مصر تتعهد بـ«حياة كريمة» لمواطنيها رغم «الأزمة الاقتصادية»

القاهرة استضافت مؤتمراً إقليمياً بشأن «الأمن الاجتماعي»

وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية في كلمتها خلال المؤتمر (وزارة التضامن)
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية في كلمتها خلال المؤتمر (وزارة التضامن)
TT

مصر تتعهد بـ«حياة كريمة» لمواطنيها رغم «الأزمة الاقتصادية»

وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية في كلمتها خلال المؤتمر (وزارة التضامن)
وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية في كلمتها خلال المؤتمر (وزارة التضامن)

رغم التحديات التي فرضتها «الأزمة الاقتصادية» على البلاد، فقد تعهدت مصر بتوفير «حياة كريمة» لمواطنيها. وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، الدكتورة نيفين القباج، اليوم (الأحد)، إن الحكومة المصرية «تتعهد ببذل أقصى الجهد لتوفير حياة كريمة للمواطنين، إيماناً بحقهم في ذلك».
وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر الإقليمي الأول حول «سياسات الرعاية الاجتماعية وتحقيق الأمن الاجتماعي»، الذي تستضيفه القاهرة، أن «الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع بدءاً من تحديات جائحة (كوفيد - 19)، ثم الحرب الروسية - الأوكرانية، وما تبعهما من آثار سلبية طالت الاقتصاد العالمي أجمع، تسببت في زيادة نسبة البطالة، وطالت جودة حياة من هم أولى بالرعاية».
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية أن «جودة سياسات الرعاية الاجتماعية تنعكس إيجابياً بشكل مباشر على الفرد والمجتمع والأمن»، ودعت إلى «حوكمة سياسات الرعاية الاجتماعية، لا سيما أن الأحداث المتصاعدة التي يشهدها العالم لن تنال من الجهود المتزايدة في الإصلاح في المنطقة العربية». واستعرضت خطة الحكومة المصرية في هذا المجال، والتي تستهدف حسب قولها، «غلق مؤسسات رعاية الأطفال، والتحول لنظام الأسر البديلة، مع الحفاظ على عدد قليل من هذه المؤسسات حسب الحاجة»، مؤكدة أن استراتيجية مصر في هذا المجال «تعتمد تقديم الرعاية من منظور حقوقي تنموي متكامل»، ومشيرة إلى أن «أكثر من 40 في المائة من تعداد سكان مصر من الأطفال، أي نحو 40 مليون طفل».
ويُعقد المؤتمر، بالشراكة مع جامعة الدول العربية و«اليونيسيف»، بحضور عدد من الوزراء من دول عربية، وأفريقية، وأوروبية. ويستعرض تجارب هذه الدول في مجال الرعاية الاجتماعية، بهدف وضع تصورات لتحقيق «الأمن الاجتماعي».
وأوضح ممثل «يونيسيف» في مصر، جيريمي هوبكنز، أن المنظمة الدولية «تعمل مع وزارة التضامن الاجتماعي المصرية من أجل تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لدعم الرعاية الاجتماعية والحماية الاجتماعية»، مشيراً إلى أن «جائحة (كوفيد - 19)، وارتفاع أسعار الغذاء على مستوى العالم، تسببا في ضعف جودة غذاء الأطفال». وشدد على «أهمية تمويل أنظمة الرعاية الاجتماعية للأطفال، وتعزيز قدرات العاملين في هذا المجال».
من جانبها، قالت الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، إن «المؤتمر يُعقد في وقت هام، يتطلب تحركات مواتية للتطورات الاجتماعية التنموية للدول العربية، وهو ما تداركه مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وبلوره في عدد من القرارات التي أطلقها في أعمال الدورة الـ42، الشهر الماضي».
واستعرضت الدول المشاركة في المؤتمر تجاربها في مجال الرعاية الاجتماعية، وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هكتور الحجار، إن «بلاده تتخبط وسط مشكلات جمة تفوق قدراتها، من انهيار اقتصادي، وجائحة، وتبعات انفجار مرفأ بيروت»، مشيراً إلى أن «وجود ما يزيد على مليون ونصف نازح سوري في البلاد، زاد من مصاعبها». وأوضح الحجار خطة الحكومة اللبنانية لـ«توفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين بوصفها حقاً من حقوقهم».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».