تركيا: حبس طلاب احتجوا على تعيين إردوغان رئيساً لجامعتهم

مظاهرة احتجاجية لطلاب جامعة بوغازيتش (موقع بيرجون)
مظاهرة احتجاجية لطلاب جامعة بوغازيتش (موقع بيرجون)
TT

تركيا: حبس طلاب احتجوا على تعيين إردوغان رئيساً لجامعتهم

مظاهرة احتجاجية لطلاب جامعة بوغازيتش (موقع بيرجون)
مظاهرة احتجاجية لطلاب جامعة بوغازيتش (موقع بيرجون)

أصدرت محكمة تركية قرارات بحبس 14 طالباً من جامعة بوغازيتشي (البسفور) لمشاركتهم في احتجاجات على قرار الرئيس رجب طيب إردوغان تعيين أحد أعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم رئيساً للجامعة، التي كان يختار رئيسها بالانتخاب من بين أكاديمييها منذ عام 1980.
وخضع الطلاب للمحاكمة بتهم «مخالفة قانون الاجتماعات والمظاهرات» رقم 2911 و«حرمان شخص من حريته» و«منع موظف من أداء واجبه» و«تهريب أو تعطيل مركبات النقل البري».
وأصدرت المحكمة أحكاماً بالحبس تتراوح بين سنتين و30 شهراً على الطلاب، لكن عضو هيئة الدفاع عنهم المحامي بورشين شاهان، قال إن الحكم لن يضطر بسببه أي من الطلاب لقضاء فترة عقوبته بالسجن.
ومثل الطلاب أمام المحاكمة بسبب حادثة وقعت في جامعة بوغازيتشي بإسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. عندما منع عدة أشخاص رئيس الجامعة ناجي إنجي، الذي كان يجلس في سيارته الرسمية، من القيادة أثناء تنظيم مظاهرة، وصعد أحد الطلاب، ويدعى بيرك غوك فوقها، وفق ما قال مكتب والي إسطنبول وقتها، مما أحدث بها بعض التلفيات البسيطة قدرت بمبلغ 724 ليرة تركية. وعوقب غوك بالحبس سنة و6 أشهر إضافية بتهمة «إتلاف ممتلكات عامة».
كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قرر في أوائل يناير (كانون الثاني) 2021 تعيين عضو حزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، مليح بولو، رئيساً لجامعة بوغازيتشي، في خطوة عدها أساتذتها وطلابها بمثابة تعيين «وصي» على جامعتهم.
وأثارت الخطوة غضباً واسعاً من قبل الطلاب، الذين نظموا الاحتجاجات عند مدخل الجامعة، حيث أغلقت الشرطة أبوابها ومنعتهم من الدخول. واعتقلت 45 منهم، أفرج لاحقاً عنهم باستثناء 14 طالباً.
وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها طلاب عبر مواقع التواصل مواجهات مباشرة مع عناصر الشرطة، والذين انتشر المئات منهم بالتزامن مع حشود الطلاب، التي خرجت في الاحتجاجات.
وقدم معارضون للرئيس التركي دعماً لطلاب وأساتذة الجامعة في احتجاجاتهم، في مقدمتهم رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول جنان قفطانجي أوغلو، التي حضرت أيضاً ومعها عدد من نواب الحزب بالبرلمان ومسؤوليه التنفيذيين جلسة النطق بالحكم على الطلاب، الذي صدر مساء الجمعة.
وبعد 6 أشهر من تعيينه، قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إقالة مليح بولو من رئاسة جامعة «بوغازيتشي»، بعد أن تسبب تعيينه في احتجاجات استمرت لشهور. واتهم إردوغان الطلاب المحتجين على القرار بأنهم إرهابيون، قائلاً إن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، يقف وراءهم. وحمَّل جنان قفطانجي أوغلو، رئيسة فرع الحزب في إسطنبول، المسؤولية عن التصعيد، واتهمها بتدبير الأحداث التي شهدتها الجامعة.
وتعد جنان قفطانجي أوغلو واحدة من أبرز قيادات حزب الشعب الجمهوري، ولعبت دوراً رئيسياً في فوز مرشح الحزب أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2019. وانتزاعها من حزب «العدالة والتنمية» والأحزاب ذات الجذور الإسلامية التي سيطرت عليها لمدة 25 عاماً. وسبق إصدار حكم عليها بالسجن نحو 10 سنوات في قضايا تتعلق بإهانة الرئيس التركي، كما فرض حظر على ممارستها السياسة، وهو ما يمنعها من الترشح للانتخابات.
وحتى الآن لا يزال أساتذة جامعة بوغازيتشي ينظمون يومياً وقفات احتجاج على عدم احترام القواعد المنظمة لمثل هذه التعيينات، التي تقتضي أن يكون المعينون من كادر الجامعة نفسها.
وتعد جامعة بوغازيتشي في إسطنبول، التي تأسست عام 1863 باسم «روبرت كوليدج»، أول مؤسسة أميركية للتعليم العالي تأسست خارج الولايات المتحدة. ورغم أنها تحت الإدارة التركية حالياً، فإنها لا تزال تحتفظ بعلاقات قوية بالنظام التعليمي الأميركي. وتصنف باستمرار أفضل جامعة في تركيا، ولديها أكبر عدد من المتقدمين عبر امتحانات القبول، مما يجعلها أكثر الجامعات الحكومية انتقائية في تركيا. ويدرس بها نحو 16 ألف طالب، ويعمل بها نحو 700 أكاديمي.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


السفير الإيراني لدى سوريا: نتنياهو سعيد لسقوط الأسد وقلِق من القوى الجديدة

السفیر الإيراني متحدثاً للتلفزيون الرسمي اليوم
السفیر الإيراني متحدثاً للتلفزيون الرسمي اليوم
TT

السفير الإيراني لدى سوريا: نتنياهو سعيد لسقوط الأسد وقلِق من القوى الجديدة

السفیر الإيراني متحدثاً للتلفزيون الرسمي اليوم
السفیر الإيراني متحدثاً للتلفزيون الرسمي اليوم

قال السفير الإيراني لدى سوريا، حسين أكبري، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي يعبر الآن عن سعادته بإزالة أحد أعدائه»، لكنه أشار إلى قلق بنيامين نتنياهو من أن القوى الجديدة «قد تشكل تهديداً إضافياً له».

وقال أكبري في اتصال متلفز على الهواء مباشرة مع التلفزيون الرسمي، إن «مجلس الوزراء السوري قرر في جلسة مساء الأمس تجنب أي مواجهات في دمشق، وتسليم السلطة والحكومة بشكل سلمي، وهو ما أكده رئيس الوزراء السوري في بيان موجه للشعب والقوات المسلحة».

وأضاف: «جريمة بشار الأسد كانت دعمه لمحور المقاومة، واليوم توجد تيارات متعددة داخل سوريا، بعضها متطرف وإن اختلفت عن (داعش) في بعض المعتقدات».

وأشار أكبري إلى أن «الوضع الراهن في سوريا أفرز اصطفافات معقدة بين القوى الشمالية والجنوبية، ما قد يحول البلاد إلى ساحة صراع بين بعض الدول العربية والإسلامية وتركيا».

وتابع أكبري أن «نتنياهو يعتبر هذا الأمر مكسباً شخصياً له، لكنه في الوقت ذاته قلق من أن استقرار وقوة القوى الجديدة في سوريا قد يشكل تهديداً إضافياً له».

وأوضح أكبري أن «هذه المخاوف تنبع من غياب ضمانات لقيام حكومة قوية ومنضبطة في سوريا، ومن الانقسامات العرقية والفكرية، بالإضافة إلى احتمال تحول سوريا إلى ساحة صراع للدول الإقليمية».

وأضاف: «هذه الأوضاع قد تزعزع استقرار الحكومة المركزية، وتخلق تهديدات عابرة للحدود».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأحد، إن موظفي السفارة غادروا قبل أي هجوم، وإن جميع الدبلوماسيين بصحة جيدة.

ولم يتضح ما إذا كان أكبري يشارك عبر أحد الاستديوهات في طهران، أو من مكان خارج البلاد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات على دعم الأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011، ونشرت قوات «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة حفاظاً على «محور المقاومة» الإيراني في مواجهة إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وكانت علاقات طهران بدمشق قد سمحت لإيران بنشر نفوذها عبر ممر بري من حدودها الغربية عبر العراق وصولاً إلى لبنان لتوصيل الإمدادات إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المنافس اللدود لإيران في المنطقة، إن الإطاحة بالأسد «يوم تاريخي» ونتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران و«حزب الله» اللذين كانا أقوى حلفاء الأسد.