وسط أوضاع عالمية يعتقد أنها تجاوزت الأوقات الأكثر صعوبة منذ الحرب العالمية الثانية، يعقد وزراء المال ومحافظو المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين اجتماعهم الجمعة والسبت في مدينة بنغالور الهندية لمناقشة تدابير لمعالجة الآثار الاقتصادية للحرب في أوكرانيا وإمكانية تخفيف عبء الديون عن البلدان الفقيرة الأكثر ضعفا.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الخميس إن الاقتصاد العالمي «في وضع أفضل» مما كان متوقعا قبل بضعة أشهر مع التداعيات الاقتصادية لوباء كوفيد وغزو روسيا لأوكرانيا.
وقالت يلين للصحافيين على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بنغالور بالهند إن «الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما توقعه كثيرون قبل بضعة أشهر»، وأضافت أن «التحديات التي نواجهها حقيقية والمستقبل لا يزال غير مؤكد لكن الآفاق تحسنت».
كما أعلنت يلين أن العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا لها «تأثير كبير جدا» على اقتصاد موسكو. وأضافت قبيل اجتماع لمجموعة العشرين في الهند: «أرى أن عقوباتنا كان لها تأثير سلبي كبير على روسيا حتى الآن. روسيا الآن تعاني من عجز كبير في الموازنة».
وتابعت يلين أمام الصحافيين في بنغالور أن موسكو «تواجه صعوبة كبيرة بسبب عقوباتنا ومراقبتنا للصادرات في الحصول على المواد اللازمة لإعادة تخزين الذخيرة وإصلاح تسعة آلاف دبابة دمرت بسبب الحرب»، وأكدت أن «تحديد سقف الأسعار للنفط الروسي يقلل بشكل واضح وكبير من دخل روسيا». وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «كان يتوقع تحقيق نصر بأقل كلفة... وبعد عام، فإن حرب بوتين هي فشل استراتيجي للكرملين».
وتبدو أي مناقشة حول أوكرانيا حساسة بالنسبة للهند الدولة المنظمة لمجموعة العشرين التي لم تعبر عن إدانتها للغزو. ولم تؤكد روسيا ما إذا كانت سترسل ممثلًا إلى اجتماع مجموعة العشرين.
وقبل اجتماع مجموعة العشرين، ينوي وزراء المال في مجموعة السبع الاتفاق الخميس في الهند على حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا عشية الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الاثنين: «بصفتنا جزءا من مجموعة السبع سندعو إلى تعزيز العقوبات الاقتصادية ضد روسيا». وأضاف أن «هذه العقوبات الاقتصادية فعالة وأدت عمليا إلى انخفاض عائدات النفط الروسية إلى النصف»، معتبرا أن «العقوبات سلاح طويل الأمد، لذا يجب المحافظة عليه وتعزيزه».
من جهتها، أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند أن الولايات المتحدة و«شركاءها في مجموعة السبع» يخططون لـ«حزمة جديدة كبيرة» من العقوبات ضد روسيا قرابة 24 فبراير (شباط)؛ الذكرى السنوية للغزو الروسي لأوكرانيا... لكن مصدرا في وزارة المال الألمانية قلل من أهمية اتخاذ أي قرار في الاجتماع.
ويحضر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي الأسبوع المقبل سيشارك فيه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
وفي بيان منفصل، أثنت وزيرة الخزانة الأميركية على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن ترشيح الهندي الأميركي أجاي بانغا لرئاسة البنك الدولي مع بدء آلية التعيين الخميس. وقالت إن «جهود بانغا سمحت بوصول 500 مليون شخص لا يملكون حسابات مصرفية إلى الاقتصاد الرقمي وقيادة استثمارات خاصة إلى حلول لمواجهة الاحترار المناخي وزيادة الفرص الاقتصادية من خلال الشراكة لأميركا الوسطى».
وأجاي بانغا البالغ 63 عاما مسؤول كبير في صندوق الأسهم الخاصة الأميركي «جنرال أتلانتيك» والشركة القابضة «هولدينغ إكسور»، وترأس خصوصا مجموعة «ماستركارد» للخدمات المالية.
وأوضح بيان البيت الأبيض أنه «يمتلك الخبرة الضرورية لتعبئة الموارد الخاصة والعامة على السواء من أجل التصدي للتحديات الأكثر إلحاحا في عصرنا ومنها الاحترار المناخي».
وزراء مال «العشرين» يلتقون برؤية أكثر تفاؤلاً
وزيرة الخزانة الأميركية: الاقتصاد العالمي في وضع أفضل من المتوقع... والعقوبات تؤلم روسيا
وزراء مال «العشرين» يلتقون برؤية أكثر تفاؤلاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة