الليبيون يحتفلون بـ«ثورة فبراير»... ويحمّلون القذافي تبعات «تبديد ثروتهم»

آمر «لواء الصمود»: بعض أنصارها أيدوها لأجل «السلطة والمال»

جانب من تجهيز الاحتفال بـ«ثورة 17 فبراير» في ميدان الشهداء بطرابلس (مديرية أمن طرابلس)
جانب من تجهيز الاحتفال بـ«ثورة 17 فبراير» في ميدان الشهداء بطرابلس (مديرية أمن طرابلس)
TT

الليبيون يحتفلون بـ«ثورة فبراير»... ويحمّلون القذافي تبعات «تبديد ثروتهم»

جانب من تجهيز الاحتفال بـ«ثورة 17 فبراير» في ميدان الشهداء بطرابلس (مديرية أمن طرابلس)
جانب من تجهيز الاحتفال بـ«ثورة 17 فبراير» في ميدان الشهداء بطرابلس (مديرية أمن طرابلس)

بعد 12 عاماً على إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، لا يزال الليبيون منقسمين ويتبادلون الاتهامات عما لحق ببلادهم من ضياع، و«ثورتهم» من تشويه.
ففي ميدان الشهداء بوسط طرابلس العاصمة، لا يزالون يتجمعون، كل عام، في ذكرى هذه المناسبة، لرفع «عَلَم الاستقلال» والاحتفال حتى الصباح برحيل النظام الذي حَكَمهم بقبضة حديدية، قرابة 42 عاماً، لكن جُلّهم غير راضين عما تحقق بعد هذه المدة، ويرون أن «كثيرين ممن شاركوا في (الثورة) تربّحوا من ورائها مالاً، واكتسبوا سلطة».
https://www.facebook.com/NSD.Tripoli/videos/714093493513135
غير أن ما آلت إليه ليبيا لم يسعد له حتى أشدُّ المبادلين للقذافي عداوة، فهذا صلاح بادي، المعروف بآمر «لواء الصمود»، والرقم الصعب في مدينة مصراتة (غرباً)، والمعاقَب دولياً، خرج ليرثي «الثورة والثائرين»، ورأى أن «بعض أنصارها أيّدوها لتحقيق مصالحهم أو من أجل الانتقام، أو من أجل السلطة والمادة، وكلهم ركبوا الموجة».
واللافت أن بادي، الذي شارك في مواراة جثمان القذافي الثرى في مقبرة سرّية بعمق الصحراء، عبّر بامتعاض وغضب شديدين عما صارت إليه الأمور راهناً، بل إنه فاجأ الجميع وقال إنه «لم تكن لديهم أزمة مع معمر القذافي لو سمع كلمة شعبه واهتم ببناء ليبيا بدلاً من أن يرسل أموالها للخارج».
وبقدر ما وجّه بادي سهامه إلى القذافي في أنه تسبَّب في «نشر الجهل وأهدر قدرة البلاد في حرب تشاد، ودخل في معارك أخرى لا علاقة لنا بها في أفريقيا»، تحدَّث عن أن طرابلس أصبحت تحت الميليشيات، وتساءل «عما يفعل الأتراك في الكلية الجوية بمصراتة»، و«ماذا يفعل المرتزقة السوريون الذين يسيرون في كل مكان»، وأجاب على نفسه: «الحل في ليبيا أن تخرج جميع القوات من البلاد».
وسبق أن صرّح صلاح بادي، قائد «لواء الصمود» في مصراتة (غرب)، الذي يُعدّ أحد المشاركين في دفن القذافي ونجله المعتصم ووزير الدفاع «أبو بكر يونس»، بأنه «مستعدّ للكشف عن مكان دفن جثة القذافي ومَن معه في حال اتفق مع الأعيان والمدن الليبية»، لكن حتى الآن لم يحدث شيء من ذلك.

وفي مساء اليوم الجمعة، بدأ الليبيون من أماكن مختلفة التوافد إلى ساحة ميدان الشهداء، فهناك جرى إيقاد شعلة الاحتفالات بالذكرى 12 للثورة، متناسين، ولو لساعات، شكاياتهم من الضغوط المعيشية، والأزمات الاقتصادية التي تَحرم جُل سكان جنوب البلاد من الوقود والخدمات الحكومية.
وأمام دعوات المفتي المعزول من مجلس النواب الصادق الغرياني، حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى منع الاحتفال بـ«الثورة»؛ لـ«حرمة الاختلاط بين الجنسين»، رأت اللجنة العليا المنظمة تخفيف برنامج الاحتفالية، وقالت إنها ستقتصر على مشاركة فنانين ليبيين، مع مراعاة الهوية المحافِظة.
وكان مقرراً مشاركة اثنين من مطربي المهرجانات في مصر، وهما حمو بيكا وعمر كمال، بالإضافة إلى المغني التونسي سمارا، لكن أُعلن عن إلغاء حضورهم لاعتبارات تتعلق بالأوضاع الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.
وفي ظل الانقسام السياسي الذي يسود البلاد، وعدم تحقيق أي خطوة باتجاه إجراء انتخابات عامة تُنهي دوامة الفترات الانتقالية، حرص ساسة البلاد، كما يفعلون، كل عام، على تهنئة الشعب الليبي على «ثورته المجيدة».
الدبيبة رأى أنه «يجب تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والأجندات الخارجية»، بينما لفت خصمه فتحي باشاغا، رئيس الحكومة الموازية، إلى مبادئ «ثورة 17 فبراير (شباط)»، المتعلقة بـ«دولة عادلة تسودها المساواة، لا ظلم ولا تهميش ولا استبداد»، في حين تمسَّك محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، بتحقيق مبادئ الثورة، متمثلة في التداول السلمي وإنهاء المراحل الانتقالية عبر الانتخابات.
ومع دخول المساء، كانت الفِرق الأمنية والطبية قد اصطفّت حول ساحات الميدان، بينما نُصب مسرح في مقدمة الميدان على خلفية الطريق الفاصل مع البحر المتوسط.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الجيل الذي شارك في الثورة فقَد جانباً من حماسته له؛ لأسباب عدة. ويعتقد سليمان البيوضي، المرشح الرئاسي الليبي، أن «ثورة فبراير هي الآن في ذمة التاريخ كحدث وفعل، بعدما قال إنها تحوّلت إلى قميص عثمان يرفعه الفاسدون واللصوص والهاربون للمزايدة على أبناء الوطن»، وفق قوله.
ويرى البيوضي أن «ليبيا ليست بحاجة (لديمومة الثورة) قدر حاجتها لمشروع للإنقاذ يُنهي حالة العبث والفساد ويقطع دابر الفاسدين والخوَنة والعملاء المتآمرين؛ إنها بحاجة لكثير من التنازلات من أجل مستقبلها وتوفير الحياة الكريمة لأهلها بكل مشاربهم واختلافاتهم».
والبيوضي من الشباب الليبي المشاركين في الثورة، وذهب إلى أنه «لديه ذكريات معها لا تموت؛ ففيها من الأمل والوجع معاً ما يكفي لاستحضاره، حينها كنت شاباً يافعاً ومضينا في الاندفاعات إلى النهاية ولم أتردد، وتغيرت حياتي بشكل لا يصدَّق، وكان هناك الكثير من الطموح لغد أفضل».
ولمزيد من توضيح ما آلت إليه البلاد بعد الثورة، لفت البيوضي إلى أن «ليبيا تغيرت، اليوم؛ فهي تعيش شبح الفقر والعوز والتجهيل والفساد. اليوم كثير من أبناء الأمة الليبية يعيشون في ظروف قاهرة وطالهم الظلم بسبب الخوَنة والعملاء المتآمرين، لا يمكن أن يصدق مجنون لأي حال وصلنا».
وخروجاً من لحظات الأسى قال البيوضي: «نحن بحاجة للحظات الفرح؛ لكننا أيضاً بحاجة أكبر لاتفاق نحو المستقبل بعيداً عن حالة الانقسام والثورة والمضي قدماً نحو الدولة الحديثة وترسيخ قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية».
وأُطلقت حملة تبرعات شعبية لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، خلال الاحتفالات الرسمية في العاصمة، وفق ما أعلنته اللجنة العليا لاحتفالات «ثورة 17 فبراير».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
TT

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية والمدنية السودانية، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، مواصلة للاجتماعين السابقين اللذين نسقتهما منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الاجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتشارك في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر ليومين، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وتحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش، وحركات مسلحة تابعة للكتلة، مع إعلان بعض الأطراف مقاطعة هذه الاجتماعات.

وانشقت «الكتلة الديمقراطية» قبل سنوات عن تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر البشير.

وتتكون «الكتلة الديمقراطية» أساساً من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم».

وصدرت مواقف متضاربة بين أعضاء تحالف «الكتلة الديمقراطية» تراوحت بين الرفض والقبول للمشاركة في اجتماعات جنيف. وأعلن المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، الذي ينتمي لـ«حركة العدل والمساواة»، اعتذار كتلته عن المشاركة، بينما

استنكر القيادي في الحزب «الاتحادي الديمقراطي» عمر خلف الله، وهو أيضاً ناطق رسمي باسم «الكتلة الديمقراطية» تصريح زكريا، قائلاً إن الموضوع لم يناقش في قيادة الكتلة، وأكد مشاركتهم في اجتماعات جنيف «من أجل رؤية تعزز المشروع الوطني».

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تباين مواقف «الكتلة الديمقراطية»

وإزاء مواقف «الكتلة الديمقراطية»، قال قيادي في الكتلة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في اجتماعات جنيف كشفت تباينات حادة داخل الكتلة، وأن «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم سنت لنفسها خطاً منفرداً يمكن وصفه بـ«الانشقاق» داخل الكتلة، مضيفاً أن «رفض المشاركة يعبر عن موقف الحركة وليس موقف الكتلة».

وقال القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة جنيف السويسرية شهدت صباح يوم الاثنين الاجتماع الرابع لسلسلة الاجتماعات التي تنسقها «بروميديشن»، وينتهي يوم الثلاثاء، ويهدف إلى تقريب المسافات بين القوى المناهضة للحرب وتلك التي انحازت لأحد طرفي القتال، في إشارة إلى الجيش.

ووفقاً للقيادي في «تقدم»، فإن الاجتماعات تعمل على تحقيق توافق على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية التفاوضية، والتي تبدأ بالوصول إلى وقف العدائيات بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفتح مسارات آمنة، باعتبارها خطوات تمهيدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب سلمياً.

اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

مشاركة واسعة

وأوضح عثمان أن طيفاً واسعاً من المدنيين يشارك في الاجتماع وعلى رأسهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس. كما يشارك في الاجتماعات «حزب الأمة القومي»، و«الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان - جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المنشق عن حزب الرئيس المعزول عمر البشير، و«حزب الأمة – جناح مبارك الفاضل».

وتوقع عثمان توصل المجتمعين لبيان ختامي متوافق عليه بشأن قضيتي إنهاء الحرب سلمياً، ووقف عدائيات إنساني يسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، باستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الاجتماعات.

و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من اجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت اجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب.