«هدف علاجي» محتمل لمرض انفصام الشخصية

الباحثون شكلوا الخلايا العصبية باستخدام الخلايا الجذعية (الفريق البحثي)
الباحثون شكلوا الخلايا العصبية باستخدام الخلايا الجذعية (الفريق البحثي)
TT

«هدف علاجي» محتمل لمرض انفصام الشخصية

الباحثون شكلوا الخلايا العصبية باستخدام الخلايا الجذعية (الفريق البحثي)
الباحثون شكلوا الخلايا العصبية باستخدام الخلايا الجذعية (الفريق البحثي)

توصلت دراسة أميركية إلى أن استهداف إشارات الكالسيوم في الخلايا العصبية، يمكن أن يكون نهجاً علاجياً واعداً، لعلاج شكل نادر من مرض انفصام الشخصية.
ويتميز الفصام بالهلوسة السمعية والبصرية، والأوهام، وصعوبة تكوين الأفكار وفرزها، مما يؤثر بشدة على الإنتاجية ونوعية الحياة بشكل عام، ويمكن علاج المرض بمضادات الذهان، إلا أن هذه الأدوية تعالج فقط «الأعراض الإيجابية»، مثل الهلوسة والأوهام، وتهمل علاج الأعراض المعرفية مثل اضطراب التفكير.
وبالإضافة لذلك، فإن بعض المرضى فقط هم من يستجيبون لمضادات الذهان، وقد واجه تطوير علاجات جديدة تحديات كبيرة، وهي المشكلة التي حاول الفريق البحثي من جامعة نورث ويسترن الأميركية حلها، في الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «بايولوجيكال سيكتري».
يقول بيتر بينزيس، مدير مركز التوحد والتنمية العصبية بجامعة نورث ويسترن، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الثلاثاء الموقع الإلكتروني للجامعة: «أعاق تطوير علاجات فعاله، حقيقة أن الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية، مثل الفئران، لا تُترجم جيداً إلى البشر، وبعبارة أخرى، قد تعمل بعض الأدوية الجديدة بشكل جيد في الدراسات التجريبية على الحيوانات، ولكنها تفشل عند أخذها في التجارب السريرية البشرية».
وأحد الحلول، التي لجأ إليها الباحثون هو الخلايا الجذعية المحفزة (iPSCs)، وهي خلايا مشتقة من دم المريض أو جلده، التي يمكن إعادة برمجتها لتكون أي نوع من الخلايا في الجسم، بما في ذلك الخلايا العصبية.
وأنشأ الباحثون في الدراسة الحالية خلايا عصبية مشتقة من الخلايا الجذعية المحفزة من مريضين مصابين بنوع نادر من الفصام يحتوي على طفرة جينية تعرف باسم «16p11.2 المزدوجة»، التي تزيد من خطر الإصابة بالفصام بمقدار ستة عشر ضعفاً، ونمت خطوط الخلايا العصبية في مختبر بينزيس لمدة سبعة أسابيع حتى تم تشكيل شبكات عصبية كاملة.
وباستخدام العديد من التقنيات المتقدمة، بما في ذلك التصوير المجهري للكالسيوم، والفيزيولوجيا الكهربية عالية الإنتاجية وتسلسل الحمض النووي الريبي، وجد الباحثون أن إشارات الكالسيوم، عندما تتواصل الخلايا العصبية باستخدام أيونات الكالسيوم لتعزيز الإشارات الخلوية والوظائف الأساسية الأخرى داخل الخلايا، تعمل بشكل غير طبيعي في خلايا الدماغ لمرضى الفصام عندما تقارن بالخلايا العصبية السليمة.
ويقول بينزيس: «ستشمل الخطوات التالية استخدام هذه الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية المحفزة لفحص الأدوية الجديدة لعلاج هذا الشكل الجيني لمرض انفصام الشخصية».


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)
شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)
TT

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)
شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة، هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

فالأدلة المتزايدة تشير إلى أن تناول نظام غذائي غني بهذه المواد الكيميائية الطبيعية الذكية يوفر كثيراً من الفوائد الصحية، مما يحسن كل شيء، بدءاً من صحة القلب والأيض إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض ألزهايمر، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وهناك أيضاً أبحاث تشير إلى أن تناول مزيد من «البوليفينولات» يمكن أن يبطئ من علامات شيخوخة الجلد، ويقلل من حجم الخصر. «البوليفينولات» هي مجموعة من العناصر الغذائية النباتية، (على الرغم من أن المصطلحات غالباً ما تستخدم بشكل خاطئ)، وهي مواد كيميائية طبيعية في النباتات تساعد في حمايتها من التهديدات، مثل الحشرات والأشعة فوق البنفسجية، وعند تناولها، تساعد أيضاً في حمايتنا.

وتوجد «البوليفينولات» بكميات كبيرة في الفواكه والخضراوات ذات الألوان الداكنة أو الزاهية، مثل: البنجر، والتوت الأسود، والزيتون الأسود، والطماطم الحمراء جداً، والخضراوات ذات الأوراق الداكنة.

وناهيك عن حماية النبات، توفر العناصر الغذائية النباتية -بما في ذلك «البوليفينولات»- أيضاً صبغة قوية للنباتات. وينطبق الأمر نفسه على النكهات القوية: كلما كان زيت الزيتون البكر الممتاز يسبب السعال، كانت التركيزات المحتملة للبوليفينولات أعلى. فالشاي، والقهوة، والشوكولاتة الداكنة جميعها مصادر ممتازة.

وهناك آلاف الأنواع من العناصر الغذائية النباتية -لم نكتشفها جميعاً- مثل «الريسفيراترول» في النبيذ الأحمر، وحمض الإيلاجيك في الجوز، والكاتيشين في الشاي. وتحتوي المكونات الفردية على كثير من العناصر الغذائية النباتية؛ على سبيل المثال، تحتوي الطماطم على «البوليفينولات» (الفلافونويدات والفلافانونات) وكذلك الكاروتينويدات (الليكوبين، والفايتوين، والبيتا كاروتين).