضب المعارضة» بعد خسارة الرئاسة

أنصار بولا تينوبو يحتفلون بالفوز في أبوجا (أ.ب)
أنصار بولا تينوبو يحتفلون بالفوز في أبوجا (أ.ب)

في حين دعا الرئيس النيجيري المنتخب بولا تينوبو، منافسيه الخاسرين «للتعاون معه»، أعلنت قوى معارضة عزمها الطعن على النتائج أمام القضاء، وسط دعوات محلية ودولية للهدوء.
وأعلن حزب «العمال»، وهو أحد أحزاب المعارضة، والذي احتل مرشحه بيتر أوبي المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية (الأربعاء)، أنه سيطعن في النتيجة أمام القضاء. وقال داتي بابا أحمد، مرشح نائب الرئيس، للصحافيين في العاصمة أبوجا، إن الحزب سيلجأ إلى القضاء خلال الوقت القانوني المحدد.
من جانبه، نصح أوبي الشباب النيجيري بـ«الهدوء والمثابرة والإصرار على التغيير». وفي مقطع فيديو في أثناء حديثه مع أحد مؤيديه، قال أوبي إن «نيجيريا دولة نامية»، ورأى أن الاحتجاجات «لن تؤدي إلى مكاسب».
بدوره، حضّ فرح داجوغو، المشرّع الفيدرالي عن ولاية ريفرز، المرشح الرئاسي عن حزب الشعب الديمقراطي الحاج أتيكو أبو بكر على الطعن في نتيجة الانتخابات الرئاسية أمام المحكمة. ووصف داجوغو نتيجة الانتخابات بأنها «مزيفة ومهزلة»، وأضاف: «إذا سُمح بتمريرها ستحبط عزم غالبية النيجيريين وستشكل سابقة سيئة».
وأقرت الخارجية الأميركية بوجود غضب واستياء من العملية الانتخابية، وحضّ المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس (الأربعاء)، القادة السياسيين على تسجيل مخاوفهم من خلال «الآليات القانونية المعمول بها».
وبينما هنّأ برايس الرئيس المنتخب تينوبو، قال إن «هذه الانتخابات التنافسية تمثل عهداً جديدة للسياسة والديمقراطية النيجيرية»، مضيفاً: «نتفهم أن الكثير من النيجيريين وبعض الأطراف أعربوا عن إحباطهم بشأن الطريقة التي أُجريت بها العملية». وأكد برايس أن النيجيريين لهم الحق في أن تكون لديهم مثل هذه المخاوف و«التوقعات الكبيرة بشأن عمليتهم الانتخابية».
من جهتهم، طالب أساقفةٌ كاثوليك النيجيريين الغاضبين من النتائج بالهدوء، ودعوهم إلى «الالتزام بالقانون واللجوء إلى الصلاة». وانتقدوا المفوضية العليا الانتخابات. وأعرب المطران لوسيوس إيويجورو أوجورجي، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك، عن أسفه لأن «تجارب الكثير من الناخبين في يوم الانتخابات كانت بعيدة كل البعد عن الممارسة الخالية من العقبات التي وُعد بها مراراً وتكراراً».
وأضاف الأسقف أن هناك «توتراً ملموساً وغضباً ليس فقط من بعض الأحزاب السياسية، ولكن من قطاع من الشعب النيجيري».
من جانبه، دعا بولا تينوبو، خصومه إلى «العمل معاً». وقال متوجهاً إلى المعارضة: «أدعو منافسيّ إلى تشكيل فريق يضمّنا جميعاً. هذا وطننا الوحيد». وأضاف: «هذا بلدنا، يتعين علينا بناؤه معاً وإصلاح ما تحطم منه».
وقالت اللجنة الوطنية للانتخابات إنّ تينوبو، مرشح حزب «مؤتمر كلّ التقدّميين» الحاكم، حصل على 8.8 مليون صوت في الاقتراع الذي شهد أكبر منافسة في تاريخ نيجيريا الديمقراطي.
وتقدم تينوبو على منافسَيه الرئيسيين عتيق أبو بكر، مرشح حزب الشعب الديمقراطي الذي حصل على 6.9 مليون صوت، وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمال الذي حصد 6.1 مليون صوت. وبالإضافة إلى تصدّره النتائج على المستوى الوطني، فقد حصد تينوبو أيضاً أكثر من 25 في المائة من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد على الأقلّ (24 من 36 ولاية على الأقلّ)، بالإضافة إلى منطقة العاصمة أبوجا، وهو شرط لا بدّ منه لفوزه بالرئاسة.
وانتقدت المعارضة اللجنة الوطنية العليا للانتخابات، وطالب حزبا المعارضة الرئيسيان (الثلاثاء) بإلغاء الانتخابات، واصفَين عملية الاقتراع بأنها لم تكن حرة ولا نزيهة ولا شفافة.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الكاتب النيجيري مكي أبو بكر، إن مشهد الاعتراض على نتائج الانتخابات «أمر معتاد ومتوقَّع في نيجيريا». وأشار مكي في هذا السياق إلى تقديم أتيكو أبو بكر طعناً قانونياً على نتائج الانتخابات السابقة التي جرت عام 2019 والتي فاز فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري بولاية ثانية، وتم إقرار فوز بخاري.
وتوقع ألا يفسَّر لجوء أحزاب المعارضة إلى القضاء بإلغاء نتائج الانتخابات أو تغييرها، مشيراً إلى أنه «من المرجح الاستجابة لدعوات التهدئة»، كما أشار إلى أن «بخاري بدوره طعن عدة مرات في مناسبات كثيرة على انتخابات شهدت هزيمته ولم تسفر طعونه عن تغيير في النتائج».


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.