ظل استمرار الهزات الارتدادية العنيفة التي تلت الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، أول من أمس، سيطر الرعب على كثير من الأهالي في مناطق بشمال دمشق، خشية انهيار منازلهم؛ بسبب تشققات وتصدعات أصابتها نتيجة الزلزال المدمر، وسط مخاوف من مأساة جديدة.
ولم تقتصر تداعيات الزلزال على المناطق الرئيسية المتضررة شمال غربي سوريا، بل امتدت في سوريا لتطال مناطق شمال دمشق.
وتحدثت مصادر أهلية تقطن في أحياء ومناطق شمال العاصمة السورية عن حالة استنفار بين أهالي منطقتي عش الورور وبرزة وحيي ركن الدين والشيخ محي الدين.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الكل خائف... فقد ظهرت تشققات وتصدعات في كثير من الأبنية والمنازل نتيجة الزلزال السابق، وفي حال حدوث آخر فإن السكان يخشون انهيار منازلهم».
وتقع منطقة عش الورور عند مدخل دمشق الشمالي، وهي عبارة عن سفح جبل استولى عليه، منذ بضعة عقود، مواطنون أغلبهم ينحدر من المنطقة الساحلية وبنوا فيه منازل عشوائية.
واصطف كثير من سكان هذه المنطقة إلى جانب النظام خلال الحرب المستمرة منذ نحو 12 عاماً. وإلى الجنوب منها، تقع منطقة برزة، البلد التي تضم أبنية قديمة متهالكة، ومن ثم منطقة برزة التي تعد حالة البناء الفنية فيها أفضل نوعاً ما. وإلى جنوبها الغربي يقع حيا ركن الدين والشيخ محي الدين اللذان يضمان أبنية قديمة أيضاً.
وأكدت المصادر الأهلية أن التشققات والتصدعات في الأبنية والمنازل أصابت الفالق الممتد من عش الورور إلى برزة وصولاً إلى حيي ركن الدين والشيخ محي الدين، إضافة إلى منطقة المزة 86، العشوائية التي تقطنها أيضاً أغلبية تنحدر من الساحل السوري.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الرعب لا يقتصر على أهالي تلك المناطق، بل «يشمل أيضاً النظام الذي يتملكه رعب حقيقي. فالاقتصاد منهار ولا توجد لديه محروقات ولا كهرباء ولا آليات كافية، وهو بالكاد، قبل حدوث الزلزال، كان قادراً على أن يؤمن الخبز وشيء من المحروقات... فماذا سيفعل الآن إذا انهارت تلك المناطق؟».
وسُجل، الاثنين، ما لا يقل عن 185 هزة ارتدادية تلت الزلزالين الأولين اللذين كان مركزهما في شمال شرقي تركيا.
كذلك وقعت هزات ارتدادية، خلال ليل الاثنين وقبيل فجر الثلاثاء، كانت أقواها واحدة بلغت 5.5 درجة، على مسافة 9 كيلومترات جنوب شرقي غولباشي، في جنوب تركيا.
وعقد مجلس الوزراء السوري جلسة طارئة ترأسها الرئيس بشار الأسد صباح الاثنين؛ لبحث تداعيات الزلزال. وقال التلفزيون الرسمي إنه تمّ تقييم الوضع الأوّلي الراهن عقب الزلزال الكبير، وتحديداً المواقع الأكثر تضرراً التي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
في غضون ذلك، انتقدت مصادر أهلية في المنطقة الساحلية التي تضررت من الزلزال، «تقصير النظام» في التعامل مع الحدث المؤلم، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت فرق إنقاذ وآليات، ولكن تعاملهم مع الحدث ليس كما هو مطلوب، فمع غياب الشمس تركوا الناس هائمين على وجوههم طوال الليل يواجهون مصيرهم بأنفسهم وسط هذا البرد القارس».
ولفتت المصادر إلى أن عدداً من الأبنية التي سقطت من جراء الزلزال تم بناؤها خلال سنوات الحرب، واستُخدمت فيها مواد بناء رديئة غير مطابقة للمواصفات.
وتحدثت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن دمار كبير خلفه الزلزال في مدينة حلب، التي أعلن الجيش النظامي السيطرة عليها كاملة في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2016، وهي ثاني أهم المدن السورية.
تصدعات في أبنية شمال دمشق... ومخاوف من مأساة جديدة
انتقادات في الساحل لـ«تقصير» النظام في التعامل مع تداعيات الزلزال
تصدعات في أبنية شمال دمشق... ومخاوف من مأساة جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة