نتنياهو يهدد بهجوم على القدس والضفة لمكافحة العمليات المسلحة

رغم الكشف عن أن منفذ عملية القدس نزيل مستشفى أمراض عقلية

سيارة في موقع وقوع هجوم دهس في القدس الجمعة (رويترز)
سيارة في موقع وقوع هجوم دهس في القدس الجمعة (رويترز)
TT

نتنياهو يهدد بهجوم على القدس والضفة لمكافحة العمليات المسلحة

سيارة في موقع وقوع هجوم دهس في القدس الجمعة (رويترز)
سيارة في موقع وقوع هجوم دهس في القدس الجمعة (رويترز)

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشن عملية عسكرية واسعة في القدس الشرقية والضفة الغربية، بغرض وقف العمليات الفلسطينية المسلحة. وقال، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية (الأحد)، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) سيعد خطة بهذا الشأن.
وأمر نتنياهو بالاستعداد لعملية واسعة النطاق ضد منفذي الإرهاب وداعميه في الضفة الغربية وشرقي القدس، مع الحرص على ألا يُمس المدنيون غير الضالعين بهذه الأعمال، قدر الإمكان. وأشار إلى أن حكومته سترد على هذه العمليات أيضاً بتعزيز «الاستيطان في بلادنا، الذي يحاول المخربون اقتلاعه» بحسب تعبيره.
وكان نتنياهو يتكلم بروح الانتقام لعملية الدهس التي نفذها فلسطيني في مستوطنة «راموت» في القدس الشرقية (الجمعة). ومع أنه كان على علم بأن الشاب المذكور كان مريضاً نفسانياً، فإنه أصر على أنها «عملية إرهابية»، وقال لوزرائه إن «الرد المناسب على الإرهاب هو بضربه بقوة وتعميق جذورنا في بلادنا أكثر». وأوضح أن الكنيست سوف يصادق الأسبوع الجاري على مشروع قانون يقضي بسحب المواطنة في إسرائيل أو الإقامة في القدس الشرقية من أسرى فلسطينيين وطردهم إلى الخارج.
يذكر أن تحقيقات الشرطة أظهرت بوضوح أن منفذ العملية حسين قراقع (31 عاماً)، كان يعالج في مستشفى للأمراض العقلية في مدينة طمرة بالجليل، ويخضع لرقابة وزارة الصحة الإسرائيلية. وقد عرف بمشاغبات كثيرة وقع آخرها يوم الخميس، فقررت إدارة المستشفى طرده. إلا أنه توجه غاضباً إلى القدس، الواقعة على بعد 200 كيلومتر، وأخذ سيارة زوجته ونفذ عملية الدهس في حي راموت الاستيطاني وتسبب في مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفلان شقيقان في السادسة والثامنة من العمر. كما تبين في التحقيقات أن قراقع ذو ماضٍ جنائي.
لكن السياسيين الإسرائيليين تجاهلوا هذه الحقائق وراحوا يتعاملون معه وكأنه من قادة التنظيمات الفلسطينية المسلحة. وبناء على أوامر رئيس الوزراء، نتنياهو، قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المنزل الذي يعيش فيه قراقع مع زوجته وأولاده الثلاثة، تمهيداً لهدمه، مع أن البيت مستأجر وصاحبه ليس مذنباً. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب، إن «قوات كبيرة من عناصرها، قامت بمساعدة قوات من الجيش الإسرائيلي بإغلاق منزل حسين قراقع في حي الطور منفذ عملية الدهس في حي راموت في القدس، التي قتل فيها 3 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون».
وقالت الشرطة إنها اعتقلت عشرة من أقارب منفذ الهجوم في العيساوية والطور، من بينهم والداه وشقيقه وزوجته وصاحب المنزل الذي كان يسكن فيه، لكنها أطلقت سراح غالبيتهم. وأكدت الشرطة أن صفحة قراقع على «فيسبوك» تضم منشورات تشيد بالهجمات ضد جنود ومدنيين إسرائيليين. وإنه في منشور بأغسطس (آب) الأخير، أشاد قراقع بقائد حركة «الجهاد الإسلامي» جهاد زياد النخالة. وفي منشور أحدث له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أحيا قراقع ذكرى أعضاء في جماعة «عرين الأسود» في نابلس، بعد مقتل عدد منهم خلال عملية للجيش الإسرائيلي.
أما على الجانب الفلسطيني، فقد رحب العديد من قادة تنظيمات المعارضة بعملية يوم الجمعة. وقال الناطق باسم حركة الجهاد في الضفة الغربية، طارق عز الدين: «نرحب بالعمل البطولي في القدس الذي يؤكد مراراً وتكراراً أن شعبنا الفلسطيني مستمر في مقاومته للاحتلال حتى تتم إزالته من قدسنا التي ستبقى رمزاً للصمود والعمل البطولي».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يشدد ضوابط التغطية الإعلامية وسط مخاوف من مقاضاة عسكريين

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل  (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل (أرشيفية - إ.ب.أ)

فرض الجيش الإسرائيلي قيودا جديدة على التغطية الإعلامية التي تشمل عسكريين أثناء مشاركتهم في مهام قتالية فعلية وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرض أفراد من قوات الاحتياط لإجراءات قانونية خلال سفرهم إلى الخارج بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في جرائم حرب في غزة.

جاءت هذه الخطوة بعد أن اضطر جندي احتياط إسرائيلي كان يقضي عطلة في البرازيل إلى مغادرة البلاد بشكل مفاجئ عندما أمر قاض برازيلي الشرطة الاتحادية بفتح تحقيق في أعقاب اتهامات من مجموعة مناصرة للفلسطينيين بأنه ارتكب جرائم حرب أثناء خدمته في غزة.

وبحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لفتنانت كولونيل ناداف شوشاني للصحفيين فإنه بموجب القواعد الجديدة، لن يتمكن الإعلاميون الذين يجرون مقابلات مع عسكريين برتبة كولونيل فما أقل من إظهار وجوههم أو نشر أسمائهم بشكل كامل، على غرار القواعد القائمة بالفعل بالنسبة للطيارين وعناصر وحدات القوات الخاصة. كما يتعين عدم الربط بين العسكريين الذين تجري مقابلات معهم وبين نشاط قتالي محدد شاركوا فيه.

وقال شوشاني «هذه هي القواعد التوجيهية الجديدة لحماية جنودنا وضمان عدم تعرضهم لمثل هذه الأمور التي يقوم بها ناشطون مناهضون لإسرائيل حول العالم». وأوضح أنه بموجب القواعد العسكرية المعمول بها حاليا، ليس من المفترض أن ينشر العسكريون مقاطع فيديو وصورا من مناطق الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي «رغم أن هذا ليس الحال دائما، فلدينا جيش كبير». وأضاف أن هناك أيضا قواعد وإرشادات راسخة للعسكريين المسافرين إلى الخارج.

وذكر أن جماعات، مثل مؤسسة هند رجب التي تتخذ من بلجيكا مقرا والتي دفعت لاتخاذ الإجراء الذي شهدته البرازيل، «تربط النقاط ببعضها» فيما يتعلق بالعسكريين الذين ينشرون مواد من غزة ثم ينشرون صورا ومقاطع فيديو أخرى لأنفسهم أثناء قضاء عطلاتهم في الخارج.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بالإضافة إلى القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة ما أثار غضبا في إسرائيل.

وقال شوشاني إن هناك «بضعة» حالات جرى فيها استهداف جنود احتياط خلال السفر للخارج، بالإضافة إلى قضية البرازيل، كلها بدأت بمطالبات من جماعات للسلطات بإجراء تحقيق.