ليبرون جيمس يدخل التاريخ «ملكاً»... ويحْيي جدل المفاضلة مع جوردان

ليبرون جيمس (أ.ب)
ليبرون جيمس (أ.ب)
TT

ليبرون جيمس يدخل التاريخ «ملكاً»... ويحْيي جدل المفاضلة مع جوردان

ليبرون جيمس (أ.ب)
ليبرون جيمس (أ.ب)

في أعقاب إضافة ليبرون جيمس إنجازاً جديداً إلى إرثه المذهل، كأفضل مسجّل في تاريخ الدوري الأميركي للمحترفين بكرة السلّة، يتواصل الجدل حيال ما إذا كان هو أو مايكل جوردان أعظم لاعب على الإطلاق.
تفوّق نجم لوس أنجليس ليكرز في موسمه العشرين بالدوري وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، على زميله الأسطورة كريم عبد الجبار ليصبح الهداف التاريخي لـ«إن بي إيه» أمس (الثلاثاء)، رافعاً رصيده إلى 38.390 نقطة.
https://twitter.com/NBA/status/1623185295481966592
وقال جيمس لشبكة «إي إس بي إن» الرياضية قبل تحطيم الرقم: «أن أكون إلى جانب قوة مهيمنة بارزة مثل كريم، إنه لشرف كبير».
يحتل مايكل جوردان، أيقونة اللعبة المعتزل، المرتبة الخامسة في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الأميركي برصيد 32.292 نقطة في 1072 مباراة بمعدّل قياسي يبلغ 30.1 نقطة في المباراة الواحدة. وكان معدّل جيمس نحو 27.2 مع تفوّق بمعدّلَي التمريرات الحاسمة والمتابعات.
وسبق لجوردان أن كان الفائز وأفضل لاعب في كل النهائيات الستة التي خاضها في الدوري مع شيكاغو بولز في التسعينات. وكان أفضل لاعب للموسم خمس مرات وأفضل مسجّل عشر مرات.
فاز «الملك» جيمس بأربعة ألقاب في عشر مباريات نهائية في الدوري، منها ثمانٍ متتالية من 2011 إلى 2018. كان أفضل لاعب في النهائيات أربع مرات، وأربع مرات أفضل لاعب في الموسم، وفاز بلقب هداف الموسم الوحيد في العام 2008.
حصد كلاهما ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين، ولعب كل منهما دور البطولة في أفلام «سبايس جام»، وأصبحا أيقونتين ثقافيتين بصفقات تأييد ملحمية.
وعلى غرار جوردان، كان جيمس صانع ألعاب يقفز عالياً بحركات أكروباتية مدهشة في شبابه، حيث قام بتعديل أسلوب لعبه ليظل خطيراً ويرفع من مستوى زملائه في الفريق.
غرّد النجم الراحل كوبي براينت عن الجدل بين اللاعبين في العام 2018 قائلاً: «يمكننا الاستمتاع بواحد دون تدمير الآخر. لا تتجادلوا في موضوع لا يمكن لأي شخص أن يفوز به بشكل حاسم».
لاعبان فقط خاضا الدور النهائي أكثر من جيمس، أسطورة بوسطن بيل راسل برقم قياسي من 12، وزميله في الستينات سام جونز مع 11 مشاركة. أما جيمس وبطل «إن بي إيه» ست مرات عبد الجبار، فخاضا عشر مباريات نهائية.

قال لاعب ديترويت السابق أيزاياه توماس لـ«إي إس بي إن» في 2018، إنه «عندما تتحدّث عن مجرّد لاعب كرة سلة، لاعب كرة سلة كامل، فإن ليبرون جيمس لاعب أفضل بكثير من مايكل جوردان».
وأضاف: «ما أشهده هو أن ليبرون جيمس (...) يسيطر على هذه الفترة الزمنية. لم أرَ أي شخص آخر يفعل ذلك في دورينا، باستثناء شخصين وهما كريم عبد الجبار وبيل راسل».
وبينما كان راسل وعبد الجبار عملاقين مهيمنين تحت السلة، كان جوردان وجيمس صانعي ألعاب يمكن أن يهددا بالهيمنة من أي مكان في الملعب.
قاوم النجم السابق غاري بايتون رغبة المقارنة بين نجمين من حقبتين مختلفتين، قائلاً: «أنا لا أقارنهما. لديك لاعبان سيطرا في عصريهما. فاز مايكل بستة ألقاب. وماذا في ذلك؟ ثمانية نهائيات متتالية أمر جيد حقاً».
أما أسطورة الدوري الأميركي للمحترفين دومينيك ويلكينز، فرأى أن جيمس لديه ميزة ذهنية مماثلة لقدرة جوردان على تحويل أي إهمال محسوس إلى دافع.
وقال ويلكينز: «كان ليبرون دائماً متفوقاً في الحجم وخفة الحركة على اللاعبين، ولكن أيضاً ذهنياً». وأضاف: «قال بشكل أساسي: يمكنني أن أفعل ما أريد ومتى أريد، طوال مسيرته».
نشأ لاعب كرة القدم الأميركية في فريق «كانساس سيتي تشيفس» باتريك ماهومس، على مباريات جوردان الكلاسيكية بفضل والده، وقدم إجابة مقسّمة على المفاضلة بين جوردان وجيمس.
قال ماهومس لشبكة «فوكس سبورتس» إنه «لو كانت لديَّ مباراة واحدة لخوضها، سأخوضها مع مايكل جوردان، أو سلسلة واحدة».
وأضاف: «لكنني أقول لخوض موسم كامل، يجب أن أختار ليبرون لأنه يستطيع فعل القليل من كل شيء».
أما مدرب سان أنتونيو غريغ بوبوفيتش، فيرى أن الاحترام الكبير للياقة البدنية مكّن جيمس من أن يكون لديه القدرة على صنع التاريخ.
وقال بوبوفيتش: «لقد اعتنى ليبرون بنفسه بشكل جيد للغاية، وقد تمكن من لعب مجموعة من المباريات لسنوات كثيرة. التزامه باللعبة وما عليه القيام به، أتاحا له أن يكون في هذا الموقع».
يرى مدرب «غولدن ستايت ووريرز» ستيف كير، الذي زامل جوردان سابقاً، أن جيمس يتحسّن مع تقدمه في العمر.
وقال كير: «إنه أمر رائع للغاية عندما يكون لديك لاعب يعد بالفعل أحد أفضل اللاعبين القلائل الذين يمارسون اللعبة على الإطلاق، ويمكنه أن يُحدث هذا التطوّر بالمستوى في وقت متأخر من مسيرته».
ذلك أن جيمس هو اللاعب الوحيد الذي حقق «تريبل دابل» في نهائيات «إن بي إيه»، وأن يسجّل أعلى معدل في النقاط والتمريرات والمتابعات والصدّات لدى الفريقين المتواجهين.
وقال نجم «ووريرز» كلاي تومسون، عن جيمس :«عليك أن تمنحه الكثير من الاحترام. إنه لشرف كبير أن أواجه ليبرون. إنه لاعب يأتي مرة في كل جيل».


مقالات ذات صلة

«إن بي إيه»: الألماني شرودر في طريقه إلى غولدن ستايت ووريرز

رياضة عالمية دينيس شرودر (أ.ف.ب)

«إن بي إيه»: الألماني شرودر في طريقه إلى غولدن ستايت ووريرز

سينتقل صانع الألعاب الألماني دينيس شرودر، من بروكلين نتس إلى غولدن ستايت ووريرز، بحسب ما كشفت شبكة «إي إس بي إن» الأميركية، الأحد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيجمع نهائي النسخة الثانية من مسابقة كأس «إن بي إيه» الأميركية بين ميلووكي باكس وأوكلاهوما سيتي ثاندر (إ.ب.أ)

«إن بي إيه»: ميلووكي باكس وأوكلاهوما سيتي ثاندر إلى نهائي الكأس

سيجمع نهائي النسخة الثانية من مسابقة كأس «إن بي إيه» الأميركية في كرة السلة بين ميلووكي باكس وأوكلاهوما سيتي ثاندر بعد فوزهما على أتلانتا هوكس 110-102.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية كواي ليونارد يقترب من العودة إلى كليبرز

كواي ليونارد يقترب من العودة إلى كليبرز

بعد خروج فريق لوس أنجليس كليبرز من الملعب عقب مباراته الخامسة والعشرين، انضم إلى كواي ليونارد عدد متزايد من زملائه في الفريق بملابس غير رسمية.

The Athletic (لوس أنجليس)
رياضة عالمية جيمس غاب عن الليكرز بسبب إصابة في قدمه اليسرى (أ.ف.ب)

«إن بي إيه»: جيمس يغيب عن ليكرز لأول مرة

غاب ليبرون جيمس نجم لوس أنجليس ليكرز لأول مرة عن مباراة في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين هذا الموسم بسبب إصابة في قدمه اليسرى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية نيكولا يوكيتش (إ.ب.أ)

«إن بي إيه»: يوكيتش يتألق مجدداً ويعيد دنفر إلى سكة الانتصارات

قدم العملاق الصربي نيكولا يوكيتش أداء رائعاً آخر بتسجيله 48 نقطة أعاد بها فريقه دنفر ناغتس حامل اللقب إلى سكة الانتصارات بتغلبه على مضيفه أتلانتا هوكس 141-111.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».