ما مستقبل الدعوة إلى «اتحاد فيدرالي» بين مالي وبوركينا فاسو؟

متظاهرون في ساحة الأمة في واغادوغو ببوركينا فاسو في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي (رويترز)
متظاهرون في ساحة الأمة في واغادوغو ببوركينا فاسو في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي (رويترز)
TT

ما مستقبل الدعوة إلى «اتحاد فيدرالي» بين مالي وبوركينا فاسو؟

متظاهرون في ساحة الأمة في واغادوغو ببوركينا فاسو في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي (رويترز)
متظاهرون في ساحة الأمة في واغادوغو ببوركينا فاسو في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي (رويترز)

في ظل أوضاع أمنية واقتصادية وسياسية متردية، أطلقت السلطات في بوركينا فاسو دعوة إلى «اتحاد فيدرالي» مع جارتها مالي، وذلك في خضم سياق خروج القوات الفرنسية من البلدين.
واقترح رئيس وزراء بوركينا فاسو، أبولينير كيليم دي تامبيلا، خلال زيارة إلى مالي، قبل أيام، أن يقيم البلدان «اتحاداً فيدرالياً مرناً». وقال، وفق بيان نشره مكتبه: «يمكننا إنشاء اتحاد مرن يحترم تطلعات الجانبين».
وأضاف دي تامبيلا، الذي يتولى رئاسة الوزراء في ظل سلطة انتقالية جاءت إلى الحكم عبر «انقلاب عسكري» قاده ضباط شباب، نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، أنه «يجب إنشاء الاتحاد الجديد الآن، قبل أن تعود السلطة إلى المدنيين؛ لأنه عندما يعود السياسيون سيكون الأمر صعباً».
وكان رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا، قد شجّع نظيره في بوركينا فاسو على أن تحذو بلاده حذو مالي، مشيراً إلى «المبادئ التي يتبناها المجلس العسكري المالي؛ وهي: الدفاع عن السيادة، وحرية اختيار الشركاء الأجانب، وإعلاء المصلحة الوطنية».
ودعا خبراء من الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، إلى إجراء تحقيق مستقلّ وعاجل في «انتهاكات لحقوق الإنسان، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية (محتملة) قد تكون ارتكبتها القوات الحكومية ومجموعة (فاغنر) الروسية المتعاونة مع السلطات في مالي منذ عام 2021».
وأعلن مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، عن «مخاطر تواجهها بعثة حفظ السلام في مالي، من بينها (تصاعد نفوذ قوات فاغنر الروسية)».
وبعد بضعة أشهر من مغادرة القوات الفرنسية مالي، أكدت حكومة بوركينا فاسو، الاثنين الماضي، أنها طلبت من فرنسا سحب قواتها في غضون شهر واحد، وفي أعقاب ذلك تظاهر الآلاف في واغادوغو تأييداً للمجلس العسكري الحاكم.
وتواجه بوركينا فاسو منذ عام 2015 هجمات إرهابية مرتبطة بتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، وأدت تلك الهجمات إلى «سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو مليوني شخص».
والشهر الماضي، سحبت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو سفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة، وسابقاً طردت الحكومة المنسقة المقيمة لبرامج الأمم المتحدة في البلاد باربارا مانزي.
وفي تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، رأى محمد ولد الداه، المحلل الموريتاني المختص في شؤون الساحل الأفريقي، أن «الدعوة لاتحاد فيدرالي بين مالي وبوركينا فاسو إعلان لأهداف سياسية وفرضية دعائية غير قابلة للتحقق».
وشرح ولد الداه «الرسالة التي تحملها الدعوة للاتحاد، مضمونها أن ثمة تحالفاً بين الدولتين في مواجهة فرنسا، وكذلك فهي رسالة للقوى الغربية عموماً من صغار العسكريين الحالمين بتغيير أوضاع القارة».
ورأى أن «الحكومتين في الدولتين لا تستطيعان حتى الآن فرض السلطة على كامل الحدود الترابية في بلادهما، وهناك انفلات أمني وصراعات عِرقية دامية، فضلاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية لأقصى مدى ممكن».
ويعتقد ولد الداه أن «أفضل ما يمكن أن تؤول إليه هذه الدعوة هو تحالف عسكري شكلي، لكن عملياً لن تتحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وسيزيد الأمر من حدة الاستقطاب بين المكونات العِرقية المجتمعية في البلدين»، وفقاً لتقييمه.
وفي تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، رأى الصحفي والمحلل المالي حسين أغ عيسى، أن «رغبة بوركينا فاسو بالدخول في تحالف مع مالي تعتبر رسالة إلى باريس مفادها أن مصير الوجود الفرنسي في بلادهم سيكون نفسه الذي لقوه في مالي، وأن الشراكة مع روسيا ستمضي قدماً».
ورأى أغ عيسى أن «مثل هذه المبادرات لن يأتي بثمار لأنها ليست الأولى، بل كانت هناك مبادرات سبقتها ولم نر لها نتائج مُرضية»، مشيراً إلى «(تحالف ليبتاكو قورما) الذي كان يجمع مالي وبوركينا فاسو، إضافة إلى النيجر (أنشئ عام 1970 وكان تحالفاً اقتصادياً)، وكذلك (تجمع دول الساحل الخمس) التي شكلت قوة عسكرية مشتركة، وباء كل هذه المحاولات بالفشل ولم يحدث أي تغيير؛ لا في الجانب الاقتصادي، ولا الأمني والسياسي»، وفق تقييم أغ عيسى.


مقالات ذات صلة

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

العالم «مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

«مذبحة الكرمة» تفاقم الوضع الأمني في بوركينا فاسو

بدأت بوركينا فاسو التحقيق في «مذبحة» وقعت في قرية الكرمة شمال البلاد، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، على أيدي مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة البوركينابية. وقُتل نحو 136 شخصاً في الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان) واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين»، في حين ندّدت الحكومة بالهجوم على القرية، في بيان صدر في 27 أبريل، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا، قائلة إنها «تواكب عن كثب سير التحقيق الذي فتحه المدعي العام للمحكمة العليا في واهيغويا، لامين كابوري، من أجل توضيح الحقائق واستدعاء جميع الأشخاص المعنيين»

محمد عبده حسنين (القاهرة)
العالم الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

أعلن الجيش في بوركينا فاسو أن 33 من جنوده قتلوا في هجوم نفذته مجموعة إرهابية على موقع عسكري، يقع في شرق البلاد، وذلك في آخر تطورات الحرب الدائرة على الإرهاب بهذا البلد الأفريقي الذي يعاني من انعدام الأمن منذ 2015. وقال الجيش في بيان صحافي إن مجموعة من المسلحين هاجمت فجر الخميس موقعاً عسكرياً في منطقة أوجارو، شرق البلاد، على الحدود مع دولة النيجر، وحاصروا وحدة من الجيش كانت تتمركز في الموقع، لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأعلن الجيش أن الحصيلة تشير إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 12 آخرين، لكنهم في المقابل قتلوا ما لا يقلُّ عن 40 من عناصر المجموعة الإرهابية التي ظلت تحاصرهم حتى وصلت تعزيزات فكت عن

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الجماعات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، والتي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، بحسب مصدر قضائي، الاثنين، ذكر لوكالة «الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن «الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما في شمال إقليم ياتنغا»، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع ا

العالم بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

بوركينا فاسو: العنف يحصد مزيداً من الضحايا رغم «التعبئة العامة»

على الرغم من إعلان المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو «تعبئة عامة» لمنح الدولة «الوسائل اللازمة» لمكافحة الإرهاب، تزايدت الهجمات المسلحة في الأسابيع الأخيرة، التي يتم تحميل مسؤوليتها عادة إلى مسلحين مرتبطين بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد بوركينا فاسو (غرب أفريقيا)، أعمال عنف ونشاطاً للجماعات المتطرفة منذ 2015 طالاها من دولة مالي المجاورة. وقتل مسلحون يرتدون أزياء عسكرية في بوركينا فاسو نحو 60 شخصاً، حسب مصدر قضائي (الاثنين) ذكر لوكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن جهاز الشرطة، أن الهجوم وقع (الخميس) في قرية كارما شمال إقليم ياتنغا، مضيفاً أن المسلحين «استولوا» على كميات من البضائع المتنوعة خ

أفريقيا مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

مقتل 60 مدنياً بهجوم في شمال بوركينا فاسو

قال مسؤول من بلدة أواهيجويا في بوركينا فاسو، أمس الأحد، نقلاً عن معلومات من الشرطة إن نحو 60 مدنياً قُتلوا، يوم الجمعة، في شمال البلاد على أيدي أشخاص يرتدون زي القوات المسلحة البوركينية. وأضاف المدعي العام المحلي لامين كابوري أن تحقيقاً بدأ بعد الهجوم على قرية الكرمة في إقليم ياتنجا في المناطق الحدودية قرب مالي وهي منطقة اجتاحتها جماعات إسلامية مرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» وتشن هجمات متكررة منذ سنوات. ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل بشأن الهجوم، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في مارس (آذار) أن هجمات الجماعات المسلحة على المدنيين تصاعدت منذ عام 2022 ب

«الشرق الأوسط» (واغادوغو)

نيجيريا: هجمات «إرهابية» متفرقة والجيش في حالة استنفار

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
TT

نيجيريا: هجمات «إرهابية» متفرقة والجيش في حالة استنفار

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

أعلن الجيش النيجيري أنه حقق خلال الأيام الأخيرة سلسلة نجاحات أمنية في مناطق الشمال الغربي والشمال الأوسط والشمال الشرقي، شملت إنقاذ مختطفين، وإحباط هجمات إرهابية، وتنفيذ عمليات دهم استهدفت جماعات إرهابية وشبكات إجرامية، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه تحديات أمنية معقدة بفعل الإرهاب وجرائم الخطف والعنف المرتبطة بالنزاعات المحلية.

وقالت مصادر عسكرية موثوقة في قيادة أركان الجيش لـ«وكالة الأنباء النيجيرية» (NAN)، إن قوات الجيش أنقذت 11 شخصاً مختطفاً واستعادت أسلحة ومعدات خلال عمليات منسقة نُفذت ضمن عدد من العمليات العسكرية، أبرزها «فإنسان ياما»، و«ميسا»، و«السلام الدائم»، و«ويرل ستروك».

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

ووفقاً للمصادر، تمكنت القوات العاملة ضمن عملية «فإنسان ياما» الأربعاء، من تحرير سائقي شاحنتين اختُطفا على طريق ماغامي –غوساو في منطقة مارو بولاية زامفارا، بعد مطاردة مكثفة أجبرت المسلحين على التخلي عن رهائنهم في أثناء انسحابهم.

وفي ولاية سوكوتو، أسفرت معلومات استخبارية قدمها سكان محليون عن استعادة بندقية من طراز AK-47 كانت مخبأة في أرض زراعية بقرية غارين هيلو التابعة لمنطقة سابون بيرني، في مؤشر على تنامي دور المجتمعات المحلية في دعم الجهود الأمنية.

وفي إطار عملية «ميسا»، نجحت القوات، بالتعاون مع لجان الحراسة الشعبية، في إنقاذ تسعة مختطفين في ولايتي كوجي وكوارا. وشملت العملية تحرير ثلاثة مزارعين في مجتمع أوجييو إيغومي بمنطقة ديكينا بولاية كوجي، إضافة إلى استعادة دراجة نارية، فضلاً عن إطلاق سراح ستة قرويين اختُطفوا في قرية إيكوسين التابعة لمنطقة إيفيلودون بولاية كوارا، بعد مطاردة أجبرت الخاطفين على الفرار وترك دراجتين ناريتين خلفهم.

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

وأكدت المصادر أن الجهود ما تزال متواصلة لإنقاذ أربعة مختطفين آخرين جرى اختطافهم في منطقة أوا أونيري بإيفيلودون في أثناء تنفيذ مشروع طريق.

وفي تطور لافت يعكس تصاعد قدرات الجماعات الإرهابية، أعلنت قيادة الجيش أن قواته العاملة ضمن عملية «هادين كاي» أحبطت هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف القاعدة الأمامية المتقدمة في قرية ديلوا بمنطقة كوندوغا في ولاية بورنو، معقل جماعتي «بوكو حرام» و«داعش – ولاية غرب أفريقيا».

وبحسب المصادر، استخدم المسلحون أربع طائرات مسيّرة مفخخة، غير أن القوات تمكنت من تحييدها بنجاح. ولا تزال عمليات التمشيط جارية لتحديد نقطة الإطلاق وتعقب منفذي الهجوم، في وقت تواصل فيه القوات في القطاعات الثاني والثالث والرابع عملياتها الهجومية ضمن حملة «ديزرت سانيتي 4».

وفي سياق متصل، نفذت قوات عملية «سيف هيفن» مداهمات استهدفت أوكاراً إجرامية وموقع تعدين غير قانوني في منطقتي رافين باونا وجبال غيرو بولاية بلاتو، أسفرت عن توقيف ثلاثة مشتبهين، وضبط بندقية محلية الصنع، وذخيرة، ومولد كهربائي، ومعدات تُستخدم في التعدين غير المشروع.

كما تمكنت قوات عملية «ويرل ستروك» من إنقاذ مختطف في منطقة يليواتا التابعة لمنطقة غوما بولاية بينو، بعد أن تخلى عنه الخاطفون فور رصدهم تحرك القوات. وكان الضحية قد اختُطف من متجره في منطقة غيدان وايا بولاية نصراوا.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار أعمال العنف، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 عامل تعدين في هجوم نفذته مجموعة مسلحة مجهولة على موقع تعدين في منطقة راتوسو فان التابعة لمنطقة الحكم المحلي باركين لادي بولاية بلاتو.

وأفاد سكان محليون بأن الهجوم وقع ليل الثلاثاء، عندما اقتحم المسلحون الموقع وفتحوا النار عشوائياً، ما تسبب في حالة من الفوضى وفرار عدد كبير من العمال. وقالت منظمة بيروم التعليمية والثقافية إن عدداً من الأشخاص لا يزال في عداد المفقودين، في حين أكد رئيس المنظمة دالانغ دافوت أن الحصيلة المؤكدة حتى الآن تبلغ 12 قتيلاً، دون صدور تأكيد رسمي من الشرطة حتى لحظة إعداد التقرير.

وتعكس هذه الأحداث تعقيد المشهد الأمني في نيجيريا، حيث تتداخل تهديدات الإرهاب في الشمال الشرقي مع جرائم الخطف والعصابات المسلحة في الشمال الغربي، فضلاً عن النزاعات المحلية والعنف المرتبط بالتعدين غير القانوني في ولايات الوسط. ورغم النجاحات العسكرية المتكررة، يرى مراقبون أن التحدي الأبرز يبقى في استدامة هذه المكاسب، وتعزيز التنسيق بين الجهد العسكري والتنمية المحلية، لمعالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية للصراع.


قتال كثيف في شرق الكونغو على الرغم من اتفاق السلام

القتال الكثيف في شرق الكونغو تسبب في نزوح الآلاف (رويترز)
القتال الكثيف في شرق الكونغو تسبب في نزوح الآلاف (رويترز)
TT

قتال كثيف في شرق الكونغو على الرغم من اتفاق السلام

القتال الكثيف في شرق الكونغو تسبب في نزوح الآلاف (رويترز)
القتال الكثيف في شرق الكونغو تسبب في نزوح الآلاف (رويترز)

تسبب القتال الكثيف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في نزوح الآلاف من الأشخاص، حسبما قالت منظمات إغاثة في المنطقة.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قالت فاليريا كاكافو من «الصليب الأحمر» في بوكافو، عاصمة إقليم ساوث كيفو في الكونغو: «شهد هذا الشهر القتال الأكثر حدة».

وقال «الصليب الأحمر» في جنيف: «تواصل الاشتباكات المسلحة في مناطق متعددة في ساوث كيفو التسبب في وقوع قتلى وإجبار الآلاف من الأسر على النزوح وترك كل ما يمتلكونه وراء ظهورهم».

وأضاف «الصليب الأحمر» أن أكثر من 100 مدني مصابون بطلقات نارية تلقوا العلاج في المستشفيات التي تدعمها المنظمة في ساوث كيفو منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وتشهد المنطقة الغنية بالموارد قتالاً منذ أكثر من 30 عاماً.

وفي مطلع الشهر، سيطرت «حركة إم 23» المتمردة على بوكافو وجوما، عاصمة إقليم نورث كيفو.

وتمكن المتمردون، الذين تعدّهم الأمم المتحدة مدعومين من رواندا، من إبعاد القوات الحكومية والسيطرة على مناجم مهمة.

وقد تم توقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع الشهر الحالي.


تصفية 9 إرهابيين في عملية عسكرية وسط الصومال

ضابط شرطة صومالي يقوم بدورية في شارع مزدحم ليلاً بمقديشو 10 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
ضابط شرطة صومالي يقوم بدورية في شارع مزدحم ليلاً بمقديشو 10 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

تصفية 9 إرهابيين في عملية عسكرية وسط الصومال

ضابط شرطة صومالي يقوم بدورية في شارع مزدحم ليلاً بمقديشو 10 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
ضابط شرطة صومالي يقوم بدورية في شارع مزدحم ليلاً بمقديشو 10 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

قُتل 9 من عناصر «ميليشيات الخوارج» في عملية عسكرية مخطَّطة نفَّذتها قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطنية بالتعاون مع الشركاء الدوليين بمحافظة هيران وسط الصومال.

ضابط شرطة صومالي يقوم بدورية في شارع مزدحم ليلاً بمقديشو 10 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

ووفق وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، الأربعاء، «استهدفت العملية العسكرية المخططة، التي جرت الثلاثاء، تجمعاً لميليشيات الخوارج في منطقة تردو في أثناء تخططيهم لتنفيذ هجمات إرهابية». وأشارت الوكالة إلى أن «تنفيذ العملية جاء عقب تلقي جهاز المخابرات معلومات استخباراتية دقيقة حول إقامة ميليشيات الخوارج نقطة تفتيش لجمع الأموال إجبارياً من المدنيين والمركبات المارة على الطريق».

وطبقاً للوكالة، «يلتزم جهاز الأمن والمخابرات الوطنية بمواصلة استهداف العناصر الإرهابية والقضاء عليها في البلاد». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة الشباب.

وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

في غضون ذلك، أحبطت قوات الجيش الوطني الصومالي، محاولة تفجير انتحارية كانت تستهدف مقر أكاديمية الجنرال طغبدن العسكرية في العاصمة مقديشو، بعد أن تمكنت من تحييد المهاجم قبل دخوله إلى المقر العسكري. وقالت القيادة العامة للجيش الوطني، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء الصومالية (صونا) الخميس، إن «عناصر الحراسة اشتبهوا في شخص كان يرتدي سترة ناسفة ويحاول الاقتراب من البوابة الرئيسية للمقر، فتم التعامل معه فوراً وإطلاق النار عليه، مما أدى إلى مقتله قبل أن يتمكن من تنفيذ الهجوم». وأشارت إلى انفجار المتفجرات التي كان يحملها، مما تسبب في إصابات طفيفة لعدد من عناصر الحراسة نتيجة تطاير الشظايا. وأضافت أن «اليقظة العالية للقوة المتمركزة عند بوابة المقر أسهمت في إحباط هجوم كان سيؤدي إلى خسائر»، مشيرةً إلى أن التدخل السريع «حال دون وقوع كارثة كانت تستهدف أفراد الجيش داخل المنشأة العسكرية». وأكد الجيش الصومالي، في بيانه، أن «العمليات الأمنية ستتواصل في العاصمة ومحيطها؛ لتعقب العناصر التي تسعى لتنفيذ أعمال تخريبية»، موضحاً أن «الجماعات المتطرفة تلجأ إلى مثل هذه الهجمات اليائسة نتيجة الضغط العسكري المتزايد عليها في مختلف الجبهات».