فراد معوض لـ «الشرق الأوسط»: أريد أن أصمم تاجاً يليق بالشباب اللبنانيين

شركته وقّعت تاج ملكة جمال الكون لعام 2023

ملكة جمال الكون لعام 2023 تعتمر تاج دار معوض (خاص دار معوض للمجوهرات)
ملكة جمال الكون لعام 2023 تعتمر تاج دار معوض (خاص دار معوض للمجوهرات)
TT

فراد معوض لـ «الشرق الأوسط»: أريد أن أصمم تاجاً يليق بالشباب اللبنانيين

ملكة جمال الكون لعام 2023 تعتمر تاج دار معوض (خاص دار معوض للمجوهرات)
ملكة جمال الكون لعام 2023 تعتمر تاج دار معوض (خاص دار معوض للمجوهرات)

من كان يعلم أن التاج الذي كلل رأس صاحبة لقب ملكة جمال الكون العام الحالي (2023)، هو ابتكار لبناني بامتياز؟
هذه القطعة النادرة التي بلغت كلفتها نحو 6 ملايين دولار، وقعتها «دار معوض للمجوهرات». أما صاحب هذه المبادرة، فهو فراد معوض من الجيل الرابع لهذه الدار التي تأسست في عام 1890.
معوض الذي صنّفته «ويلس إكس» في عام 2013 ثامن أغنى مالك للألماس في العالم، يعشق الأحجار الكريمة، لا سيما الملونة منها. فهو مبدع من لبنان أسهم في إيصال اسم وطنه إلى العالمية. شغوف بمهنته منذ الصغر، يشرف على كل شاردة وواردة لتصاميم داره، فيتابع مشوار الحجر الكريم منذ مرحلة اكتشافه وصولاً إلى تصميمه وإنجازه.
يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل حجرٍ كريم نستخدمه أعرف قصته وألحق بحكايته، كما أقف على قيمته. وبناء على هذه المعلومات أبني قراري فيما يخص التصميم الذي يليق به».
ويشير معوض إلى أن إلمامه الكبير بالأحجار الكريمة بلغ ذروته إثر تخصصه بها في جامعة جي آي إيه (GIA) الأميركية لعلم الأحجار الكريمة والمجوهرات.
بدأ فراد عمله مع والده روبير في الـ21 من عمره، فاكتسب خبرته في العمل سريعاً. وأول حكاية له مع الأحجار الكريمة انطلقت من سريلانكا، فاشترى يومها حجر ياقوت أزرق (زفير) من عيار 27 قيراطاً، وبعد أن حكّه واشتغل عليه باعه بمكسب مادي جيد. ومن هناك بدأت قصته مع تجارة الأحجار الكريمة.

التاج مرصع بالألماس وبالأحجار الكريمة (خاص دار معوض للمجوهرات)

لم يحمل تاج ملكة جمال الكون بالصدفة اسم «القوة من أجل الخير (Force for good)»، فطريقة تصميمه الاستثنائية تحمل رسائل مختلفة، أبرزها التغيير الإيجابي. الصبية التي تفوز باللقب مطلوب منها أن تترك هذه البصمة في عملها واهتماماتها.
تاج مصنوع باليد ومرصع بأكمله، يحتوي على 108.44 قيراط من الياقوت الأزرق و48.12 قيراط من الألماس الأبيض. وعند النظر إلى التاج عن كثب يتبين أن الالتفافات الشبيهة بالأمواج عند قاعدته تشبه رأس الأفعى، مما يرمز إلى التحديات التي تقف عثرة أمام إقناع الخصوم وأولئك المستفيدين من الحفاظ على الوضع الراهن.
ومع انتقال النظر صعوداً من قاعدة التاج، تتغير حدة اللون من أبيض الألماس اللامع إلى أزرق الياقوت الهادئ. وتتزايد حدة اللون وصولاً إلى أعلى التاج الذي يكلل بحجر ياقوت باهر بشكل كمثري يزن 45.14 قيراط، وبلون قاتم يرمز إلى الخير.
ومع فراد معوض الشريك المؤتمن على دار معوض، تستكشف «الشرق الأوسط» قصة هذا التاج. «إنه يحمل معاني كثيرة تترجم عنوانه (القوة من أجل الخير). تدرجات الألوان وتموجاتها تعبر بوضوح عن التغيير وطريقه الشاق والطويل. لذلك نرى الألوان تنطلق من الأبيض وصولاً إلى الأزرق الفاهي، وتصبح قاتمة كلون حجر الزفير (الأزرق الملكي) الذي يرصع أعلاه على شكل إجاصة».

فراد معوض يحمل تاج ملكة جمال الكون لعام 2023 (خاص دار معوض للمجوهرات)

ويتابع: «حتى قاعدة التاج التي صممت على شكل رأس أفعى فللتأكيد على أن التغيير من دون مقاومة لا ينفع. لذلك قالها التاج بصريح العبارة: قاوموا ولا تستسلموا».
وعن فكرة التاج يتبادر إذا كان انطلق بها من لبنان، يقول: «يبقى وطني في القلب مهما فرقتنا المحيطات والمسافات. فأنا وُلدت في السعودية، وانتقلت بعدها إلى مدرسة داخلية في سويسرا. ومن ثم درست في أميركا، واليوم أنا في تايلاند. ولكني أبقى لبنانياً في الصميم، وأنتمي إلى عائلة لبنانية، ونتابع أخبار لبنان دائماً. وهذا الحب الذي نكنه للبنان وُلد معنا ويحضر في جيناتنا الوراثية. فلبنان بأسره يطالب بالتغيير، لا سيما شبابه، فكانت فكرة التاج مؤاتية لظروف نمر بها. وهي فكرة تحاكي تطلعات سكان الكوكب، واخترنا حجر الزفير رمزاً لهذا التغيير».
صنعت دار معوض تيجاناً عدة برزت فيها حرفيتها في عالم المجوهرات. وتتجه إلى تقديم أخرى جديدة لملكة جمال الكون التايلاندية وزميلتها الماليزية. ويمكن بعد سنة أو أكثر أن تنجز تيجاناً أخرى لمسابقة ملكة جمال الكون. ويعلق فراد: «لا نزال نعتبر أنفسنا في البداية، ولكن علينا أن نثابر على التفكير، وعلى استخدام خيالنا لإنجاز إبداعات أكبر».
وفي رأي فراد معوض فإن هذه الإنجازات تعرّف العالم إلى قدرات الدار، وهي بمثابة صلة تواصل مع الناس. «لم نرغب يوماً في تحقيق هذا التواصل انطلاقاً من قطع المجوهرات فقط، بل من الرسائل التي تحملها. فالقصة التي ترويها تصاميمنا توازي بأهميتها تميز صناعاتنا. ونريد من هذه القصص أن تلهم الناس وتسهم في تطور الإنسانية، فتترك هذا الانطباع لدى مقتنيها».
وحسب معوض فإن أسواق المجوهرات ذات الأسعار التي تتراوح بين 2000 و20 ألف دولار نمت بشكل لافت في الفترة الأخيرة. فبعد فترة الحجر والانعزال بسبب الجائحة، صار الناس يبحثون عما يروي عطشهم للحياة الطبيعية. «لم يعد الناس يريدون حرمان أنفسهم من الاستمتاع بالحياة. فهم عاشوا فترة ركود منعتهم من صرف أموالهم أثناء الجائحة، فراحوا يبحثون عما يفرحهم ويسعدهم، والمجوهرات تسهم في ذلك في حال تلقيها أو تقديمها هدية لشخص عزيز. وهذا الأمر لم يقتصر على المجوهرات بل طال كل ما يتعلق بالرفاهية من أكسسوارات وغيرها. ولكن في المقابل الأحجار الكريمة الضخمة تراجعت نسبة مبيعاتها».
ويرى معوض أن اللبنانيين يحبون شراء المجوهرات ولكن بمحدودية. وعما إذا اضطرت دار معوض إلى تغيير خط صناعتها لتواكب العصرية، يوضح: «استحدثنا أخيراً كتيباً (مونوغراف) يقدم للزبون، ويتضمن قصة المجوهرات التي يشتريها، مع صور فوتوغرافية لها، فيتعرف إلى رحلة الحجر الكريم بالتفاصيل، منذ أن كان خاماً، مروراً بنحته وتركيبه، وصولاً إلى يد المشتري. هذه المعلومات ميزتنا عن غيرنا؛ لأنها تشكل نوعاً من الشفافية، وتزود القطعة المشتراة بقيمتها الحقيقية، فتولد هذه العلاقة الحميمة بين الزبون وقطعة المجوهرات التي يختارها».
ولكن ماذا عن ملكة جمال لبنان التي تمثل بلدها في مسابقة ملكة جمال الكون؟ فهل دار معوض مهتمة بتصميم التاج الذي تحمله؟ يرد: «الأمر يهمنا كثيراً، ولكن الفرصة لم تسنح بعد، وربما في المستقبل سنرى تاج معوض على رأس ملكة جمال لبنان في هذه المسابقة العالمية».
دار معوض التي صنعت تيجاناً مختلفة لشخصيات معروفة... مَن تختار من لبنان لتقديم تاج لها؟ يرد فراد معوض: «لو سنحت لي الفرصة لقدمته لجيل الغد، للشباب الذين يحبون لبنان، ولكل شخص مستعد لبذل الكثير من أجل التطوير. فكل واحد يشعر بالفخر تجاه لبنان يستحق تسلم هذا التاج. وقد لا يكون لشخص واحد بل لجيل كامل».
وكيف تتصور ألوانه؟ «أتخيلها تتضمن الأخضر ويرمز إلى الأمل، والأصفر الذي يمثل الشمس الساطعة لمستقبل أفضل. تهمني صناعة تاج خاص بلبنان وبشبابه؛ كي يزود أهله بالأمل وبنبض الحياة والاستمرارية».



قاض برازيلي يسمح للرئيس السابق بولسونارو بمغادرة السجن لإجراء جراحة

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (رويترز)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (رويترز)
TT

قاض برازيلي يسمح للرئيس السابق بولسونارو بمغادرة السجن لإجراء جراحة

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (رويترز)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (رويترز)

حصل رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 27 عاما بتهمة محاولة انقلاب منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، على إذن بمغادرة السجن لإجراء جراحة فتق. ولم يتم الإعلان عن موعد الجراحة بعد.

وأعطى القاضي بالمحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس، الضوء الأخضر للزعيم اليميني المتطرف بعد أن أكد أطباء الشرطة الاتحادية حاجته لهذا الإجراء.

ويقول الأطباء إن الفتق الذي يعاني منه بولسونارو يؤثر على كلا جانبيه ويسبب له الألم.

وقد خضع الرئيس البرازيلي السابق، الذي تولى السلطة بين عامي 2019 و2022، لعدة عمليات جراحية أخرى منذ تعرضه للطعن في البطن خلال تجمع انتخابي في عام 2018.

ورفض دي مورايس، الذي أشرف على محاكمة بولسونارو بتهمة الانقلاب وحكم عليه بالسجن، طلب الرئيس السابق بوضعه تحت الإقامة الجبرية بعد مغادرته

المستشفى.

ووفقا للسلطات، لا يملك بولسونارو أي اتصال مع السجناء القلائل الآخرين في مقر الشرطة الاتحادية في العاصمة برازيليا، حيث يحتجز في غرفة مساحتها 12 متراً مربعاً تحتوي على سرير وحمام خاص ومكيف هواء وجهاز تلفزيون ومكتب.

وكانت لجنة من قضاة المحكمة العليا قد أدانت بولسونارو والعديد من حلفائه بمحاولة الإطاحة بالديمقراطية البرازيلية في أعقاب هزيمته في انتخابات عام 2022.


الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».