«قلق الفائدة» يزيد آلام الذهب

متداولون في الدور الأرضي لبورصة نيويورك عقب إعلان بيانات التضخم الأميركية مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
متداولون في الدور الأرضي لبورصة نيويورك عقب إعلان بيانات التضخم الأميركية مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

«قلق الفائدة» يزيد آلام الذهب

متداولون في الدور الأرضي لبورصة نيويورك عقب إعلان بيانات التضخم الأميركية مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)
متداولون في الدور الأرضي لبورصة نيويورك عقب إعلان بيانات التضخم الأميركية مساء الثلاثاء (أ.ف.ب)

تراجعت أسعار الذهب يوم الأربعاء مع صعود الدولار، بعدما أظهرت بيانات ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الشهر الماضي بأبطأ وتيرة منذ أواخر 2021. مما زاد مخاوف المستثمرين من استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في تشديد السياسة النقدية.
وانخفضت أسعار الذهب في السوق الفورية 0.5 في المائة إلى 1845.96 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:38 بتوقيت غرينتش، بعدما هوت لأدنى مستوياتها منذ أوائل يناير (كانون الثاني) يوم الثلاثاء. وخسرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.5 في المائة إلى 1856.60 دولار.
ويثني ارتفاع أسعار الفائدة المستثمرين عن وضع أموالهم في أصول لا تدر عائداً مثل الذهب.
وقال مات سيمسون، محلل الأسواق الكبير لدى «سيتي إندكس»: «من المرجح أن يؤثر أي تشديد آخر للسياسة النقدية على الذهب في المستقبل المنظور». وأضاف: «لكن مع تباطؤ الزخم النزولي بالسوق وإغلاق الذهب مستقراً (الثلاثاء) رغم ارتفاع التضخم، ربما يواجه المسار نقاط مقاومة أقل ويتجه إلى ارتفاع طفيف عن المستويات الحالية».
وزاد مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 0.5 في المائة الشهر الماضي تماشياً مع التوقعات. وفي 12 شهراً حتى يناير، ارتفع المؤشر 6.4 في المائة، وهي أقل زيادة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021، لكنها أعلى قليلاً مما كان متوقعاً.
وقال مسؤولون بالمركزي الأميركي مساء الثلاثاء إن البنك يحتاج للاستمرار في زيادة أسعار الفائدة تدريجياً للتغلب على التضخم. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة، مما يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أعلى تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وتراجعت أسعار الفضة في السوق الفورية 0.5 في المائة إلى 21.74 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 0.4 في المائة، مسجلاً 927.06 دولار، وانخفض البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1493.76 دولار بعدما سجل أدنى مستوياته منذ أغسطس (آب) 2019 في الجلسة السابقة.
وفي سوق الأسهم، فتحت الأسهم الأوروبية منخفضة يوم الأربعاء مع تراجع سهم بنك باركليز البريطاني بعدما أعلن أرباحاً مخيبة للآمال، وهبوط سهم مجموعة المنتجات الفاخرة الفرنسية كرينغ بعد تهاوي إيرادات علامتها غوتشي.
وانخفض المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.3 في المائة، بينما هوى سهم «باركليز» 8.1 في المائة إلى قاع المؤشر. وتراجع مؤشر أسهم البنوك 1.1 في المائة بعدما كشف البنك البريطاني تراجع أرباحه السنوية 14 في المائة.
وهوت أسهم شركة كرينغ الفرنسية 2.7 في المائة بعدما تراجعت مبيعاتها سبعة في المائة في الربع الرابع، متأثرة بتراجع الإيرادات لدى أكبر علاماتها التجارية «غوتشي»، نتيجة القيود المرتبطة بـ«كوفيد - 19» في الصين.
وفي آسيا، انخفض المؤشر «نيكي» مقتفياً أثر تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية، بينما يستوعب المستثمرون تصريحات مؤيدة لتشديد السياسة النقدية من مجلس الفيدرالي بعد تقرير التضخم في الولايات المتحدة.
وساهمت قفزة في عائدات السندات الأميركية الليلة السابقة في ارتفاع أسهم البنوك اليابانية لكنها أضرت بأسهم القطاع العقاري. وأغلق المؤشر نيكي منخفضاً 0.37 في المائة عند 27501.86 نقطة، بعدما ارتفع 0.43 في المائة في وقت سابق من الجلسة. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.27 في المائة ليغلق عند 1987.74 نقطة، بعدما ارتفع في وقت سابق إلى 1999.66 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول).
وقال ماساهيرو أوتشيكاوا، كبير خبراء استراتيجيات السوق لدى «سوميتومو ميتسو دي إس» لإدارة الأصول، إن «التضخم في الولايات المتحدة يتباطأ بوتيرة أقل من المتوقع، وهو ما يدفع السوق للاعتقاد بأن ذروة دورة رفع الفائدة الحالية ما زالت بعيدة إلى حدٍ ما».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

المحكمة العليا الأميركية تستعد لحسم مصير «تيك توك»

المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)
المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)
TT

المحكمة العليا الأميركية تستعد لحسم مصير «تيك توك»

المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)
المحكمة الأميركية العليا تحدد مصير تطبيق «تيك توك» وسط جدل حول الأمن القومي وحرية التعبير (رويترز)

تستمع المحكمة العليا الأميركية لمرافعات حول دعوات حظر تطبيق «تيك توك»، وسط اتّهامات للشركة الصينية المالكة للمنصة بالتنصت على الأميركيين، ودعوات مستخدمي المنصة باحترام التعديل الأول للدستور وحرية الرأي والتعبير. وأثار مصير «تيك توك» خلافاً بين الرئيس المنتخب دونالد ترمب الذي طالب المحكمة العليا بتعليق قرار حظر التطبيق، وحلفائه الجمهوريين الذين يتمسكون بالقانون الذي صدر العام الماضي، ويوجه إنذاراً نهائياً للشركة المالكة، ويخيّرها بين بيع المنصّة لشركة أميركية أو تنفيذ الحظر بحلول 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وستنظر أعلى هيئة قضائية أميركية في هذه القضية، في وقت تزداد فيه التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وقبل 10 أيام فقط من بدء ترمب ولايته الثانية. وتملك شركة «بايت دانس»، ومقرّها الصين، المنصّة التي يستخدمها أكثر من 170 مليون أميركي. وقد أقر الكونغرس العام الماضي بأغلبية ساحقة من الحزبين حظر التطبيق، خوفاً من قدرة الصين على الوصول إلى البيانات والتجسس على الأميركيين.

شرط وحيد لاستمرار «تيك توك»

طالبت إدارة الرئيس بايدن المحكمة بإقرار حظر «تيك توك» خوفاً من تجسس الصين على بيانات الأميركيين (أ.ب)

أرسلت إدارة الرئيس جو بايدن مذكّرة للمحكمة العليا، تؤكد فيها أن حظر التطبيق لا يتعارض مع التعديل الأول، «لأنه لا يتعلق بمحتوى المنشورات على المنصّة، بل بسيطرة خصم أجنبي» عليها. وقالت الإدارة إنه يمكن لمنصة «تيك توك» الاستمرار في عملها، شرط أن يتم بيعها لشركة أميركية يكون مقرّها في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة العدل، مدافعة عن القانون، إن «تيك توك» يُشكّل تهديداً للأمن القومي الأميركي بسبب قدرته على الوصول إلى كميات هائلة من البيانات حول المستخدمين الأميركيين، من المواقع إلى الرسائل الخاصة، وقدرته على «التلاعب سراً» بالمحتوى الذي يشاهدونه على التطبيق.

ويضغط عدد من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين على المحكمة، التي تضمّ ثلاثة قضاة عيّنهم ترمب خلال ولايته الأولى، للإقرار بتأييد القانون وحظر التطبيق من منطلق حماية الشعب الأميركي من «التهديدات الأجنبية».

وطالب النائبان جون مولينار، الجمهوري من ميشيغان، وراجا كريشنامورثي، الديمقراطي من إلينوي، تطبيق القانون، بينما جادل السيناتور إد ماركي، الديمقراطي من ماساتشوستس، والسيناتور راند بول، الجمهوري من كنتاكي، والنائب رو خانا، الديمقراطي من كاليفورنيا، الذين انتقدوا الحظر، بأن تصدر المحكمة قرارها بإلغاء القانون.

وطالبت اثنتان وعشرون ولاية؛ هي ألاباما وأركنساس وفلوريدا وجورجيا وأيداهو وإنديانا وأيوا وكنتاكي ولويزيانا وميسيسيبي وميسوري ومونتانا ونبراسكا ونيوهامبشير ونورث داكوتا وأوهايو وأوكلاهوما وساوث كارولاينا وساوث داكوتا وتينيسي ويوتا وفرجينيا، ويمثلها مدّعون عامّون من الحزب الجمهوري، المحكمة العليا بتأييد الحظر بسبب التهديد الأمني ​​​​الذي يشكله «تيك توك».

ترمب يطالب بوقف مؤقت

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يطالب بوقف الحظر حتى تسلّمه السلطة (أ.ب)

وسعى الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حظر تطبيق «تيك توك» من خلال أمر تنفيذي خلال ولايته الأولى، لكنه عدل عن موقفه السابق، وحثّ المحكمة العليا على الإبقاء على التطبيق، خاصة وأن حملته الانتخابية استغلته خلال العام الماضي وحصلت من خلاله على مليارات المشاهدات. وطالب ترمب من القضاة تعليق قرار الحظر بشكل مؤقت، حتى يتولى منصبه. وقال إنه يريد «حلاً تفاوضياً»، واستكشاف طرق بديلة لحل هذه القضية من خلال سبل سياسية. لكن إدارة بايدن طلبت في 3 يناير (كانون الثاني) من القضاة رفض طلب ترمب بتعليق الحظر.

ويثير مستخدمو التطبيق مخاوف اقتصادية، خاصة أولئك الذي يعتمدون بشكل أساسي على «تيك توك» لتحقيق دخل من خلال نشر محتواهم عبر التطبيق. ويقول الخبراء إن منصات أخرى، مثل «إنستغرام» و«يوتيوب»، ستستفيد مالياً بشكل واسع إذا اختفى «تيك توك». وتعارض منظمات حماية حرية التعبير، مثل الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومعهد «نايت» حظر تطبيق «تيك توك»، مشيرة إلى أن حظر التطبيق سيكون انتهاكاً لحقوق التعبير لملايين الأميركيين.