كميل سلامة لـ«الشرق الأوسط»: جميعنا نحتاج إلى دراما مختلفة

الممثل اللبناني قدم في «براندو الشرق» أحد أهم أدواره المؤثرة

يطل قريباً في مسلسلين ضمن موسم رمضان 2023
يطل قريباً في مسلسلين ضمن موسم رمضان 2023
TT

كميل سلامة لـ«الشرق الأوسط»: جميعنا نحتاج إلى دراما مختلفة

يطل قريباً في مسلسلين ضمن موسم رمضان 2023
يطل قريباً في مسلسلين ضمن موسم رمضان 2023

من تابع مسلسل «براندو الشرق» على منصة «شاهد» لا بد أن يكون الممثل كميل سلامة قد لفته في تجسيده شخصية «أبو يوسف». فالممثل اللبناني تقمص هذا الدور الذي بدأ في قالب معين لينتهي في آخر، ترك أثره عند المشاهد، فاستطاع أن ينقل إلينا مشاعر الأبوة المتفانية العابقة بالحنان والعاطفة، ويدفع بنا إلى تقدير هذه العلاقة والتعاطف معها إلى حد ذرف الدموع.
فالمسلسل بحد ذاته يختلف عن غيره بقصته وحبكته وأسلوب إخراجه. وجاء حضور كميل سلامة فيه ليشكل إضافة غنية بالاحتراف والخبرات المتراكمة. «أبو يوسف» علق في ذاكرة المشاهد، إلى حد تمني هذا الأخير بأن يحظى بأب مثله. فكيف استطاع سلامة أن يقدم هذه الخلطة من المشاعر؟ يرد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أحببت الدور منذ قراءتي له لأنه ينطوي على طبقات وخطوط يكتشفها المشاهد مع تسلسل عرض الحلقات العشر.
وعندما اقترب موعد التصوير تساءلت عن المهنة التي كان يمارسها (أبو يوسف)، فرغبت ببناء ماضٍ وتاريخ له يتناولان مرحلة ما قبل تقاعده وتفرغه للوحدة وتناول الكحول. عرفت أنه كان أستاذ مدرسة يعطي صفوفاً في الرياضيات. لذلك كان من البديهي أن يتمتع بمنطق سليم يستطيع من خلاله حل المشاكل». برأي سلامة أن كل شخصية تمثيلية يجب أن يحاك لها تاريخ، حتى لو أن الأمر لا يهم المشاهد، ولكن هذا يولد عند الممثل نقطة انطلاق تساعده ليؤدي الدور ببساطة وعفوية. كما أنه يساعد في استخدام لغة جسد وعبارات تخدمه وتحيطه بالمصداقية.
ولكن هل كميل سلامة يشرّح الدور الذي يلعبه عادة؟ يرد في سياق حديثه: «لا أحب فلسفة الأمور والدور بشكل خاص. أحاول أن أجد له مفاتيح كبيرة وأخرى صغيرة. وهذا الأمر لا أستطيع تحقيقه وحدي، بل بعد مناقشات ومشاورات مع كاتب العمل ومخرجه. ويمكن أن أشرّح الدور ولكن ليس من الناحية الأكاديمية بل من النواحي العقلانية والعاطفية».
يشير سلامة إلى أنه سبق ولعب دوراً مؤثراً كأب في فيلم «قضية 23». عندما جسد شخصية محام يرافع في المحكمة مقابل آخر ألا وهي ابنته. «كان معجباً بها وبالوقت نفسه يرافع ضدها في المحكمة. فهو دور أحببته كثيراً، إذ إن الأمر ولد عنده صراعاً بين مشاعر القسوة ونظرة الإعجاب إلى ابنته».
يسمح سلامة لنفسه بتقييم مسلسل «براندو الشرق» والحكم عليه كمشاهد، من باب خبرته الطويلة في عالم التمثيل كما يقول. ولذلك يصفه بالمختلف وبأنه فتح قناة خارجة عن المألوف في عالم الدراما. «جميعنا نحتاج المختلف في الدراما بغض النظر ما إذا كان أسوأ أو أفضل من الموجود. فيصبح عند المشاهد مروحة من الخيارات. وكمشاهد أحب هذا النوع من الأعمال الدرامية. لأنه إضافة إلى قصته الجذابة، بمثابة تلفزيون في قلب تلفزيون، وسينما داخل سينما، ومسرح ضمن مسرح. تدغدغني هذه الخلطة من الذكاء والخيال، وأفرح عندما أراها تتحقق».
يحب كميل سلامة البحث عن خطوط الدور الذي يجسده، ولو تطلب منه الأمر اختراعها. ولذلك نجح في تقمص دور «أبو يوسف» الذي تختلط عنده مشاعر الحب والقسوة والشعور بالذنب، والأب الذي ينحني أمام دموع ولده. فهل هو في حياته اليومية حنون إلى هذا الحد؟ يوضح: «كل إنسان عنده نسبة حنان يحتفظ بها لمن يكن لهم مشاعر المحبة. وأحياناً وهو يمارس غضبه أو قسوته على ولده يكون في الوقت نفسه يفكر كيف سيصالحه بعد دقائق قليلة. أنا حنون هو أمر ممكن ولكن ليس على كل الناس. فبطبعي لا أحب المبالغة بحناني إلى حد الغنج، ولا القسوة إلى حد الظلم».
يرفض سلامة، وهو أحد رواد المسرح في لبنان وقامة فنية انضمت مؤخراً إلى عالم الدراما، أن تسكنه الشخصية التي يمثلها. «أفرغها كلها في مكانها المناسب، أي على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. وأحب الأدوار التي لا تشبهني فتخرج من داخلي مشاعر ومواقف أجهلها. وكل دور لا يشبهني يشكل تحدياً لي لأنه بعيد كل البعد عن شخصيتي الحقيقية. فعند الممثل فرص لا تتوفر في مهن أخرى، فيسنح له دور ما القيام بأشياء لا يمكنه أن يطبقها في حياته العادية».
ويرى الممثل المخضرم أن الشخص مختلف غير الشخصية. لذلك «أبو يوسف» ليس كميل سلامة، فهو يلبسها لوقت معين فقط. «قد أستعين بمواقف أو مشاهد وذكريات معينة من حياتي، ولكنني أنفصل عن الدور بمجرد انتهائي من وصلة التصوير، وأتعجب عندما أسمع أحد الممثلين يقول إن شخصية معينة أحبها لأنها تشبهه. فأنا أبحث عن العكس، وهو أمر أستمتع به كثيراً».
سبق وتعاون كميل سلامة مع مخرج «براندو الشرق» أمين درة في فيلم «غدي» الذي كتبه جورج خباز. لذلك وتقريباً «على العمياني» ومن دون تردد يشارك في أي عمل يوقعه. «لمجرد أن يكون درة مخرج العمل، أعتبر نفسي اجتزت ثلاثة أرباع المرحلة كي أوافق على العرض. طريقته في عمله تشبه تلك التي أتبعها في المسرح. فهو متعاون ومحب مع الممثلين وفي كيفية التعاطي معهم. كما أنه بارع في إيصال الفكرة لهم ويعرف تماماً ماذا يريد منهم».
خلال تصويره «براندو الشرق» لم تسنح له الفرصة تقديم مشاهد مع بطلة العمل أمل عرفة. ولكنه التقاها مرة واحدة على موقع التصوير. «إنها ممثلة رائدة لديها تاريخ فني مشرف، تعرف مكانتها تماماً، وتقدر تلك الخاصة بمن يقف قبالتها. وعندما التقينا شعرنا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل. فالمحترفون مثلها والملمون بقيمة العمل الذي يمارسونه لا بد أن يلتقوا».
يرفض سلامة، الذي له تاريخ طويل مع التمثيل، المقارنة بين دراما الأمس والحاضر. «لا يجوز المقارنة لأن المعطيات تتغير لا سيما وأن المجال طرأ عليه تطور لافت. هناك تقنيات جديدة وأصحاب اختصاص وعملية انتشار أكبر. وصار فيه منافسة جميلة بين الكاتب والمخرج والمنتج تصب في مصلحة المشاهد»... وعن نجوم اليوم يقول: «تعاونت مع باقة منهم ولم ألمس عندهم إلا كل الانضباط والاحترام».
يؤكد سلامة أنه لا يزال يستمتع بممارسة عمله كممثل في أعمال الدراما «فأنا أصلاً ممثل مسرحي ومن بعدها دخلت عالمي الكتابة والإخراج. وعندما يعرض علي اليوم دور معين لا أرفضه لأني أحب هذه المهنة. قد أكون تأخرت قليلاً لدخول عالم الدراما، ولكن السبحة كرّت وتفتحت العيون علي بسرعة. فأنا شغلت نفسي في أمور عدة لأن هناك استمرارية للحياة. ولا أعتبر الأوقات التي عملت فيها بالمسرح بعيداً عن الدراما من اللحظات الضائعة في حياتي، فلكل لحظة حلاوتها ولا أندم عليها».
وبالعودة إلى «براندو الشرق» من إنتاج شركة الصبّاح، يشير إلى أنه استمتع به. ولم يواجه صعوبات خلاله، لا سيما وأن مشاهده كانت محصورة في موقع تصوير واحد على مدى 9 أيام، جمعته ببطل العمل جورج خباز وشقيقته لورا. «الأجواء كانت رائعة فيها الكثير من الفرح، وكنت أنام على أمل أن أتوجه في اليوم التالي إلى موقع التصوير». ولكن من ناحية ثانية يؤكد أن اللبناني محروم من الاستمتاع بالأشياء كما يجب، إذ تنتظره دائماً هموم حياتية هو بغنى عنها، فتعيده إلى واقع يختلف عن تلك اللحظات السعيدة.
وعما إذا كان لا يزال يحلم بتحقيق أمور معينة يرد: «أنا إنسان طموح جداً وقنوع جداً، في الوقت نفسه.
أفكر دائماً بالوصول إلى ذروة الأمور، وبالتالي أكتفي بالـ(ماكسيموم) الذي وصلته. فعندما بدأت التمثيل في عام 1971 كنت كغيري أحلم بالعالمية، ومع مرور الوقت قطعت الأمل. وفجأة وأنا في العقد السابع وجدت نفسي في قاعة جوائز الأوسكار خلال ترشح فيلم (قضية رقم 23) لهذه الجائزة. ففي أعماقي لا أشعر بالشبع من المهنة، ولذلك أتأمل دائماً بالحصول على فرص جديدة وعلى مستوى عالمي».
قريباً يطل سلامة في موسم رمضان ضمن مسلسلي «للموت 3» و«وأخيراً».
ويختم: «إنها المرة الأولى التي أطل فيها ضمن عملين رمضانيين بعد 50 عاماً من العمل في هذا المجال، وأتمنى أن يلقى العملان إعجاب المشاهدين».


مقالات ذات صلة

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

يوميات الشرق أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

أفلام مصرية قصيرة تعوض غياب الأعمال الطويلة عن «كان»

رغم غياب السينما المصرية بالآونة الأخيرة، عن المشاركة بأفلام في المهرجانات العالمية، فإن الأفلام القصيرة للمخرجين الشباب تؤكد حضورها في مهرجان «كان» خلال دورته الـ76 التي تنطلق 16 مايو (أيار) المقبل، حيث يشارك فيلم «الترعة» ضمن مسابقة مدارس السينما، فيما يشارك فيلم «عيسى»، الذي يحمل بالإنجليزية عنوان Ipromise you Paradise ضمن مسابقة أسبوع النقاد. وأعلنت إدارة المهرجان أمس (الثلاثاء) عن اختيار الفيلم المصري «الترعة» ضمن قسم LA CINEF، (مدارس السينما) لتمثيل مصر ضمن 14 فيلماً وقع الاختيار عليها من بين ألفي فيلم تقدموا للمسابقة من مختلف دول العالم، والفيلم من إنتاج المعهد العالي للسينما بأكاديمية

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

نيكولاس كيج يكشف: اضطررت لقبول أدوار «رديئة» لتجاوز أزمتي المالية

تحدث الممثل الأميركي الشهير نيكولاس كيج عن الوقت «الصعب» الذي اضطر فيه لقبول أدوار تمثيلية «رديئة» حتى يتمكن من إخراج نفسه من أزمته المالية، حيث بلغت ديونه 6 ملايين دولار، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». ظهر النجم الحائز على جائزة الأوسكار في برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» يوم الأحد، واسترجع معاناته المالية بعد انهيار سوق العقارات، قائلاً إنه قبل بأي دور تمثيلي يمكّنه من سداد الأموال. واعترف قائلاً: «لقد استثمرت بشكل مبالغ فيه في العقارات... انهار سوق العقارات، ولم أستطع الخروج في الوقت المناسب...

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

توم هانكس يفرض السرية على زيارته لمصر

جذبت زيارة الفنان الأميركي توم هانكس للقاهرة اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وتصدر اسمه ترند موقع «غوغل» في مصر، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بصور ومقطع فيديو له في أثناء تناوله الطعام بأحد مطاعم القاهرة رفقة زوجته ريتا ويلسون، وعدد من أصدقائه. ووفق ما أفاد به عاملون بالمطعم الذي استقبل هانكس، وزبائن التقطوا صوراً للنجم العالمي ورفاقه، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فإنه ظهر مساء (الأحد) بفرع المطعم القاهري بمنطقة الزمالك. زيارة توم هانكس للقاهرة فُرض عليها طابع من السرية، حيث لم يُبلّغ هو أو إدارة مكتبه أي جهة حكومية مصرية رسمية بالزيارة، حسبما ذكرته هيئة تنشيط الس

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

إقبال «لافت» على «سينما الشعب» بالأقاليم المصرية

شهدت المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إقبالاً جماهيرياً كبيراً على عروض «سينما الشعب»، التي تُقدم خلالها الهيئة أفلام موسم عيد الفطر بأسعار مخفضة للجمهور بـ19 موقعاً ثقافياً، في 17 محافظة مصرية، وتجاوز إجمالي الإيرادات نصف مليون جنيه، (الدولار يعادل 30.90 جنيه حتى مساء الاثنين). وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: «وصل إجمالي الإيرادات إلى أكثر من 551 ألف جنيه، خلال أيام عيد الفطر، وهو رقم كبير مقارنة بسعر التذكرة المنخفض نسبياً»، مشيراً إلى أن «الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بهذا المشروع الذي يهدف إلى تحقيق الاستغلال ال

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».