الرئيس الصومالي يدعو إلى «وحدة الصف» في مواجهة «الإرهاب»

الجيش يتصدى لهجوم شنته «حركة الشباب»... ويستعيد السيطرة على منطقة جديدة

الرئيس الصومالي خلال مشاركته في ندوة بجامعة إيطالية (وكالة الأنباء الصومالية)
الرئيس الصومالي خلال مشاركته في ندوة بجامعة إيطالية (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

الرئيس الصومالي يدعو إلى «وحدة الصف» في مواجهة «الإرهاب»

الرئيس الصومالي خلال مشاركته في ندوة بجامعة إيطالية (وكالة الأنباء الصومالية)
الرئيس الصومالي خلال مشاركته في ندوة بجامعة إيطالية (وكالة الأنباء الصومالية)

أكد الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ضرورة وحدة الصف للقضاء على الإرهاب، في وقت تصدت فيه قوات الجيش لهجوم شنته عناصر حركة «الشباب» المتطرفة، واستعادت السيطرة على منطقة بوسط البلاد، مقابل استمرار المواجهات بين قوات إقليمي أرض الصومال والبونتلاند، رغم إعلان هدنة لوقف إطلاق النار.
وأكد شيخ محمود، في خطابه بجامعة لويس جويدو كارلي الإيطالية، ضمن زيارته الرسمية للعاصمة روما، «عمق ومتانة العلاقات التي تربط بين الصومال وإيطاليا»، وشدد على التزام الحكومة بتعزيز ما وصفه بالعلاقة العميقة، عبر التعاون في مجالات الأمن والاستقرار وخلق بيئة للتنمية العامة في جميع المجالات، مشيراً إلى نضال الشعب والحكومة الفيدرالية للقضاء على «ميليشيات الخوارج، وخطة الحكومة لمعالجة التحديات الأمنية والصراعات والفرص الاستثمارية القائمة في البلاد».
وبحث حسن مع وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو في روما، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والعسكرية، والاستقرار الإقليمي، وزيادة دعم الحكومة الفيدرالية، خصوصاً المساعدات المتعلقة بإصلاح الجيش ومحاربة الإرهاب.
ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن قائد الفرقة الـ43 للجيش؛ اللواء علي محمود، أن الجيش تصدى لهجوم إرهابي فاشل عبر سيارتين مفخختين بمنطقة «أفمدو» بمحافظة جوبا السفلى، مشيراً إلى مقتل 10 من عناصر «ميليشيات الخوارج»، وإصابة 3 من جنود الجيش.
كما أشارت الوكالة إلى تصدى الجيش لهجوم إرهابي آخر بالأسلوب الانتحاري نفسه على منطقتي «سبيب وعانولي» بمحافظة شبيلى السفلى.
وكان قائد القوات البرية الجنرال محمد تهليل، أعلن أن قوات الجيش، بالتعاون مع قوات الدراويش التابعة لولاية غلمدغ، استعادت مساء أول من أمس، المنطقة دون مواجهات عسكرية، بعدما لاذت عناصر حركة الشباب المتطرفة بالفرار.
من جهة أخرى، أعلنت سلطات إقليم أرض الصومال الانفصالي في الصومال، أن عناصر مما وصفته بـ«ميليشيا إرهابية»، هاجمت جنوداً تمكنوا من صدهم، بعد ساعات فقط من إعلان إدارة الإقليم موافقتها على وقف غير مشروط لإطلاق النار، بعد اشتباكات دامت 5 أيام في شرق الإقليم.
وقال التلفزيون الرسمي للإقليم إن «الجيش الوطني لأرض الصومال تعرّض لهجوم ميليشيا إرهابية في مدينة لاسعنود»، وأضاف في تغريدة على «تويتر»، أن «الجيش نجح في صد الهجوم وهو في حالة تأهب قصوى بقاعدته العسكرية في المدينة حالياً، لكنه لم يذكر تفاصيل عن قتلى أو جرحى».
وكانت أعمال العنف اندلعت الاثنين، بين القوات المسلحة في أرض الصومال (صوماليلاند) وميليشيات موالية للحكومة المركزية الصومالية في مدينة لاسعنود المتنازع عليها بجمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد.
وبدأت الاشتباكات بعد ساعات على إصدار زعماء قبائل في منطقة صول، حيث تقع لاسعنود، بياناً تعهدوا فيه بدعم «وحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسلامتها»، داعين سلطات أرض الصومال إلى سحب قواتها من المنطقة.
وطبقاً لما كتبه عبد الغني محمود عاتي، وزير الدفاع في منطقة أرض الصومال على «تويتر»، فقد وافق «إقليم حكومة أرض الصومال على وقف غير مشروط لإطلاق النار، رغم الهجمات السابقة من قبل الميليشيات»، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء دعا إلى الهدوء والسلام والتفاهم بين المجتمع في لاسعنود منذ شهور.
لكن عبد الرزاق محمد حسن، المتحدث باسم الجماعة التي تعارض حكم أرض الصومال، وصف وقف إطلاق النار بأنه «كذبة»، وقال لوكالة «رويترز»: «أرض الصومال تخطط ونعلم أنهم سيشنون هجوماً غداً... نحن شعب مضطهد تعرضنا لهجوم على مدى 5 أيام بالأسلحة الثقيلة».
من جهته، قال جراد جامع جراد علي، وهو زعيم ميليشيا تقاتل جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد: «أعلنوا وقف إطلاق النار الليلة الماضية لكنهم يقصفون مدينة» لاسعنود. وأكد في مؤتمر صحافي السبت، مقتل طبيب.
وقال سكان البلدة إن المنازل والمراكز الصحية تعرضت للقصف أثناء القتال، مما أدى إلى مقتل 58 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات.
وقالت حكومة أرض الصومال إن الميليشيات، بمساعدة قوات من بلاد بنط المجاورة، هاجمت قواعد عسكرية خارج البلدة، بينما نفت بلاد بنط، التي سيطرت على البلدة في الماضي، أي دور لها.
وقالت الولايات المتحدة إن القصف العشوائي على المدنيين في البلدة يجب أن يتوقف، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة في الصومال إلى وقف فوري للعنف وحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون معوقات.
وأعلنت أرض الصومال الاستقلال عن الصومال عام 1991، لكنها لم تحظَ باعتراف دولي واسع النطاق لاستقلالها، وتواجه معارضة من بعض شيوخ العشائر في المناطق المتنازع عليها على امتداد حدودها مع منطقة بلاد بنط شبه المستقلة في الصومال.


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.