ليبيا: استئناف الحركة في مطار «معيتيقة» بعد توقف الاضطرابات الأمنية

وسط صمت حكومة «الوحدة» والمجلس الرئاسي

دورية أمنية في طرابلس (وزارة الداخلية في حكومة الوحدة)
دورية أمنية في طرابلس (وزارة الداخلية في حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: استئناف الحركة في مطار «معيتيقة» بعد توقف الاضطرابات الأمنية

دورية أمنية في طرابلس (وزارة الداخلية في حكومة الوحدة)
دورية أمنية في طرابلس (وزارة الداخلية في حكومة الوحدة)

توقف القتال (الجمعة) في ضاحية تاجوراء بشرق العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من اندلاعه على نحو مفاجئ بين الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي لبعض الوقت.
ورصد شهود عيان ووسائل إعلام محلية أن «هذه الاشتباكات وقعت (مساء الخميس) بمختلف أنواع الأسلحة بين عناصر من (كتيبة الشهيدة صبرية)، وأخرى تابعة لكتيبة (رحبة الدروع) المعروفة أيضاً باسم (كتيبة البقرة) في ضاحية تاجوراء بشرق طرابلس، على خلفية قتل عناصر من الأخيرة».
ودفعت هذه الاضطرابات الأمنية إدارة مطار معيتيقة إلى إعلان إغلاقه «مؤقتاً» وتحويل مسار الرحلات إلى مطار مصراتة بغرب البلاد. وأعلن المطار لاحقاً «عودة حركة الملاحة الجوية بشكل طبيعي»، بعد ساعات من إعلانه أن تغيير رحلات الوصول من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة الدولي، تم بسبب دواعي الأمن والسلامة، من دون الإشارة إلى الاشتباكات.
ووفق مراقبين، «تمثل أحدث اشتباكات من نوعها في العاصمة طرابلس، إحراجاً أمنياً وسياسياً لحكومة الدبيبة التي أطلقت وزارة داخليتها أخيراً (خطة متكاملة لتأمين المدينة)».
والتزمت حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي، برئاسة محمد المنفي، الصمت حيال هذه الاشتباكات، على الرغم من أن الدبيبة يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة التي يترأسها، بينما يعد المجلس الرئاسي بمثابة القائد الأعلى للجيش الليبي.
ومع ذلك، فقد نشرت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة (الجمعة) عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» صوراً لعمل الدوريات الأمنية التابعة لجهاز قوة دعم مديريات الأمن بالمناطق داخل طريق المطار، ومناطق «ولي العهد، وسيدي سليم، والخلاطات، ووسط العاصمة طرابلس»؛ لكنها تجاهلت الاشتباكات التي دامت لساعات (مساء الخميس) في المدينة.
إلى ذلك بحث المنفي (مساء الخميس) مع بعض رؤساء الأحزاب السياسية في تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، ودعم مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس الرئاسي، ومساعيه للخروج من حالة الانسداد السياسي والوصول بليبيا لبر الأمان عبر انتخابات حرة ونزيهة ترضى بنتائجها كل الأطراف.
بدوره، تفقد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، عمل لجنة إعادة الإعمار والاستقرار التي تم تكليفها بصيانة جامعة بنغازي، حيث أكد وفقاً لبيان مقتضب وزّعه مكتبه، «ضرورة سرعة إنجاز العمل داخل الجامعة لتكون مكاناً ملائماً للطلبة».
من جهة أخرى، دافع وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، عن إقامة حكومته علاقات مع حكومة الدبيبة، رغم انتهاء فترة ولايتها القانونية. وقال إن «إيطاليا تعمل في إدارة الملف الليبي، من أجل الاستقرار في المنطقة بأسرها». ونقلت عنه وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء قوله، إن «ليبيا تعيش وضعاً مختلفاً عمّا كانت عليه قبل خمسة أو ستة أشهر، ومن الضروري مراعاة ما يحدث».
وبعدما أكد أن «روما تعمل مع حكومة (الوحدة)». أوضح أن زيارته الأخيرة إلى تونس وتركيا بالإضافة إلى زيارة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، الجزائر، استهدفت أيضاً العمل من أجل الاستقرار في المنطقة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.