القوات الروسية تتقدم باتجاه باخموت

جانب من القصف الروسي في محيط باخموت بتاريخ 1 فبراير 2023 (أ.ب)
جانب من القصف الروسي في محيط باخموت بتاريخ 1 فبراير 2023 (أ.ب)
TT

القوات الروسية تتقدم باتجاه باخموت

جانب من القصف الروسي في محيط باخموت بتاريخ 1 فبراير 2023 (أ.ب)
جانب من القصف الروسي في محيط باخموت بتاريخ 1 فبراير 2023 (أ.ب)

اعترفت أوكرانيا اليوم (الاثنين) بوضع «معقد» شمال باخموت، مركز المعارك في شرق البلاد، حيث أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة جديدة، مواصلاً محاولاته لتطويق هذه المدينة الحصن في دونباس.
دُمرت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، إلى حد كبير، خلال أكثر من ستة أشهر من القتال، الذي خلّف أيضاً خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين. ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، فقد باتت المدينة رمزاً للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد.
وبعد أشهر عدة من تبادل القصف المدفعي من دون تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، أحرزت القوات الروسية تقدماً في الأسابيع الأخيرة، لا سيما شمال باخموت؛ حيث سيطرت على مدينة سوليدار الشهر الماضي.
وأقرت الرئاسة الأوكرانية الاثنين بأن الوضع «معقد» في بلدة باراسكوفيفكا جنوب سوليدار، وعلى مسافة 10 كلم من وسط باخموت «التي تتعرض لقصف وهجمات مكثفة» روسية.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن «الخصم يبدل تكتيكه باستمرار؛ فأحياناً، يشن هجوماً بمجموعات صغيرة، ثم يستخدم عشرات الأشخاص المستنفرين في هجوم آخر. وأحياناً، يكثف القصف الليلي، ويقصف المدن الخلفية بالصواريخ في شكل منهجي».
وأضافت الوزارة عبر تلغرام: «أحياناً، يبدو المحتل أكثر قوة وبأعداد أكبر»، مع تأكيدها أن الهجوم الروسي آيل إلى «فشل كبير».
ومن جهته، أعلن الجيش الروسي الاستيلاء على بلدة كراسنا غورا قرب باراسكوفيفكا، وذكر أن «وحدات هجومية من المتطوعين، بمساندة سلاح المدفعية من المجموعة الجنوبية، حررت البلدة».
والأحد، أعلن رئيس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين الذي ينتشر رجاله على الخطوط الأمامية في هذه المعركة، الاستيلاء على كراسنا غورا.
وأعلن المتحدث باسم القيادة «الشرقية» للجيش الأوكراني سيرغي تشيريفاتي الأحد أن «قطاع باخموت لا يزال المنطقة الرئيسية لهجمات العدو»، مع تسجيل 167 عملية قصف، و41 اشتباكاً مسلحاً خلال الساعات اﻟ24 الماضية.
يوم الجمعة، أكد مسؤول موالٍ لموسكو في شرق أوكرانيا هو القيادي الانفصالي دنيس بوشيلين، أن قوات موسكو باتت تسيطر على ثلاث من قنوات الإمداد الأربع الأوكرانية باتجاه باخموت.
كما أشار تشيريفاتي إلى «وجود عدد قياسي من عمليات القصف» قرب ليمان شمالاً، المدينة التي انسحب منها الروس في أكتوبر (تشرين الأول).
وفي مدينة كوبيانسك شمال خط الجبهة، شاهد مراسلو الصحافة الفرنسية اليوم (الاثنين) مباني مدمرة، تحمل آثار رصاص وسيارات متفحمة ومنقلبة في الشوارع.
وبعد انفجار قوي هز المدينة فجراً، قال السكان إنهم يخشون هجوماً روسياً وشيكاً.
وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن الوضع «متوتر» قرب فوغليدار جنوباً؛ حيث تشن القوات الروسية هجوماً.
في خيرسون جنوب أوكرانيا، قُتل ثلاثة أشخاص، وأصيب آخر في القصف في الساعات اﻟ24 الماضية، حسب المصدر نفسه.
سياسياً، عيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، فاسيل ماليوك رئيساً جديداً لأجهزة الأمن الأوكرانية، ووزير داخلية جديداً هو إيغور كليمنكو، ستكون مهمته تشكيل ألوية هجومية جديدة.
من جهته، لمح وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف الذي طالته فضيحة فساد، إلى أهداف الاجتماع المقبل مع حلفاء كييف الغربيين، والمقرر عقده الثلاثاء في بروكسل. وكتب الاثنين على فيسبوك، أن الأهداف هي أنظمة المضادات الجوية للتصدي للصواريخ الروسية، وتسليم دبابات وذخيرة حديثة لأوكرانيا، وتدريب جنود وخدمات لوجيستية.


مقالات ذات صلة

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: حصيلة قتلى القوات الأوكرانية تسجل زيادة قدرها 12 ألف جندي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدد الجنود الأوكرانيين القتلى ارتفع إلى 43 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.