الأمم المتحدة: الأوضاع الإنسانية في السودان تزداد سوءاً

ثلث السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي

مركز للتغذية في مخيم «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
مركز للتغذية في مخيم «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: الأوضاع الإنسانية في السودان تزداد سوءاً

مركز للتغذية في مخيم «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
مركز للتغذية في مخيم «كلمة» للنازحين في جنوب دارفور (أ.ف.ب)

حذّر أحدث تقرير للأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، في ظل غياب أي مؤشرات واضحة عن مدى تأثير التسوية السياسية التي توصلت إليها الأطراف السودانية في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على الوضع الإنساني بصورة عامة في البلاد.
وذكر التقرير الذي صدر، يوم الاثنين، أن حوالي 15.8 مليون شخص، أي ثلث سكان البلاد، بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2023، بزيادة مليون شخص عن العام الماضي.
وناشد التقرير الشركاء في مجال العون الإنساني، والمجتمع الدولي والمانحين، لتقديم أكثر من 1.7 مليار دولار لمواصلة انسياب المساعدة الإنسانية والحماية إلى 12.5 مليون من الأشخاص الأكثر ضعفاً في السودان.
وأفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، بأن البلاد لا تزال تواجه ذات التحديات على مدى السنوات الماضية، وتحتاج خطة الاستجابة الإنسانية إلى أن تكون قادرة على التحرك بسرعة لحالات الطوارئ، مع الحفاظ على رؤية طويلة المدى لخلق حلول مستدامة.
وتوقع التقرير الأممي تزايد أعداد النازحين في ظل استمرار الصراع في مناطق النزاعات (دارفور، النيل الأزرق) بسبب انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي، مشيراً إلى أن اجمالي النازحين داخلياً بلغ قرابة 3.7 مليون.
وذكرت الأمم المتحدة أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 ستقدم المساعدة الإنسانية والدعم للأشخاص الأكثر ضعفاً في السودان، الذين عادوا إلى مواطنهم الأصلية، واللاجئين.
وأشار التقرير إلى أن 92 شريكاً في المجال الإنساني يخططون للوصول إلى 12.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة المُنقذة للحياة في الوقت المناسب من خلال الخدمات الأساسية التي تحافظ على حياتهم.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى خدمات التغذية الإنسانية المُنقذة للحياة في عام 2023.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 6.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً خارج المدرسة، ما يمثل 35 في المائة من إجمالي السكان في سن الدراسة.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن القتال المتكرر واستمرار الهجمات المسلحة والنهب في عدد من أقاليم البلاد، وعلى وجه الخصوص دارفور، يشكل مصدر قلق كبير للمنظمات العاملة في المجال الإنساني على الأرض، ويحد من قدرتها في الوصول إلى المتضررين.
كما يواجه الشركاء في المجال الإنساني عوائق بيروقراطية وإدارية متزايدة تؤخر استيراد المساعدات الغذائية والسلع والإمدادات الطبية ومواد الإغاثة الأخرى.
ووفقاً للتقرير الأممي فإن التغيير المناخي والتدهور البيئي سيؤديان إلى تعميق مستويات الفقر وإعاقة العمليات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تعزز تعاونها المائي مع دول أفريقيا ببرامج «الري الذكي»

مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
TT

مصر تعزز تعاونها المائي مع دول أفريقيا ببرامج «الري الذكي»

مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)
مصر تعمل على تأهيل 500 متدرب من القارة الأفريقية (وزارة الري المصرية)

تعزز مصر تعاونها المائي مع دول أفريقيا عبر برامج «الري الذكي وإدارة المحاصيل الزراعية الذكية»، وتسعى القاهرة إلى التوسع في أعداد المشاركين بهذه البرامج من دول القارة ليصلوا إلى 500 متدرب خلال العام الحالي.

وشهدت القاهرة، الأحد، ختام الدورة الحالية من البرنامج التدريبي «الري الذكي وإدارة المحاصيل الزراعية الذكية في أفريقيا»، الذي نظمه «مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» بمصر، بالتعاون مع المركز القومي لبحوث المياه، بمشاركة الجامعة الأميركية بالقاهرة.

شارك في الدورة 36 متدرباً من دول «كينيا، وأوغندا، والكونغو، وليسوتو، ومصر، والصومال، وموريتانيا، وتونس، ورواندا، وتشاد، وتنزانيا، الكاميرون». وقال وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور هاني سويلم، في إفادة رسمية، الأحد، إن مصر «حريصة على تقديم الدعم اللازم للأشقاء الأفارقة من خلال تنفيذ برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية ونقل الخبرات المصرية في مجال الإدارة الحديثة للموارد المائية والتكيف مع تغير المناخ إلى دول القارة الأفريقية، وبما يمكن من التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه القارة في مجال المياه والمناخ».

ووفق سويلم فإن «مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» شهد منذ إنشائه عام 2023 تنظيم 21 برنامجاً تدريبياً بمشاركة 427 متدرباً من دول أفريقية، مؤكداً أنه «من المقرر أن يتم خلال العام الحالي تنظيم 20 تدريباً جديداً بمشاركة 500 متدرب أفريقي».

وتكثف مصر تحركاتها لتأكيد حضورها أفريقياً عبر مشروعات التعاون الثنائي في مجال المياه خصوصاً مع دول حوض النيل، وأكد وزير الري المصري، الشهر الماضي، «حرص بلاده على دعم التنمية في دول حوض النيل ودول أفريقيا عبر مشروعات تعزز مسارات التنمية بهذه البلدان».

تأتي التحركات المصرية في ظل استمرار أزمة «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بداعي توليد الكهرباء، بينما تخشى دولتا المصب (مصر والسودان) من تأثر حصتيهما من مياه نهر النيل بسبب «السد».

جانب من الدورة التدريبية المصرية للمتدربين الأفارقة (وزارة الري المصرية)

ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، أن «التحركات المصرية في أفريقيا ودول حوض النيل ليست لها علاقة مباشرة بأزمة (سد النهضة)»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تكثيف القاهرة تحركاتها في أفريقيا يعبر عن استراتيجية سياسية تقوم على دعم التنمية في هذه الدول من خلال التعاون المشترك عبر نقل الخبرات الفنية المصرية في المجالات المختلفة ومنها المياه إلى أفريقيا».

وفي رأي العرابي فإن «تعزيز الحضور المصري في أفريقيا ودول حوض النيل، استراتيجية سياسية طويلة الأمد، قد لا تعالج قضايا الحاضر، لكنها تتفادى وتعالج قضايا المستقبل».

و«مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري» في مصر، جهة معتمدة لدى منظمة «اليونسكو» كأحد المراكز المتميزة في تطبيق جميع معايير الجودة العالمية في خطط التدريب والمواد العلمية المقدمة، وفق «الري المصرية».

وأكد وزير الري المصري، الأحد، أن «مصر تقدم برامج تدريبية متنوعة للأشقاء الأفارقة من خلال (مركز التدريب الإقليمي)، بحيث يصبح هؤلاء المتدربون الأفارقة قادرين على نقل الخبرات المكتسبة خلال الدورات التدريبية لنظرائهم بعد عودتهم إلى بلادهم».

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، يرى أن «البرامج التدريبية المصرية تعزز مسارات التنمية في أفريقيا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه التدريبات تسهم في رفع كفاءة المتخصصين في مجال المياه والزراعة بأفريقيا، وتنمية مهاراتهم، والاطلاع على أحدث العلوم المائية، خصوصاً معالجة المياه، ووسائل الري الحديثة». وحسب شراقي فإن البرامج التدريبية تساعد على «ترسيخ نظريات إدارة المياه في أفريقيا، وتقليل الفاقد إلى أدنى حد».