60 قتيلاً في بوركينا فاسو خلال أسبوع واحد

خطر الإرهاب يحدق بتوغو

جنود من بوركينا فاسو خلال تدريب عسكري (جيش بوركينا فاسو)
جنود من بوركينا فاسو خلال تدريب عسكري (جيش بوركينا فاسو)
TT

60 قتيلاً في بوركينا فاسو خلال أسبوع واحد

جنود من بوركينا فاسو خلال تدريب عسكري (جيش بوركينا فاسو)
جنود من بوركينا فاسو خلال تدريب عسكري (جيش بوركينا فاسو)

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في دولة بوركينا فاسو خلال الأسبوع الماضي، لتسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً؛ أغلبهم من المدنيين، خلال هجمات متفرقة زادت من صعوبة الوضع في البلد الواقع بغرب أفريقيا، ويعيش على وقع الهجمات الإرهابية منذ 2015، ولكنه مؤخراً تحول إلى جسر تعبر عليه الجماعات المسلحة نحو دول خليج غينيا المجاورة.
وتحدثت تقارير عن هجمات متفرقة في بوركينا فاسو، كان آخرها ليل الخميس - الجمعة، حين استهدف مسلحون على متن دراجات نارية، قرية ساناكادوغو الواقعة شمال غربي البلاد، غير بعيد من الحدود مع دولة مالي، وقتل في الهجوم 19 شخصاً في الأقل؛ بينهم 9 متطوعين في القوات المسلحة.
وقُتل 7 متطوعين بهجوم الخميس في قرية ديمبو (شمالي غرب)، على ما قال مسؤول في هذه القوة المسلحة لوكالة الصحافة الفرنسية، والأحد، قتلت «مجموعة إرهابية» 12 شخصاً؛ بينهم متطوعان في يارغاتينا؛ القرية القريبة من الحدود الشرقية مع توغو وغانا، وفق مصادر محلية.
وقال مسؤول محلي: «هذا ثالث هجوم يستهدف يارغاتينا خلال شهر»، مضيفاً أن مفوض البلدة قتل بكمين في 1 فبراير (شباط) الحالي، ونفذ الهجوم في ديمبو «نحو مائة رجل توجهوا إلى القرية على متن شاحنات (بيك أب) ودراجات نارية، وبدأوا إطلاق النار قبل الاشتباك مع قوة المتطوعين»؛ وفق مسؤول في هذه القوة. وأضاف: «فقدنا 7 عناصر في المعركة التي استمرت أكثر من 3 ساعات، وقتل العديد من المهاجمين، لكنهم سحبوا جثثهم».
وأوضح أن وحدات المتطوعين لم تتمكن من اللحاق بالمهاجمين بسبب نقص البنزين، علماً بأن قوة عسكرية وصلت من نونا الواقعة على بعد 15 كيلومتراً صباح الجمعة.
وقال أحد الشهود: «احترقت القرية كلها تقريباً»، وأضاف أن «الناس بدأوا يغادرون المنطقة منذ يوم الجمعة»، مشيراً إلى أن السكان الذين فروا من منازلهم «لم يتمكنوا من أخذ أي شيء؛ لأن المهاجمين أشعلوا النار في كل شيء، أو نهبوا وسلبوا البضائع النادرة والمواشي». ولكن شهوداً تحدثوا عن هجوم آخر تعرضت له قرية مجاورة، صباح الأحد، دون أن تعرف حصيلته.
وترتفع بذلك حصيلة الهجمات الإرهابية الأسبوع الماضي إلى نحو 60 قتيلاً، مقارنة مع 50 قتيلاً في الأسبوع الذي سبقه، فيما يشير بعض التقارير إلى مقتل 150 شخصاً في الأقل منذ بداية العام الحالي (2023)، إثر هجمات تركزت بشكل كبير في مناطق من شمال وشرق البلاد، رغم أن المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ انقلاب سبتمبر (أيلول) 2022، بقيادة النقيب إبراهيم تراوري، أعلن خطة للقضاء على الإرهاب واستعادة السيادة على الأراضي التي هي خارج سيطرة الدولة، وهي ما تقدر بنسبة 40 في المائة من مساحة البلاد.
واندلعت الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو عام 2015، لتتحول مع مرور السنوات إلى بؤرة تنشط فيها جماعات مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وسط تحذيرات من أن تعبر هذه الجماعات نحو دول جديدة في خليج غينيا، خصوصاً دول توغو وبنين وكوت ديفوار المجاورة.
وبالفعل تحدثت الصحافة المحلية في توغو عن هجوم إرهابي وقع ليل الخميس - الجمعة، استهدف منطقة شمال توغو، غير بعيد من الحدود مع بوركينا فاسو، قتل فيه عشرات المدنيين، وفق حصيلة غير رسمية تداولتها صحف صادرة أمس (الأحد).
وقالت إحدى الصحف إنه «رغم الصمت الرسمي في توغو، وغياب أي جهة تبنت الهجوم، فإن أصابع الاتهام موجهة إلى (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين)»، وهي جماعة مسلحة تتبع «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وتنشط بشكل أساسي في دولة مالي، ولكنها منذ 2015 وسعت أنشطتها نحو بوركينا فاسو، ومنذ فترة وهي تخطط للتوسع نحو توغو وبنين المجاورتين، وفق ما أكدت تقارير كثيرة.
وكثيراً ما نشرت تقارير تتحدث عن أدلة تثبت دخول مقاتلين من الجماعة المسلحة إلى الغابات والمحميات الطبيعية في شمال توغو، فيما كتبت صحيفة «اليوم» التي تصدر في بوركينا فاسو افتتاحية تقول فيها إن الهجوم «تحذير جديد للسلطات في توغو، يؤكد ازدياد خطر الإرهاب في هذه المنطقة التي يصعب أن تبقى تحت السيطرة».
وأضافت الصحيفة أن «الخطر المحدق بتوغو يتجاوزها ليكون تهديداً لجميع دول خليج غينيا؛ لأنه من الواضح أنه بعد دول الساحل؛ التي أصبحت تحت رحمة الجماعات الإرهابية منذ سنوات عدة، يأتي الدور على دول خليج غينيا لتعيش المأساة نفسها».
ودعت الصحيفة إلى ما سمته «توحيد الجهود، وتعبئة القوات المسلحة، من طرف دول المنطقة» لمواجهة الخطر المحدق بها، محذرة في السياق ذاته من السيناريو الذي وقع في دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو).


مقالات ذات صلة

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

العالم «مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

بدأت بوركينا فاسو التحقيق في «مذبحة» وقعت في قرية الكرمة شمال البلاد، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، على أيدي مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة البوركينابية. وقُتل نحو 136 شخصاً في الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان) واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين»، في حين ندّدت الحكومة بالهجوم على القرية، في بيان صدر في 27 أبريل، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا، قائلة إنها «تواكب عن كثب سير التحقيق الذي فتحه المدعي العام للمحكمة العليا في واهيغويا، لامين كابوري، من أجل توضيح الحقائق واستدعاء جميع الأشخاص المعنيين»

محمد عبده حسنين (القاهرة)
العالم الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

أعلن الجيش في بوركينا فاسو أن 33 من جنوده قتلوا في هجوم نفذته مجموعة إرهابية على موقع عسكري، يقع في شرق البلاد، وذلك في آخر تطورات الحرب الدائرة على الإرهاب بهذا البلد الأفريقي الذي يعاني من انعدام الأمن منذ 2015. وقال الجيش في بيان صحافي إن مجموعة من المسلحين هاجمت فجر الخميس موقعاً عسكرياً في منطقة أوجارو، شرق البلاد، على الحدود مع دولة النيجر، وحاصروا وحدة من الجيش كانت تتمركز في الموقع، لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأعلن الجيش أن الحصيلة تشير إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 12 آخرين، لكنهم في المقابل قتلوا ما لا يقلُّ عن 40 من عناصر المجموعة الإرهابية التي ظلت تحاصرهم حتى وصلت تعزيزات فكت عن

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الجماعات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، والتي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، بحسب مصدر قضائي، الاثنين، ذكر لوكالة «الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن «الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما في شمال إقليم ياتنغا»، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع ا

العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الهجمات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، التي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالاها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، حسب مصدر قضائي (الاثنين) ذكر لوكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما شمال إقليم ياتنغا، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع المتنوعة خ

أفريقيا مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

قال مسؤول من بلدة أواهيجويا في بوركينا فاسو، أمس الأحد، نقلاً عن معلومات من الشرطة إن نحو 60 مدنياً قُتلوا، يوم الجمعة، في شمال البلاد على أيدي أشخاص يرتدون زي القوات المسلحة البوركينية. وأضاف المدعي العام المحلي لامين كابوري أن تحقيقاً بدأ بعد الهجوم على قرية الكرمة في إقليم ياتنجا في المناطق الحدودية قرب مالي وهي منطقة اجتاحتها جماعات إسلامية مرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة منذ سنوات. ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل بشأن الهجوم، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مارس (آذار) أن هجمات الجماعات المسلحة على المدنيين تصاعدت منذ عام 2022 ب

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)

«الأمم المتحدة»: حلفاء الأطراف المتحاربة بالسودان يسهمون في «المجازر»

مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
TT

«الأمم المتحدة»: حلفاء الأطراف المتحاربة بالسودان يسهمون في «المجازر»

مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)
مواطنون يتجمعون للحصول على المياه بالعاصمة السودانية الخرطوم (أ.ب)

اتهمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، حلفاء القوات العسكرية والقوات شبه العسكرية المتحاربة في السودان، أمس الثلاثاء، بـ«تمكين المجازر» التي أودت بحياة أكثر من 24 ألف شخص، وخلفت أسوأ أزمة نزوح في العالم.

وقالت ديكارلو، لمجلس الأمن الدولي: «هذا أمر لا يمكن تصوره». وأضافت: «إنه غير قانوني، ويجب أن يتوقف»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية».

ولم تُسمِّ الدول التي تقول إنها تُموّل وتُزوّد بالأسلحة الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية، لكنها قالت إن هذه الدول تتحمل مسؤولية الضغط على الجانبين للعمل نحو تسوية تفاوضية للصراع.

وانزلق السودان في الصراع، منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين القادة العسكريين والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم، وانتشرت إلى مناطق أخرى، بما في ذلك غرب دارفور، التي عانت العنف والفظائع في عام 2003. وحذّرت «الأمم المتحدة» مؤخراً من أن البلاد على حافة المجاعة.