وفاة طفل بأسيوط تعيد الجدل بشأن «الحَقن بالصيدليات» في مصر

رغم إجراءات رسمية للحد منها

وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
TT
20

وفاة طفل بأسيوط تعيد الجدل بشأن «الحَقن بالصيدليات» في مصر

وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري في اجتماع سابق لبحث آليات تنظيم «الحَقن بالصيدليات» (وزارة الصحة المصرية)

جددت وفاة طفل بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) إثر حقنه بعقار «مضاد حيوي» داخل إحدى الصيدليات، الجدل بشأن إجراءات ضبط الحقن في الصيدليات. وأمرت النيابة في مصر بحبس عامل صيدلية، أربعة أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بحقن طفل (11 عاماً) بمضاد حيوي؛ ما أفضى إلى وفاته، وأشار بيان النيابة، إلى إن «الواقعة شكّلت جناية الجرح العمدي المفضي إلى الموت، فضلاً عن جُنحة اتهامه بمزاولة مهنة الطب البشري دون ترخيص».
وطالبت النيابة المواطنين، في بيان رسمي مساء الثلاثاء، بـ«ضرورة الامتناع التام عن حقن المرضى بالمخالفة للقوانين والقرارات، وفي غير الأماكن المخصصة، ومن غير المختصين بذلك؛ حفاظاً على أرواح المرضى، ولسرعة تداركهم بالعلاج حال حدوث المضاعفات». وقالت النيابة، إن «مزاولة كثير من غير المتخصصين لاختصاصات مهنتي الطب البشري والصيدلة، أفضى إلى عبث بأرواح الناس، وكثير منهم أطفال». وأكدت عزمها «التصدي لمرتكبي هذه الجرائم بكل حزم، وملاحقتهم بإجراءات قانونية رادعة».
وتعليقاً على الواقعة، قال الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة صيادلة القاهرة، إن «الصيادلة ملتزمون بأداء واجبهم طبقاً للقانون الذي يمنع إعطاء الحقن بالصيدليات، وما يحدث هو أخطاء من حالات فردية ولا يجب تعميمها»، مشيراً إلى أن «الصيدليات ليس بها إجراءات لإسعاف المريض في حالة التحسس من حقن المضاد الحيوي». وأضاف رمزي في تصريحات تلفزيونية، أن «وزارة الصحة تضع حالياً خريطة استرشادية لصرف المضادات الحيوية، عن طريق الوصفة الطبية».
وأشارت عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) إيرين سعيد، إلى «وجوب تطبيق إجراءات رسمية لتنظيم مسألة الحقن داخل الصيدليات، سواء حقن وريدية أو عن طريق العضل». وأكدت عضوة لجنة الصحة بالبرلمان، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، على «ضرورة مد المستشفيات وأقسام الاستقبال بكوادر من التمريض والفنيين المتدربين لإعطاء الحقن للمرضى، لا سيما الأدوية التي قد تتسبب في حساسية».
وتعيد الواقعة إلى الأذهان حوادث شبيهة شهدتها مصر أخيراً، أبرزها الواقعة الذي أودت بحياة الطفلتين إيمان، وسجدة، في مدينة مينا البصل بالإسكندرية (شمال مصر)، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعدما تم «حقنهما بمضاد حيوي من دون اختبار حساسية مُسبق، بإحدى الصيدليات».
وقد أثار هذا الحادث جدلاً واسعاً في أروقة الرأي العام المصري، واكبه قرار وزاري أعلنه وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بشأن «تنظيم عملية السماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء الدواء عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد، بعد مراجعة الضوابط المنصوص عليها سابقاً، ومن خلال التنسيق والتشاور بين الوزارة والجهات المعنية المتمثلة في (لجنة الصحة بمجلس النواب، نقابة الأطباء، نقابة الصيادلة، هيئة الدواء المصرية)؛ ما يضمن حقوق الصيادلة والتيسير على المرضى».
وتضمن القرار الإعلان عن «بدء تنظيم دورات تدريبية متقدمة لأعضاء الفريق الطبي بمحافظات الجمهورية كافة، ومنحهم الشهادات والتراخيص اللازمة لضمان سلامة المرضى، عبر حزمة تدريبية تم إعدادها من قِبل المختصين بوزارة الصحة»، وأن «توفير التأهيل المناسب، لا يقل أهمية عن وجود إطار قانوني منظم للإجراءات الطبية كافة»، حسبما أفاد المتحدث باسم وزير الصحة المصري الدكتور حسام عبد الغفار، آنذاك.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر والمغرب يفتحان حدودهما المشتركة استثنائياً

المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
TT
20

الجزائر والمغرب يفتحان حدودهما المشتركة استثنائياً

المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)
المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)

أعلنتْ جمعية مغربية مهتمة بأوضاع المهاجرين الذين يواجهون مخاطر، أمس، عن فتح الحدود مع الجزائر استثنائياً مرتين في شهري فبراير (شباط) الماضي، ومارس (آذار) الحالي، لتسلم 74 مغربياً على دفعتين، كانوا محتجزين لدى السلطات الجزائرية بتهمة محاولة الهجرة غير النظامية إلى سواحل أوروبا.

ورغم أن العلاقات بين الجارين المغاربيين مقطوعة منذ نحو 4 سنوات، والحدود مغلقة منذ 31 عاماً، فإنهما حافظا على أشكال من التعاون في طبقاتها الدنيا، كما هي الحال في مجال مواجهة الهجرة غير النظامية، حيث تشهد الحدود مرور عدد كبير من الأشخاص، بغرض عبور البحر المتوسط في قوارب تقليدية، باتجاه سواحل إسبانيا القريبة من البلدين.

وأكدت مصادر حكومية جزائرية لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات تسليم الرعايا المغاربة جرت بفضل التنسيق مع قنصليات المغرب في العاصمة الجزائر، وفي وهران وتلمسان غرب البلاد.