قال محمد سالم الشرقاوي، مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن المساهمات المالية للدول في الوكالة توقفت منذ عام 2011؛ إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين لأي مساهمة من أي دولة، موضحاً أن المملكة المغربية ظلت هي «الممول الوحيد لهذه المؤسسة بنسبة 100 في المائة في صنف تبرعات الدول»، ونحو 70 في المائة في صنف «تبرعات المؤسسات والأفراد». وقال الشرقاوي خلال لقاء صحافي، الثلاثاء، مع وكالة المغرب العربي، خُصص لمناقشة موضوع «وكالة بيت مال القدس الشريف... 25 سنة من العطاء في خدمة القدس والمقدسيين»، إن «الوكالة تواصل عملها على الرغم من الظروف الصعبة التي تفرضها خصوصية القدس ووضعيتها السياسية والاجتماعية المعقدة، ومحاولات الاحتلال فرض الأمر الواقع عليها». وأضاف أن الوكالة أنجزت ما بين 2000 و2022، نحو 200 مشروع كبير وعشرات المشاريع المتوسطة والصغيرة، استفادت منها فئات المجتمع المقدسي كافة. وبلغت كلفة هذه المشاريع ما مجموعه 64 مليون دولار، شملت مجالات الإعمار والصحة والتعليم، ومشاريع دعم الأيتام والأرامل والمسنين والأشخاص في وضعية الإعاقة. وأشار مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، إلى أنه خلال الـ25 سنة الماضية، بلغ إجمالي التبرعات التي توصلت لها الوكالة نحو 64.9 مليون دولار، ضمنها 22.3 مليون دولار تمثل تبرعات الدول، تمثل منها مساهمة المملكة المغربية نسبة 75 في المائة.
ودعا الشرقاوي إلى تضافر الإرادات العربية والإسلامية والدولية لدعم القطاعات المتضررة من قبيل السكن والشغل، وتوفير الدعم المتناسب والملموس والمستدام للمؤسسات المقدسية، موضحاً أنه رغم محدودية تمويل الوكالة، فإنها تمكنت من المحافظة على وتيرة إنجاز بموازنة تتراوح بين 3.5 مليون دولار و5 ملايين دولار.
وأشار مدير الوكالة إلى الجهود المبذولة مع الهيئات والمؤسسات، خاصة من خلال أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، لطلب تقديم الدعم الذي يمكن هذه المؤسسة من تنفيذ مشاريعها المبرمجة في القدس لمساعدة المدينة وسكانها بشكل يتناسب مع حجم المتطلبات المتزايدة.
وقال إن هناك حاجة إلى بناء ما بين 15 و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة، وبناء 28 مدرسة جديدة بطاقة استيعابية تبلغ 864 قاعة درس، وإنشاء 20 حضانة للأطفال، وتجهيز مراكز العلاج في المستشفيات ودعم موازناتها التسييرية، بما لا يقل عن 30 في المائة من هذه الموازنات لسد النقص.
من جهة أخرى، قال سفير دولة فلسطين لدى المغرب، جمال الشوبكي، خلال اللقاء، إن المملكة المغربية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على مدينة القدس ودعم صمود المقدسيين ضد محاولات تشويه وطمس المعالم الدينية والعمرانية لها. واعتبر السفير الفلسطيني أن المغرب يعد «شريكاً تاريخياً لفلسطين في موضوع القدس».
وقد أُحدثت وكالة بيت مال القدس الشريف عام 1998، بمبادرة من العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، من أجل الحفاظ على المدينة المقدسة ودعم السكان المقدسيين في صمودهم.
مدير «بيت مال القدس»: المغرب ظل المساهم الوحيد في ماليته
مدير «بيت مال القدس»: المغرب ظل المساهم الوحيد في ماليته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة