إضرابات السكك الحديدية تشل بريطانيا مجدداً

المملكة المتحدة تكبدت خسائر بـ1.5 مليار إسترليني في 2022

عاملون بالسكك الحديدية البريطانية في إضراب جديد أمام محطة يوستن وسط لندن يوم الجمعة (د.ب.أ)
عاملون بالسكك الحديدية البريطانية في إضراب جديد أمام محطة يوستن وسط لندن يوم الجمعة (د.ب.أ)
TT

إضرابات السكك الحديدية تشل بريطانيا مجدداً

عاملون بالسكك الحديدية البريطانية في إضراب جديد أمام محطة يوستن وسط لندن يوم الجمعة (د.ب.أ)
عاملون بالسكك الحديدية البريطانية في إضراب جديد أمام محطة يوستن وسط لندن يوم الجمعة (د.ب.أ)

عرقل إضراب جماعي جديد، يوم الجمعة، شبكة السكك الحديدية البريطانية، حيث حذرت كبرى نقابات سائقي القطارات من إعلان مزيد من الإضرابات ما لم تؤد المحادثات الأسبوع المقبل إلى انفراجة. وأفادت نقابة «أسليف» العمالية بأن ما يربو على 12 ألف سائق كان من المقرر أن يبدأوا إضراباً لليوم الثاني خلال الأسبوع الحالي، لتتعطل الخدمات على 15 من خطوط القطارات الرئيسية في المملكة المتحدة. وتم إغلاق محطات كبرى في العاصمة، مثل جسر لندن وفيكتوريا.
ويأتي إضراب الجمعة بعد إضراب يوم الأربعاء، الذي دخله نصف مليون عامل في عديد من القطاعات العامة، من بينهم معلمون ومسؤولو حرس الحدود؛ احتجاجاً على انخفاض زيادة الرواتب عن معدل التضخم.
وكان البنك المركزي البريطاني قد رفع، يوم الخميس، سعر الفائدة مجدداً في إطار جهوده المتواصلة لمكافحة التضخم المرتفع. وأعلن «بنك إنجلترا» في لندن رفع سعر الفائدة مجدداً بمقدار 0.5 في المائة ليصل إلى 4 في المائة.
وقال ميك ويلان، الأمين العام لنقابة «أسليف» الجمعة، إن المحادثات لم تسفر عن تقدم. لكن إذاعة «إل بي سي» نقلت عنه قوله: «نرغب في حل، لا يرغب أعضاء نقابتي في أن يخسروا أموالهم، ولا يرغبون في أن يتم تجاهلهم».
ومن المقرر أن يتم استئناف المحادثات بين «أسليف» وممثلي شركات تشغيل القطارات يوم الثلاثاء المقبل. وحذر ويلان من أنه يمكن تنظيم مزيد من الإضرابات قبل نهاية الشهر الحالي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وكان ويلان قال يوم الأربعاء، من إضراب خارج محطة يوستن: «سندخل الإضراب على أساس مكاننا، وعلى حسب نجاح المحادثات، وما إذا كنا نعتقد بأنه سيكون هناك أي تحرك، وسنتخذ قراراً بناء على ذلك لاحقاً». وأضاف: «أتصور أنه إن لم يكن هناك تحرك، سيكون هناك مزيد من مواعيد الإضراب».
ومن جهة أخرى، تخشى الحانات والمطاعم البريطانية من أن تكلفها إضرابات الأسبوع الحالي 100 مليون جنيه إسترليني (123 مليون دولار) من المبيعات، حيث ستتكبد لندن معظم الآثار، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».
وأفادت وكالة «بلومبرغ» بأن كلفة الإضرابات على اقتصاد المملكة المتحدة قدِّرت بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني العام الماضي.
ومن المتوقع أن يواصل التضخم في المملكة المتحدة، القريب الآن من مستوى غير مسبوق منذ 40 عاماً، التراجع «تدريجياً» في النصف الأول من 2023، مع انخفاض أسعار الطاقة، في حين تسعى بنوك مركزية لخفض أسعار الطاقة المرتفعة، التي فاقمها الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام.
وقد يعمق إعلان بنك إنجلترا، يوم الخميس، أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا؛ لأن المقرضين التجاريين سيرفعون معدلات الفائدة المرتبطة ببطاقات ائتمان ورهون وقروض أخرى. وسيمثل ذلك مزيداً من الضغط على جيوب البريطانيين الذين يقتصدون في الإنفاق على وقع ارتفاع أسعار الاستهلاك والفواتير المنزلية وكلفة المواصلات.
وتباطأ التضخم في بريطانيا، مسجلاً 10.5 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن الرقم يفوق بأكثر من خمس مرات الهدف الرسمي للبنك المركزي، المحدد بـ2 في المائة.
وقال البنك المركزي، يوم الخميس، إنه يتوقع انكماش الاقتصاد بمعدل 0.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وهو قريب من توقعات صندوق النقد لانكماش الاقتصاد بمعدل 0.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا المركزي، قوله: «إن هناك تشابهاً بين توقعات البنك وتوقعات الصندوق للعام الحالي... كل منا قدم أرقاماً سلبية صغيرة. الاختلاف سيكون ما يحدث بعد ذلك، بريطانيا تحقق تحسناً في النمو أسرع مما توقعنا».


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد الحظر... المغرب يستعد لتنظيم سوق العملات المشفرة

تمثيلات العملات المشفرة في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تمثيلات العملات المشفرة في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

بعد الحظر... المغرب يستعد لتنظيم سوق العملات المشفرة

تمثيلات العملات المشفرة في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
تمثيلات العملات المشفرة في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

قال محافظ البنك المركزي المغربي، عبد اللطيف الجواهري، يوم الثلاثاء، إن مشروع قانون لتنظيم العملات المشفرة يخضع حالياً لعملية التبنّي في المغرب.

وعلى الرغم من حظر العملات المشفرة في المغرب منذ عام 2017 فإن استخدامها لا يزال مستمراً بشكل سري من قِبل الجمهور، متجاوزاً القيود المفروضة، وفق «رويترز».

وأضاف الجواهري، في مؤتمر دولي في الرباط، أن بنك المغرب قد أعدّ مسودة قانون لتنظيم الأصول المشفرة، وهي الآن في مرحلة الاعتماد الرسمي.

وأشار إلى أن البنك المركزي يدرس أيضاً إمكانية إصدار عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC). وقال: «فيما يتعلق بالعملات الرقمية للبنوك المركزية، ونحن مثل الكثير من البلدان حول العالم، ندرس كيف يمكن لهذا النوع الجديد من العملات أن يُسهم في تحقيق أهداف معينة للسياسات العامة، خاصة فيما يتعلق بالشمول المالي».

وأوضح أن العملة الرقمية للبنك المركزي ستكون تحت إشرافه، على عكس العملات المشفرة التي تتمتع عادةً باللامركزية.