تونس: سياسيون واقتصاديون في الصفوف الأولى

أحمد نجيب الشابي   -     محسن مرزوق
أحمد نجيب الشابي - محسن مرزوق
TT

تونس: سياسيون واقتصاديون في الصفوف الأولى

أحمد نجيب الشابي   -     محسن مرزوق
أحمد نجيب الشابي - محسن مرزوق

تسبب تراكم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس، خلال العقود الثلاثة الماضية، خصوصاً بعد «ثورة 2011»، في «احتراق» كثير من الزعماء السياسيين والكفاءات والخبرات الوطنية.
ولقد استفاد الرئيس قيس سعيّد خلال انتخابات 2019 من خيبة أمل غالبية الشعب في الطبقة السياسية القديمة بكل ألوانها الحزبية والسياسية، ونجح رافعاً شعار «فليرحلوا جميعاً».
ولكن بعد منعرج «25 يناير» 2021، أصبح ينتقد بحدة أكبر «المنظومة القديمة» التي حكمت تونس خلال العقود الماضية، وبصفة أخص خلال «عشرية الخراب»، وهي التسمية التي يطلقها على مرحلة ما بعد يناير 2011.
غير أن الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تمر بها البلاد حالياً أعادت الكلام عن «مبادرات سياسية» يقف وراءها مستقلون أو زعماء نقابات وأحزاب. ويرشح أصحاب هذه «المبادرات»، في الكواليس، كما في وسائل الإعلام، أسماء شخصيات اقتصادية وسياسية وطنية عديدة للعب دور في الصفوف الأولى في المرحلة المقبلة، من بينهم وزير الداخلية ورئيس الحملة الانتخابية للرئيس سعيّد سابقاً توفيق شرف الدين، ووزير الزراعة الجديد اللواء عبد المنعم بالعاتي.
أيضاً، بين الشخصيات التي ترشح للعب دور أكبر كل من:
- محمد الفاضل عبد الكافي، وزير الاقتصاد والمالية سابقاً وزعيم حزب «آفاق» الليبرالي المعارض، وهو شخصية في رصيدها خبرة طويلة اقتصادياً ومالياً وأكاديمياً في القطاعين العام والخاص. ولقد رشحته عدة أحزاب لرئاسة الحكومة بعد انتخابات 2019، إلا أن الرئيس سعيد اختار وقتها إلياس الفخفاخ ثم هشام المشيشي.
- أحمد نجيب الشابي، زعيم المعارضة اليسارية في عهدَي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، ووزير التنمية في أول حكومة بعد «ثورة 2011»، ثم زعيم الحزب الجمهوري الذي تصدّر معارضة «الترويكا» والحكومات التي قادتها أحزاب «حركة النهضة» و«نداء تونس» و«تحيا تونس». وراهناً، يتزعم الشابي جبهة معارضة تضم 10 أحزاب سياسية.
- مالك الزاهي، وزير الشؤون الاجتماعية الحالي، وهو من بين الشخصيات المقربة من الرئيس قيس سعيّد منذ مرحلة ما قبل انتخابات 2019... وسبق أن كلفته الرئاسة بملفات حوار صعبة داخلياً، خصوصاً مع قيادات النقابات ومنظمات رجال الأعمال. كذلك كلفته مهمات سياسية واقتصادية اجتماعية عديدة في أوروبا والعالم العربي، بما في ذلك إبلاغ رسائل إلى عدد من القادة العرب وقادة أوروبا.
- محسن مرزوق، زعيم حزب «مشروع تونس»، وهو ناشط سياسي وحقوقي يساري سابق ساهم في تأسيس حزب «نداء تونس» مع الرئيس الباجي قائد السبسي وشخصيات نقابية ويسارية ودستورية، من بينها الأمين العام الأسبق لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل»، الطيّب البكوش. تولى حقيبة وزير مستشار في قصر الرئاسة بعهد السبسي، ثم استقال وأسس حزب «مشروع تونس» مع عدد من المنشقين عن السبسي وحزبه.
- حاتم بن سالم، وزير التربية وزير الدولة للخارجية سابقاً، وهو ليبرالي مخضرم تولى مسؤوليات دبلوماسية وحكومية قبل «ثورة 2011» وبعدها. وترأس في عهد الباجي قائد السبسي «مركز الدراسات الاستراتيجية» التابع لرئاسة الجمهورية برتبة وزير.
- توفيق بكار، محافظ «البنك المركزي» وزير المالية سابقاً، وهو شخصية سياسية اقتصادية نجحت خلال السنوات الـ15 الأخيرة من حكم الرئيس بن علي في السيطرة على العجز المالي والتضخم، وأيضاً في إقناع المؤسسات المالية الأوروبية واليابانية والعالمية بتقديم قروض لتونس بنسب فائدة ضعيفة جداً، ودون شروط سياسية اجتماعية. وينتمي بكار إلى «لوبي» خريجي المدرسة العليا للإدارة التي تخرج فيها أغلب الوزراء والمديرين والمسؤولين في تونس.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن بلاده تساورها «شكوك» حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الثنائية، معرباً عن مخاوفه بشأن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ أسابيع.

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الخاصة: «لقد وضعنا في 2022 (...) خريطة طريق (...) ونود أن يتم الالتزام بها».

وأضاف: «لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكاً حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه. لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (أ.ب)

وأضاف بارو: «مثل رئيس الجمهورية، أعرب عن القلق البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به بوعلام صنصال ومحاموه».

وصنصال (75 عاماً) المعارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر».

وأوضح بارو: «أنا قلق بشأن حالته الصحية و(...) فرنسا متمسكة جداً بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

وتناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى، الأحد الماضي، قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفاً إياه بـ«المحتال... المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده «ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر (...) لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو (تموز) الماضي، بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).