وزيرة الخزانة الأميركية في أوكرانيا لمناقشة الدعم المالي

10 مليارات دولار من الولايات المتحدة... ومساعدة من صندوق النقد

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ب)
TT

وزيرة الخزانة الأميركية في أوكرانيا لمناقشة الدعم المالي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ب)

وصلت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إلى كييف، اليوم الاثنين، في زيارة رفيعة المستوى هي الأحدث؛ بهدف تعزيز رسالة التزام الولايات المتحدة دعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في الحرب مع روسيا؛ بما في ذلك من خلال المساعدات المالية.
وتعدّ زيارة يلين رحلة نادرة من وزير خزانة أميركي إلى منطقة تشهد حرباً، وتأتي بعد أسبوع من زيارة الرئيس جو بايدن المفاجئة قبل أسبوع، وبعد 3 أيام من إحياء الأوكرانيين الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي الشامل على بلادهم.
واجتمعت يلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وغيره من كبار المسؤولين الأوكرانيين لمناقشة كيفية تقديم نحو 10 مليارات دولار من المساعدات المالية لأوكرانيا، في جزء من حزمة بقيمة 45 مليار دولار أقرها الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لدعم دفاع أوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة.
وأفادت وزارة الخزانة، في قراءة لاجتماع يلين مع زيلينسكي، بأن المسؤولة الأميركية «رحبت بالإجراءات التي يتخذها الرئيس زيلينسكي لتعزيز الحكم الرشيد والتصدي للفساد». وأضافت أن النقاش تطرق إلى «الدعم الاقتصادي الأميركي المستمر الذي يساعد أوكرانيا على الاستمرار في قدرتها على توفير الخدمات الأساسية الحيوية لشعبها؛ بما في ذلك أول تحويل بقيمة 1.25 مليار دولار من أصل 9.9 مليار دولار لدعم الميزانية، الذي سيقدم خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023». وشددت يلين على الجهود «لفرض عقوبات شديدة على روسيا لتقويض آلة الحرب الخاصة بها والحد من الإيرادات التي لديها لتمويل حربها الوحشية».
وفي وقت لاحق، وضعت الزهور في «كاتدرائية سانت مايكل» ذات القبة الذهبية في وسط كييف، كما فعلت شخصيات أجنبية أخرى.
وتقدر حكومة زيلينسكي، غير القادرة على الاقتراض من أسواق السندات الدولية، أنها ستحتاج إلى نحو 38 مليار دولار هذا العام من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والداعمين الدوليين الآخرين للحفاظ على أداء حكومتها. وتجري كييف محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج قروض تأمل في أن يعزز الثقة بإدارتها الاقتصادية ويشجع المساهمات المالية الأخرى. وتدفع يلين صندوق النقد الدولي لإنشاء برنامج تمويل لأوكرانيا قريباً. وسافرت مديرة صندوق النقد، كريستالينا جورجييفا، إلى كييف في 21 فبراير. ويأمل المسؤولون الأوكرانيون في أن يكون لديهم برنامج من صندوق النقد بحلول نهاية مارس (آذار) المقبل.
وقالت الأسبوع الماضي إن «مساعدتنا الاقتصادية تجعل مقاومة أوكرانيا ممكنة من خلال دعم الجبهة الداخلية: تمويل الخدمات العامة المهمة، والمساعدة في استمرار عمل الحكومة».
وسمح الكونغرس بتقديم مساعدة لأوكرانيا للسنة المالية الفيدرالية الحالية التي تنتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل. وأثار استيلاء الجمهوريين على مجلس النواب مخاوف في كييف وحول أوروبا من أن تأمين مزيد من الدعم الأميركي قد يكون أكثر تعقيداً.
تساءل بعض المشرعين الجمهوريين عن سبب إنفاق الولايات المتحدة الكثير على أوكرانيا الآن، بينما يطالبون بفحص دقيق لكيفية استخدام الأموال والأسلحة الأميركية. وأرسل الأعضاء الجمهوريون في لجنة الرقابة بمجلس النواب خطاباً إلى مسؤولي إدارة بايدن في 22 فبراير (شباط) يطلبون فيه مزيداً من المعلومات حول مراقبة المساعدات.
وشكك بعض المحافظين في المساعدة المالية على وجه الخصوص. وقال السناتور الجمهوري تيد كروز عن الدعم غير العسكري لأوكرانيا: «إنني أكثر تشككاً في ذلك».
سعى زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى تهدئة المخاوف بشأن تراجع الدعم الجمهوري لأوكرانيا. وأكد أن معظم الجمهوريين يدعمون أوكرانيا بقوة، ودافع عن مبلغ التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة. وقال: «أعتقد أن أموالنا تُنفق على ذلك بحكمة».
وسعت يلين ومسؤولون آخرون في إدارة بايدن إلى زيادة حجم المساعدات التي تقدمها الدول الغربية الأخرى والحلفاء لأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

دونالد ترمب (رويترز)
دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

دونالد ترمب (رويترز)
دونالد ترمب (رويترز)

منذ فوزه الساحق، بدا الرئيس المنتخب دونالد ترمب في وضع مريح جداً. لكن قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً عليه أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

وفي مواجهة معسكر ديمقراطي لا يزال مصدوماً بهزيمة كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، يبدو وضع الجمهوريين أفضل، لكن الخلافات الداخلية تهدّد بإحباط الطموحات الكبرى للرئيس المقبل، من السياسة المتشددة لمكافحة الهجرة إلى التخفيضات الضريبية الجذرية.

وفي حين باشر كبار رؤساء شركات قطاع التكنولوجيا يعربون عن تأييدهم لترمب، فإن معسكره السياسي بدأ يشهد خلافات.

لكن مايك جونسون، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، أكد هذا الأسبوع أن نواب الحزب «مستعدون للبدء بالعمل». وقال في تصريح للصحافيين: «لقد حققنا بداية رائعة، كما وعدنا».

ومعلوم أن النقاش مع أعضاء مجلس الشيوخ يتخذ بعداً أكثر توتراً حول الاستراتيجية التشريعية. فهل ينبغي تبني برنامج ترمب ضمن رزمة واحدة من القوانين أم توزيعه على سلسلة من التدابير المنفصلة؟

تحظى المقاربة الثانية باهتمام شخصيات بارزة مؤيدة لترمب تعدّها الوسيلة الأسرع لتحقيق أول انتصار في قضية مراقبة الحدود، العنوان المحوري لحملة ترمب التي اتسمت بخطاب عنيف مناهض للهجرة.

لكن مع غالبية محدودة في مجلس النواب، يفضّل الجمهوريون استراتيجية «كل شيء أو لا شيء»؛ خشية الفشل في إمرار التخفيضات الضريبية الموعودة.

«هذا ما فضَّلته»

أما ترمب، المعني الأول، فأعلن أنه يفضّل «مشروع قانون كبيراً»، مضيفاً: «هذا ما فضّلته وسأفضّله دائماً».

لكنه تدارك أيضاً: «إذا كان وجود مشروعين يوفر أماناً أكبر، فستسير الأمور في شكل أسرع قليلاً؛ لأننا سنتمكن من الاهتمام بالهجرة في وقت مبكر».

وعلى فريق ترمب أن يكون سريعاً؛ لأن انتخابات منتصف الولاية ستجري بعد أقل من عامين، مع خطر فقدان السيطرة على الكونغرس أو أحد مجلسيه، خصوصاً أن قائمة المعارك التي ينبغي خوضها طويلة، بدءاً بإلغاء القيود التي فرضها الرئيس جو بايدن في موضوع التنقيب البحري، وصولاً إلى الطموح بالاستحواذ على غرينلاند وقناة بنما.

من هنا، فإن قاعدة جمهورية غير موحدة قد تكون أكبر نقطة ضعف لترمب في ولايته الثانية، كما أقرَّ أحد أنصاره، السيناتور عن ولاية أوكلاهوما ماركواين مولين، مضيفاً عبر قناة «فوكس نيوز» القريبة من المحافظين: «الجميع يسيرون في اتجاهات مختلفة».

الحكم

منذ انتخابه، اضطلع ترمب بدور الحكم، مبدياً حرصه على مخاطبة النواب غير المنضبطين ومكثفاً المشاورات الداخلية في مقر إقامته في فلوريدا.

هنا أيضاً في مارالاغو، نجح إلى حد كبير في أن يجمع عمالقة التكنولوجيا حوله، بعدما وجَّه إليه معظمهم انتقادات شديدة خلال ولايته الأولى قبل أن يلتفتوا إليه مجدداً منذ حملته الرئاسية الأخيرة.

ويستضيف ترمب في مقره، الخميس، حكام ولايات جمهورية يعدّون الأكثر استقلالاً، فضلاً عن نواب آخرين ينتظر أن يجتمع بهم السبت. وذكرت وسائل إعلام أميركية أنه يعتزم إقامة حفل كبير لجمهوريي مجلس الشيوخ في الأسابيع المقبلة.

من جانبهم، تعهد زعماء الكتلة الديمقراطية في الكونغرس العمل مع الجمهوريين على الإصلاحات التي يوافقون عليها، من دون أن يسهلوا لهم المهمة فيما يتصل ببقية الإصلاحات.

وقال تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، خلال كلمة ألقاها في المجلس: «لقد باتوا الغالبية وتقع عليهم الآن المسؤولية»، مؤكداً: «إننا سنرصدهم نحن والشعب الأميركي».