اليمن يحشد أوروبياً للضغط على الحوثيين ودعم الإصلاحات الاقتصادية

العليمي يتحدث اليوم في ميونيخ عن «المأساة الأسوأ التي صنعتها ميليشيات إيران»

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)
TT

اليمن يحشد أوروبياً للضغط على الحوثيين ودعم الإصلاحات الاقتصادية

رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن (سبأ)

كثف رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين خلال الأيام الماضية ضمن زيارته إلى بروكسل في سياق السعي لحشد الضغط الأوروبي على الميليشيات الحوثية، واستجلاب الدعم للإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة الشرعية.
لقاءات العليمي جاءت قبل أن يتوجه إلى ميونيخ للمشاركة في مؤتمر الأمن العالمي الذي انطلقت أعماله الجمعة، حيث من المقرر، حسب الإعلام الرسمي، أن «يتحدث في جلسة حوارية رئيسية يستعرض فيها مستجدات الأوضاع اليمنية، وفرص استعادة السلام والاستقرار، وإنهاء المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم التي صنعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني».
وسيلتقي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على هامش المؤتمر، عدداً من القادة والفعاليات الدولية المشاركة في التجمع العالمي لتبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة، وسبل تنسيق المواقف والرؤى على مختلف المستويات.
وكان العليمي ومعه عضو المجلس الرئاسي فرج البحسني، التقيا الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، وتطرق اللقاء إلى المستجدات المحلية، والتدخلات الأوروبية الملحة لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، ودعم خياراته المستحقة في استعادة مؤسسات الدولة، والسلام والاستقرار، والتنمية.
وشدد رئيس مجلس الحكم اليمني على أهمية «الفهم المتقدم للقضية اليمنية، القائم على تصحيح السرديات المضللة بشأن جذور الأزمة، وامتداداتها التاريخية والفكرية المرتبطة بالمشروع الإيراني المدمر في المنطقة».
وأشار إلى «صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في اليمن من دون ممارسة الضغوط القصوى على قيادة الميليشيات وداعميها الإيرانيين، وتفكيك رؤيتها المتخلفة القائمة على الحق الإلهي في حكم البشر، والتعبئة العدوانية ضد دول الجوار، والديانات، والحقوق والكرامة الإنسانية».
والتقى العليمي في بروكسل نفسها، المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية، جوتا أوروبيلينين، واستعرض معها «مستجدات الأوضاع المحلية، والضغوط الأوروبية المطلوبة لدفع الميليشيات الحوثية الإرهابية للتعاطي الجاد مع جهود إحلال السلام، وتغليب مصلحة اليمنيين على مصالح النظام الإيراني ومشروعه التخريبي في المنطقة».
وتطرق اللقاء إلى الإصلاحات الاقتصادية والخدمية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، «والتحديات التي تواجهها الدولة اليمنية للتخفيف من المعاناة الإنسانية في أعقاب الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وإمدادات الطاقة العالمية، ودور دول تحالف دعم الشرعية في الحد من تداعيات تلك الاعتداءات الكارثية».
ونسبت وكالة «سبأ» للمفوضة الأوروبية للشراكات الدولية أنها أكدت «التزام الاتحاد بدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والحكومة، من خلال حزمة أكبر من المساعدات الإنسانية، والغنمائية الأكثر استدامة».
كما أكدت المسؤولة الأوروبية استعداد الاتحاد لـ«تقديم المساعدة التقنية والفنية اللازمة لتعزيز الإصلاحات المؤسسية، والاقتصادية الشاملة في اليمن».
تحركات العليمي في أوروبا تأتي في وقت لا تزال الجهود الأممية والإقليمية ترواح مكانها لجهة تجديد الهدنة اليمنية وتوسيعها، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية.
وفي أحدث التصريحات لرئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، قال «إن جهود تجديد الهدنة الأممية اصطدمت بتعنت الحوثيين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، موضحاً أن «عدم تجديديها، إلى جانب الاعتداءات الحوثية الإرهابية على منشآت النفط وغيرها أدى إلى تعقيد الوضع بشكل كبير، ما يعني مخاطر لعودة التصعيد مجدداً».
وشدد عبد الملك، في تصريحاته، على «أهمية وجود الضمانات اللازمة حتى لا تستغل الميليشيات الحوثية الأوضاع وتعود إلى العنف»، وعلى «أن يكون هناك مسار حقيقي للوصول إلى السلام». وقال «الأمر يتعلق بتخلي الحوثيين عن نهج التطرف، والتأثر الكبير بإيران واستخدام اليمن منصة لتهديد دول الجوار وممرات الملاحة الدولية».
وأكد رئيس الوزراء اليمني، أن «أي حلول غير منطقية وغير واقعية قد تدفع إلى مزيد من التأزم، وأن أنصاف الحلول لا يمكن أن تصل باليمن إلى أي حلول مستدامة للسلام».واتهم عبد الملك، الحوثيين، «بأنهم يكسرون بشكل مستمر مع إيران كثيراً من القواعد التي فيها خطورة كبيرة جداً، وذلك فيما يتعلق بإدخال شحنات من النفط من مصادر تمويل إيرانية».
وتابع بالقول: «نحن نعرف أن الحوثيين يُمولون بالسلاح والوقود بشكل مستمر من إيران، ويمارسون الكثير من الأعمال الإرهابية، وما يحدث الآن خطير ويهدد بكسر كثير من الآليات، بما فيها آلية التفتيش على الأسلحة».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.