دعا الرئيس الاميركي جو بايدن الجمهوريين إلى التعاون متعهداً بالعمل معهم.
وهنأ بايدن رئيس مجلس النواب الجديد كيفين مكارثي بفوزه في رئاسة المجلس وذلك خلال خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه لأول مرة أمام «الكونغرس المنقسم».
وخصص الرئيس الأميركي جزءاً كبيراً من الخطاب للتغني بإنجازاته خاصة فيما يتعلق بخلق فرص عمل، مشيراً الى أن فيروس كورونا «لم يعد يسيطر على حياتنا اليوم».
وحثّ بايدن الكونغرس بشكل عام والجمهوريين بشكل خاص على رفع سقف الدين العام، قائلاً: «لنتعهد الليلة بأن الثقة في الولايات المتحدة لن يتم التشكيك بها أبداً. بعض الجمهوريين يريدون اتخاذ الاقتصاد رهينة كي أوافق على خططهم الاقتصادية».
وتطرّق بايدن إلى عنف الشرطة بحق الأميركيين من أصول إفريقية، في ظل الحادثة الأخيرة التي أودت بحياة الاميركي من أصول إفريقية تايري نيكولز في ممفيس. وفيما جلس والدا نيكولز في قاعة المجلس لمشاهدة الخطاب، تحدث الرئيس الأميركي عن ضرورة توفير عناصر الشرطة التدريب اللازم، فقال: «أعطوا العناصر الامنية التدريب الذي يحتاجونه وساعدوهم على حماية الجميع.» وأشار الى أهمية توفير برامج واستثمارات في التعليم والوظائف والسكن للتخفيف من الجريمة، مضيفاً: «لقد وقعت على قرار تنفيذي لمنع كل ممارسات الضغط على العنق لدى الاعتقال وتحديد عمليات دهم المنازل من دون قرع الباب أولاً».
وفي ملف عنف السلاح، دعا بايدن الكونغرس إلى إقرار قانون منع الأسلحة الهجومية للحد من عمليات القتل الجماعي.
أوكرانيا والصين:
على صعيد السياسة الخارجية تعهد الرئيس الأميركي بـ«الوقوف مع أوكرانيا طالما احتاجت الينا» واعتبر بايدن أن «غزو بوتين كان امتحاناً للجميع. امتحاناً لأميركا وامتحاناً للعالم»، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت في القيادة: «قدنا الناتو وبنينا تحالفاً دولياً. وقفنا ضد اعتداء بوتين ووقفنا مع الشعب الأوكراني.»
إلى ذلك أكد بايدن أن الولايات المتحدة تسعى إلى «المنافسة وليس المواجهة مع الصين»، لكنه أضاف: «سأكون واضحاً، كما فعلنا الأسبوع الماضي. إذا هددت الصين سيادتنا سوف نتصرف لحماية بلادنا. وهذا ما فعلناه» وذلك في إشارة الى أزمة منطاد التجسس الصيني.
ويعدّ هذا الخطاب تمهيداً لإعلان بايدن المرتقب ترشحه للرئاسة، وخير دليل على ذلك سعيه المتكرر إلى التركيز على مهارته بالتعاون مع الحزب الجمهوري، مشيراً إلى تاريخه الحافل منذ أن كان عضواً في الكونغرس في العام 1973.
الناجي المعين:
وقع الاختيار هذا العام على وزير العمل مارتي والش، ليكون الناجي المعين. فقد جرت العادة خلال خطاب حال الاتحاد، أن يتم تعيين وزير في الإدارة ليكون "الناجي المعين" وذلك لتولي قيادة البلاد في حال حصول طارئ خاصة مع تواجد كل أعضاء الإدارة والمشرعين في الكونغرس لحضور الخطاب.
قبل ساعات من الخطاب، يتم الإعلان عن هوية الناجي المعين وترافقه عناصر الشرطة السرية إلى مكان آمن لا يكشف عنه حيث يبقى حتى انتهاء الخطاب.
ضيوف الخطاب:
دعا البيت الابيض بول بيلوسي زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي لحضور الخطاب بعد تعرضه لاعتداء في منزلهما في كاليفورنيا.
كما تمت دعوة المغني الشهير بونو لتسليط الضوء على عمله في مكافحة الايدز والفقر، إضافة إلى براندن تساي الذي تمكن من مواجهة مسلّح خلال حادثة إطلاق نار جماعي في مونتيري بارك في ولاية كاليفورنيا.
ومن أبرز الضيوف من الجانب الجمهوري السفيرة الأفغانية السابقة لدى الولايات المتحدة رويا رحماني، «لإرسال رسالة الى نساء أفغانستان بأن الولايات المتحدة لم تنساهن».
الرد الجمهوري:
اختار الجمهوريون ممثلاً عنهم للإدلاء بردهم الرسمي على خطاب بايدن، ووقع الاختيار هذه المرة على حاكمة ولاية اركنسا سارة هاكيبي ساندرز، وهي المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وأول امرأة تصل إلى منصب حاكمة الولاية.