لبنان: النقاش مستمر حول الجلسات التشريعية للبرلمان قبل انتخاب الرئيس

TT
20

لبنان: النقاش مستمر حول الجلسات التشريعية للبرلمان قبل انتخاب الرئيس

لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري يدرس بتأنٍ إمكانية الدعوة لعقد جلسة تشريعية تحت عنوان «الضرورة» في ظل رفض القسم الأكبر من قوى المعارضة مبدأ التشريع ما دام الشغور الرئاسي مستمراً، وتشديدهم على تحول المجلس حصراً لهيئة ناخبة. لكن الطريق ليس مقفلاً أمام جلسة كهذه باعتبار أن باقي القوى قادرة إذا جمعت نوابها على تأمين النصاب القانوني المطلوب، أي حضور 65 نائباً في القاعة العامة.
وتختلف هذه القوى حالياً حول جدول أعمال هذه الجلسة التي يفترض أن يكون قانون «الكابيتال كونترول» (لضبط التحاويل والسحوبات المصرفية) الذي انتهت اللجان النيابية من دراسته بنداً أساسياً فيه، إضافة لبند يلحظ تمديد ولاية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي تنتهي في مطلع شهر مارس (آذار) المقبل.
وبحسب المعلومات، يدفع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ليشمل التمديد أيضاً ولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي لن يحال إلى التقاعد قبل عام من الآن.
وأعد الوزير السابق المحامي ناجي البستاني، اقتراحي قانون، يلحظ الأول تعليق العمل بالبند المتعلق بإحالة المدير العام للأمن العام على التقاعد حتى نهاية عام 2025، فيما يلحظ الثاني تعليق العمل بالمواد المرتبطة بالمدير العام للأمن العام، وقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، فتطال التعديلات موقعاً شيعياً وآخر مسيحياً وثالثاً سنياً.
وإذا كان لا بد لأحد هذه الاقتراحات أن يمر، ترجح مصادر مطلعة على الملف أن يمر الأول لا الثاني، «باعتبار أن رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل ليس بصدد الموافقة على تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي تجمعه به علاقة متوترة، خصوصاً أنه انتقده علناً مؤخراً، معتبراً أنه يتجاوز صلاحياته ويخالف القوانين»، لافتة إلى أنه «في حال لم يتم التفاهم على أحد الاقتراحين، فإنه قد يتم اللجوء لاقتراح جديد يقول بالتمديد للمديرين العامين في المؤسسات الأمنية والعسكرية».
وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حضور باسيل ونوابه الجلسة التشريعية أمر أساسي، باعتبارهم يؤمنون الغطاء المسيحي الذي يصر بري على وجوده عبر إحدى الكتلتين الكبريين، وما دام أن رئيس حزب (القوات) سمير جعجع يرفض تشريع الضرورة جملة وتفصيلاً، سيكون لغطاء باسيل الكلمة الفصل بالدعوة للجلسة أو عدمها». وتشير المصادر إلى أن «باسيل أبلغ من التقاهم مؤخراً بأنه سيشارك بجلسة على جدول أعمالها قانون (الكابيتال كونترول)».
وبحسب النائب ميشال موسى، عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، فإن الدعوة لجلسة تشريعية «أمر قيد الدرس»، لافتاً إلى أن «البنود التي سيتضمنها جدول الأعمال هي قانون الكابيتال كونترول، والتمديد لقادة الأجهزة الأمنية، إضافة إلى أمور ذات طابع اجتماعي كقروض ضرورية». ويؤكد موسى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات مستمرة لتأمين نصاب الجلسة وميثاقيتها، وهو أمر يحرص الرئيس بري عليه».
وفي مقابل موقف «التيار الوطني الحر» الذي لا يزال غير محسوم رغم عدم استبعاد مشاركته بالجلسة، يبدو موقف «القوات» متشدداً للغاية، وهو ما تؤكده مصادرها، موضحة أن «مجلس النواب يتحول دستورياً إلى هيئة انتخابية لا تشريعية بعد شغور سدة الرئاسة، وهذا موقف معظم مكونات المعارضة». وترى المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التشدد ضروري في هذا المجال، لأن خلاف ذلك يؤدي لتشجيع الفريق المعطل للدولة ومؤسساتها والانتخابات الرئاسية ليمضي قدماً بتعطيله».
وتختلف رؤية الحزب «التقدمي الاشتراكي» عن رؤية «القوات»، إذ يدعم الحزب موقف بري الداعي لوجوب استمرار جلسات تشريع الضرورة، كما جلسات مجلس الوزراء التي تتخذ بُعداً ضرورياً وطارئاً، رغم استمرار الشغور في سدة رئاسة الجمهورية.
وكان 40 نائباً معارضاً عقدوا الأسبوع الماضي، اجتماعاً موسعاً في مجلس النواب، ناقشوا خلاله آخر المستجدات القضائية، وأصدروا بياناً بعنوان «نداء 27 كانون الثاني 2023، موجه من المجلس النيابي»، شددوا فيه على «تحول المجلس النيابي هيئة انتخابية ملتئمة بشكلٍ دائم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية بشكلٍ متواصل دون انقطاع حتى تحقيق هذه الغاية»، وأكدوا أنه «لا يحق للمجلس القيام بأيّ عملٍ سواه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ما تعهدات حكومة الشرع لواشنطن لتخفيف العقوبات؟

سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
TT
20

ما تعهدات حكومة الشرع لواشنطن لتخفيف العقوبات؟

سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)
سوريون يحتفلون برفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الجمعة (رويترز)

ردّت سوريا كتابياً على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبّقت معظمها؛ لكن البعض الآخر يتطلّب «تفاهمات متبادلة» مع واشنطن، وفقاً لنسخة من رسالة قالت وكالة «رويترز» إنها اطّلعت عليها.

وسلّمت الولايات المتحدة سوريا، خلال الشهر الماضي، قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها، بينها تدمير أي مخزونات متبقية من الأسلحة الكيماوية وضمان عدم منح أجانب مناصب قيادية في الحكم.

وسوريا في أمسّ الحاجة إلى تخفيف العقوبات حتى يتعافى اقتصادها الذي انهار تحت وطأة حرب امتدت 14 عاماً، فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة، في محاولة للضغط على الرئيس السابق بشار الأسد.

جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا في نيويورك الجمعة (أ.ف.ب)
جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا في نيويورك الجمعة (أ.ف.ب)

وأصدرت الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) إعفاء لمدة ستة أشهر من بعض العقوبات لتشجيع المساعدات؛ لكن تأثير هذا الإجراء كان محدوداً.

وأبلغت مصادر «رويترز» في مارس (آذار) أن واشنطن ستمدّد هذا التعليق لمدة عامَيْن، إذا جرت تلبية جميع المطالب الأميركية، وربما تُصدر إعفاء آخر.

وكانت «رويترز» أول من أورد أن المسؤولة الأميركية الكبيرة، ناتاشا فرانشيسكي، سلّمت قائمة الشروط إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في لقاء جمعهما على هامش «مؤتمر المانحين لسوريا» في بروكسل في 18 مارس.

وسعى الشيباني، في أول كلمة له أمام مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إلى إظهار أن بلاده تلبي بالفعل هذه المطالب، بما في ذلك ما يتعلّق بالأسلحة الكيماوية والبحث عن أميركيين مفقودين في سوريا.

وجاءت كلمته متوافقة مع محتوى رسالة سوريا الخاصة إلى الولايات المتحدة، التي اطّلعت «رويترز» على نسخة غير مؤرخة منها. ولم يُنشر محتوى هذه الرسالة سابقاً.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا الجمعة (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا الجمعة (أ.ب)

وقال مسؤولان غربيان ومسؤول سوري مُطلع على الرسالة، إنها تتوافق مع النسخة التي اطلعت عليها «رويترز».

في الوثيقة المكونة من أربع صفحات، تتعهد سوريا بإنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية مهمته البحث عن الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، كما تورد بالتفصيل إجراءاتها للتعامل مع مخزونات الأسلحة الكيماوية، ومنها تعزيز روابط الاتصال مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

لكن الرسالة لم تورد الكثير من التفاصيل عن مطالب رئيسية أخرى، مثل إبعاد المقاتلين الأجانب ومنح الولايات المتحدة الإذن بشن ضربات لمكافحة الإرهاب.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تلقّت رداً من السلطات السورية على طلب أميركي باتخاذ «تدابير محددة ومفصلة لبناء الثقة». وقال: «نقيّم الآن الرد، وليس لدينا ما نقوله (عن الأمر) في الوقت الحالي». وأشار إلى أن الولايات المتحدة «لا تعترف بأي كيان بوصفه الحكومة السورية، وأن أي تطبيع للعلاقات في المستقبل سيُحدَّد بناء على الإجراءات التي تتخذها السلطات المؤقتة».

المقاتلون الأجانب

جاء في الرسالة أن المسؤولين السوريين ناقشوا مسألة المقاتلين الأجانب مع المبعوث الأميركي السابق، دانيال روبنستاين، لكن المسألة «تتطلّب جلسة مشاورات أوسع».

المندوبة الأميركية دوروثي شيّا تلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا الجمعة (رويترز)
المندوبة الأميركية دوروثي شيّا تلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا الجمعة (رويترز)

كما ذكرت الرسالة أن ما يمكن تأكيده في الوقت الحالي هو أن إصدار الرتب العسكرية تمّ تعليقه بعد إعلان ترقية ستة أفراد في وقت سابق، في إشارة واضحة إلى تعيين مقاتلين أجانب في ديسمبر (كانون الأول)، منهم مقاتلون من الإيغور وأردني وتركي في مناصب بالقوات المسلحة السورية. ولم تذكر الرسالة ما إذا كان قد تمّ تجريد هؤلاء المقاتلين الأجانب من الرتب التي حصلوا عليها، ولم تشر أيضاً إلى الخطوات التي سيتم اتخاذها في المستقبل.

وقال مصدر مطلع على نهج الحكومة السورية بهذا الشأن، إن دمشق ستؤجل التعامل مع هذه القضية قدر الإمكان، نظراً إلى أنها ترى أن المقاتلين الذين ساعدوا في الإطاحة بالأسد من غير السوريين يجب أن يُعاملوا معاملة حسنة.

وحول طلب الولايات المتحدة التنسيق في مسائل مكافحة الإرهاب والقدرة على تنفيذ ضربات على أهداف إرهابية، قالت الرسالة إن «الأمر يتطلّب تفاهمات متبادلة».

وشملت الرسالة تعهداً بأن الحكومة السورية الجديدة لن تتسامح مع أي تهديدات للمصالح الأميركية أو الغربية في البلاد، وتعهداً كذلك باتخاذ «الإجراءات القانونية المناسبة»، دون أن تذكر تفاصيل.

وقال مسؤول سوري مطلع على الرسالة، إن المسؤولين السوريين يفكرون في سبل أخرى لإضعاف المتطرفين من دون منح الولايات المتحدة إذناً صريحاً بتنفيذ ضربات، باعتبار ذلك خطوة مثيرة للجدل بعد أن تعرّضت سوريا لسنوات للقصف من قوات جوية أجنبية خلال الحرب.

غير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يتحدث إلى مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو خلال جلسة طارئة بشأن سوريا في 3 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
غير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا يتحدث إلى مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو خلال جلسة طارئة بشأن سوريا في 3 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تعهد بعدم تهديد إسرائيل

قال دبلوماسي رفيع المستوى ومصدر آخر مطلع على الرسالة لـ«رويترز» إنهما يعدّان أن الرسالة تناولت خمسة مطالب بالكامل، لكن بقية المطالب ظلّت «معلّقة».

وأشارا إلى أن الرسالة تم توجيهها في 14 نيسان (أبريل)، أي قبل 10 أيام فقط من وصول الشيباني إلى نيويورك للإدلاء بكلمة أمام مجلس الأمن. ولم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة أرسلت رداً على الرسالة السورية.

وقال مسؤول سوري ومصدر أميركي مطلع على الرسالة إن الشيباني كان من المقرر أن يناقش محتواها مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته لنيويورك.

وذكرت سوريا في رسالتها أنها تأمل في أن تؤدي الإجراءات المتخذة، التي وصفتها بأنها «ضمانات»، إلى اجتماع لمناقشة كل نقطة بالتفصيل، بما في ذلك إعادة فتح السفارات ورفع العقوبات.

وحول المسلحين الفلسطينيين في سوريا، قالت الرسالة إن الشرع شكّل لجنة «لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية»، وإنه لن يُسمح بوجود فصائل مسلحة خارج سيطرة الدولة.

وجاء إرسال الرسالة قبل أيام فقط من اعتقال سوريا فلسطينيين اثنين من قيادات «حركة الجهاد الإسلامي».

وذكرت الرسالة أنه «في حين يمكن أن تستمر المناقشات حول هذه المسألة، فإن الموقف العام هو أننا لن نسمح بأن تصبح سوريا مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل».

وأقرت الرسالة أيضاً بوجود «تواصل مستمر» بين سلطات مكافحة الإرهاب السورية وممثلي الولايات المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، بشأن مكافحة تنظيم «داعش»، وقالت إن سوريا تميل إلى توسيع هذا التعاون.

ولم ترد تقارير من قبل عن محادثات مباشرة بين سوريا والولايات المتحدة في عمّان.

بيدرسون - الشيباني

أعلن المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، اليوم (السبت)، إنه أجرى نقاشاً مثمراً في نيويورك مع الشيباني حول عدد من القضايا الرئيسية، وذلك على هامش الإحاطة التي قدمها في مجلس الأمن.

وقال بيدرسون، في حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «أكدت لوزير الخارجية السوري أن الشمول والشفافية أساسيان للخطوات التالية من الانتقال السياسي»، مشيراً إلى أنه اتفق مع وزير الخارجية السوري على مواصلة الحوار في دمشق قريباً.

أضاف: «شددت على التوصل إلى حلول وسط وتعميق الحوار لدمج الشمال الشرقي عبر عملية سورية-سورية».

جرى ذلك في اجتماع على هامش الإحاطة التي قدّمها بيدرسون في مجلس الأمن بنيويورك.