قال المحلل الفني السعودي، عبد العزيز الخالد، إن وصول فريق الهلال إلى نهائي كأس العالم للأندية، في النسخة الحالية المقامة في المغرب، كان نتاج عمل كبير وجهد من عدة أطراف، مشيراً إلى أن «الأمر لم يقتصر على الجانب الفني، بل إن العمل الإداري كان له دور فاعل في تحقيق ذلك المنجز».
وأشار الخالد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عقب فوز الهلال على فلامينغو البرازيلي، في الدور نصف النهائي للبطولة، إلى أن الفريق الأزرق استحق ذلك المنجَز، بناء على ما قدمه لاعبوه داخل أرض الملعب طوال شوطي المباراة، حيث تم التعامل مع الفريق البرازيلي العريق والقوي بواقعية كبيرة، وتم تحقيق الفوز في النتيجة، وحتى الأداء الفني كان أكثر من رائع.
وزاد بالقول: «في الجانب الفني تعامل المدرب دياز بواقعية كبيرة في المباراة من خلال احترام الفريق الخصم، وعدم فتح مساحات كبيرة يمكن استغلالها في ظل القوة الهجومية لفلامينغو، حيث إن المدرب الهلالي عمد إلى التنظيم الدفاعي وتقوية خط الوسط واللعب على الهجمات السريعة، في ظل وجود أسماء تجيد الانطلاقات والارتداد السريع، يتقدمهم موسى ماريغا، والأرجنتيني فيتو، والنجم السعودي سالم الدوسري، حيث كان التنظيم الدفاعي مفتاح الفوز، من خلال تحجيم نقاط الفوة في الفريق البرازيلي، واللعب حسب الإمكانات الفنية الموجودة في فريق الهلال».
وقال الخالد إن الهلال دخل هذه النسخة من بطولة كأس العالم وهو يعاني أصعب الظروف، من خلال غياب خمسة أسماء أساسية ومؤثرة في الفريق والمنتخب السعودي؛ بداية من ياسر الشهراني وسلمان الفرج وعبد الإله المالكي ومحمد البريك، وكذلك ظروف صعبة يمر بها الفريق على الصعيد المحلي، لكن كل ذلك لم يكن عائقاً أمام تقديم فريق يستحق أن يكون موجوداً في هذه البطولة الكبرى للمرة الثالثة، ويقدم أفضل المستويات والنتائج.
وأضاف: «لا شك أن معظم لاعبي الهلال، خصوصاً الموجودين بشكل دائم في المنتخب السعودي، اكتسبوا خبرات وثقة كبيرة في السنوات الأخيرة، من خلال المشاركة في نسختين من نهائيات كأس العالم للمنتخبات، وكسب بطولتين قاريتين مع الهلال، وكذلك المشاركة الثالثة في مونديال الأندية، فضلاً عن البطولات المحلية، وهذا أيضاً له أثر في الإجهاد البدني الذي تعرض له اللاعبون، وكذلك أدى إلى نوع من التشبع الذي أثر عليهم في بعض المباريات على الصعيد المحلي، بالإضافة إلى تراجع مستوى اللاعبين بسبب التململ، وهذا شيء طبيعي حصل قبل المشاركة العالمية الحالية».
وحول الأداء الفني الذي قدمه اللاعب سالم الدوسري في مباراة فلامينغو تحديداً، التي سجل فيها حضوراً كبيراً، قال الخالد: «سالم نجم كبير، ويظهر في أفضل المواعيد، وفي الحقيقة تعرض لضغوط كبيرة في الفترات السابقة من قبل بعض الإعلاميين والجمهور بعد العودة من كأس العالم، حيث كان ضمن كتيبة المبدعين الذين هزموا بطل العالم (الأرجنتين)، بل وسجل الهدف الحاسم، وحتى واللاعب ينال جائزة (أفضل لاعب) في الشهر الماضي لـ(دوري روشن السعودي)، فإن هناك مَن انتقده بشدة، وقد يكون ذلك بسبب إضاعته ركلة جزاء، لكن الحقيقة أن سالم يبدع ويظهر في المواعيد الصعبة، وكان لثقته وقدراته أثر كبير فيما تحقق، ولذا ليس غريباً أن يعود سالم لتقديم الأفضل».
وفيما يخص المستوى الذي ظهر به اللاعب الأرجنتيني فيتو في المباراة الماضية والأثر الكبير له في النتيجة، قال الخالد: «فيتو لاعب متمكن، إلا أنه على الصعيد المحلي يتعرض لضغوط كبيرة، وبعد أن تخلص من هذه الضغوط على مستوى بطولة العالم أبدع، وكان الرقم الصعب في القائمة الهلالية، وبات كثيرون يرون ضرورة استمراره، بعد أن كانت هناك شريحة واسعة تطالب برحيله، وهذا يُحسب للمدرب دياز الذي وظف قدراته جيداً، وجعل منه قيمة فنية عالية ومؤثرة في قائمة الهلال بالمباراة الأخيرة والتاريخية».
وشدد الخالد على أن المدرب دياز تحمَّل كثيراً من الضغوط وغيَّر نهجه الفني الذي كان يلعب به في الدوري، وهو الضغط المبكر، وكان لتغييره النهج الأثر الكبير في التعامل مع مباراة خصمه فيها فريق بحجم فلامينغو، حيث إن دياز خبير وقادر على التعامل مع الظروف الصعبة، رغم كل ما كان يحيط بالفريق من ظروف قبل المشاركة في النسخة العالمية الحالية.
ورأى الخالد أن «الدور الإداري يجب أن ينال حقه من الإشادة الكبيرة والدعم، حيث إن الإدارة، برئاسة فهد بن نافل، ووجود فهد المفرج، كان لها أثر كبير في انتشال الفريق الذي كان (مهزوزاً) على المستوى المحلي، ليكون بأفضل صورة في بطولة كبرى، وهذا يُحسَب بكل تأكيد للإدارة، ويؤكد حجم التأثير الإداري في الأندية وما يتحقق من نجاحات فيها».
أما المدرب بندر الجعيثن، فقد أشار إلى الترابط بين الخطوط والتنظيم الدفاعي واللعب بواقعية من قِبَل المدرب دياز، والعمل على تحجيم قوة الفريق البرازيلي؛ إذ إن دياز استغنى عن النهج الذي كان يعمل فيه على الصعيد المحلي، والذي كان يعتمد على السيطرة والبحث عن التسجيل المبكر وغيرها من الأمور التي كان المدرب يتعامل بها، خصوصاً أن جميع الفرق على المستوى المحلي تسعى لتقديم أفضل المستويات والنتائج مع الهلال.
وأشار إلى أن لاعبي الهلال الذين وُجِدوا في نهائيات كأس العالم في آخر نسختين، وكذلك بطولة العالم للأندية للمرة الثالثة، وتحقيق الآسيوية مرتين، وغيرها من المنجزات، حصلوا على خبرة وثقة كبيرتين، وهذا له انعكاس على الأداء الفني، وجعل اللاعبين يسطرون ملحمة تاريخية في مواجهة فلامينغو، بغض النظر عن تعرض أحد لاعبي فلامينغو للطرد في المباراة.
وأشاد بالعمل الكبير الذي قام به دياز، خصوصاً توظيف الأسماء المتاحة له، ومن بينهم الأرجنتيني فيتو، الذي كان من أبرز نجوم المباراة، وإن كان اللاعب نفسه قد تعرض لنقد كبير على أدائه مع الفريق في كثير من المباريات التي شارك بها.
ورأى أن فيتو تخلص من الضغوط وأثبت نجوميته، كما أن الأداء الفني الذي قدمه سالم الدوسري أثبت مجدداً قيمة اللاعب الكبيرة، وكل هذا جاء في وقت يعاني فيه الهلال من نقص كبير وظروف صعبة.
كما أشاد بالنهج الفني الذي اعتمد على إغلاق المناطق الخلفية والارتداد السريع وامتصاص قوة الفريق البرازيلي، مما جعل مدرب الهلال يدير المباراة كما يريد. واعتبر أن دياز يجهز خطتين للعمل مع أي ظروف ومع أي فريق سيواجه في النهائي الكبير.
من جانبه، قال المدرب حمد الدوسري إن الهلال أثبت القيمة الكبيرة لكرة القدم السعودية، خصوصاً أنه ذهب للمونديال في ظل ظروف صعبة وغياب نجوم كبار عن صفوفه، إلا أنه أثبت أنه خير سفير لكرة القدم السعودية في المحافل الكبرى.
واعتبر أن دياز تعامل مع البطولة بشكل عام بصورة إيجابية، سواء في مواجهة المستضيف (الوداد المغربي)، أو في مواجهة فلامينغو، وأعطى الفرق احترامها، بعد أن درسها بشكل ممتاز، وتعامل معها كما ينبغي، وحقق الفوز أمامها.
وأشار إلى أن الهلال قادر على صنع المنجز الأكبر بعد الوصول للنهائي، من خلال تواصل نهج الواقعية واللعب بقدر الإمكانات المتاحة، مشيراً إلى أن الهلال ذهب للمغرب بعد تراجع واضح على المستوى المحلي، إلا أنه تخلص من كل الضغوط وقدم أفضل المستويات والنتائج في بطولة العالم، وهذا يُحسب أيضاً لإدارة النادي والقائمين على الفريق.
الخالد: سالم الدوسري وفيتو تحررا من الضغوط المحلية فتألقا عالمياً
الجعيثن يشيد بواقعية دياز... وحمد الدوسري يصف «الزعيم» بخير سفير للكرة السعودية
الخالد: سالم الدوسري وفيتو تحررا من الضغوط المحلية فتألقا عالمياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة