خلصت مراجعة لبرنامج مكافحة الإرهاب البريطاني (بريفنت) إلى أن البرنامج يتعين عليه أن يركز جهوده بشكل أكبر على التهديد الذي يشكله التشدد الأصولي، بعد أن أصبح قلقاً للغاية من التطرف اليميني.
برنامج «بريفنت» عنصر رئيسي في جهاز الأمن البريطاني، أُضيف بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة؛ بهدف وقف التطرف، والحيلولة دون الاستمرار في ارتكاب أعمال عنف.
لكن منذ تأسيسه، لاحقته مزاعم بأنه تجسس على السكان المسلمين، وبعض الذين تمت إحالتهم إلى البرنامج ارتكبوا لاحقاً جرائم إرهابية.
وقال ويليام شوكروس، الذي تم تعيينه مراجعاً مستقلاً في برنامج «بريفنت» في يناير (كانون الثاني) 2021، إن البرنامج لا يفعل ما يكفي لاستهداف «التطرف غير العنيف».
وقال: «إن الإسلاموية غالباً ما يشار إليها بأنها الأصولية الإسلامية؛ لأن الآيديولوجية ليست الإسلام باعتباره ديناً».
وقال: «يجب ألا يقتصر التصدي للآيديولوجية المتطرفة على المنظمات المحظورة، بل يجب أن يشمل أيضاً المتطرفين المحليين الذين يعملون في إطار أقل من الإرهاب ويمكنهم خلق بيئة تؤدي إلى الإرهاب».
وقال إن هناك «معياراً مزدوجاً»، يكون فيه تعريف الآيديولوجية المتطرفة ضيقاً للغاية، ويكون النهج تجاه اليمين المتطرف واسعاً للغاية.
وقال في تقريره: «من الصحيح أن يشعر (بريفنت) بقلق متزايد بشأن التهديد المتزايد من اليمين المتطرف. لكن الحقائق تظهر بوضوح أن التهديد الأكثر فتكاً في العشرين عاماً الماضية جاء من الإسلاميين، وهذا التهديد مستمر».
وانتقدت جماعات للحقوق المدنية، منها منظمة العفو الدولية قرار تعيين شوكروس بسبب تصريحات سابقة أدلى بها عن الإسلام، وقاطعت مراجعاته بحجة أن «الاستراتيجية نفسها معيبة».
وقال شوكروس: «من بين الاتهامات الأكثر دواماً وقوة، أن برنامج بريفنت يستهدف بشكل غير عادل المسلمين الذين يعيشون هنا. هذا ببساطة ليس هو الواقع».
وقال إن «بعض التمويل لمشروعات (بريفنت) ذهب إلى مجموعات تروج لخطاب متطرف بنفسها».
وأظهر أحدث الأرقام في العام المنتهي في نهاية مارس (آذار) 2022، أنه تمت إحالة 6406 أشخاص إلى «بريفنت»، 20 في المائة منهم لمخاوف تتعلق باليمين المتطرف، و16 في المائة لمخاوف تتعلق بالتطرف.
وقالت الحكومة إنها ستعمل على توصيات شوكروس جميعها، البالغ عددها 34 توصية.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان: «سيضمن (بريفنت) الآن أن يركز على التهديد الرئيسي للإرهاب الإسلاموي». ورحبت «بهذا النهج الأكثر تناسباً».
وألقى شوكروس وبريفرمان الضوء على أنه «في أربع سنوات، منذ التفويض بالمراجعة، وقعت 6 هجمات إرهابية، جميعها كانت إسلامية الطابع».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال كين مكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 5) إن المتشددين ما زالوا مصدر قلق كبير، لكنه حذر من «تزايد عدد المتطرفين اليمينيين الذين يسعون للحصول على أسلحة نارية».
تقرير بريطاني: استراتيجية لندن لمكافحة الإرهاب يجب أن تركز على الإسلامويين مجدداً
برنامج «بريفنت» عنصر رئيسي أضيف بعد «هجمات سبتمبر»
تقرير بريطاني: استراتيجية لندن لمكافحة الإرهاب يجب أن تركز على الإسلامويين مجدداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة