الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة في عشرة مجلّدات

الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة في عشرة مجلّدات
TT

الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة في عشرة مجلّدات

الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة في عشرة مجلّدات

صدر في دار صوفيا (الكويت) المجلّدُ الثالثُ من موسوعة الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة التي تشتمل على عشرة أجزاء يجري إعدادها بإشراف أستاذ الفلسفة الألمانيّة في الجامعة اللبنانيّة (كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الثاني) مشير باسيل عون، ومساهمة حوالى مائة وعشرين باحثًا وباحثةً من أوطان العالم العربيّ. تتناول العشريّة الفلسفيّة الفريدة هذه حصيلة الإنتاج الفلسفيّ الفرنسيّ المعاصر في القرن العشرين حصرًا، وتوزّعه على محاور جامعة أساسيّة: فلسفات البنيويّة والتفكيك والاختلاف (المجلّد الأوّل، 2021)، الفِنومِنولوجيا وتفرّعاتها والفِسارة الفلسفيّة (المجلّد الثاني، 2022)، الفلسفات التفكّريّة والشخصانيّة والوجوديّة (المجلّد الثالث الصادر حديثًا، 2023)، فلسفة تأريخ الفلسفة (المجلّد الرابع، قيد الطباعة)، الفلسفات الجماليّة (المجلّد الخامس)، الفلسفات الهيغليّة والماركسيّة والفلسفات التاريخيّة التفكيكيّة (المجلّد السادس)، الفلسفات المسيحيّة (المجلّد السابع)، الفلسفات الاجتماعيّة والنفسيّة والتربويّة والأخلاقيّة (المجلّد الثامن)، الفلسفات السياسيّة والاقتصاديّة والقانونيّة والبيئيّة والإعلاميّة (المجلّد التاسع)، فلسفات الطبيعة والعلوم والإبّيستِمولوجيا (المجلّد العاشر).
ويستند المشروع الفلسفيّ التأريخيّ الضخم هذا، كما جاء في التقديم «إلى إرادة الباحثين الملتئمين طوعًا من أجل خدمة الفكر الفلسفيّ في المجتمعات العربيّة، يُجرون أقلامَهم في موضوعاتهم البحثيّة من غير أن يخضعوا لمشيئة الدوائر السياسيّة أو المؤسّسات الثقافيّة أو الهيئات المدنيّة». غاية المشروع الفلسفيّ هذا نقلُ المكتسبات الفكريّة التي زيّنت المشهد الثقافيّ الفرنسيّ المعاصر في حقول التفكّر الفلسفيّ النقديّ، والإفصاحُ عربيًّا عن خلاصات العقل الإنسانيّ الغربيّ في فتوحاته الفرنسيّة المعاصرة، واستثارةُ التفكير الفلسفيّ العربيّ النقديّ الذاتيّ المعاصر. اليقين في هذا كلّه أنّ الفلسفة العربيّة القديمة لم تنبعث إلّا حين احتكّت احتكاكًا سليمًا حرًّا جريئًا بالفلسفة الإغريقيّة التي حرص على نقلها عظماءُ المترجمين العرب، وقد أجازوا لأنفسهم أن يبتكروا من غير خوف، وأن ينحتوا من غير تشنّج. من جرّاء هذا كلّه استطاع العرب أن يحترفوا الفلسفة حتّى زمن الإدانات الكلاميّة الفقهيّة في القرن الثاني عشر.
ومن ثمّ، لا تستطيع المجتمعات العربيّة المعاصرة أن تتفلسف تفلسفًا وجوديًّا مثمرًا إلّا إذا استدخلت في وعيها الثقافيّ ما أفرجت عنه عبقريّات المجتمعات الأخرى المعاصرة. الفلسفة الفرنسيّة المعاصرة تعبيرٌ من تعابير العبقريّة الفلسفيّة الكونيّة التي تحرّضنا على إتقان التفكير الفلسفيّ العربيّ النقديّ الذاتيّ.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

السعودية تؤسِّس «منصة عالمية» للموهوبين في الذكاء الاصطناعي

مساعٍ حكومية لجعل المملكة مركزاً تقنياً عالمياً (الشرق الأوسط)
مساعٍ حكومية لجعل المملكة مركزاً تقنياً عالمياً (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تؤسِّس «منصة عالمية» للموهوبين في الذكاء الاصطناعي

مساعٍ حكومية لجعل المملكة مركزاً تقنياً عالمياً (الشرق الأوسط)
مساعٍ حكومية لجعل المملكة مركزاً تقنياً عالمياً (الشرق الأوسط)

لخلق منصة عالمية تحتضن الموهوبين وتنمّي مهاراتهم، تنظّم السعودية ممثَّلة في «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي» (سدايا)، أول نسخة عالمية من «الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي» (IAIO) بمشاركة أكثر من 25 دولة.

وتنطلق النسخة العالمية الأولى للأولمبياد، الأحد، وتمتدّ لـ5 أيام متتالية في العاصمة الرياض بالتعاون مع «المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي» (ICAIRE)، و«مركز الأبحاث الدولي للذكاء الاصطناعي» (IRCAI) بسلوفينيا، برعاية منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

وتهدف «سدايا» من تنظيم هذا الأولمبياد الدولي إلى أن يكون منصة دولية للمسابقات في مجال الذكاء الاصطناعي تحتضن الموهوبين وتنمّي مهاراتهم، وملتقى يجمع العلماء والمهتمّين من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات، وتطوير المهارات، والاطّلاع على آخر المستجدات.

شعار «الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي»

كما تطمح «سدايا» أن يكون هذا الأولمبياد النواة الأولى لانطلاقته في مختلف دول العالم في المستقبل، إذ يُعدّ خطوة مميّزة لتحفيز الشباب والفتيات حول العالم للمشاركة، لتكوين جيل جديد يحظى بفهم عميق بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية وأنظمة قطاع الأعمال.

وهي نظَّمت، في إطار التحضير للأولمبياد، محاضرات افتراضية عدّة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال موقع الأولمبياد، بهدف تأهيل الفرق الدولية المُشاركة في المسابقة، ولإفادة الطلاب الراغبين من مختلف دول العالم من المحاضرات لتوسيع مداركهم في هذا المجال الحيوي. وقد امتدت لـ5 أسابيع، وشملت الموضوعات الآتية: مقدمة في الذكاء الاصطناعي، وتأثير الذكاء الاصطناعي في المجتمع (الأخلاق، العدالة)، وطرق النواة، والعمل مع البيانات، ونماذج التوليد العميقة المنشورة، والتعلُّم الموجَّه، وبحث الذكاء الاصطناعي، وتقييم التعلُّم، والتعلُّم المعزَّز، والتعلُّم غير الموجَّه.

وستشارك كل دولة بفريق من 4 طلاب حداً أقصى، ويتسابق الطلاب بشكل منفرد على مدى يومين، خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة. وسيُخصَّص اليوم الأول من المسابقة للأسئلة العلمية، وفي اليوم الثاني، يحلّ الطلاب مشكلات علمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال منصة مصمَّمة لهذا الغرض.

ويأتي «الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي» (IAIO) ضمن إطار جهود «سدايا» في تعزيز مكانة المملكة العالمية بوصفها دولة رائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 الرامية إلى رفع الوعي تجاه أهمية هذه التقنيات المتقدّمة، وتزويد المجتمعات بالمعارف والمهارات اللازمة لإتقانها.