ذعر يخيم على السوريين العائدين إلى مناطق أنهكتها الحرب

بعد الزلزال... أبنية تصدعت خلال المعارك مهددة بالسقوط

صورة من حرستا الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
صورة من حرستا الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
TT

ذعر يخيم على السوريين العائدين إلى مناطق أنهكتها الحرب

صورة من حرستا الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)
صورة من حرستا الخميس (موقع وزارة الصحة السورية)

بعيداً عن الأخبار العاجلة ومتابعات السوشيال ميديا، يخيم الذعر على مئات العائلات السورية التي عادت إلى مناطق سبق أن دمّرتها الحرب، بعدما أدى الزلزال العنيف، الذي تعرضت له سوريا وتركيا، يوم الاثنين، إلى زيادة التصدعات في الأبنية المتصدعة أصلاً. وجاء انهيار مبنى بمدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية، مساء الأربعاء، إثر هزة شعر بها سكان دمشق وحمص، ليُشيع حالة من القلق العميق.
وبعد توقف المعارك في دمشق وريفها عام 2018، عادت مئات العائلات، بموجب التسويات، إلى بيوتها المدمَّرة بشكل جزئي، بالإضافة إلى عودة النازحين في مناطق التسويات بمحافظتي حمص وحماة، والتي شهدت دماراً واسعاً خلال الحرب.
ووفق مصادر أهلية في دمشق، هناك تخوف كبير على الأبنية التي تصدعت خلال الحرب، وزاد تصدعها بعد وقوع الزلزال. وأكدت المصادر أن سكان تلك المناطق خارج دائرة الاهتمام والمساعدات.
وأصعب ما يواجهونه هو عدم توافر أماكن إقامة بديلة لأنهم بالأساس عادوا للعيش في أبنية متصدعة، بعد أن استنزفت الحرب والنزوح كل مدّخراتهم وصاروا يعيشون تحت خط الفقر بدرجات كثيرة.
يضاف إلى ذلك، وفق ما قالته المصادر، أن أحوال الطقس السيئة والافتقاد لوقود التدفئة وارتفاع الأسعار أفقدت هؤلاء القدرة على إيجاد بدائل، وإن معظمهم أمضى ليلة الزلزال وما تلاها في العراء تحت المطر والثلوج.
وبعد انهيار مبنى من أربع طوابق في مدينة حرستا، مساء الأربعاء، صرح نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود، للإعلام المحلي، بوجود 30 بناية في حرستا مهدَّدة بالانهيار وأُخليت من السكان، لافتاً إلى متابعة الكشف عن الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط في المدينة. وسجل «المركز الوطني لرصد الزلازل»، مساء الأربعاء، هزة أرضية بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر عند الحدود السورية اللبنانية على مسافة 40 كيلومتراً شمال غربي مدينة النبك في القلمون وسط سوريا.
وكان محافظ ريف دمشق المحامي صفوان أبو سعدى قد أعلن أن الكثير من المباني في حرستا هي بالأصل متضررة بفعل الحرب، وجاء الزلزال والهزات الارتدادية ليكونا سبباً بالانهدام. ودعا أبو سعدى المواطنين «ممن يجدون خطورة في أبنيتهم إلى اللجوء لمركز الإيواء، الذي أحدثته المحافظة في منطقة عدرا العمالية».
في سياق متصل، زاد عدد المدارس المتضررة جراء الزلزال، وفق ما أعلنه، أمس، وزير التربية دارم طباع، ووصل عدد المتضررة كلياً إلى 10 مدارس، أما المدارس المتضررة جزئياً فقد وصل عددها إلى 599 مدرسة متوزعة على المحافظات المتضررة.
يُشار إلى أنه جرى تعطيل كل المدارس والجامعات حتى 18/2/ 2023 بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد.
وكشف رئيس جامعة تشرين؛ بسام حسن، أن مباني الجامعة بالإطار العام سليمة، بالإضافة إلى المدينة الجامعية أيضاً التي جرى الكشف عليها، باستثناء المعهد الإحصائي يوجد فيه تصدعات يعمل على تقييمها مهندسون مختصون.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.