ليبيون يستبقون اجتماعاً في واشنطن برفض «الحلول المشبوهة»

سياسيون يرون أن دعم إجراء الانتخابات النيابية أولاً «تدوير للأزمة»

لقاء سابق للقائم بأعمال سفارة أميركا لدى ليبيا ليزي أوردمان (يسار) ونائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي في تونس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
لقاء سابق للقائم بأعمال سفارة أميركا لدى ليبيا ليزي أوردمان (يسار) ونائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي في تونس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
TT

ليبيون يستبقون اجتماعاً في واشنطن برفض «الحلول المشبوهة»

لقاء سابق للقائم بأعمال سفارة أميركا لدى ليبيا ليزي أوردمان (يسار) ونائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي في تونس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
لقاء سابق للقائم بأعمال سفارة أميركا لدى ليبيا ليزي أوردمان (يسار) ونائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي في تونس (السفارة الأميركية على «تويتر»)

استبق سياسيون ليبيون اجتماعاً دولياً يتعلق بأزمة بلادهم، من المقرر أن تستضيفه العاصمة الأميركية واشنطن، برفض ما وصفوه بـ«الحلول المشبوهة التي قد تنتج عنه». وتتمثل وفق مخاوفهم في «تبني فكرة عقد انتخابات نيابية أولاً، على أن يتولى البرلمان المقبل انتخاب رئيس البلاد».
وقال تجمع للأحزاب السياسية الليبية، وعشرات من السياسيين ومرشحين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، اليوم (الخميس)، إنهم «يتابعون ما تقوم به الإدارة الأميركية من تحركات عبر سفيرها ووزارة خارجيتها، بشأن الأزمة الليبية»، مشيرين إلى أن «الاجتماع الذي يتم الإعداد له في واشنطن وستحضره الدول المهتمة بالشأن الليبي، سيؤدي إلى استمرار تدوير الأزمة».
وقال تجمع الأحزاب إن «السعي للاكتفاء بانتخاب رئيس للبلاد من خلال البرلمان، يعد عملية إقصاء واضحة للشعب في تقرير مصيره»، معتبرين أن اجتماع واشنطن «يستهدف حرمان الليبيين من الوصول لانتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة».
ورأى سيلمان البيوضي، المرشح الرئاسي، أن الولايات المتحدة كعادتها تصر على ممارسة دور استعماري ضد الدول المأزومة بداعي الدفاع عن أمنها القومي، دون اعتبار لرغبات الشعوب المتضررة وتطلعاتها، متابعاً: «منذ أكثر من عام ينتظر الليبيون استكمال العملية الانتخابية المتوقفة وفقاً للقانون رقم 1 و2 لسنة 2021، ليفاجأ الجميع بمشروع أميركي يعيد ليبيا للمربع صفر بفرض النموذج البرلماني على ليبيا».
وذهب البيوضي إلى أن هذا النموذج «سبق ودمر الحياة العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ انتخابات (المؤتمر الوطني العام) 2012، وهذا المقترح يتماشى مع ما يسمى حكم التوافق، والذي ينتهي بفرض الإسلام الراديكالي داخل السلطة في ليبيا».
وانتهى البيوضي إلى أن «أميركا، ومعها بريطانيا، تصر على فرض رؤية محددة تفضي إلى تدمير ما تبقى من ليبيا، وفرض المتطرفين في الحياة السياسية بحجة المشاركة والتوافق».
تجمع الأحزاب السياسية بدوره، لفت انتباه المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وكل المؤسسات التي تؤمن بحرية الشعب، إلى أن الشعب الليبي «ليس قاصراً أو عاجزاً أو رهينة لأي قوى مهما كانت الأسباب»، معتبرين «هذه التحركات، إن تمت، تدخلاً غير مشروع في شؤون دولة عضوة بالأمم المتحدة وبالمنظمات الدولية كافة».
وأوضح رئيس التحالف الليبي - الأميركي عصام عميش، أن اجتماع واشنطن - الذي لم يحدد موعده - يعقد على مستوى وكلاء وزراء خارجية مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تضم 4 دول أوروبية إلى جانب أميركا وتركيا ومصر وقطر والإمارات، وبحضور المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.
وأضاف عميش في تصريح لفضائية «ليبيا الأحرار»، (الخميس)، أن أطرافاً ستحضر اجتماع واشنطن أكدت أن «هدفه معالجة الخلافات بين الأطراف الدولية الفاعلة، والوصول إلى اتفاق من أجل الضغط على الأطراف الليبية للوصول إلى تسوية شاملة».
ورأى عميش أن هناك «تحولاً في بعض المواقف الإقليمية ووحدة في الموقف الأوروبي، ومحاولات لاستقطاب أطراف أخرى تلتقي لأول مرة»، مشيراً إلى «وجود تحشيد في واشنطن لحل الأزمة الراهنة في البلاد، بالنظر إلى أن الاجتماع «يحظى بتوافق أكثر من غيره واهتمام بموضوع الانتخابات كمخرج من الأزمة الليبية».
وقال السياسيون الليبيون الموقعون على ما سموه «عريضة شعبية»، إنه «إذا كانت الولايات المتحدة، كما تدعي، زعيمة العالم الحر وحامي حقوق الإنسان والديمقراطية، فعليها احترام حق الشعوب، والكف عن تدخلاتها السافرة في ليبيا»، ومضوا يقولون إن على الإدارتين الأميركية والبريطانية، التأكد أن كل الحلول، التي وصفوها بـ«المشبوهة الصادرة عن هذا المؤتمر، مرفوضة جملة وتفصيلاً».
ولفتوا إلى أنه «لا حل إلا الحل الليبي - الليبي الذي يتحقق بإرادة الشعب دون أي تدخل خارجي»، مطالبين الليبيين كافة بـ«مقاطعة أي محاولة لإجراء انتخابات ضد رغبتهم في انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة ومتزامنة».
وتعتزم مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا عقد اجتماع في واشنطن، بحضور ممثلين للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والإمارات ومصر وتركيا.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، غرّد عبر حسابه على «تويتر» قبل يومين، أن واشنطن ستستضيف اجتماع «2+2+P3»، المعني بالشأن الليبي، دون إشارة إلى موعد انعقاد الاجتماع والمشاركين فيه، لكنه قال إن مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الإقليمية محمد بن عبد العزيز سيغادر إلى واشنطن لحضور الاجتماع.
ونظم عشرات السياسيين الليبيين ما يشبه حملة ضد ما قد ينتج عن هذا الاجتماع المرتقب، حيث وقع نواب ومرشحون برلمانيون ورئاسيون على البيان، متحدثين عن وجود مساعٍ أميركية وبريطانية «تستهدف فرض إجراء انتخابات برلمانية فقط في ليبيا مع نهاية العام الحالي».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
TT

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

اقتربت الحكومة المصرية من «إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص». ووفق متحدث مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن «الحكومة في المراحل الأخيرة من وضع خطة أو برنامج طرح إدارة المطارات للقطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة».

وأعرب الحمصاني عن أمله في أن «يكون الطرح خلال 2025 يعقبه إعلان التوقيتات الخاصة بالتطبيق على أرض الواقع»، مؤكداً في تصريحات متلفزة، أخيراً، أن «الرؤية التي يجري الانتهاء منها تتم بالاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية، باعتبارها مستشاراً لبرنامج الطرح».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى مطلع الشهر الحالي مسؤولي تحالف «مصري - فرنسي» لاستعراض مقترح مقدم للتعاون مع الحكومة في تشغيل وإدارة المطارات، بحضور وزير الطيران وعدد من المسؤولين، وهو التحالف الذي يضم شركة «حسن علام» المصرية، و«مجموعة مطارات باريس» التي أكد نائب رئيسها التنفيذي، خافيير هورستيل، رغبتهم في عقد «شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم».

وبحسب بيان الحكومة المصرية، الشهر الحالي، فإن المجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف «لديها شراكات مع 26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال العام الماضي».

مصطفى مدبولي خلال لقاء «التحالف المصري - الفرنسي» مطلع الشهر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وعدّ وكيل لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد الطيبي، أن «التوجه الحكومي لإسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص يهدف إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة في المطارات المصرية المختلفة»، مؤكداً أن الشركات التي تسند إليها مثل هذه الأعمال «تكون لديها قدرات تشغيلية كبيرة وتجارب سابقة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الاستعانة بهذه الشركات ستجعل هناك تعاملاً مختلفاً داخل المطارات المصرية من جانب الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى العوائد المالية التي تسدد للحكومة مقابل حقوق الإدارة ونسب الأرباح التي سيجري الاتفاق عليها، فضلاً عما ستكتسبه العمالة الموجودة من تدريبات وخبرات جديدة، بجانب ما قد يتم من زيادات في الرواتب.

رأي يدعمه أستاذ التمويل والاستثمار في مصر، محمد باغة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القطاع الخاص سيؤدي إلى تحسين إدارة المطارات، وبالتبعية تحسين الإيرادات، فضلاً عن ضخّ رأس مال جديد بهدف التحسين والتطوير».

وأشار إلى وجود كثير من التجارب لدول حول العالم قامت بتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، الأمر الذي أدّى إلى «تحسين في جودة الخدمة المقدمة وسرعتها»، ما ستكون له انعكاسات إيجابية على حركة السياحة والمترددين المتعاملين مع المطارات المختلفة.

مسؤولون مصريون خلال جولة تفقدية في مطار شرم الشيخ (وزارة الطيران)

وتعتزم الحكومة المصرية إتاحة الفرصة للشركات والتحالفات الدولية لتقديم عروض بشأن إدارة المطارات التي ستطرح في المرحلة الأولى، فيما نفت عدة مرات في وقت سابق ما تردد حول التوجه نحو «بيع المطارات»، مؤكدة أن الشراكات التي ستبرم مرتبطة بحقوق «الإدارة والتشغيل»، بما يسمح بتحسين جودة الخدمة المقدمة للمترددين على المطارات المختلفة.

وبحسب وكيل لجنة «السياحة والطيران» بـ«النواب»، فإن وجود القطاع الخاص بالمطارات والحرص على الاهتمام بالتطوير المستمر ومواكبة أحدث النظم العالمية، أمور تدعم الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المطار أول مكان يراه السائح وآخر موقع يتعامل معه، وبالتالي يجب أن يكون الانطباع عنه إيجابياً، مشيراً إلى أن «التغيرات التي حدثت في شكل وطبيعة الإدارة وطريقة تعامل الدولة مع القطاع الخاص، ستجعل هناك إصراراً على التمسك بنجاح التجربة وتحقيق أقصى استفادة منها».