إضراب عام اليوم في إسرائيل احتجاجاً على انقلاب نتنياهو على الجهاز القضائي

بلوغ المظاهرات ذروة 200 ألف مشارك السبت

مسيرة وسط تل أبيب السبت ضد الإصلاحات القضائية التي تروج لها الحكومة اليمينية الإسرائيلية (إ.ف.ب)
مسيرة وسط تل أبيب السبت ضد الإصلاحات القضائية التي تروج لها الحكومة اليمينية الإسرائيلية (إ.ف.ب)
TT

إضراب عام اليوم في إسرائيل احتجاجاً على انقلاب نتنياهو على الجهاز القضائي

مسيرة وسط تل أبيب السبت ضد الإصلاحات القضائية التي تروج لها الحكومة اليمينية الإسرائيلية (إ.ف.ب)
مسيرة وسط تل أبيب السبت ضد الإصلاحات القضائية التي تروج لها الحكومة اليمينية الإسرائيلية (إ.ف.ب)

بعد أن بلغت المظاهرات الاحتجاجية ضد خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإضعاف جهاز القضاء والانقلاب على استقلاليته ذروتها، يستعد قادتها لإنجاح الإضراب العام عن العمل في شتى أنحاء إسرائيل ومرافقها التجارية والصناعية والجامعات والمدارس، اليوم الاثنين، بهدف الوصول إلى نحو مليون شخص، وسيتوج الإضراب بمظاهرة كبرى ظهرا قبالة الكنيست (البرلمان) ومقر المحكمة العليا المجاور.
وأكد المنظمون بأن الإضراب سيكون اختياريا على حساب العمال والموظفين الشخصي، وأعلنت ألوف الشركات التجارية، وبينها 200 شركة هايتك (التكنولوجيا العالية)، ومئات البلديات، وبينها بلدية تل أبيب، والجامعات ومعظم المدارس، أنها ستسمح للعاملين بالتغيب عن العمل والمشاركة بشكل تطوعي في الإضراب بحيث يخصم الأجر اليومي من الإجازة السنوية أو أيام الإجازة المرضية. كما أعلنت شركات أخرى أنها ستسمح للعاملين بالتغيب عن العمل للمشاركة في الإضراب من دون خصم في الراتب.
وحاولت الحكومة التخريب على خطة الإضراب بحظر تغيب الموظفين في السلك الحكومي، حتى لا يشاركوا في احتجاج ذي طابع سياسي ضد الدولة. وقالت إن «بإمكان الموظفين التغيب مقابل خصم يوم إجازة أو مرضية، لكن في حال المشاركة في مظاهرة فإن الموظف سيخرق دستور خدمات الدولة ويخضع لعقوبات». وأصدر المسؤول عن الأجور واتفاقيات العمل في وزارة المالية، إفي مالخين، في الوزارات والمشغلين في القطاع العام، بيانا قال فيه إنه يحظر دفع أجر لعامل تغيب عن العمل إلا في حال التغيب بسبب مرض أو استغلال يوم إجازة.
وقالت منظمات الاحتجاج ضد الخطة الحكومية (الأحد)، إنها تتوقع أن يشارك في الإضراب أكثر من مليون شخص، بينهم أطباء وطواقم طبية وعاملون في قطاع الصحة النفسية، وشركات هايتك، ومكاتب محامين، ومصالح تجارية صغيرة، ومطاعم، ومحاضرون في الجامعات، ومهندسون، وعاملون في فروع أخرى. وجاء في بيان صدر في ختام تقييم للوضع بين منظمتي «كفاح الأطباء – المعاطف البيضاء» و«لا صحة نفسية بلا ديمقراطية»، أن «العاملين في الصحة والطب والصحة النفسية في إسرائيل يستعدون لحالة طوارئ قومية وللدفاع عن صحة مواطنات ومواطني إسرائيل. وسنكون ضد النظام الذي سيلحق دماراً بصحة الجمهور وهذا أمر يستدعي التضحية».
وأضاف البيان «سنصل غدا إلى القدس، من أجل الدفاع عن البنية التحتية للصحة، والأبحاث، وحقوق الإنسان في الدولة. والإدراك أن هذه صرخة حقيقية تجندنا جميعا لكفاح من أجل الديمقراطية، فبدون ديمقراطية لن يكون هناك جهاز صحة ناشط في إسرائيل ولن تكون هناك حماية للحق بالصحة».
تبدأ المظاهرة الاحتجاجية قرب القدس عند ظهر الاثنين وستستمر طوال اليوم. وقالت منظمات الاحتجاج إنها ستخصص مئات الحافلات التي ستنقل المتظاهرين من جميع أنحاء إسرائيل إلى القدس، إلى جانب 50 قافلة من السيارات. وسيبدأ الإضراب عند الساعة العاشرة صباحا «بصلاة جماعية من أجل إنقاذ الديمقراطية» في باحة حائط البراق. ويخطط منظمو الاحتجاجات لمسيرات وإغلاق شوارع وعرقلة حركة السير في أنحاء البلاد.
وكانت إسرائيل قد شهدت مساء السبت، مظاهرات ضخمة شارك فيها حسب تقديرات الشرطة 200 ألف شخص، (وبحسب المنظمين وصل العدد إلى 230 ألف شخص)، نصفهم تقريبا في تل أبيب والباقون في بلدات أخرى مثل حيفا (13 ألفا)، القدس (5 آلاف)، بئر السبع (3 آلاف)، هرتسليا (7 آلاف) وحوالي ألفي متظاهر في كل من رعنانا ورمات هشارون وبيتح تيكفا والخضيرة وكفار سابا وغيرها.
ولوحظ أن عشرات الآلاف في مظاهرة تل أبيب المركزية، توجهوا بعد المظاهرة إلى شارع إيلون وهو العصب الرئيسي للحياة في المدينة، وأغلقوه بأجسادهم، مما تسبب في ازدحام مروري لعدة كيلومترات. وطلب وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير تفريق المتظاهرين وإجبارهم على فتح الشارع، لكن قادة الشرطة رفضوا الأمر وأصروا على حماية المتظاهرين، فأطلق بن غفير تصريحات غاضبة ضدهم.
في شأن متصل، رفض ياريف ليفين، وزير القضاء وشريك نتنياهو في الحملة على القضاء، الدعوات لتعليق المصادقة في الكنيست على ما يصفه بخطة «إصلاح» الجهاز القضائي، وقال في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، إنه «لن يكون هناك تجميد للعملية التشريعية ولو لدقيقة واحدة. تعلمنا من الماضي». وأشار إلى مساعي وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، دانيال فريدمان (2007 - 2009)، لإجراء تعديلات على النظام القضائي، وقال إن فريدمان «حاول إحداث تغييرات طفيفة، إلا أن المنظومة استنزفته بمحادثات لا نهاية لها كان الغرض منها منعه من فعل أي شيء». وأضاف ليفين: «أعرف جيدا الإجراءات التشريعية في الكنيست، ولن أسمح بأي وقف للعملية التشريعية».
يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان قد تطرق إلى الانقلاب القضائي في إسرائيل بقوله: «تكمن عبقرية الديمقراطية الأميركية والديمقراطية الإسرائيلية، في أنهما مبنيتان على مؤسسات قوية وعلى ضوابط وتوازنات وقضاء مستقل. إن بناء إجماع حول التغييرات الأساسية، مهم حقاً لضمان اقتناع الناس بها الأمر الذي يمكن استدامتها». واعتبرت بعض الأطراف في إسرائيل تعقيب الرئيس بايدن، بمثابة انتقاد لاذع لسياسة نتنياهو.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».