ترشح بايدن للانتخابات «ضمن خططه»... لكنه ليس في عجلة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
TT

ترشح بايدن للانتخابات «ضمن خططه»... لكنه ليس في عجلة

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

رسمياً، لا يزال الرئيس الأميركي جو بايدن، يفكر في دخول السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض في عام 2024، لكن المؤشرات على إعلان ترشحه تتراكم، بينما يبدو العنصر الوحيد المجهول هو تاريخ هذا الإعلان.
وقالت جيل بايدن زوجة الرئيس رداً على سؤال شبكة «سي إن إن»، السبت، بشأن ترشح زوجها، «أنا تماماً مع».
وأضافت أن سيناريو عدم ترشح الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاماً غير موجود «ضمن خططه».
كذلك، كشفت الأستاذة الجامعية لوكالة «أسوشييتد برس»، أنه لم يبقَ سوى اتخاذ قرار بشأن مكان وزمان الإعلان الرسمي.
وبالاستناد إلى الدور الأساسي الذي تلعبه السيدة الأولى في قرارات جو بايدن، فإن هذه التعليقات القليلة توازي ما يشبه التأكيد. وفي هذه الأثناء، يكتفي بايدن، المعروف بأنه يستغرق وقتاً طويلاً لإنضاج جميع قراراته، بتكرار أن لديه «النية» للترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، من دون اتخاذ قرار «نهائي».
ولكن يبدو أن تصريحات أخرى تؤكد أن المسألة الأساسية تبقى الآن متعلقة بالموعد، إذ قال الجمعة في مقابلة مع شبكة «آي بي سي»: «هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يتعين علينا الانتهاء منها على المدى القصير قبل أن أبدأ في الحملة».
وتفيد الصحافة الأميركية بأن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة يمكن أن يطلق حملة إعادة انتخابه في الربيع. ففي عام 2019، أعلن ترشحه في 25 أبريل (نيسان)، وقبله اختار باراك أوباما وبيل كلينتون الشهر ذاته لإعلان ترشحهما لولاية ثانية.
وهذا السباق الرابع الذي يخوضه جو بايدن إلى البيت الأبيض. فقبل انتخابه في عام 2020، ترشح للانتخابات في العامين 1988 و2008، حين مُني في كل مرة بالفشل. وفي عام 2015 عندما كان نائباً للرئيس باراك أوباما، تخلى عن فكرة الترشح لخلافته بعد وفاة ابنه الأكبر.
هذه المرة، تعطي بعض تحركاته زخماً لحملته المحتملة، مثل خطابه المهم عن حال الاتحاد في الثامن من فبراير (شباط) أمام الكونغرس، ورحلته إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي.
ففي كلتا الحالتين، أظهر قدرته على التحمل، كما لو أنه أراد أن يسلط الضوء على فكرة أنه سيكون قادراً على الحكم حتى سن الـ86 عاماً، في حال انتخب مرة أخرى.
فضلاً عن ذلك، يلعب تقريره الطبي السنوي دوراً في هذا المجال، إذ اعتبر طبيبه الخاص أخيراً أنه «مؤهل» لأداء واجباته و«بصحة جيدة».
تبقى هناك محطة ينبغي عليه تخطيها، وهي تقديم الميزانية الفيدرالية في التاسع من مارس (آذار).
بعد ذلك، سيتعين عليه اختيار الوقت والمكان والطريقة لإعلان ترشحه.
وقال ماتيو فوستر الخبير في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، إنه سيرغب في «التأكد من أن إعلانه يأتي في وقت لا تكون فيه الأحداث مكثفة، وإذا أمكن بعد نجاح سياسي» لم يتم تحديد ماهيته.
وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «إطلاق الحملة لا يعني نجاح أو فشل (الترشح)، لكنه قد يكون فرصة مهمة لجمع التبرعات».
واعتبر فوستر أن الرئيس السابق دونالد ترمب، اختار «الوقت الخطأ» للإعلان عن ترشحه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما «كانت الصحافة لا تزال تركز على تداعيات انتخابات منتصف الولاية، وعلى حقيقة أن المرشحين الذين كان يدعمهم (ترمب) قدموا أداءً أضعف من المتوقع».
في عام 2019، أعلن جو بايدن ترشحه في فيديو جدي للغاية، قدم فيه دونالد ترمب على أنه خطر على الديمقراطية من واجبه إيقافه.
هذه المرة، لا يُنظر إلى الديمقراطي على أنه سيناتور سابق أو نائب رئيس يعود من تقاعده السياسي، فهو يحمل خلفية أهم صقلتها فترة وجوده في البيت الأبيض وسمات السلطة الرئاسية.
فضلاً عن ذلك، يقف المنطق الدستوري إلى جانبه، إذ إن التاريخ الأميركي الحديث يفيد بأن الغالبية الكبرى من الرؤساء يسعون للحصول على ولاية ثانية - الدستور لا يسمح بأكثر من ذلك - ويُنتخبون في معظم الأوقات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».