تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء... حلول طبية

توسع المعرفة بالبروتين العصبي المسؤول عن إفراز الهرمونات التناسلية والخصوبة

تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء... حلول طبية
TT

تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء... حلول طبية

تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء... حلول طبية

بعد النجاحات الطبية المتعددة في التعامل مع حالات ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction) والقذف المبكّر (Premature Ejaculation)، تحاول الأوساط الطبية تحقيق نجاح مماثل في التعامل مع حالات تدني الرغبة الجنسية (Low Sexual Desire)، لدى الإناث والذكور.
والاهتمام الطبي بهذا الجانب لدى الإناث والذكور على السواء، له سببان رئيسيان. الأول، يتعلق بتخفيف المعاناة من هذه المشكلة الصحية ذات التأثيرات السلبية على الراحة النفسية والتكاثر البشري. والآخر يتعلق بجدوى البحث عن الأسباب العضوية المحتملة لدى المُصاب - المُصابة بهذه المشكلة. ذلك أن تدني الرغبة الجنسية قد يكون بالفعل أحد المظاهر المرضية لعدد من الأمراض الكامنة وغير المُكتشفة بعد لدى الشخص، ما يُفيد في التنبه لها ومعالجتها في وقت مبكّر.
وتعطي الأوساط الطبية أولوية لهذا الأمر، حيث تقول إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA): «في عام 2012، حددت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الخلل الوظيفي الجنسي لدى الإناث، باعتباره أحد مجالات الأمراض العشرين ذات الأولوية العالية والاهتمام المُركّز. وتلتزم إدارة الغذاء والدواء الأميركية بمواصلة العمل مع الشركات لتطوير علاجات آمنة وفعالة للضعف الجنسي للإناث».

انخفاض الرغبة الجنسية
وضمن عدد 3 فبراير (شباط) الحالي، من مجلة «جاما نتوورك» الطبية (JAMA NETWORK OPEN)، عرض فريق من باحثين بريطانيين نتائج دراستهم عن تأثير العلاج بـ«كيسبيبتين» (kisspeptin) للرجال الذين يعانون من اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية (Hypoactive Sexual Desire Disorder).
وتأتي هذه الدراسة الحديثة بعد دراسة سابقة للباحثين أنفسهم (نشرت ضمن عدد 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في المجلة الطبية الأميركية نفسها)، حول اختبار تأثير «كيسبيبتين» لدى النساء اللاتي يُعانين من تدني الرغبة الجنسية.
وفي مقدمة عرضهم للدراسة، أفاد الباحثون من «إمبريال كوليدج» لندن ومستشفى هامرسميث ومستشفى سانت ماري في لندن، بأن السؤال الذي حاولوا الإجابة عنه: هل أن تلقي «كيسبيبتين» يُعدّل من طريقة نشاط الدماغ في التعامل مع الرغبة الجنسية، تحديداً على شبكة المعالجة الجنسية (Sexual-Processing Network) في الدماغ؟ وما مدى تأثيره في انتفاخ القضيب (Penile Tumescence)، وزيادة الرغبة في السلوك الجنسي (Sexual Behavior)، لدى الرجال الذين يُعانون من تدني تلك الرغبة لديهم؟ وإن كان الأمر كذلك، هل ثمة احتمالات تطبيقية لاستخدام «كيسبيبتين» في تطوير أدوية لعلاج للرجال الذين يعانون من اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية (HSDD)؟.
وأوضح الباحثون البريطانيون أهمية هذه المحاولات العلمية بقولهم إن التفاعل الجنسي في الفسيولوجية البشرية، أمر بالغ الأهمية للإحساس بتلقي المردود والشعور بالرضا وتحقيق التكاثر البشري. وقالوا: «يمكن أن يتسبب غياب أو نقص الرغبة الجنسية في معاناة واضحة وصعوبة في التعامل مع الآخرين، ما يؤدي إلى حالة تم تعريفها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders)، (الإصدار الرابع)، على أنها اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية (HSDD)».
وبينوا أن «فرط النشاط» في المناطق المشاركة بمعالجة المراجعة الذاتية (Self-Referential Processing)، و«تدني النشاط» في المناطق الدماغية المعنية بالرغبة الجنسية (Sexual Desire)، هو ما يحفز حصول حالة اضطراب تدني الرغبة الجنسية. ويؤدي «تحول تركيز الانتباه» الناتج عن التركيز المتعمد على المراقبة الذاتية، بدلاً من الاستجابة للمنبهات الجنسية، إلى نقص مستمر في الرغبة الجنسية والمعاناة منه. وأفادوا بأن اضطراب المسارات العصبية الفسيولوجية المرتبطة بإثارة - تثبيط الرغبة في النشاط الجنسي (Excitatory/Inhibitory Pathways)، هو ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة - الإثارة (Desire - Arousal) الجنسية. وهذا النموذج للاضطراب النفسي، أي حالة «HSDD»، هو الأكثر انتشاراً فيما بين أسباب حالات تدني الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء. وتحديداً قال الباحثون: «وهو الذي يصيب 8 في المائة من عموم الرجال، و10 في المائة من عموم النساء، ولكن ليس لديه حالياً أي خيارات علاج دوائية فعالة».

أدوية علاجية
وذكروا واقعاً مهماً بقولهم: «على الرغم من العبء الإكلينيكي المرتفع (لهذه الحالات)، لا توجد علاجات دوائية مرخصة لهذه الحالات لدى الرجال، أو علاجات قيد التطوير. وفي الوقت نفسه، فإن استخدام عوامل مثل مثبطات الفوسفوديستيراز 5 (Phosphodiesterase 5 Inhibitors)، (مثل فياغرا وسيالس وليفيترا وغيره) غير فعّال، نظراً لأنها تستهدف زيادة استجابة العضو الذكري، ولا تستهدف الرغبة الجنسية في المقام الأول. وبالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسات السابقة أن العلاج بمكملات هرمون التستوستيرون (Testosterone)، (هرمون الذكورة)، لا يُحسّن الحالة لدى الرجال الذين ليس لديهم نقص فيه (Eugonadal Men)، ولكن في الوقت نفسه يعانون من تدني الرغبة الجنسية. وهكذا، هناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات إكلينيكية جديدة».
ومركب «كيسبيبتين» لم يتم اكتشافه لدى الإنسان إلا مع بدايات القرن الحادي والعشرين. وكان يُعتقد آنذاك أنه مركب كيميائي يمنع انتشار الأورام فقط، وليست له وظائف أخرى. وتمت تسميته بهذا الاسم من قبل علماء أميركيين من مدينة هيرشي في بنسلفانيا. وأُخذ جزء كيسفي الاسم، «Kiss» من علامة تجارية للشوكولاته (Kisses) مخروطية الشكل تنتجها شركة «هيرشي» (Hershey) منذ عام 1907. وأُخذ جزء «بيبتين» (Peptin) من المُكوّن البروتيني لهذا الهرمون.
ولكن مع نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، توسعت المعرفة العلمية بخصائص هذا الهرمون - البروتين العصبي، واتضح أنه ذو صلة أقوى بالرغبة الجنسية وإفراز الهرمونات التناسلية والخصوبة، لدى النساء والرجال.
ونعلم اليوم أن «كيسبيبتين» ينظم إفراز منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) الدماغية لـ«الهرمون المُحرر لإفراز الهرمونات المُنشّطة للغدد التناسلية» (GnRH). وهذا الهرمون بدوره، يحفز الغدة النخامية (في قاع الدماغ) على إفراز هرمونين آخرين هما: الهرمون المنبه لتكوين الجسم الأصفر (LH)، والهرمون المُحفز لتكوين الجريب (FSH). وبدورهما، يعمل هذان الهرمونان على الخصيتين عند الرجال لإنتاج هرمون الذكورة (التستوستيرون Testosterone). كما يعملان على المبيضين عند النساء، لإنتاج الهرمون الجنسي الأنثوي (إستروجين Oestradiol).
وفي دراسة سابقة لباحثين بريطانيين، نشرت ضمن عدد 1 فبراير 2017 من مجلة الجمعية الأميركية للبحوث الإكلينيكية (ASCI)، أفادوا آنذاك بالقول: «على مستوى البشر، يعد كل من الرغبة في التحفيز الجنسي والرغبة في الارتباط مع الشريك، بوادر مهمة للتكاثر. ومع ذلك، فإن العلاقات بين هذه العمليات غير مفهومة بشكل كامل. ويلعب النظام النطاقي في الدماغ (Limbic Brain System) أدواراً رئيسية في السلوكيات الجنسية والعاطفية، المتكاملة مع المحور التناسلي الهرموني. ولقد بحثنا في آثار كيسبيبتين، وهو هرمون تناسلي رئيسي تم تحديده مؤخراً، على نشاط وسلوك الدماغ النطاقي. ووجدنا أن كيسبيبتين ينظم معالجة الدماغ (Brain Processing) للجوانب الجنسية والعاطفية لدى البشر».

منشط داخلي
وللتوضيح، فإن «النظام النطاقي» جزء مهم من مكونات الدماغ البشري، ومسؤول عن الوظائف الانفعالية والمشاعر والدوافع والسلوك والتعلم. ولذا فهو الذي يتحكم في السيطرة على الانفعالات، كالشهوة، والغضب، والوله في الحب، والتراجع خوفاً، والإحباط، والحسد، والغيرة.
وحول اهتمامهم بـ«كيسبيبتين» في دراستهم الحديثة، أفاد الباحثون البريطانيون بأن هذا البروتين العصبي (Neuropeptide) موجود في الدماغ، وهو بالفعل مُنشط داخلي (Endogenous Activator) حاسم لضبط وتنشيط وتعديل عمل الجهاز التناسلي والسلوك التناسلي الجنسي. وتحديداً توليد وتنشيط الدافع الجنسي (Sexual Motivation) والانتصاب. وأضافوا: «وأدت هذه البيانات مجتمعة، إلى افتراض أن إعطاء كيسبيبتين من شأنه أن يعزز تنشيط الرغبة الجنسية في الدماغ لدى الرجال المصابين باضطراب تدني الرغبة الجنسية».
وأفاد الباحثون في نتائج دراستيهم السابقة على الإناث والحديثة على الرجال، بأن حقن هرمون كيسبيبتين ساعد في تحسين الرغبة الجنسية المنخفضة لدى الرجال والنساء الذين يُعانون من اضطراب انخفاض نشاط الرغبة الجنسية. ولدى الرجال على وجه الخصوص، عدّل تلقي كيسبيبتين بشكل كبير نشاط مفاتيح رئيسية لشبكة المعالجة الجنسية في الدماغ، وزيادة السلوك الجنسي، وانتفاخ القضيب (Penile Tumescence) بنسبة تصل إلى 56 في المائة، وذلك استجابةً للمنبهات الجنسية البصرية، مقارنة مع تلقي الدواء الوهمي.
وأكدوا حصول تلك التغيرات في النشاط الدماغي داخل المناطق ذات الصلة بالرغبة في العملية الجنسية، بواسطة تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).
وأيضاً زاد «كيسبيبتين» بشكل ملحوظ من المقاييس السلوكية للرغبة الجنسية، خصوصاً السعادة حول الجنس لدى الرجال الأكثر حزناً بسبب انخفاض الرغبة الجنسية في بداية الأمر. وأضافوا: «توفر هذه البيانات وعداً مبكراً بالفاعلية للاستخدام الدوائي للعلاجات القائمة على كيسبيبتين، كعلاج للرجال الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية».

6 أسباب عامة لتدني الرغبة الجنسية... وأخرى مختلفة لدى المرأة
ثمة 6 أسباب رئيسية لتدني الرغبة الجنسية لدى الإناث والذكور. وإضافة لها، هناك سببان آخران لدى الرجل، و6 أسباب أخرى خاصة بالمرأة. وهذا ما قد يفسر ارتفاع احتمالات المعاناة من هذه المشكلة لدى المرأة مقارنة بالرجل.
ويفيد الأطباء من «كليفلاند كلينك» بقول ما ملخصه: «الرغبة الجنسية (Libido) تختلف بشكل طبيعي من شخص لآخر، ويمكن أن تتقلب طوال حياة المرء. ولا يوجد مستوى صحيح أو خاطئ من الرغبة الجنسية، بل تعتمد الرغبة الجنسية الطبيعية بالنسبة للشخص على تفضيلاته وظروف حياته، كتفاوت الرغبة في ممارستها بين مرة كل يوم أو بضع مرات في السنة».
ويشير أطباء «كليفلاند كلينك»، والمصادر الطبية الأخرى، إلى العوامل الـ6 التالية كأسباب مُحتملة لتدني الرغبة الجنسية لدى الذكور والإناث:
> انخفاض مستوى التواصل وحميمية العلاقة مع شريك الحياة، والخلافات الزوجية، وتدني الثقة.
> الحالات المرضية: مثل الإصابة بالسرطان، أو الفشل الكلوي المزمن، أو فشل الكبد، أو الألم المزمن في إحدى مناطق الجسم، أو مرض السكري، أو أحد أنواع أمراض القلب المتقدمة، أو زيادة هرمون برولاكتين (Prolactin) في الدم، أو كسل الغدة الدرقية، أو ارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea)، أو التهابات الأمعاء المزمنة.
> الآثار الجانبية لبعض الأدوية: كالأدوية المضادة الاكتئاب، والمضادة للقلق، والمضادة للذهان، والعلاج الكيميائي، وأدوية ضغط الدم، وأدوية السرطان المثبطة للهرمونات.
> عادات سلوكية: مثل التدخين أو الإفراط في تناول الكحول أو تعاطي المخدرات.
> النشاط البدني: يمكن أن يؤدي النشاط البدني الزائد جداً أو القليل جداً، إلى انخفاض في الدافع الجنسي.
> اضطراب الصحة العقلية: مثل القلق، والاكتئاب، والتوتر، ومشاكل صورة الجسد (Body Image)، وتدني تقدير الذات (Low Self-Esteem).
ولدى الرجال، هناك سببان آخران إضافيان، هما:
> انخفاض هرمون التستوستيرون: قد يحصل قصور الغدد التناسلية الذكرية (Male Hypogonadism) نتيجة عدم إنتاج الخصيتين ما يكفي من هرمون التستوستيرون.
> العجز الجنسي (Sexual Dysfunction): مثل ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction) أو القذف المبكر (Premature Ejaculation) أو تأخر القذف (Delayed Ejaculation).
ولدى الإناث، هناك 6 أسباب أخرى إضافية:
> فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وانقطاع الطمث: وخلالهما يُقلل المبيضان من إنتاجهما للإستروجين، الذي يمكن أن يخفض الرغبة الجنسية.
6 الخلل الوظيفي الجنسي: ويشمل لدى الإناث كلاً من عسر الجماع (Dyspareunia)؛ (الجنس المؤلم)، أو جفاف المهبل، أو التشنج المهبلي (Vaginismus)، أو مشاكل الوصول إلى النشوة الجنسية.
> الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية: تتضمن هذه العمليات تقلبات كبيرة في مستويات الهرمونات، التي يمكن أن تؤثر على الدافع الجنسي. يمكن أن تؤدي الأعراض الجسدية غير المريحة والتوتر المرتبط بهذه المواقف الحياتية إلى خفض الرغبة الجنسية لدى المرأة.
> الالتهابات: يمكن أن تؤدي الحالات المؤقتة، مثل الالتهابات المهبلية الميكروبية بأنواعها، أو التهابات المسالك البولية (UTI)، إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
> حالات الصحة الإنجابية: يمكن لحالات الصحة الإنجابية، مثل الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)، ومتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، أن تؤثر سلباً على الرغبة الجنسية للمرأة.
> موانع الحمل: يمكن أن تؤدي أنواع معينة من وسائل منع الحمل الهرمونية إلى انخفاض الدافع الجنسي، كحبوب منع الحمل شائعة الاستخدام (المحتوية على هرمونات الإستروجين والبروجسترون)، أو حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون فقط، أو لصقة تحديد النسل، أو الحلقة المهبلية لمنع الحمل، أو موانع الحمل المزروعة تحت الجلد (Contraceptive Implant).


مقالات ذات صلة

الناجيات من سرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بأورام أخرى

صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

الناجيات من سرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بأورام أخرى

أظهرت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يتعافين من سرطان الثدي يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطانات أخرى مقارنة بأقرانهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض (أ.ب)

أكثر من نصف سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض

حذّر علماء في «وكالة الأمن الصحي» في المملكة المتحدة من أن أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

عاداتنا يمكن أن تؤثر بشكل عميق في حياتنا. ننخرط فيها تلقائياً سواء كانت جيدة أو سيئة، دون التفكير كثيراً في كيفية تأثيرها على حياتنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تصور وإدراك الشيخوخة تغيرا عبر الأجيال (رويترز)

 في أي عمر تبدأ الشيخوخة؟

وجدت دراسة جديدة أن تصور وإدراك العمر تغيرا عبر الأجيال وبمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

كشفت دراسة جديدة عن الأنشطة اليومية التي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب

«الشرق الأوسط» (لندن)

الناجيات من سرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بأورام أخرى

مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
TT

الناجيات من سرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بأورام أخرى

مريضة بسرطان الثدي (رويترز)
مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يتعافين من سرطان الثدي يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطانات أخرى مقارنة بأقرانهن.

وبحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد نظرت الدراسة في البيانات الصحية لأكثر من 580 ألف امرأة بين عامي 1995 و2019.

وقد أظهرت أن النساء من جميع الأعمار معرضات لخطر الإصابة بسرطان الرحم بنسبة 87 في المائة، وسرطان الدم النخاعي بنسبة 58 في المائة، وسرطان المبيض بنسبة 25 في المائة.

كما توصل الباحثون إلى أن الناجيات من سرطان الثدي معرضات لخطر الإصابة بالسرطان في الثدي الآخر السليم بمقدار الضعف.

مريضة بالسرطان (رويترز)

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة لانسيت، مخاطر خاصة على الناجيات من سرطان الثدي الأصغر سناً.

فقد كانت النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي تحت سن 50 عاماً أكثر عرضة بنسبة 86 في المائة للإصابة بسرطان آخر جديد مقارنة بالنساء الأخريات في نفس العمر.

وكانت النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي بعد سن الخمسين أكثر عرضة بنسبة 17 في المائة للإصابة بالسرطان مرة أخرى، مقارنة بأقرانهن.

وتصيب 8 من كل 10 حالات سرطان ثدي النساء فوق سن الخمسين.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن النساء الفقيرات كن أكثر عرضة بنسبة 35 في المائة للإصابة بسرطان آخر مقارنة بالنساء الثريات.

وقال الباحثون إن السبب وراء هذه النتائج قد يرجع إلى الجينات والعوامل الوراثية؛ حيث إن هناك طفرات جينية معروفة بالفعل أنها تزيد من خطر الإصابة ببعض السرطانات وأبرزها سرطان الثدي المبكر وسرطان المبيض.

وقال إسحاق ألين، المؤلف المشارك للدراسة، من قسم الصحة العامة والرعاية الأولية بجامعة كامبريدج، إن هذه النتائج قد تساعد الأطباء على البحث عن علامات الإصابة بسرطانات جديدة محتملة لدى النساء الناجيات من سرطان الثدي، الأمر الذي قد يسهم في الكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها في مراحلها الأولى.

وتأتي هذه الدراسة بعد أسبوعين من نشر أخرى أظهرت أن النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي تلقين العلاج الكيميائي لديهن خطر أعلى بنسبة 57 في المائة للإصابة بسرطان الرئة من النساء اللاتي تلقين العلاج الإشعاعي.


أكثر من نصف سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض

ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض (أ.ب)
ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض (أ.ب)
TT

أكثر من نصف سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض

ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض (أ.ب)
ظاهرة الاحتباس الحراري قد تزيد من تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض (أ.ب)

حذّر علماء في «وكالة الأمن الصحي» في المملكة المتحدة من أن أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض؛ مثل الملاريا وحمى الضنك بحلول نهاية القرن الحالي.

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، فقد قال الخبراء إنه من المتوقع أن ينتشر تفشي الأمراض التي ينقلها البعوض؛ بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى أجزاء من شمال أوروبا ومناطق أخرى من العالم خلال العقود القليلة المقبلة.

وفي المملكة المتحدة، أظهرت الأرقام الصادرة عن «وكالة الأمن الصحي» أن حالات الملاريا المستوردة تجاوزت ألفي حالة في العام الماضي لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً.

وأعلنت «وكالة الأمن الصحي» ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالملاريا بعد السفر إلى الخارج في إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية، ليصل إلى 2004 حالات في عام 2023، مقارنة بـ1369 حالة في عام 2022.

وأضافت الوكالة أن هذا الارتفاع يرتبط بعودة ظهور الملاريا في عديد من البلدان، وزيادة السفر إلى الخارج بعد إزالة القيود التي كانت مفروضة إبان الجائحة.

ومن ناحية أخرى، ارتفع عدد حالات حمى الضنك التي تم إبلاغها لمنظمة الصحة العالمية على مستوى العالم بواقع 8 أضعاف خلال العقدين الماضيين ليصل إلى أكثر من 5 ملايين حالة في عام 2019، مقارنة بـ500 ألف حالة في عام 2000.

وفي أوروبا، غزا البعوض الذي يحمل حمى الضنك 13 دولة أوروبية منذ عام 2000، حيث انتشر المرض محلياً في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في عام 2023.

وقال الباحثون إنه حتى وقت قريب، كان حمى الضنك يقتصر بشكل كبير على المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية؛ لأن درجات الحرارة المتجمدة تقتل يرقات البعوض وبيضه.

وتم عرض النتائج في مؤتمر «الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية» في مدينة برشلونة الإسبانية.


كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
TT

كيف تتخلص من عاداتك السيئة؟

مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)
مدى انحرافك عن روتينك اليومي قد يشير إلى القلق الشديد (رويترز)

عاداتنا يمكن أن تؤثر بشكل عميق في حياتنا. ننخرط فيها تلقائياً سواء كانت جيدة أو سيئة، دون التفكير كثيراً في كيفية تأثيرها في حياتنا.

تتراوح العواقب السلبية من الإحراج البسيط، على سبيل المثال، مثل قضم الأظافر عند التوتر وقد تكون إشكالية مثل تعاطي المواد المخدرة.

يتناول موقع «سايكولوجي توداي» ما الذي يجعل العادات صعبة الكسر؟

تقول الطبيبة النفسية ألانا مندلسون، إن العادات هي سلوكيات تلقائية. وما يجعلها صعبة للغاية هو أننا ننخرط فيها من دون تفكير، ونادراً ما نتوقف للتفكير في كيفية تأثيرها، خصوصاً الإشكالي منها، في حياتنا.

حلقة العادة

يصف تشارلز دوهيغ، الصحافي ومؤلف كتاب «قوة العادة» في مقالته التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2016 بعنوان «كيفية تكوين عادات صحية في العشرينات من عمرك»، حلقة العادات العصبية بأنها عملية مكونة من ثلاثة أجزاء (إشارة، وروتين، ومكافأة)، إذ تبدأ عاداتنا التلقائية نتيجةً لإشارة ما. ونمارس عادةً أو روتيناً دون كثير من التفكير، ثم تؤدي أفعالنا إلى المكافأة.

لنفترض، على سبيل المثال، أنك غير سعيد في وظيفتك وتتطلع إلى أن تكون عطلات نهاية الأسبوع وقتاً للاسترخاء والاستراحة والابتعاد مؤقتاً عن الضغوط في حياتك. مع انتهاء عطلة نهاية الأسبوع، تجد نفسك تقع في عادة سلبية تتمثل في تهدئة النفس من خلال الإفراط في تناول الطعام، أو إنفاق الوقت والمال في التسوق عبر الإنترنت.

قد يقدم أيٌّ من هذه السلوكيات أو العادات الجزء الثالث من حلقة العادة وهي المكافأة أو صرف انتباهك عن القلق الاستباقي لأسبوع العمل الذي يَلوح في الأفق والعودة إلى إعدادات الروتين اليومي المخيفة.

كسر حلقة العادة

عندما يتعلق الأمر بعاداتنا السيئة، فإن الانفصال أمر صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. في مقالته بعنوان «العلم وراء العادات السيئة وكيفية التخلص منها»، يصف المؤلف والباحث جودسون بروير، منهجاً قوياً قائماً على اليقظة الذهنية وهو مكوَّن من 3 خطوات تساعد على التخلص من العادات السيئة.

يتضمن هذا النهج تقييم جودة المكافأة وتحديد ما إذا كانت هذه المكافأة تؤدي إلى عواقب ضارة، مع الانتباه إلى السلوكيات المتعلقة بالعادة، واستبدال سلوك أكثر إيجابية وصحية بالسلوك السلبي والمكافأة.

الوعي الذاتي

بينما نسعى جاهدين لإدارة العادات السيئة أو التخلص منها، نحتاج إلى أن نبقى حاضرين في الوقت الحالي وأن نكون متعاطفين مع أنفسنا. نحن بحاجة إلى أن نسمح لأنفسنا بالوقت والصبر فيما نعمل على التخلص من العادات والأنماط الراسخة. ويتعين علينا أن نتخلص من عقلية «كل شيء أو لا شيء» التي يمكن أن تعرقل التقدم عند الانحراف عن المسار.

كما نحتاج أيضاً إلى التواصل مع مشاعرنا والتعاطف مع أنفسنا عندما نشعر بالضعف أو نتعرض لخطر العودة إلى العادات القديمة.

استراتيجيات تساعدك على التخلص من العادات السيئة

- معرفة ما تريد تغييره: الوعي هو دائماً الخطوة الأولى لإحداث تغيير ذي معنى. إن الاعتراف لنفسك بأنك تلجأ إلى عادة سيئة، كأن تشتت انتباهك بالتسوق عبر الإنترنت، أو بالإفراط في تناول الطعام، لتخدير أو تجنب المشاعر أو المواقف غير المريحة، يمهّد الطريق لاتخاذ قرار أفضل لنفسك.

- قرار التغيير: اقطع وعدا لنفسك بالتخلص من عادة أو نمط سلوك له عواقب سلبية. تعرف على ما يثير العادة التي ترغب في التخلص منها، حدد المواقف التي تشير إلى السلوكيات التي ترغب في التخلص منها من حياتك.

- عالجْ محفِّزاتك: إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في إدارة الحالة المزاجية المنخفضة أو القلق أو التوتر، فاطلب المساعدة من المتخصصين.

- كنْ متعاطفاً مع نفسك: اطلب المساعدة والدعم عندما تحتاج إليه، وامنح نفسك الوقت الكافي لكسر العادات والأنماط الراسخة.

- استبدل بالعادات والأنماط التي لم تعد تخدمك اهتمامات إيجابية وممتعة وصحية.


أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
TT

أنشطة يومية تقلل خطر الاكتئاب... تعرف عليها

بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)
بعض الأنشطة والتمارين تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن الأنشطة اليومية التي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أجرى فريق الدراسة مراجعة شاملة لعدد من الأبحاث السابقة، ووجدوا أن الأنشطة والتمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 23 في المائة، والقلق بنسبة 26 في المائة، والذهان أو الفصام بنسبة 27 في المائة.

وتشمل هذه الأنشطة البستنة والغولف والمشي.

سيدات يمارسن رياضة المشي في الهواء الطلق (رويترز)

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها كانت متسقة لدى كل من الرجال والنساء، وعبر الفئات العمرية المختلفة في جميع أنحاء العالم.

ولفتوا إلى أن النتائج، التي نُشرت في مجلة علم الأعصاب، تضيف إلى الأدلة على أن النشاط البدني مفيد للصحة العقلية.

لكنهم أضافوا أنه في بعض الحالات قد تؤدي التمارين عالية الكثافة إلى «تفاقم مشاعر القلق والتوتر».

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، لي سميث، أستاذ الصحة العامة بجامعة أنجليا روسكين البريطانية: «هذه التأثيرات لكثافة النشاط البدني على الاكتئاب تسلط الضوء على الحاجة إلى إرشادات دقيقة للتمرين».

وأضاف: «التمرين المعتدل يمكن أن يحسّن الصحة العقلية من خلال التفاعلات البيوكيميائية، في حين أن التمرينات عالية الكثافة قد تؤدي إلى تفاقم الاستجابات المرتبطة بالتوتر لدى بعض الأفراد».

ولفت الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تساعد جميع الأشخاص على ممارسة النشاط البدني، حيث سيدرك الأشخاص أنه بإمكانهم إجراء تغييرات مفيدة بنمط حياتهم دون الشعور بأنهم بحاجة للالتزام بمستويات عالية من النشاط البدني.


العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
TT

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)

أفادت دراسة أميركية، بأن العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان في مرحلة متأخرة على مواجهة أكبر المخاوف والصدمات النفسية. وأوضح الباحثون، أن الكتابة يمكن أن تقلل من الصدمات المرتبطة بالسرطان والاكتئاب والقلق واليأس، ونُشرت نتائج الدراسة، الاثنين، بدورية «الطب التلطيفي».

حالياً، يعاني نحو 700 ألف شخص في الولايات المتحدة من السرطان النقيلي، أو المرحلة الرابعة من السرطان، الذي انتشر إلى أعضاء متعددة، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان.

ومع ذلك، فإن معظم علاجات الصحة العقلية مصممة لمساعدة المرضى في المراحل المبكرة، والتي غالباً ما تكون قابلة للشفاء، بهدف مساعدتهم على التغلب على خوف تكرار أو تقدم المرض. لكن الدراسة الجديدة ركزت على 29 بالغاً مصاباً بالسرطان في المرحلة الثالثة أو الرابعة، أو سرطان الدم غير القابل للشفاء؛ إذ أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن مخاوفهم من خلال كتابة قصصهم. وخضع المشاركون لـ5 جلسات عبر تطبيق «زووم»، استمرت كل جلسة ساعة واحدة، حيث ناقشوا أكبر مخاوفهم المتعلقة بالسرطان، بما في ذلك الخوف من الألم وفراق أطفالهم.

وبعد الجلسة الأولى، طُلب منهم كتابة قصة تحتوي على مقدمة ونهاية، تعبر عن مشاعرهم تجاه هذا السيناريو الصعب. وفي الجلسات الأخيرة، تم تحفيزهم لتقييم واقعية السيناريو في قصتهم والعمل نحو كتابة نهاية أفضل.

ووجد الباحثون أن مستويات الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والخوف من الموت، والتعب، وحتى اليأس، قد تحسنت بشكل ملحوظ بعد العلاج بالكتابة، واستمر التحسن لمدة 5 أشهر ونصف الشهر بعد الدراسة. وانضمت ميليسا سانشيز، وهي أم لأربعة أطفال، إلى التجربة لمعالجة نوبات الهلع والقلق بعد معاناتها من سرطان الجلد من المرحلة الثالثة وخضوعها لثلاث عمليات جراحية و16 جولة من العلاج المناعي.

وقالت ميليسا: «كنت أعيش حياتي متظاهرة بأن كل شيء على ما يرام وأدفنه». وأضافت أنها لم تتعرض لنوبة هلع منذ العلاج، وتشعر بأنها في حالة بدنية جيدة، متمنية لو أنها بدأت الكتابة في وقت سابق.

وتابعت: «أتذكر ذلك اليوم الأول الذي كنت أبكي فيه، وكان صوتي مدفوناً في أعماقي، لكن الكتابة ساعدتني على امتلاك مشاعري، وأشعر الآن بالسلام مع الأمور».

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في قسم علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة كولورادو، الدكتورة جوانا آرتش، إن التمرين الكتابي قد يكون شاقاً، خاصة لمرضى السرطان في المراحل المتقدمة الذين يعانون من القلق ومشاكل صحية عقلية أخرى، عادّة إياه خياراً علاجياً فعالاً. وأضافت عبر موقع الجامعة: «كتابة التجارب الصادمة قد تكون أسهل من التحدث عنها بصوت عالٍ، خاصة مع من لا تعرفه جيداً».


البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي
TT

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

​أظهرت أحدث دراسة استقصائية شملت نحو 12 ألف مراهق من مختلف دول العالم خطورة التنمر المرتبط بالوزن «weight-related bullying» على المراهقين في العالم كله؛ حيث أعرب نحو 17 في المائة من المراهقين المشاركين في البحث عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم بشكل أو بآخر عبر الإنترنت؛ خصوصاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ونُشرت هذه النتائج في مجلة «بلوس ون» (PLOS ONE) في منتصف شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وقام باحثون من جامعة تورونتو بكندا بتحليل البيانات الخاصة بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً من أستراليا وكندا وتشيلي والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أُخذت من استبيان سابق تم إجراؤه في عام 2020 لدراسة السياسة الغذائية الدولية «International Food Policy Study» وأثرها على صحة الشباب بشكل عام، سواء العضوية أو النفسية.

وتم سؤال المشاركين عن عدد الساعات التي يقضونها أم منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي وأسبوعي؛ سواء كانت هذه الساعات بمشاركة سلبية من خلال المشاهدة فقط، مثل الفيديوهات أو الألعاب والبحث العشوائي، أو مشاركة إيجابية بالتعليق ونشر الصور ومقاطع الفيديو المصورة.

المضايقة والسخرية

أجاب المراهقون على سؤال: «هل تتعرض للمضايقة أو السخرية بسبب وزنك؟». وتضمنت خيارات الإجابة: (في كل وقت) و(كثيراً) و(أحياناً) و(نادراً) و(أبداً). وقام العلماء بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل العمر لكل فئة تتم مقارنتها، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ودخل الأسرة، ونوعية الغذاء.

أوضحت الإجابات أن معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قضوا في المتوسط 7.5 ساعة أمام منصات التواصل المختلفة كل يوم، وأعربت نسبة منهم عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم في بعض الأحيان، ونسبة أخرى عن تعرضهم للتنمر بشكل ملحوظ، ونسبة أخرى تعرضوا للتنمر طوال الوقت. وكانت هناك زيادة بنسبة 13 في المائة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات.

مستخدمو «تويتر» الأكثر تعرضاً

وعلى وجه التحديد أبلغ ما يقرب من 70 في المائة من مستخدمي «تويتر» («إكس» حالياً) عن تعرضهم للتنمر، وكان الارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر المرتبط بالوزن أقوى لدى المراهقين في كندا وأستراليا والمملكة المتحدة. وفي الأغلب كان المراهقون الذكور أقل عرضة للتنمر المرتبط بالوزن من الفتيات؛ خصوصاً عند استخدام منصات التواصل أو ممارسة ألعاب الفيديو.

وأوضح الباحثون أن خطورة التنمر المرتبط بالوزن تأتي من تأثيره السلبي على صورة الجسد «body image» ما يدفع المراهق إلى عمل محاولات متعددة لتغيير هذه الصورة والوصم المتعلق بالوزن «weight stigma». ويحدث اضطراب في علاقته بالطعام؛ سواء بالامتناع شبه الكامل عن تناوله في حالة الوزن الزائد، أو الإفراط في تناول الأطعمة الضارة صحياً في حالة النحافة الزائدة؛ خصوصاً للفتيات، مما يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي.

ضغوط التنمر لخفض الوزن

كل محاولات التعامل مع السمنة أو زيادة الوزن الناتجة من ضغط التنمر في الأغلب تفشل؛ سواء كان ذلك بطرق طبيعية عن طريق عدم تناول كميات كافية من الطعام، وإجبار الذات على القيء، أو تناول حبوب لتثبيط الشهية؛ لأن ذلك يؤدي إلى كثير من المشكلات الصحية، وفقدان كثير من المعادن والفيتامينات، ما يؤثر بالسلب على الصحة العضوية والنفسية أيضاً، ويدخل المراهق في دائرة مفرغة من محاولات إنقاص الوزن والفشل وتراجع صورة الذات وتدني الحالة النفسية.

قال الباحثون إن الآباء في بعض الأحيان ينصحون أبناءهم بضرورة تغيير صورة الجسد حتى يتجنبوا التنمر. والحقيقة أن هذه النصيحة في وقت تعرض الأطفال للأذى تزيد من آلامهم النفسية؛ لأنهم يشعرون بالذنب، بجانب اعتقادهم بأنهم يستحقون بالفعل السخرية بسبب شكل جسدهم، وهو الأمر الذي يضاعف من المشكلة. ويجب على الآباء تقديم الدعم النفسي غير المشروط لأطفالهم، مع التأكيد على أن الخطأ في التنمر وليس في جسده، مع توضيح أهمية الاعتدال في النظام الغذائي للحفاظ على الصحة العضوية في المقام الأول.

في النهاية، نصحت الدراسة بضرورة وضع حد للتنمر الإلكتروني المرتبط بالوزن، ووضع رقابة قوية على منصات التواصل تمنع وصول العبارات المسيئة والسخرية للأطفال لحمايتهم.

حقائق

7.5 ساعة في المتوسط

قضاها معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع في منصات التواصل كل يوم

حقائق

13 %

نسبة الزيادة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات


دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
TT

دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة أن هناك دواءً شائعاً رخيصاً، يستخدم في الأساس لعلاج مرض السكري، قد يساعدك على العيش حياة أطول وأكثر صحة.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجريت الدراسة، التي استمرت لمدة 6 سنوات، على 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، لمعرفة ما إذا كان الدواء، الذي يدعى الميتفورمين، الذي يساعد الأشخاص على خفض نسبة السكر في الدم ويعالج مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يبطئ شيخوختهم ويحميهم من مختلف الأمراض.

وقال الباحثون إنهم وجدوا أن تأثير الدواء لا يقتصر على علاج السكري، بل يمكن أن يحمي أيضاً من السرطان والتدهور المعرفي وأمراض القلب ومشكلات المسالك البولية والجهاز الهضمي.

ويمكن أن يرجع ذلك إلى خصائصه المضادة للالتهابات، وفقاً للدراسة.

واستشهد الباحثون أيضاً بكلام عمدة بلدة ويست هارتفورد بولاية كونيتيكت شاري كانتور، وزوجها المحامي مايكل كانتور، وكلاهما في منتصف الستينات من العمر، واللذان أكدا أن الدواء ساهم في تحسين نمط حياتهما.

وبدأ مايكل بتناول الدواء منذ 10 سنوات لمساعدته على التحكم في وزنه وفي سكر الدم، في حين بدأت شاري في تناوله أثناء وباء كورونا لأنها سمعت أنه يمكن أن يمنع العدوى.

ولفت الزوجان إلى أنهما شعرا بفارق كبير في صحتهما وفي جودة حياتهما بعد تناول الدواء.

وأكد ستيفن أوستاد، كبير المستشارين العلميين في الاتحاد الأميركي لأبحاث الشيخوخة، الذي شارك في الدراسة الجديدة أن الأدلة العلمية المتاحة تؤكد أن الميتفورمين يزيد من عمر الإنسان.

وأشار أوستاد إلى دراسة بريطانية وجدت أن الدواء قلل من خطر الإصابة بالخرف، والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، لدى الأشخاص الذين تناولوه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.

ويسعى أوستاد وفريقه لإجراء تجارب سريرية على الدواء للتأكد من نتائجهم، حيث إن دراستهم كانت قائمة على الملاحظة فقط.


دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
TT

دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا عولجوا من قِبل طبيبة.

وبحسب صحيفة «التلغراف»، فقد فحص الباحثون الأميركيون أكثر من 775 ألف مطالبة تأمين طبي بين عامي 2016 و2019، ولاحظوا عدد الأشخاص الذين ماتوا خلال 30 يوماً من رؤية الطبيب.

وبلغ معدل الوفيات بين المرضى الإناث 8.15 في المائة عندما عالجتهن طبيبات مقابل 8.38 في المائة عندما كان الطبيب ذكراً.

وهذا يعني أنه من بين كل 1000 مريض يتم علاجهم، من المتوقع أن يبقى اثنان إضافيان على قيد الحياة إذا تم علاجهما من قبل امرأة، وفقاً للدراسة.

وفي حين أن الفرق بين المرضى الذكور كان أصغر، إلا أن الطبيبات لا يزال لديهن الأفضلية بمعدل وفيات يبلغ 10.15 في المائة مقارنة بمعدل وفيات المرضى الذين يعالجهم الأطباء الذكور والذي يبلغ 10.23 في المائة، أي بفارق نحو حالة وفاة واحدة في الألف.

ووجد الباحثون نفس النمط بالنسبة لمعدلات عودة المرضى إلى المستشفى.

الطبيبات «يقدمن رعاية عالية الجودة»

وقال الدكتور يوسوكي تسوغاوا، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا:«ما تشير إليه النتائج التي توصلنا إليها هو أن الأطباء والطبيبات يمارسون الطب بشكل مختلف، وهذه الاختلافات لها تأثير ملموس على النتائج الصحية للمرضى».

وأضاف: «الطبيبات يقدمن رعاية عالية الجودة، أما الأطباء الذكور، فإنهم في كثير من الأحيان يقللون من خطورة تعب مرضاهم».

وقد أظهرت أبحاث سابقة أن الأطباء الذكور يقللون من تقدير مستويات الألم لدى مرضاهم، ولا يهتمون بالكثير من الأعراض الخاصة بأمراض الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، مما قد يؤدي إلى تأخير الرعاية أو عدم اكتمالها.

ولفت فريق الدراسة الجديدة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآليات الأساسية التي تربط بين جنس الطبيب وصحة المريض، ولماذا تكون فائدة تلقي العلاج من قبل الطبيبات أكبر بالنسبة للمرضى الإناث.


الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
TT

الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)

أفادت دراسة إيطالية بأن أبحاثاً سابقة أكدت فائدة الاستخدام اليومي للأسبرين على المدى الطويل في المساعدة على منع سرطان القولون والمستقيم وتطوره، لكن آليات حدوث ذلك لم تكن واضحة.

وكشف الباحثون أن الأسبرين يساعد جهاز المناعة في الجسم على اكتشاف الخلايا السرطانية واستهدافها، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كانسر» التابعة لجمعية السرطان الأميركية.

والأسبرين دواء شائع الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، منها تسكين الآلام وخفض الحرارة، ومنع تجلط الدم.

وأظهرت دراسات أن تناول الأسبرين بانتظام قد يقلل الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم، والمعدة، لكن يجب استخدامه بحذر بسبب خطر النزف، ومن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.

ولفحص تأثير الأسبرين على مرضى سرطان القولون والمستقيم، جمع الباحثون عينات أنسجة من 238 مريضاً خضعوا لجراحة لإزالة أورام القولون والمستقيم في مستشفى جامعة بادوفا الإيطالية، حيث كان 12 في المائة منهم من مستخدمي الأسبرين.

وبالمقارنة مع عينات الأنسجة من المرضى الذين لم يستخدموا الأسبرين، أظهرت العينات المأخوذة من مستخدمي الأسبرين انتشاراً أقل للسرطان إلى الغدد الليمفاوية وتسللاً أكبر للخلايا المناعية إلى الأورام.

ووجد الباحثون أن الأسبرين قد يمارس هذه التأثيرات الوقائية من خلال تعزيز جوانب معينة من الاستجابة المناعية للجسم ضد الخلايا السرطانية.

وبعد تحليل خلايا سرطان القولون والمستقيم في المختبر، وجدوا أن تعريض الخلايا للأسبرين تسبب في زيادة التعبير عن بروتين يسمى (CD80) في بعض الخلايا المناعية، مما عزز قدرة الخلايا على تنبيه الخلايا المناعية الأخرى لوجود البروتينات المرتبطة بالورم.

ودعماً لهذه النتيجة، وجد الباحثون أن مستخدمي الأسبرين من مرضى سرطان المستقيم أظهروا تعبيراً أعلى لبروتين (CD80) في الأنسجة السليمة للمستقيم، مما يدل على التأثير المناعي للأسبرين.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة بادوفا، الدكتور ماركو سكاربا لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظنا خلال دراستنا أن استخدام مرضى سرطان القولون والمستقيم للأسبرين أدى إلى انخفاض النقائل العقدية بشكل ملحوظ، وزيادة عدد الخلايا الليمفاوية المتسللة للورم أعلى بين مستخدمي الأسبرين».

وتعد النقائل العقدية عاملاً مهماً في تشخيص مراحل السرطان. أما الخلايا الليمفاوية، فهي جزء من الجهاز المناعي وتلعب دوراً محورياً في الاستجابة للسرطان، وتعد زيادة عدد هذه الخلايا المتسللة إلى الورم علامة إيجابية تشير إلى أن الجهاز المناعي يحاول مهاجمة السرطان وتدميره.

وأضاف سكاربا أنه بالإضافة إلى تأثيره على الخلايا السرطانية، فإن الاستخدام المنتظم للأسبرين قد يؤدي دوراً مباشراً في تعزيز الرقابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم.

ونوه إلى أنه ينبغي أن تركز الدراسات المستقبلية، على تقديم أدلة سريرية قوية تؤكد فوائد استخدام الأسبرين لمرضى سرطان القولون والمستقيم، وتأثيره في معدلات البقاء، والفوائد المحتملة لجرعات محددة على المرضى.


وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
TT

وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض، وعبر الثقافات والأزمنة، كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل. وبدأ كل من الأكاديميين والأشخاص العاديين على حد سواء في اكتشاف أهمية الأحلام، وكذلك محاولة فهم معانيها الأعمق.

وجهات نظر نفسية حول الأحلام

بحسب موقع «سايكولوجي توداي»، تحدث الأحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة خلال النوم. ويقدر الباحثون أن الشخص العادي يحلم حوالي أربعة إلى ستة أحلام في الليلة الواحدة.

يعتقد سيغموند فرويد، الملقب بـ«أبو التحليل النفسي»، أن الأحلام هي الطريق إلى اللاوعي، وأنها البوابة إلى أعمق رغباتنا ومخاوفنا وصراعاتنا، التي غالباً ما تكون محجوبة عن الوعي.

واقترح نظريات المحتوى الظاهر (السرد الحرفي للحلم) والمحتوى الكامن (المعنى الرمزي) المخفي في الداخل. ومن خلال التحليل النفسي، سعى إلى فك رموز هذه الرسائل الخفية، وكشف كيف يشكل اضطراب العقل الباطن حياتنا اليقظة.

أما كارل يونغ، وهو شخصية رائدة في علم النفس، قدم وجهة نظر بديلة للأحلام. فبالنسبة له، الأحلام ليست مجرد مظهر عشوائي للعقل الباطن، بل هي تعبير له معنى عن سعينا النفسي إلى الكمال، وأنه من خلال الانخراط في أحلامنا، اعتقد يونغ أنه يمكننا القيام بمحاولات لاكتشاف الذات ومواجهة الجوانب الغامضة لشخصياتنا.

أما بالنسبة لعلم النفس الحديث، هناك الكثير من النظريات المتنوعة فيما يتعلق بطبيعة الأحلام. تقترح النظريات المعرفية أن الأحلام هي نتيجة ثانوية لمعالجة الدماغ للمعلومات، وتعمل على تعزيز ذكرياتنا مع تعزيز التعلم أيضاً. وعلى الرغم من أن وجهات النظر الحديثة تقدم رؤية قيمة، فإنها غالباً ما تلتف حول الرمزية العميقة والأهمية الشخصية التي تحملها الأحلام لكل واحد منا.

رموز الأحلام الشائعة ومعانيها

تظهر الأبحاث التي أجرتها مجلة «Motivation and Emotion» أنه في جميع أنحاء العالم، هناك الكثير من العناصر المشتركة في أحلامنا. في حين أن التفسيرات قد تختلف، فإن بعض المواضيع تتكرر عبر الثقافات.

السقوط:

من المحتمل أن تكون أحلام السقوط من أكثر أشكال الأحلام انتشاراً، وغالباً ما تثير إحساساً بالضعف وفقدان السيطرة.

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الفشل أو الانحدار الملحوظ. ويمكن أن يشير السقوط أيضاً إلى الحاجة إلى التخلي عن الموانع وتبني التغيير.

فسّر فرويد السقوط على أنه مظهر من مظاهر القلق، مما يعكس الشوق إلى التحرر أو الاستسلام.

الطيران:

وعلى عكس ما سبق، تمثل أحلام الطيران تحرراً كبيراً من القيود. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز أحلام الطيران إلى الحرية والتمكين والسمو. حيث رأى يونغ أن الطيران يدل على رحلة نحو التنوير، وأنه غالباً ما تتزامن هذه الأنواع من الأحلام مع مشاعر البهجة والسعادة.

التعرض للهجوم أو المطاردة:

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى تجنب مواجهة الصراعات أو العواطف التي لم يتم التعامل معها. وقد تعكس الشعور بالإرهاق من الضغوط الخارجية أو الاضطرابات الداخلية. فسر يونغ هذه الأحلام على أنها مواجهة مع الجوانب المظلمة والمقموعة في شخصياتنا والتي تتطلب الاعتراف.

سقوط الأسنان:

على الرغم من غرابتها، فإن الأحلام التي تنطوي على فقدان الأسنان شائعة بشكل كبير، وغالباً ما تثير مشاعر عدم الارتياح والضعف. من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الشيخوخة، أو فقدان الحيوية. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تشير أيضاً إلى الحاجة إلى التجديد، والتخلص من العادات أو المعتقدات القديمة لإفساح المجال للنمو.

العري في الملأ:

تؤدي أحلام التعري في الأماكن العامة إلى مشاعر عميقة بالضعف والانكشاف. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الحكم أو الرفض أو التدقيق الاجتماعي. وقد تعكس عدم الأمان بشأن الصورة الذاتية أو الرغبة في إخفاء العيوب ونقاط الضعف.

فسر يونغ العري على أنه التجرد من الأقنعة المجتمعية، وكشف الذات الحقيقية تحت واجهة التوافق الاجتماعي.