«يا شيخ سلامة»... تستدعي زمن «الفن الجميل» لمواجهة «المهرجانات»

مسرحية استعراضية غنائية تمزج السخرية بالتراجيديا

لقطة من المسرحية (الشرق الأوسط)
لقطة من المسرحية (الشرق الأوسط)
TT

«يا شيخ سلامة»... تستدعي زمن «الفن الجميل» لمواجهة «المهرجانات»

لقطة من المسرحية (الشرق الأوسط)
لقطة من المسرحية (الشرق الأوسط)

هل السبب في الانتشار الكثيف لأغاني «المهرجانات» على الساحة الفنية حالياً يعود في جزء منه إلى انقطاع التواصل بين الأجيال الجديدة وتراثها الفني الذي شهد انطلاقة مدهشة في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين؟ وهل يمكن أن تسهم استعادة رموز تلك النهضة الفنية في مواجهة مظاهر سلبية واكبت بعض أغاني المهرجانات مثل الصوت الرديء والكلمات غير اللائقة و«الثيمات» الموسيقية المكررة؟

يبدي صناع مسرحية «يا شيخ سلامة»، التي تُعرض أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، على «مسرح البالون» بالعجوزة، حماسة شديدة للرد بالإيجاب على هذه النوعية من التساؤلات، حيث يتناول العمل بعض ملامح سيرة الشيخ سلامة حجازي، مؤسس المسرح الغنائي في مصر، مع إلقاء الضوء على عدد من رموز زمن الفن الجميل الآخرين مثل «سلطانة الطرب» منيرة المهدية، وعبده الحامولي.

وتقوم الحبكة هنا على فكرة غاية في البساطة تتمثل في وجود باحثة موسيقية تذهب إلى منطقة رأس التين بالإسكندرية، حيث المنزل الذي عاش فيه الشيخ سلامة؛ بحثاً عن القيمة والمعنى في تاريخ الفن. وهناك يقابلها بالصدفة اثنان من مطربي الجيل الجديد، شاب وفتاة، يعيشان قصة حب، ويحلمان بغزو العالم عبر أغاني المهرجانات، فتأخذ على عاتقها تعريفهما بكنوز التراث الفني الذي لا يعرفان عنه شيئاً.

وعلى الرغم من بساطة الحبكة، التي غزل خيوطها المؤلف يسري حسان، فإنها أتاحت للمخرج محمد الدسوقي، حرية الذهاب والعودة بين الماضي والحاضر عبر لوحات غنائية استعراضية وحوار يمزج الضحك بلحظات الشجن لنصبح بين عالمين متناقضين، هما زمن النهضة الفنية وفجر الغناء من ناحية، وزمن أغاني المهرجانات من ناحية أخرى.


من المسرحية (الشرق الأوسط)

وبدا لافتاً أن العمل لم يسقط في فخ الإدانة المجانية للعصر الحالي، كما لم يحط الماضي بهالة من التبجيل أو القداسة. فنراه ينظر بعين التفهم والحب لرغبة الجيل الجديد في التعبير عن نفسه، كما لم ينسَ أن لكل عصر سقطاته وهفواته، ومنها بعض أغنيات الجيل القديم التي اتسمت بطابع تجاري لا يراهن على الأذواق الرفيعة، وإن كانت غير خادشة للحياء. وأورد العرض بعض الأمثلة في هذا السياق لمنيرة المهدية.

وتعليقاً على تلك النقطة، يشير الكاتب يسري حسان إلى أن «هدف العمل ليس محاكمة أغاني المهرجانات أو القضاء عليها، وإنما إعادة النظر فيها في ضوء ماضينا الغنائي الثري، ثم نترك الحكم للجمهور ليرى أين كنا وأين وصلنا، حيث إن القضاء على الفن الهابط لا يأتي بضغطة زر»، وفق تعبيره.

وأوضح حسان، في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، أنه كان «أول من كتب عن ظاهرة المهرجانات عبر كتابه (هتاف المنسيين - أغاني المهرجانات من العشوائيات إلى أولاد الذوات) الذي صدر في 2020، حيث استقصى خلفيات الظاهرة اجتماعياً ونفسياً، وبالتالي لا يمكن إدانة أغاني المهرجانات في المطلق، وإنما ما يُدان هو الابتذال ومغازلة الذوق الهابط بصرف النظر عن العصر، مع الإقرار بأن لكل زمن ظواهره الجديدة».

ويُعَدُّ سلامة حجازي «1852 - 1917» أحد أعلام النهضة الفنية في مصر والعالم العربي، حيث بدأ حياته قارئاً للقرآن الكريم، وتعلم أصول النغم والإنشاد والأوزان، ثم اتجه للغناء والتلحين والتمثيل، وأسس فرقته المسرحية. وقدم على خشبة المسرح عدداً من الأعمال المهمة مثل «هارون الرشيد» و«ليلى» و«شهداء الغرام». كما قدم أغنيات عدة، مثل «سلو سمرة الخدين»، و«بسحر العين تركت القلب هايم»، و«مجروح يا قلبي»، وتغنى العديد من المطربين الجدد آنذاك بألحانه، مثل محمد عبد الوهاب وسيد درويش.


الطابع الغنائي سمة أساسية في العمل (الشرق الأوسط)

وعلى مستوى الأداء التمثيلي، لفتت الفنانة سلمى عادل، النظر إليها بتجسيدها شخصية «بغاشة»، التي تغني وترقص في أجواء المهرجانات بعفويتها وخفة ظلها، بينما جاء أداء صابر عبد الله، شخصية عبده الحامولي مميزاً بهدوئه ورزانته.

وواجه كل من الملحن علي الهلباوي، ومصممة الملابس هبة جودة تحدياً كبيراً في وضع ألحان وأزياء تناسب عصرين متناقضين على المستويات كلها، لكنهما استطاعا التعامل مع هذا التحدي بدرجة كبيرة من النضج والإحكام.

ويبدي يسري حسان سعادته الشديدة بردود الفعل تجاه العمل حتى الآن، فيقول: «هناك احتفاء نقدي غير عادي، كما أن غالبية ليالي العرض تحمل لافتة (كامل العدد)، وهو ما يؤكد أن مسرح الدولة لا يزال قادراً على التأثير وجذب قطاعات واسعة من الجمهور إلى قضايا جادة رغم ما يعانيه هذا المسرح من مشكلات مزمنة مثل ضعف أجور العاملين به، فضلاً عن عدم وجود دعاية».


أغاني المهرجانات أضفت طابعاً مرحاً (الشرق الأوسط) 


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
TT

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

مع اقتراب دفع المحكمة الجنائية الدولية بـ«المرافعات» الختامية في قضية السوداني علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم بدارفور، وصف الدفاع المتهم كوشيب بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، وهم: الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا «الدفاع» وقتها عبد الرحيم محمد حسين، و«الداخلية» أحمد هارون.

وقالت المحكمة الجنائية، في «ورشة عمل» عقدتها للصحافيين السودانيين في العاصمة الكينية كمبالا، الجمعة، إن المحكمة قررت تقديم المرافعات الختامية في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

ويواجه عبد الرحمن 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم بدارفور السودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003، وأبريل (نيسان) 2004، بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

مطالب بتسليم البشير وهارون

وقال المستشار بمكتب المدعي العام داهيرو سان آنا، عبر تقنية مؤتمر فيديو من لاهاي، إن مكتبه يحقق في أحداث دارفور الناجمة عن الحرب الحالية، وإنه كلف فريقاً يقوم بجمع المعلومات في دارفور يتعلق بالقضايا الجديدة، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتحدث الناس أنها تحدث في الإقليم المضطرب، وبنهاية التحقيقات سيجري تقديم طلبات لقضاة المحكمة لتوجيه اتهامات.

عمر البشير خلال محاكمته بالفساد يونيو 2019 (رويترز)

وأوضح أن المتهمين الرئيسيين؛ الرئيس السابق عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير داخليته أحمد محمد هارون، لا يزالون دخل السودان. وأضاف: «وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يجب تسليمهم للمحكمة، وهو التزام لا يزال قائماً». وتابع أن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قاده الجيش صعب الأوضاع المتعلقة بتسليم المتهمين.

وقال داهيرو إن تسليم المتهمين يقع على حكومة السودان التي تَعلم مكان المتهمين. وتابع: «سألناهم، العام الماضي، ولم يعطونا معلومات، وقالوا إنهم يحققون في مكان وجود أحمد هارون». واستطرد: «التحقيقات مع كوشيب أشارت إلى ضلوع هارون في كل الجرائم المرتكبة بواسطة كوشيب، وطالبنا بتسليمه ليحاكَم الرجلان معاً، لكن هذا لم يحدث».

وعادت قضية تسليم أحمد محمد هارون إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الصراعات داخل حزب البشير «المؤتمر الوطني»، وانتخاب الرجل رئيساً للحزب، رغم التهم الموجهة له من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والاتهامات التي يواجهها في القضاء المحلي.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وبإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، يواجه الرجال الثلاثة المحاكمة باتهامات تتعلق بتدبير انقلاب 1989، تصل عقوبتها للإعدام. وعقب اندلاع الحرب، في 15 أبريل، خرج هارون ومتهمون آخرون من السجن، ولا يعلم مكان وجودهم، بينما لا تزال السلطات تقول إن البشير وحسين لا يزالان قيد الحبس، دون أن تكشف عن مكان حبسهما.

اتهامات لحكومة السودان

بدوره، قال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة لا تستطيع توسيع نطاق اختصاصها إزاء الجرائم التي يزعم أن قوات «الدعم السريع» ترتكبها في مناطق جديدة من السودان؛ لأن السودان ليس عضواً في ميثاق روما المكون للمحكمة الجنائية الدولية، وأن اختصاصها يقتصر على قرار مجلس الأمن 1593 الصادر في 2005، الذي أحال الوضع في دافور للمحكمة.

واتهم محامي المتهم سيريل لاوشي، في إفادته، للصحافيين، «حكومة السودان» بأنها قدمت كوشيب «كبش فداء» للتستر على المتهمين الرئيسيين. وقال: «جاء ممثل السودان، وقال: خذوه وحاكموه، فهذا هو الشخص الذي يجب أن تجري محاكمته، على الرغم من وجود المتهمين الرئيسيين؛ عمر البشير ومساعديْه وزيري الدفاع والداخلية».

وأرجع محامي كوشيب تأخير إجراءات المحاكمة إلى عدم مثول المتهمين الآخرين، وأضاف: «كان يمكن أن تسير الإجراءات بشكل يحقق العدالة، بحضور المتهمين». وأقر المحامي لاوشي بوقوع الجرائم موضوع المحاكمة، وطالب بجبر ضرر الضحايا، بقوله: «للمجني عليهم الحق في جبر الضرر، بغض النظر عن إدانة كوشيب أو تبرئته، وحق الضحايا لن يتأثر بكونه مجرماً أو غير مجرم».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفقاً للمتحدثين باسم محكمة لاهاي، فإن مكتب المدعي العام والممثلين القانونيين للضحايا، وهيئة الدفاع سيدلون بمرافعاتهم الختامية، في الوقت المحدد، أمام الدائرة الابتدائية الأولى المكونة من القاضية جوانا كورنر «قاضية رئيسة»، والقاضيتين راين ألابيني غانسو وألتيا فيوليت أليكسيس.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليمه نفسه للمحكمة في يونيو (حزيران) 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وقفلت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023، وينتظر أن تستمع المحكمة إلى مرافعتَي الاتهام والدفاع الختاميتين، قبل اتخاذ قرار بشأن الرجل المحبوس لدى المحكمة في لاهاي.