وضع رئيسة مجلس قرية إسرائيلية علم فلسطين على فيسبوك يثير احتجاجات

ناشطة مؤيدة لفلسطين خلال احتجاجات في نيويورك (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناشطة مؤيدة لفلسطين خلال احتجاجات في نيويورك (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

وضع رئيسة مجلس قرية إسرائيلية علم فلسطين على فيسبوك يثير احتجاجات

ناشطة مؤيدة لفلسطين خلال احتجاجات في نيويورك (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناشطة مؤيدة لفلسطين خلال احتجاجات في نيويورك (أرشيفية - أ.ف.ب)

أثارت رئيسة المجلس المحلي للقرية التعاونية في راس الناقورة، نوريت غباي، موجة احتجاج صاخبة ضدها، بسبب وضعها صورتها وهي تحمل علم فلسطين على «بروفايل» صفحتها في «فيسبوك»، للتأكيد على رفضها إهمال القضية الفلسطينية في الحكومة الجديدة.

وقد اتهمها مؤيدو الحكومة، وقسم كبير من المعارضة أيضاً، بمساعدة «العدو» والمساس بمشاعر ملايين الإسرائيليين الذين «يعتبرون علم فلسطين رمزاً للإرهاب». وأجبروها على إنزال العَلَم عن الصفحة، لكنها وضعته في مجموعة الصور على صفحتها.

غباي كانت قد انتُخِبت رئيسة للمجلس المحلي في قريتها الواقعة على حدود لبنان، وتُعتبر قائدة واعدة في الجليل تنتمي إلى قوى السلام التي تؤمن بحل الدولتين، وتعتبر سياسة طمس القضية الفلسطينية خطأ فادحاً ارتكبته الحكومات السابقة والحالية. وترى أن من واجب القوى اليهودية الوطنية أن ترفع صوتها ضد هذه السياسة، لأنها تلحق ضرراً تاريخياً واستراتيجياً بالدولة.
غباي رفضت الدعوات لإقالتها من منصبها بقولها: «أنا انتُخِبتُ بشكل ديمقراطي بفضل إنجازاتي للسكان. وموقفي في الموضوع الفلسطيني موقف شخصي لا يؤثر على المهام التي أؤديها بنجاح. ويجب الفصل بين هذا وذاك».


رئيسة المجلس المحلي للقرية التعاونية في راس الناقورة نوريت غباي
وقد أثار موقفها نقاشات حادة داخل القرية، ما فتئت أن اتسعت لتشمل قوى أخرى في إسرائيل. واستغلَّت قوى اليمين المتطرف هذا الحدث للتحريض عليها؛ فكتبوا في الشبكات الاجتماعية أنها «تجاوزت الخط الأحمر»، و«تساند الإرهابيين الذين يقتلون إسرائيليين في القدس وغيرها تحت راية هذا العَلَم»، وأنها «ترفع العَلَم الذي يلوح به أولئك الذين يحاولون قتل جنودنا في ساحة الحرب». وكتبت إحدى مؤيدات رئيسة المجلس: «إنها إنسانة رائعة وقديرة ومحبوبة، لكن عليها ألا تقحم السياسة العامة في السياسة المحلية، ولا أن تتخذ موقفاً فظاً كهذا في وقت يتم فيه قتل إسرائيليين».

المعروف أن رفع عَلَم فلسطين لا يُعدّ مخالفة قانونية في إسرائيل، خصوصاً بعد توقيع اتفاقيات أوسلو التي ارتفع فيها هذا العلم إلى جانب العلم الإسرائيلي في كل اللقاءات السياسية والمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. وفي عهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت، تم رفع علم فلسطين على سطح مقره الرسمي. لكن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أعلن أنه ينوي سَنّ قانون يمنع رفع علم فلسطين في إسرائيل، وأصدر تعليمات تحظر رفعه في المرافق العامة. كما أن شرطته تعتدي على كل مَن يرفع علم فلسطين في المظاهرات في تل أبيب، أو في المدن والقرى العربية في إسرائيل.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.