التزام أممي بعدم طباعة المناهج الطائفية للانقلابيين الحوثيين

كتب مدرسية حوثية أتلفتها السلطات اليمنية في مأرب لاحتوائها على أفكار طائفية (تويتر)
كتب مدرسية حوثية أتلفتها السلطات اليمنية في مأرب لاحتوائها على أفكار طائفية (تويتر)
TT

التزام أممي بعدم طباعة المناهج الطائفية للانقلابيين الحوثيين

كتب مدرسية حوثية أتلفتها السلطات اليمنية في مأرب لاحتوائها على أفكار طائفية (تويتر)
كتب مدرسية حوثية أتلفتها السلطات اليمنية في مأرب لاحتوائها على أفكار طائفية (تويتر)

حصلت الحكومة اليمنية على التزام واضح من المنظمات الأممية والدولية العاملة في قطاع التعليم، بعدم تمويل طباعة المناهج الطائفية التي أعدتها الميليشيات الحوثية كما كان قد أشيع من قبل، ووعدت بالبحث عن تمويل لطباعة المناهج الدراسية المعتمدة في مناطق سيطرة الشرعية للعام الدراسي المقبل.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الرئاسة اليمنية أن دائرة المنظمات الدولية في مكتب الرئاسة، ومسؤولين في الوزارات المعنية عقدوا عدة اجتماعات مع المنظمات الأممية والإغاثية العاملة ضمن قطاع التعليم، عقب شيوع أنباء عن توجه لدى بعض المنظمات لتمويل طباعة المنهج الدراسي الطائفي الذي أعدته وفرضته ميليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها.
وتم خلال هذه اللقاءات –حسب المصادر- إبلاغ المنظمات بأن الجانب الحكومي لن يسمح بأي دعم أو تمويل لطباعة المناهج الطائفية، وأنه لن يعترض إذا تمت طباعة المناهج الدراسية التي كانت قائمة في عام 2014 قبل الانقلاب على الشرعية.
وحسب المصادر، فإن الجانب الحكومي استعرض مخاطر تبني بعض المنظمات عملية تمويل طباعة مناهج طائفية، تهدف إلى غسل أدمغة النشء وتعبئتها بأفكار هدامة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، ونبه المنظمات الدولية إلى خطورة ما تقوم به ميليشيات الحوثي من عبث في المناهج الدراسية، وتعبئة الأطفال بأفكار متطرفة، وتحريضهم على العنف والالتحاق بجبهات القتال. وقالت المصادر إن المنظمات أكدت التزامها بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة.
وذكرت مريم الدوغاني، رئيسة فريق الإغاثة والتعاون الدولي بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، أن الاجتماع كُرس لبحث تمويل طباعة الكتاب المدرسي للعام القادم، وحل الإشكاليات القائمة في هذا الشأن، في ظل شحة الموارد، نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد؛ حيث طلبت وزارة التربية والتعليم مساهمة المانحين في تمويل طباعة الكتاب المدرسي، بسبب شحة الموارد المالية للدولة.
وقدم ممثلو وزارة التربية والتعليم في الحكومة اليمنية -طبقاً للمصادر- خطة لطباعة الكتاب المدرسي للعام القادم؛ حيث بلغ الاحتياج الفعلي ما يقارب 28 مليون كتاب، وبكلفة تقترب من 33 مليار ريال (الدولار يساوي 1225 ريالاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية) ويبلغ متوسط سعر النسخة الواحدة الملونة وبالحجم المعتاد أقل من دولار أميركي واحد، وهو أقل من أسعار السوق السوداء والنسخ غير المرخصة. وقد وعدت المنظمات المشاركة في اللقاء بالبحث عن تمويل لتغطية هذا الاحتياج؛ لأنه لم يستوعب من قبل في خطط عملها للعام الحالي.
على صعيد آخر، ذكرت الحكومة اليمنية أن ثلاثة أرباع مخيمات النزوح في البلاد التي تضم مئات الآلاف من الفارين من جحيم ميليشيا الحوثي، لا تتوفر فيها مدارس لتعليم الطلاب، كما أن المخيمات تخلو من أي مراكز للتدريب.
وحسب بيانات وزعتها الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والتابعة لرئاسة الوزراء، فإن خمس الأطفال المقيمين في مخيمات النزوح، وهم في سن الدراسة، محرومون من التعليم؛ لأن نحو 77 في المائة من إجمالي مخيمات النازحين، أي ‏497 مخيماً من أصل 646 مخيماً، لا توجد بها مدارس، وهذه النسبة تصل إلى أكثر من 98 في المائة فيما يخص توفير مراكز للتدريب.
ووفقاً لهذه البيانات، فإن أكثر من مائة ألف طفل في سن الدراسة ويعيشون في المخيمات غير ملتحقين بالتعليم، وأكثر من نصف هذا العدد من الإناث، ويمثل هؤلاء نحو 20.3 في المائة من إجمالي الأطفال النازحين ممن هم في سن الدراسة، والبالغ عددهم أكثر من نصف مليون طفل.
الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين طالبت بالعمل مع وزارة التربية والتعليم، من أجل توفير مدارس للتعليم الأساسي في المخيمات، والعمل على توسيع المدارس القريبة من أماكن وجود النازحين، حتى تتمكن من استيعاب الطلاب، وتخصيص حوافز ‏مالية لتشجيع الطلاب على الالتحاق بالمدارس.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».