لا يزال المنقذون ينتشلون ناجين من تحت الأنقاض في مناطق هزها الزلزال المدمر في تركيا، لكن آمال أسر مكلومة كثيرة تنحصر في العثور على رفات ذويها ليتسنى لها دفنهم والحداد عليهم.
وقال أكين بوزكورت الذي يشغل جرافة تحاول إزالة ركام مبنى منهار في مدينة كهرمان ماراش: «هل تتوجه بالدعاء لتجد جثة؟ نحن ندعو بذلك... لتسليم الجثة للأسرة». وتابع قائلاً: «تنتشل جثة من تحت أطنان الأنقاض... والأسر تنتظر بأمل... يريدون تشييع الموتى ويريدون قبراً لذويهم»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال يونس سيزر مدير إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، إن جهود البحث والإنقاذ ستنتهي إلى حد كبير، مساء اليوم (الأحد).
وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وهز مناطق في تركيا وسوريا يوم السادس من فبراير (شباط)، عن مقتل أكثر من 46 ألفاً حتى الآن. ومن المتوقع أن يرتفع العدد ارتفاعاً كبيراً، بعدما تبين أن نحو 345 ألف شقة في تركيا دُمرت، ومع اعتبار الكثيرين في عداد المفقودين.
ولم تفصح تركيا ولا سوريا عن عدد المفقودين بعد الزلزال.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1626230250169589760
وبعد 12 يوماً من الكارثة، حاول منقذون من قرغيزستان إنقاذ أسرة سورية مؤلفة من 5 أفراد من تحت أنقاض مبنى في أنطاكية بجنوب تركيا.
وذكر أفراد فريق الإنقاذ أنهم انتشلوا 3 على قيد الحياة من بينهم طفل. ونجا الأب والأم، لكن الطفل توفي فيما بعد بسبب الجفاف. وتوفيت شقيقته الكبرى وتوأمان.
وقال أتاي عثمانوف، أحد أفراد فريق الإنقاذ لـ«رويترز»: «سمعنا صرخات عندما كنا نحفر اليوم قبل ساعة... عندما نعثر على أحياء نشعر دائماً بالسعادة».
وانتظرت 10 سيارات إسعاف في شارع قريب أغلقته السلطات أمام حركة المرور للسماح بأعمال الإغاثة.
وطلب منقذون من الجميع التزام الصمت التام والجلوس، فيما تسلقت الفرق لأعلى حطام المبنى لسماع أي أصوات أخرى باستخدام كاشف إلكتروني.
ومع تواصل جهود الإغاثة، صرخ أحد المنقذين وسط الحطام: «خذ نفساً عميقاً إن كنت تسمع صوتي».
تركيا تستنهض «روح الحياة» بعد 13 يوماً على الزلزال
ويخشى مسؤولو الصحة انتشار الأمراض المعدية في ظل تضرر البنية التحتية للصرف الصحي.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 26 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في تركيا وسوريا.
ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأحد)، إلى تركيا، لبحث السبل التي يمكن من خلالها أن تقدم واشنطن مزيداً من المساعدة لتركيا التي تكافح تداعيات أسوأ كوارثها الطبيعية في العصر الحديث.
وفي سوريا التي أعلنت عن أكثر من 5800 وفاة في الزلزال، قال برنامج الأغذية العالمي إن الفصائل في شمال غربي البلاد تمنع الوصول إلى المنطقة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1626679124881297516
وقال ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية العالمي لـ«رويترز» على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: «هذا يعوق عملياتنا... ينبغي إصلاح ذلك على الفور».
وسقط العدد الأكبر من القتلى في سوريا بمنطقة الشمال الغربي التي يسيطر عليها معارضون يحاربون القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال بيزلي: «الوقت ينفد وأموالنا تنفد... تقدر تكلفة عمليتنا بنحو 50 مليون دولار شهرياً للاستجابة للزلزال فحسب، وبالتالي فإذا لم تكن أوروبا ترغب في موجة جديدة من اللاجئين، فإننا بحاجة للحصول على الدعم الذي نحتاج إليه».
وعاد آلاف السوريين الذين سبق أن لجأوا إلى تركيا هرباً من الحرب الأهلية إلى منازلهم في منطقة الصراع خلال الوقت الراهن على الأقل.