احتفى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثانية عشرة، المقامة حالياً في مدينة الأقصر (جنوب مصر) بمئوية ميلاد الفنان المصري الراحل صلاح منصور، بإقامة ندوة، وإصدار كتاب «صلاح منصور... العصفور والجوهر»، تناول سيرة الراحل التمثيلية، من تأليف الناقدة المصرية ناهد صلاح.
وأرجعت ناهد صلاح تكوين صلاح منصور الفني للبيئة التي نشأ فيها منذ صغره، قائلة خلال كلمتها بندوة تكريمه التي أقيمت، الأحد، على هامش فعاليات المهرجان، إن «البيئة السياسية والاقتصادية التي نشأ فيها صلاح منصور بعد ثورة 1919، كان لها دور كبير في تكوين شخصيته؛ خصوصاً أنه نشأ في منطقة ريفية مصرية، تعلم فيها الصبر والجلَد، كما شرب الفنون الشعبية التي كانت منتشرة في تلك الفترة بين أرجاء الريف المصري».
وذكرت أن «أول بصمة حقيقية في مسيرة صلاح منصور الفنية، كانت للفنان المصري المخرج زكي طليمات الذي كان مسؤولاً عن المسرح الجامعي في مصر خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، ورشحه لبطولة مسرحية تُعرض أمام الملك فاروق».
وفاجأت ناهد الحضور بأن «الفنان صلاح منصور قدَّم في الإذاعة -التي احترفها بعد عمله فترة قصيرة في الصحافة بمجلة (روز اليوسف) المصرية- عدداً من الأعمال الفنية، منها: (حسن ونعيمة)، و(سيد درويش)، و(عزيزة ويونس)».
وقدمت الكاتبة المصرية الشكر للمؤرخ عمرو دوارة، على مساهمته في كتابها، قائلة: «أمدنا بعشرات الصور النادرة، والقائمة الكاملة لمسرحيات صلاح منصور التي لم نكن نعرف عنها شيئاً، والأمر نفسه للباحث سامح فتحي الذي أمدنا بصورة الكتاب، وبعدد من أفيشات أفلام صلاح منصور التي لم تكن معروفة بالنسبة لنا».
من جهته، قال السيناريست المصري سيد فؤاد، مؤسس ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «صلاح منصور بالنسبة لي فنان عالمي. ربما لم يستطع أن يصل للعالمية خلال فترة توهجه؛ إلا أنه قدم الكثير للسينما المصرية والعربية، ولم يأخذ حقه، لذلك أحببنا في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أن نحتفي بمئويته، فهذا الفنان لم يكن كبيراً على الشاشة فقط؛ بل كان أيضاً كذلك في الإذاعة، واكتشفنا أثناء رحلة البحث عن مسيرته أن لديه أرشيفاً كبيراً في المسرح».
أما المخرج المصري مجدي أحمد علي، فقد أشاد بـ«مسيرة الفنان الراحل صلاح منصور»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ربما لم يقدم منصور بطولة مطلقة خلال مسيرته الفنية، إلا أن كل أعماله السينمائية علامات مسجلة، حتى الأعمال التي لم تصل إلى حد الشهرة. ربما جميعنا نعرف أفلامه الشهيرة، منها: (بداية ونهاية)، و(الزوجة الثانية)، و(البوسطجي)؛ لكن هناك أفلاماً أخرى مثل (ثورة اليمن) الذي كان عملاً رائعاً على الرغم من عدم شهرته». وأضاف أن «صلاح منصور من الفنانين القدامى الذين ما زلنا نستخدم مصطلحاتهم السينمائية التي استخدموها في أفلامهم القديمة حتى يومنا هذا. فمن منا لا يستخدم جملة: (هي حبكت) التي قدمها في فيلم (الزوجة الثانية) في حياتنا اليومية؟».
وقال علي، إن «صلاح منصور من القلائل الذين قدموا أدوار الشر؛ لكنه نجح في الوقت ذاته في خلق شعبية له مع الجمهور، وعلى الرغم من (الشر الشديد) الذي قدمه في شخصية (العمدة عتمان) بفيلم (الزوجة الثانية)؛ فإن المشاهد لم يكرهه».
«الأقصر للسينما الأفريقية» يحتفي بمئوية الفنان الراحل صلاح منصور
المهرجان أصدر كتاباً عن مسيرته
«الأقصر للسينما الأفريقية» يحتفي بمئوية الفنان الراحل صلاح منصور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة