«الوحدة» الليبية تواجه قضية «فساد» بسبب «توزيع قروض»

تقارير تحدثت عن أعمال «تزوير ومحسوبية»

الدبيبة خلال إعلان المرحلة الأولى للقروض (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال إعلان المرحلة الأولى للقروض (حكومة الوحدة)
TT

«الوحدة» الليبية تواجه قضية «فساد» بسبب «توزيع قروض»

الدبيبة خلال إعلان المرحلة الأولى للقروض (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال إعلان المرحلة الأولى للقروض (حكومة الوحدة)

تواجه حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قضية فساد جديدة، جعلتها في مرمى الانتقادات، بعد مطالبة عميدي بلديتين بـ«وقف قوائم المستفيدين من القروض والأراضي السكينة التى أعلنها الدبيبة أخيراً».
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر بمكتب النائب العام، أنه «يتابع تقارير عن أعمال تزوير ومحسوبية طالت بعض لجان القروض، تمثلت في التجرؤ على أحقية المواطنين المحتاجين للسكن»، مشيرة إلى أن «فريقاً يقوده وكيل نيابة مختص سيحقق في شكاوى عبر الإعلام لبعض البلديات والمواطنين، أو تلقيها شكاوى مكتوبة».
وكان علي حسين، عميد بلدية البيضاء، قد أعلن «وقف القروض لضمان وصولها إلى مستحقيها». وطالب رسمياً بـ«إحالة قوائم القروض الصادرة للبلدية وأعضاء منها، ومن اللجنة الفرعية للقروض، للتحقيق بعد ظهور أسمائهم وبعض أقاربهم ضمن هذه القوائم».
وقال في بيان متلفز: «فوجئنا أثناء توزيع القروض على المستفيدين بأن هناك من لا تنطبق عليه الشروط»، مما أثار حالة من عدم الثقة لدى السكان. كما دعا في رسالة إلى حكومة الوحدة «اللجنة العليا لمنح القروض إلى إيقاف قائمة المستفيدين بالقروض الخاصة ببلدية البيضاء، وإعادتها لمجلسها البلدي، بهدف إعادة التقييم حفاظاً على السلم الاجتماعي»
من جهتها، قالت قناة تلفزيونية محلية إن «قائمة المستفيدين من مبادرة القروض في البلدية تضمنت اسم أحد أعضاء مجلسها البلدي ونجله»
وانضم عميد مزدة لمطالبة الدبيبة بوقف هذه القوائم، والمطالبة بتشكيل لجنة محايدة للفرز، بسبب شكاوى بعض المواطنين من «وجود تزوير في أسماء المستفيدين، وعدم مصداقية عمل لجنة الفرز في اختيار المستحقين بالبلدية»، وقال بهذا الخصوص: «وردتنا شكاوى بعدم مصداقية اللجنة، التي فرزت الملفات، ولذلك نطالب بوقف قوائم الفرز المحالة، وتشكيل لجنة محايدة للفرز مجدداً». كما وجه عميد بلدية صرمان رسالة إلى اللجنة العليا، طالب فيها بـ«وقف القوائم لعدم وجود عدالة فى التوزيع، ولتوضيح كيفية اختيار الأسماء، التي لا تنطبق عليها الشروط».
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قالت حكومة الدبيبة فى بيان لها مساء أول من أمس إن اللجنة العليا لتنفيذ مبادرة الدبيبة للإسكان الشبابي والأسر المحتاجة، «شكلت لجنة مختصة بتسلم الشكاوى المقدمة من المواطنين، والمتعلقة بتنفيذ عملية الإقراض لمدة أسبوعين، عبر البريد الإلكتروني، على أن تتضمن بيانات صاحبها، وتوضيحاً كتابياً مفصلاً وممهوراً بالتوقيع».
فى سياق ذلك، طالب مواطنون وزير الشباب بحكومة الوحدة، ورئيس اللجنة العليا لتنفيذ مبادرة الإسكان، وفروع مصرف الادخار ببلديتي البيضاء ومزدة، بـ«وقف كشوفات أسماء المستفيدين بالبلديتين لحين مراجعة وتحليل القوائم، واعتمادها مجدداً من اللجنة المختصة».
ومع ذلك، واصلت حكومة الدبيبة عبر منصاتها الإعلامية نشر المزيد من قائمة المستفيدين من المرحلة الأولى لمبادرة الدبيبة للإقراض الشبابي والأسر المحتاجة بعدة بلديات. علماً بأن الدبيبة أعلن الخميس الماضي «انتهاء المرحلة الأولى من توزيع القروض والأراضي السكنية، التي تشمل 25 ألف مستفيد، وسلم قوائمها النهائية لمديري فروع مصرف الادخار، بحضور بعض عمداء البلديات للبدء في استكمال الإجراءات».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
TT

تظاهرة في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعارضة عبير موسي

من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)
من المظاهرة التي نظمها أنصار الحزب «الحر الدستوري» في تونس العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي (إ.ب.أ)

تظاهر مئات من أنصار الحزب «الحر الدستوري» المعارض، اليوم (السبت)، في تونس العاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح رئيسة الحزب عبير موسي. وتجمع 500 إلى 1000 متظاهر في وسط العاصمة التونسية، حسب صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» للمطالبة بإطلاق سراح عبير موسي، ورفع العديد منهم أعلاماً تونسية وصوراً لرئيسة الحزب.

أوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج، عندما حضرت، وفقاً لحزبها، للاحتجاج على قرار اتخذه الرئيس قيس سعيّد. وتواجه عبير موسي تهماً خطيرة في عدة قضايا، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة». وقد قضت محكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر، في قضية تتعلق بانتقادها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023. وأصدرت المحكمة حُكمها على عبير موسي بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين.

وندد المتظاهرون بـ«المرسوم 54»، الذي أدى تفسيره الفضفاض إلى سجن عشرات السياسيين والمحامين والناشطين والصحافيين. وقال ثامر سعد، القيادي في الحزب «الحر الدستوري»، إن اعتقال عبير موسي لانتقادها الهيئة العليا للانتخابات «لا يليق ببلد يدعي الديمقراطية».

من جانبه، أكد كريم كريفة، العضو في لجنة الدفاع عن عبير موسي، أن «السجون التونسية أصبحت تمتلئ بضحايا (المرسوم 54)»، معتبراً أن هذا المرسوم يشكل «عبئاً ثقيلاً على المجتمع التونسي». وتقبع خلف القضبان شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وكذلك عصام الشابي، وغازي الشواشي المتهمَين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبق أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيسَ التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المئة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».