من تحت أنقاض زلزال تركيا... حكايات عن الوفاء والصبر واليأس

التركي مسعود هامشير مع ابنته إرماك قبل فترة من كارثة الزلزال (موقع آخر دقيقة)
التركي مسعود هامشير مع ابنته إرماك قبل فترة من كارثة الزلزال (موقع آخر دقيقة)
TT

من تحت أنقاض زلزال تركيا... حكايات عن الوفاء والصبر واليأس

التركي مسعود هامشير مع ابنته إرماك قبل فترة من كارثة الزلزال (موقع آخر دقيقة)
التركي مسعود هامشير مع ابنته إرماك قبل فترة من كارثة الزلزال (موقع آخر دقيقة)

وسط المباني المدمرة والحطام تتوالى القصص التي كتب لها الزلزال المميت نهايات مأساوية… وبين المشاعر المتضاربة بين الحزن لفقد الأهل والأحباء، والفرح بإنقاذ الأرواح تعلق بالأذهان مشاهد تدمي القلوب يتحلى أصحابها بوفاء منقطع النظير.
ربما لن ينسى الناس في تركيا وخارجها، لسنين طويلة، صورة الأب المكلوم مسعود هانتشر الذي يجلس منذ وقوع الزلزال المدمر فجر الاثنين الماضي ممسكا بيد ابنته إرماك (15 عاماً) التي لفظت أنفاسها تحت الأنقاض في كهرمان ماراش، رافضا تركها وحيدة بين الحطام في البرد القارس حتى تأتي فرق الإنقاذ لانتشال جثتها.
مشهد يدمى القلوب على حال الأب المكلوم، الذي لم يبق له من ابنته سوى صورة التقطت لهما معا في الصيف الماضي، في الأيام السعيدة التي عاشاها معا، أشعل نشرها ثورة الأحزان بين الأتراك.

التركي مسعود هامشير مع ابنته إرماك قبل فترة من كارثة الزلزال (موقع آخر دقيقة)

... وممسكاً بيدها وهي تحت أنقاض منزلهما في كهرمان ماراش (أ.ف.ب)

وعلى مقربة جلس الشاب عثمان داخل كابينة حفار يعمل سائقا عليه ينتظر وصول فريق الإنقاذ حتى ينقذ والده سليمان أيدمير (61 عاما) من تحت الأنقاض.
ظل عثمان يحاول لساعات طويلة إزالة الأنقاض والوصول إلى والده، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئا بمفرده، إلى أن جاء فريق الإنقاذ فانضم إليهم، وتكلل صبره بخروج والده حيا من تحت الأنقاض.
تتنوع القصص التي تخرج من تحت الأنقاض ولا تخلو من مشاهد تبقى عالقة بالأذهان، ومنها فيديو تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة لطفل تم إنقاذه من تحت الأنقاض وهو نائم، ليستيقظ بعد أن أخرجه فريق الإنقاذ ليسأل ببراءة عما يحدث، ليجيبه أحد أفراد الفريق: «لا شيء... أنت بطل».
وفي بلدة غولباشي في كهرمان ماراش، نجحت فرق الإنقاذ في إخراج الشقيقتين إليف بيازبال (16 عاما) وجران بيازبال (14 عاما) بعد 70 ساعة من البقاء تحت أنقاض منزلهما المنهار، لكن إليف بدت يائسة من إمكانية إخراجها.
إليف سمعت وهي توصي شقيقتها بأن تستمر في تحريك أصابع قدميها حتى تحافظ على عمل دورتها الدموية، وعندما حضر رجال الإنقاذ تحدثت لأحدهم بيأس قائلة: «لن تستطيع إخراجي يا أخي… لقد حشرت هنا ولا يمكنك إخراجي»، ورد الرجل: «لا، إليف، سنخرجك».
لم تصدق إليف حتى رأت أن رجال الإنقاذ أخرجوها ورأت شقيقتها، وتم نقلهما إلى المستشفى.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.