العاملون بـ«الطيران المدني» في ليبيا يهددون بالإضراب

طالبوا الدبيبة بتطبيق الجدول الموحد للمرتبات

إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية الأفريقية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (الخطوط الأفريقية)
إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية الأفريقية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (الخطوط الأفريقية)
TT

العاملون بـ«الطيران المدني» في ليبيا يهددون بالإضراب

إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية الأفريقية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (الخطوط الأفريقية)
إحدى طائرات شركة الخطوط الجوية الأفريقية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (الخطوط الأفريقية)

هددت نقابة العاملين بمصلحة الطيران المدني في ليبيا، بالدخول في اعتصام مفتوح عن العمل، وتعطيل حركة الملاحة الجوية «إذا لم تستجب حكومة (الوحدة الوطنية) برئاسة عبد الحميد الدبيبة لتطبيق الجدول الموحد للمرتبات».
وسبق لمجلس النواب الليبي إقرار قانون الرواتب الموحد الخاص بالعاملين بالقطاع العام والدولة في الثاني والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي وضع حداً أدنى للأجور بألف دينار.
ومنذ مصادقة المجلس على القانون تطالب هيئات حكومية عدة في البلاد بضرورة تعديل رواتبها وفقاً لبنود القانون الجديد، من بينها نقابة العاملين بمصلحة الطيران المدني، التي عادت للتصعيد مجدداً، وأمهلت الحكومة حتى الأول من مارس (آذار) المقبل لتنفيذ مطالبها.
وحذرت النقابة في بيان مساء (الأربعاء) من أنه في حال عدم تطبيق القانون على جميع العاملين بها أسوة بباقي القطاعات «ستضطر للدخول في اعتصام مفتوح قد يؤدي إلى توقف الحركة الجوية بالمطارات كافة».
وقال مصدر مقرب من الحكومة لـ«الشرق الأوسط» اليوم (الخميس) إن مجلس الوزراء «يسعى لاحتواء غضبة العاملين بقطاع الطيران، مخافة تنفيذ تهديدهم».
وللعلم، فإن قرابة 50 في المائة من الشعب الليبي ملتحقون بالقطاع العام، أي ما يعادل 2.5 مليون موظف يتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة، وبذلك يلتهم باب المرتبات من 55 إلى 60 في المائة من الموازنة العامة.
وتعتمد موازنة الحكومة في ليبيا بشكل رئيسي على مورد النفط، وتجددت الأزمات بين حكومتي الدبيبة وفتحي باشاغا المتنازعتين على السلطة في ليبيا، بشأن «إيرادات القطاع» وطريقة إنفاقها، وسط اتهامات بـ«تبديدها في برامج وأهداف دعائية».
وأوضحت النقابة أن العاملين بقطاع الطيران «سبق واستبشروا خيراً بقرب تنفيذ جدول المرتبات كبقية القطاعات، لكنهم فوجئوا بصدور تعليمات من رئيس الحكومة بتأجيل التنفيذ، وذلك لصالح فئة معينة بالمصلحة لا يتعدى عددهم 191 موظفاً»، متابعة «هؤلاء هم من عرقلوا إيصال معلومات خاصة لمجلس الوزراء، ومن ثم تعطيل تعديل مرتبات 1200 موظف بالمصلحة».
ولفتت النقابة إلى أن مصلحة الطيران المدني بجميع إداراتها ومكاتبها «تعمل كوحدة واحدة لا يمكن تجزئتها أو الاستغناء عن أي منها أو مجاملة طرف على حساب آخر»، لافتة إلى أنها خاطبت رئيس مصلحة الطيران المدني محمد عبد السلام شليبك، ووزير المواصلات محمد سالم الشهوبي بهذا الشأن، لكن لم يتم تفعيل القرار.
وطالبت النقابة رئيس الحكومة «بتدارك الأمر، وإصدار تعليمات للجهات المسؤولة لتنفيذ جدول المرتبات»، مستدركة «في حال عدم التنفيذ بأقرب الآجال وفق ما قررته الحكومة في هذا الشأن أسوة بباقي القطاعات، فإننا سنعلن وبكل أسف عزمنا تنفيذ اعتصام مفتوح قد يؤدي إلى توقف الحركة الجوية بالمطارات كافة، الأربعاء المقبل».
وفيما نوهت النقابة إلى أنها تنقل للحكومة «تذمّر العاملين بالقطاع وما وصلت إليه الحال» نتيجة ما سمته بـ«كثير من القرارات غير المدروسة، مما تسبب بارتباك في تنفيذ الأعمال الفنية والإدارية»، فإنها «تخلي مسؤوليتها عما قد يسببه الاعتصام»، الذي وصفته بأنه «حق مشروع يكفله القانون».
وكانت وزارة التخطيط والمالية بحكومة باشاغا، المدعومة من مجلس النواب، قالت إنها اتخذت خطوات للحجز الإداري على إيرادات النفط، المودَعة في حسابات المؤسسة الوطنية للنفط، والمصرف المركزي لدى المصرف المركزي الخارجي، والمؤسسة العربية المصرفية.
وأوضحت وزارة التخطيط أن هذه الإيرادات تتجاوز 130 مليار دينار ليبي (نحو 27 مليار دولار)، مشيرة إلى أنها استندت للقانون رقم 152 لسنة 1970 المتعلق بالحجز الإداري.
وفي سياق قريب، قرر الدبيبة اعتماد جدول مرتبات العاملين بالشركة العامة للكهرباء وفق فئات العمل «بعد تحسن إيرادات الجباية وتعديل التعريفة».
وقال مكتب الدبيبة، في بيان، إن القرار جاء «تقديرا لجهود العاملين بالشركة العامة للكهرباء، واعتبارا بأن مرتبات العاملين بها ليست من باب المرتبات».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
TT

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

أعاد نفي مصري لتقارير إسرائيلية عن استعداد القاهرة شن هجمات عسكرية ضد جماعة «الحوثي» في اليمن، تساؤلات بشأن أسباب إحجام مصر عن التدخل عسكرياً في اليمن، رغم ما تعانيه من تداعيات اقتصادية جراء هجمات «الحوثي» على السفن المارة في البحر الأحمر.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تفضل أن تقوم بأعمال عسكرية خارج حدودها»، وأشاروا إلى أن القاهرة «تدرك أن توترات البحر الأحمر سببُها استمرارُ الحرب في غزة»، ومن هنا فهي تُفضل «الطُرق الدبلوماسية لوقف الحرب».

ونفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن «قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن».

وذكر المصدر المصري المسؤول، في تصريحات أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أن مثل هذه التقارير، وما تتضمنه من معلومات «مُضللة»، ليس لها أساس من الصحة.

وادعت تقارير إسرائيلية أن «مصر تستعد لضرب الحوثيين بعد تكبدها خسائر اقتصادية كبرى جراء تصاعد التهديدات ضد هيئة قناة السويس التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية».

كما زعمت التقارير أيضاً أن مصر «أبدت رغبة متزايدة في لعب دور فعال في الصراع اليمني، مع تجهيز طائرات لتنفيذ عمليات جوية تستهدف الحوثيين، الذين أثاروا مخاوف متزايدة حول سلامة الملاحة عبر البحر الأحمر».

نيران اشتعلت في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر خلال وقت سابق (رويترز)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر.

وعدَّ الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، التقارير الإسرائيلية، «محاولة للضغط على مصر ودفعها للعب دور في اليمن». وقال إن «مصر لن تشارك في أي عمل عسكري في اليمن»، مشيراً إلى أن القاهرة «تدرك أن السبب وراء التوترات في البحر الأحمر ليس في الحوثي أو في اليمن؛ بل في استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وأضاف فرج: «لو توقفت الحرب الإسرائيلية في غزة سوف تتوقف الهجمات على السفن بالبحر الأحمر».

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، وقال إن «المشكلة ليست في (الحوثي)، فما يحدث جزءٌ من حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، و(الحوثي) مجرد أداة، والقاهرة لن تتعامل مع الأدوات ولن تتورط في هذا الصراع».

وأضاف أن «القاهرة تؤمن بالحلول الدبلوماسية لأزمات المنطقة، ولن ترسل قواتها خارج الحدود، لا سيما مع إدراكها حجم التوترات على جميع حدودها، سواء في غزة أو ليبيا أو السودان».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 شكّلت الولايات المتحدة الأميركية، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تعلن انضمامها له، وهو ما فسره خبراء آنذاك بأن القاهرة «تفضل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة».

سفينة شحن خلال عبورها قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن رفض مصر التدخل عسكرياً ضد «الحوثي» في اليمن «دليل على موضوعية السياسة المصرية». وقال إن «مصر هي الخاسر الأكبر من هجمات الحوثي، لكنها على مدار أكثر من عام لم تدنها، واقتصرت التصريحات الرسمية على التأكيد على ضرورة تأمين الملاحة في البحر الأحمر».

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ذلك إلى أن «مشاركة مصر في أي تحالف حالياً ضد الحوثي قد ينظر له البعض على أنه دعم لتل أبيب في حربها على قطاع غزة».

وسبق وأشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي الذي يبدأ من يوليو (تموز) 2022 حتى نهاية يونيو (حزيران) 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023 - 2024، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الشهر الماضي، إن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024».

وذكرت مجلة «إسرائيل ديفنس»، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشرته في أكتوبر الماضي، أنه «رغم ما تعانيه مصر من خسائر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي»، وأشارت حينها إلى أن «القاهرة تضع الاعتبارات الاستراتيجية والخوف من التصعيد الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي فوق أي اعتبار».