إردوغان: ترشحي للرئاسة قانوني ولا ألتفت للمعارضة

إردوغان يلقي كلمة أمام حزبه بأنقة في 1 فبراير (أ.ف.ب)
إردوغان يلقي كلمة أمام حزبه بأنقة في 1 فبراير (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: ترشحي للرئاسة قانوني ولا ألتفت للمعارضة

إردوغان يلقي كلمة أمام حزبه بأنقة في 1 فبراير (أ.ف.ب)
إردوغان يلقي كلمة أمام حزبه بأنقة في 1 فبراير (أ.ف.ب)

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لا وجود لأي عائق أمام ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في 14 مايو (أيار)، مشيرا إلى عدم اكتراثه للجدل الذي تثيره المعارضة حول هذا الأمر.
وأكد إردوغان أن مسألة إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية تتوافق مع القانون والدستور، مضيفا أن «الشعب اختارني كأول رئيس للنظام الرئاسي في الانتخابات التي أجريت عام 2018، وبذلك أتممنا الفترة الرئاسية الأولى».
ويثور جدل قانوني في تركيا حول أحقية إردوغان في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، على أساس أن الدستور التركي ينص على أنه لا يمكن الترشح لأكثر من فترتين رئاسيتين، مدة كل منهما 5 سنوات، ويحق الترشح للمرة الثالثة فقط في حال قرر البرلمان التوجه إلى الانتخابات المبكرة، وهو ما تتمسك به المعارضة وبعض خبراء القانون. بينما يقول إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، وشريكه في «تحالف الشعب»، حزب الحركة القومية، إن التعديلات الدستورية التي طبقت في 2017، وأجريت على أساسها الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في يونيو (حزيران) 2018، لا يصلح أن تطبق بأثر رجعي وأن إردوغان، الذي تولى الرئاسة للمرة الأولى في 2014، لم يكمل مدته الرئاسية 5 سنوات، وبالتالي انتخب حسب نظام جديد في 2018، ما يجعل ترشحه للانتخابات المقبلة هو الثاني وليس الثالث.
وقال إردوغان، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي التركي، ليل الأربعاء الخميس، إنه لا جدوى من النقاشات التي طرحتها المعارضة حول إمكانية ترشحه من عدمها، معتبرا أن تركيا دولة أكبر من أن يحكمها رئيس يتصرف بناء على أوامر «الطاولة السداسية» (تحالف مبادئ يضم 6 أحزاب معارضة هي الشعب الجمهوري، الجيد، الديمقراطية والتقدم، السعادة، المستقبل، والديمقراطي، يسعى إلى إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني المعزز).
وأضاف إردوغان: «إذا لم تقف أمام شعبك بإنجازاتك وخدماتك، فلن يقدرك بأي حال من الأحوال. والشعب يرى أن ما فعلناه على مدى 20 عاماً إنجاز واضح وجلي للغاية».
وفيما يتعلق بشعار «قرن تركيا» الذي أطلقه حزبه استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 مايو المقبل، قال إردوغان إنه مسألة رؤية، وسيتخذون عبرها المزيد من الخطوات، بعد نجاحات باهرة وبعد تجاوز كل العقبات الكبيرة على مدى 20 عاماً.
في السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، عدم وجود أي مانع قانوني أمام إعادة ترشح إردوغان للانتخابات الرئاسية، وفق الدستور. وقال في مقابلة مع وكالة «الأناضول» الرسمية الخميس، إن الرئيس إردوغان يحق له الترشح لولاية ثانية وفق النظام الرئاسي الذي تم إقراره في 2018. وأضاف: «من الواضح جدا أن هذه الفترة الرئاسية هي الأولى لرئيسنا، ولا توجد أي مشكلة قانونية تتعلق بترشحه لولاية ثانية». على صعيد آخر، قال إردوغان إن بلاده تنتظر من السويد اتخاذ خطوات صادقة بخصوص مكافحة معاداة الإسلام، عقب حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم أمام سفارة تركيا في استوكهولم. ولفت الرئيس التركي إلى أن الخطوات التي يتوجب على فنلندا والسويد اتخاذها من أجل الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مذكورة في مذكرة التفاهم الثلاثية، الموقعة مع تركيا في 28 يونيو الماضي في مدريد على هامش قمة الناتو، وأن مصادقة بلاده على عضوية البلدين الأوروبيين، منوطة بمدى التزامهما بهذه الخطوات.
وأضاف أن أنشطة حزب العمال الكردستاني، كالحصول على التمويل والتجنيد والدعاية، مستمرة في السويد رغم تعهد حكومتها بتبني رؤية جديدة في مكافحة الإرهاب، عقب توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية. وانتقد عدم فتح السويد أي تحقيق بحق من قاموا مؤخراً بممارسات استفزازية على أراضيها، استهدفت تركيا واستهدفته شخصيا. وكرر إردوغان أن أنقرة لا تنظر بإيجابية حالياً لعضوية السويد في الناتو، على عكس فنلندا التي قال إن أنقرة تقيم انضمامها للحلف بشكل مختلف.
في المقابل، ذكر وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، أن القضايا الدينية ليست جزءا من مذكرة التفاهم الثلاثية الموقعة مع تركيا وفنلندا، مؤكدا أن بلاده لن تتنازل عن حرية التعبير وسيادة القانون، وأن «الدين ليس جزءا من المذكرة التي وقعناها للانضمام إلى الناتو».
في السياق ذاته، قرر مجلس الشرطة الوطنية الفنلندية، الأربعاء، حظر حرق نسخ من القرآن الكريم والكتب المقدسة واعتبار الفعل جريمة يعاقب عليها لحفظ السلام الديني والمجتمعي، بموجب القانون الفنلندي الذي يجرم انتهاك السلم الديني.
وقال رئيس مفتشي الشرطة فيسا بيهاجوكي لموقع «إتش سي في» الفنلندي إن القرار استند إلى مادة في القانون الفنلندي تحظر انتهاك السلم الديني، وأضاف أنه: «إذا كان من المخطط حرق نسخ من القرآن، فإن الشرطة ستبلغ منظم التظاهرة مقدما أنه لن يسمح بذلك. علاوة على ذلك، إذا حدث النشاط المعني في مظاهرة أو في حالة أخرى تسترعي انتباه الشرطة، فإن الشرطة ستتدخل».
في الوقت ذاته، استدعت وزارة الخارجية التركية، الخميس، سفير النرويج في أنقرة، أيرلينغ سكونسبيرغ، إثر تلقيها معلومات حول استعدادات لتنفيذ اعتداء على القرآن الكريم الجمعة في بلاده. وأبلغته إدانتها الشديدة لنهج النرويج حيال عدم منع هذا العمل الاستفزازي الذي يعتبر جريمة كراهية بشكل واضح. وأكدت له أن هذا الموقف «غير مقبول»، وأنها تنتظر من النرويج عدم السماح بتنفيذه. إلى ذلك، اتهمت تركيا عدداً من الدول الغربية التي أغلقت مؤقتا قنصلياتها في إسطنبول بسبب مخاوف أمنية، بشن «حرب نفسية» ومحاولة الإضرار بقطاع السياحة لديها.
وقررت ألمانيا وهولندا وبريطانيا والسويد إغلاق قنصلياتها في إسطنبول اعتباراً من الأربعاء، والتوقف عن استقبال الزوار ومنح التأشيرات حتى إشعار آخر خوفا من احتمال وقوع هجمات انتقامية عقب مظاهرات حرق القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية، بعدما أصدرت السفارة الأميركية، الاثنين، تحذيرا من احتمال وقوع هجمات انتقامية في بعض المناطق في بي أوغلو وجلطة وشارع الاستقلال بمنطقة تقسيم التي تقع في محيطها مقار تلك القنصليات.
واعتبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في تصريحات الخميس، أن إغلاق القنصليات وتحذيرات السفر جزء من «مؤامرة غربية» للإضرار بانتعاش قطاع السياحة في تركيا. وقال: «في يوم أعلنا فيه هدفنا بجذب 60 مليون سائح، في الوقت الذي وصل فيه 50.5 مليون سائح بالفعل، وحصلنا على 46 مليار دولار من عائدات السياحة، أطلقوا حربا نفسية جديدة ضد تركيا». وأشار إلى أن تركيا نفذت نحو 60 عملية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي منذ مطلع العام الحالي، واعتقلت 95 شخصاً. كما بلغت حصيلة من تم اعتقالهم من عناصر التنظيم العام الماضي 1981 عنصرا في أكثر من 1000 عملية أمنية ضد التنظيم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


مسار أمني ــ اقتصادي لمفاوضات لبنان وإسرائيل


«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب منشور لأفيخاي أدرعي على «إكس»
«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب منشور لأفيخاي أدرعي على «إكس»
TT

مسار أمني ــ اقتصادي لمفاوضات لبنان وإسرائيل


«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب منشور لأفيخاي أدرعي على «إكس»
«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب منشور لأفيخاي أدرعي على «إكس»

تأخذ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل مساراً أمنياً - اقتصادياً، في وقت تعتمد تل أبيب سياسة «تضخيم» لقدراتِ «حزب الله»، ما يثير مخاوف من أنها تمهّد لتوجيه ضربة جديدة في لبنان.

وعقدت لجنة «الميكانيزم» المعنية بمراقبة وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، اجتماعَها الثاني بمشاركة مدنيين في الناقورة (جنوب لبنان). وتحدث بيان للسفارة الأميركية في بيروت عن تركيز البحث على «أهمية عودة سكان جانبي الحدود إلى منازلهم»، فيما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّه، إضافة إلى نزع سلاح «حزب الله»، تمَّ البحث في تعزيز المشروعات الاقتصادية لإظهار المصلحة المشتركة في إزالة تهديد «حزب الله»، وضمان الأمن المستدام لسكان جانبي الحدود.

في موازاة ذلك، بث الجيش الإسرائيلي تسجيلات مصوّرة للأسير عماد أمهز الذي قُدّم بوصفه ضابطاً في «حزب الله» والذي خُطف في عملية نفذتها وحدة كوماندوز قبل عام في شمال لبنان. واعترف أمهز في التسجيلات بأنَّه قاد قوات سلاح بحرية تابعة للحزب ولإيران، ما أثار مخاوف من أن أقواله تندرج في إطار حملة تروّج لها تل أبيب لإقناع واشنطن بـ«ضرورة توجيه ضربة لـ(حزب الله)».

في المقابل، انتهت اجتماعات باريس المتعلقة بلبنان برضا العواصم المعنية الثلاث (باريس، وواشنطن، والرياض) عن أداء الجيش والتزامه الانتهاء من المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح مع نهاية العام الحالي، فيما تم الاتفاق على عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش في فبراير (شباط) المقبل.


السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
TT

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيّرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان - 10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

وذكرت الوزارة أن التقييمات الأولية تشير إلى أن الطائرة المسيرة ​كانت تُستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، مضيفةً أن التحقيق في الواقعة لا يزال جارياً، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات التركية فتحت تحقيقاً، الجمعة، بشأن طائرة غير مأهولة تحطمت شمال غربي تركيا بعد أيام من إسقاط البلاد لمسيرة أخرى دخلت المجال الجوي من البحر الأسود، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكان ولاية قوجه إيلي اكتشفوا طائرة غير مأهولة في أحد الحقول، مما دفع إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام.

واعترضت طائرات تركية من طراز «إف - 16»، الاثنين الماضي، ما وصفه مسؤولون بأنه مسيّرة «خارجة عن السيطرة» بعدما انتهكت المجال الجوي للبلاد.

وأفادت وزارة الدفاع بأنه جرى تدمير المسيرة في موقع آمن لحماية المدنيين والمجال الجوي. وحذرت الحكومة التركية بعد ذلك روسيا وأوكرانيا بأن عليهم الالتزام بأكبر قدر من الحذر فوق البحر الأسود.

وجاء هذا الإسقاط عقب سلسلة من الضربات الأوكرانية ضد ناقلات «أسطول الظل» الروسي قبالة الساحل التركي، مما زاد من المخاوف في تركيا بشأن خطر امتداد الحرب في أوكرانيا إلى المنطقة.


«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

TT

«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي
«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي

إظهار إسرائيل للبناني عماد أمهز الذي قدمته بوصفه «الضابط في الذراع العسكرية لـ(حزب الله)»، وهو يعترف بصوته وصورته بأنه قاد قوات سلاح بحرية تابعة للحزب ولإيران وتنطلق من بيروت لتنفيذ عمليات إرهاب ضد أميركا وغيرها من دول الغرب المعادية، جاء ضمن الحملة التي تروج لها السلطات الإسرائيلية لتبرير التصعيد الحربي على لبنان، ومحاولة لإقناع واشنطن وغيرها من العواصم الغربية بـ«ضرورة توجيه ضربة قاسية أخرى لـ(حزب الله) تضطره إلى نزع سلاحه».

ومع أن أمهز اعتقل قبل سنة، وتم في حينه التحقيق معه وتوثيق اعترافاته، فإن إسرائيل اختارت نشرها، قبيل اجتماع لجنة مراقبة وقف النار الدولية، التي التأمت بحضور مدنيين اثنين، لبناني وإسرائيلي في رأس الناقورة الحدودية، من جهة، وبعد الاجتماعات التي عُقدت في باريس الخميس في حضور مسؤولين لبنانيين وأميركيين وسعوديين وفرنسيين، وفيها اتفق على أن يقوم الجيش اللبناني بإجراء «توثيق جدي» للتقدم المحرز على صعيد نزع سلاح «حزب الله». فالإسرائيليون ليسوا راضين عن هذه التقييمات الإيجابية لأداء الجيش اللبناني. ويصرون على مواصلة تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان، بدعوى أنّ «حزب الله» يعيد بناء قدراته العسكرية بمساعدة إيران، ويشكّكون في فاعلية الجيش اللبناني في هذا المجال. وهم لا يخفون استعداداتهم للقيام بتصعيد أكبر ضد لبنان، علماً بأن غاراتهم اليومية تسببت بمقتل 340 لبنانياً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.

كان الجيش الإسرائيلي قد نشر، الجمعة، شريط فيديو يوثق اعترافات أمهز، ويكشف فيه مشروعاً بحرياً سرياً لـ«حزب الله»، واصفاً إياه بأنه أحد أكثر المشاريع حساسيةً وسريةً داخل التنظيم. ووفق المعطيات التي كُشف عنها، فإن هدف المشروع تُمثل في إنشاء بنية تحتية منظمة لتنفيذ عمليات إرهابية في البحر، تحت غطاء أنشطة مدنية، بما يتيح استهداف مصالح وأهداف إسرائيلية ودولية في المجال البحري، موجهة ضد «كل القوى المعادية وبينها الأميركية والغربية».

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن المشروع أُدير بشكل مباشر من قبل الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، إلى جانب فؤاد شكر، الذي شغل منصب رئيس أركان التنظيم، وكلاهما تم اغتيالهما في شهر سبتمبر (أيلول) 2024 خلال الحرب، ويقوده المسؤول المباشر عن «الملف البحري السري»، علي عبد الحسن نور الدين، الذي تولى تنسيق وتطوير القدرات العملانية المرتبطة بهذا المشروع. وقال أمهز في هذا الشريط إن العملية التي قادت إلى تفكيك خيوط المشروع تعود إلى نحو عام، حين نفذ مقاتلو وحدة الكوماندوز البحري التابعة للجيش الإسرائيلي عملية خاصة أُطلق عليها اسم «من وراء الخطوط»، في بلدة البترون شمال لبنان، على بعد 140 كيلومتراً من الشواطئ الإسرائيلية، التي اعتقلت القوة الإسرائيلية خلالها عماد أمهز، «العنصر البارز في وحدة صواريخ الساحل التابعة لـ(حزب الله)، ويُعد إحدى الشخصيات المركزية في (الملف البحري السري)».

ووضع الجيش الإسرائيلي لائحةً لقادة «حزب الله»، الذين تم اغتيالهم وبينها صورة علي نور الدين، الذي قالوا «إنه لم يقتل بعد، لكنه تحت مرمى السهام». وقال الأسير أمهز إن الوحدة البحرية لـ«حزب الله» تمكنت من تنفيذ عشرات العمليات السرية، بينها استخدام النقل البحري المدني للجنود وتفعيل دوريات وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وعمليات مراقبة وتجسس للبحرية الأميركية والغربية في البحر المتوسط.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن أمهز نُقل إلى إسرائيل وخضع لتحقيق أمني معمّق، تبيّن خلاله أنه تلقى تدريبات عسكرية متقدمة في إيران ولبنان، واكتسب خبرة بحرية واسعة خُصصت لتنفيذ هجمات إرهابية في البحر. كما أقر خلال التحقيق بدوره المحوري في المشروع البحري السري، وقدم معلومات استخبارية وُصفت بالحساسة، أسهمت في كشف طبيعة المشروع، هيكليته، وأهدافه العملانية. وشدد على أن هذا الكشف يسلط الضوء على سعي «حزب الله» لتوسيع ساحات المواجهة، ونقلها إلى المجال البحري، عبر استغلال واجهات مدنية، بما يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والملاحة الدولية، ويبرر، وفق البيان، مواصلة الجهود الاستخبارية والعملانية لإحباط مثل هذه المخططات.

ويرمي النشر على هذا النحو، أيضاً، لإبراز مدى فداحة خسائر «حزب الله» في هذه الحرب وإزالة الانطباع بأن قادته مقاتلون صلبون، وإظهارهم ضعفاء في الأسر الإسرائيلي يكشفون أوراقهم الأمنية. وهذه طريقة معروفة تتبعها إسرائيل منذ قيامها، بشكل خاص مع الفلسطينيين، وكذلك مع جنود مصريين وسوريين تم أسرهم في العمليات الحربية.