استقالة مسؤولين إسرائيليين تشي ببداية تصدع في الحكومة

حلفاء نتنياهو يبتزونه بالضغوط مستغلين ضعفه

النائب الإسرائيلي آفي ماعوز (وسط) أثناء أداء حكومة نتنياهو اليمين في الكنيست 29 ديسمبر الماضي (أ.ب)
النائب الإسرائيلي آفي ماعوز (وسط) أثناء أداء حكومة نتنياهو اليمين في الكنيست 29 ديسمبر الماضي (أ.ب)
TT

استقالة مسؤولين إسرائيليين تشي ببداية تصدع في الحكومة

النائب الإسرائيلي آفي ماعوز (وسط) أثناء أداء حكومة نتنياهو اليمين في الكنيست 29 ديسمبر الماضي (أ.ب)
النائب الإسرائيلي آفي ماعوز (وسط) أثناء أداء حكومة نتنياهو اليمين في الكنيست 29 ديسمبر الماضي (أ.ب)

في أول تصدع في الائتلاف الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، أعلن نائب الوزير في مكتب رئيس الحكومة ووزارة التعليم، آفي ماعوز، رئيس حزب «نوعم»، استقالته من الحكومة (الثلاثاء)، وذلك احتجاجاً على نكث الوعود معه، وقناعته بأن نتنياهو تراجع عن هذه الوعود بسبب الضغوط الأجنبية.
وبعد ساعات، استقال الوزير مئير بوروش عن حزب «يهدوت هتوراة» لليهود المتدينين الأشكناز، من مهامه في المسؤولية عن جبل ميرون (الجرمق) وهدد بالاستقالة من الحكومة كلها.
وكان حزب «العظمة اليهودية» برئاسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قد قاطع جلسة حكومية وجلسة برلمانية احتجاجاً على تعهدات نتنياهو للأميركيين بوقف المشاريع الاستيطانية. كما قاطع نواب «يهدوت هتوراة» الجلسة البرلمانية التي بحثت سن قانون فرض حكم الإعدام على الأسرى الفلسطينيين، لأن الإعدام يتعارض مع الشريعة اليهودية.
ومع أن جميع المحتجين أكدوا بقاءهم في الائتلاف ورفضهم إسقاط حكومة اليمين، إلا أن هذه الاستقالات تظهر بداية تصدع في الحكومة وينظر إليها على أنها إشارة إلى أن «الحلفاء يلمسون ضعفاً في شخصية ومكانة نتنياهو تجعله قابلاً للضغوط». وتبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وضع نفسه في تناقضات وتجاذبات شديدة. وأن محاولاته السير بين حبات المطر لن تفلح في بقائه بلا بلل، وقد تعجل في احتمال اعتزاله السياسة لقاء حكم مخفف في قضية الفساد التي يحاكم بسببها.
المعروف أن معوز يقود حزباً يمينياً متطرفاً جداً، وقد دخل الحكومة بشرط أن تمنح له صلاحيات في وزارة التعليم «لتغيير البرامج اللا منهجية». وأعلن عند تسلمه مهامه أنه ينوي إلغاء برامج اللقاءات اليهودية العربية في المدارس، وووقف دخول سياسيين إلى المدارس، ووضع قائمة بأسماء صحافيين يساريين ومثليي الجنس لمحاربتهم وفصلهم. ولكن جهات أوروبية وأميركية حذرت نتنياهو من أن تنفيذ مثل هذه الخطوات ستجعل إسرائيل خارج نطاق العالم الغربي الحر، فراح يماطل في منح الصلاحيات.
ماعوز قال إنه لن يترك الائتلاف الحكومي في هذه المرحلة ولا يسعى لإسقاط الحكومة، بل سيواصل مهامه نائباً للوزير وسينشط كعضو كنيست، وقال في الرسالة إنه لم يتلق ما تم التعهد له في الاتفاق الائتلافي. وكتب ماعوز في الرسالة: «حاولت على مدار الشهرين الماضيين، منذ تشكيل الحكومة، العمل على تحقيق الاتفاقيات بيننا مع خلق تعاون مع أصدقائي الوزراء، وإلغاء إجراءات وزارة التعليم ووزارة الرفاه ووزارة الصحة في عهد حكومة يائير لبيد، وهي إجراءات تهدف إلى تغيير مفاهيمنا الأساسية كشعب إسرائيل والعائلة اليهودية. ولكن محاولاتي اصطدمت بتراجع رئيس الحكومة».
وأما الوزير فوروش، فقد اختلف مع حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين حول المسؤولية عن الموقع الديني اليهودي في الجرمق. فقد تبين أن رئيس «شاس»، أرييه درعي، يستخدم حق الفيتو في كل قرارات فوروش. فغضب وتوجه إلى نتنياهو، الذي وعده بأنه سيحل المشكلة حتى صبيحة الثلاثاء. وعندما تبين أنه لا يوجد حل ولا ينجح في تغيير رأي درعي، قرر فوروش الاستقالة وقال: «هناك احتمال كبير لأن أستقيل من الحكومة كلها. فهذه المهمة هي الأمر الوحيد الذي يجعل منصبي مجدياً. ومن دونها لا قيمة لوجودي في الحكومة».
وأما بن غفير فقد اختار أن يكون مع جميع أعضاء الكنيست من حزبه، في البؤرة الاستيطانية المحظورة «أفيتار»، خلال اجتماعات الحكومة والكنيست. لكن الجيش قام بإخلاء هذه البؤرة بالقوة. وعقب بن غفير على ذلك: «الحكومة تتصرف في كثير من الأمور مثل حكومات اليسار، وهذا يحرجنا ويضعفنا أمام ناخبينا. لذلك قررنا الاحتجاج في هذه المرحلة».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.